الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - باب ما يُقْرَأُ فِي الوِتْرِ
1423 -
حَدَّثَنا عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ ح، وحَدَّثَنا إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ أَنَسٍ - وهذا لَفْظُهُ - عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ وَزُبَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَي بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوتِرُ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَ {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} والله الوَاحِدُ الصَّمَدُ (1).
1424 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنا خُصَيْفٌ عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ المُؤْمِنِينَ بِأي شَيء كَانَ يُوتِرُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ مَعْناهُ قَالَ: وَفِي الثَّالِثَةِ بِـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمُعَوِّذَتَيْنِ (2).
* * *
باب ما يقرأ في الوتر
[1423]
(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أبو حفص) عمر بن عبد الرحمن (الأبار) بتشديد الباء الموحدة كما تقدم قريبًا، (ح (3) وثنا إبراهيم بن موسى، أنا محمد بن أنس) (4) العدوي [مولى عمر بن الخطاب] (5) الكوفي ثم الدينوري (6). قال أبو حاتم: صحيح الحديث.
(1) رواه النسائي 3/ 235، وابن ماجه (1171)، وأحمد 5/ 123.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1279).
(2)
رواه الترمذي (463)، وابن ماجه (1173)، وأحمد 6/ 227.
وحسنه الألباني في "المشكاة"(1269).
(3)
من (ر).
(4)
في (م): إدريس.
(5)
من (ر).
(6)
زاد في (م): أنه.
(وهذا لفظه) دون (1) إبراهيم بن موسى (عن الأعمش، عن طلحة وزبيد) بضم الزاي، وفتح الباء الموحدة، وسكون ياء التصغير ثم دال، وهو ابن الحارث اليامي (2).
(عن سعيد بن (3) عبد الرحمن بن أبزى) بسكون الباء الموحدة وفتح الزاي الخزاعي الكوفي (4).
(عن أبيه) عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي مولى نافع بن عبد الحارث هو معدود من الصحابة كما ذكره الذهبي في "تجريد أسماء الصحابة"(5). وقال: [استعمله علي على](6) خراسان واستخلفه مولاه على مكة حين لقي عمر بعسفان، وقال مولاه (7): إنه يا أمير المؤمنين قارئ لكتاب الله، عالم بالفرائض. روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر وغيرهما.
(عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر) وللنسائي (8): كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ في الوتر (بسبح اسم ربك الأعلى وقل للذين) بكسر لام الجر الأولى (كفروا) [يعني "قل يا أيها الكافرون"
(1) في (م): روى.
(2)
في (م): اليماني.
(3)
في (ر): عن.
(4)
في (م): بالكوفة.
(5)
"تجريد أسماء الصحابة"(3632).
(6)
في (م): استعبر على.
(7)
من (ر).
(8)
"سنن النسائي" 3/ 235.
وقرأ أبي (قل للذين كفروا قل يا أيها الكافرون)] (1) ويشبه أن يكون التقدير: قل للذين كفروا: لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد، وهو معنى الآية.
(والله) بالرفع (الواحد) يدل على أن [أصل الأحد](2) في الآية بمعنى الواحد (3)، وأن أصل أحد وحد، فأبدلت الواو همزة، ويقع على المذكر والمؤنث، قال الله تعالى:{يَانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ} (4)، ويكون أحد مرادفًا للواحد في موضعين سماعًا، أحدهما وصف اسم الباري فيقال: الواحد وهو الأحد؛ لاختصاصه بالأحدية، فلا يشركه فيها غيره، ولهذا لا ينعت به غير الله، فلا يقال: رجل أحد، ولا درهم أحد، ونحو ذلك. والموضع الثاني أسماء العدد للغلبة وكثرة الاستعمال، فيقال: أحد وعشرون، وواحد وعشرون، وفي غير هذين الموضعين يقع الفرق بينهما في الاستعمال بأن الأحد لنفي ما يذكر معه فلا يستعمل [إلا في الجحد لما فيه من العموم نحو: ما قام أحد، أو مضافًا نحو: ما قام أحد الثلاثة، والواحد اسم لمفتتح العدد يستعمل] (5) في الإثبات مضافًا وغير مضاف (6)(الصمد) هو السيد الذي انتهى إليه السؤدد، وقيل: الذي يصمد إليه (7) في الحوائج [أي: يقصد](8)، ولم أجد هذِه الرواية لغير المصنف.
(1) من (ر).
(2)
في (م): الواحد.
(3)
في (م): الأحد.
(4)
الأحزاب: 32.
(5)
من (ر).
(6)
انظر: "المصباح المنير"[وحد].
(7)
زيادة يقتضيها السياق.
(8)
من (ر).
[1424]
(حدثنا أحمد بن أبي شعيب) الحراني شيخ البخاري (ثنا محمد بن سلمة) بفتح السين واللام ابن عبد الله الباهلي، أخرج له مسلم.
قال ابن سعد: كان ثقة فاضلًا عالمًا له فضل ورواية وفتوى (1).
(ثنا خصيف) بضم الخاء المعجمة، وفتح الصاد المهملة مصغر، ابن عبد الرحمن [الباهلي الجزري](2) صدوق سيِّئ الحفظ.
(عن عبد العزيز ابن جريج) المكي، والد الفقيه عبد الملك بن جريج، حسَّن الترمذي حديثه هذا.
وقال العقيلي: إسناده صالح، ولكن حديث ابن عباس وأبي بن كعب بإسقاط المعوذتين أصح (3).
قال ابن الجوزي: أنكر أحمد ويحيى بن معين زيادة المعوذتين (4).
(قال: سألت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: بأي شيء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر؟ فذكر معناه) المذكور [عبد العزيز (قال) سألت عائشة](5)(وفي الثالثة)(6)[ولفظ الترمذي وابن ماجه عن عبد العزيز: سألت عائشة: بأي شيء كان يوتر صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان يقرأ في الأولى: بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} "، وفي الثانية: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وفي الثالثة](7) يقرأ (بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين) بكسر الواو، اسم
(1)"الطبقات الكبرى" لابن سعد 7/ 485.
(2)
سقط من (ر).
(3)
"الضعفاء" للعقيلي 3/ 12.
(4)
"التحقيق في أحاديث الخلاف" 1/ 458.
(5)
في (م): وقال.
(6)
في النسخ: الثانية.
(7)
ساقطة من (م).
الفاعل وهما: {قُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ الفَلَقِ} و {قُل أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} سميتا بذلك لأنهما عوذتا قارئهما من كل سوء أي: عصمتاه منه.
وبهذه الرواية أخذ الشافعي (1) ومالك (2) في الوتر، وقال في الشفع: لم يبلغني فيه شيء معلوم (3)، وبحديث أبي بن كعب: كان (4) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوتر بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد. أخذ أحمد بن حنبل وبه أخذ الثوري وإسحاق (5)(6) وأصحاب الرأي (7).
وروى الإمام أحمد بن إبراهيم الدورقي في "مسند علي" عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يوتر بتسع سور من المفصل (8) يقرأ (9) ألهاكم التكاثر، والقدر، وإذا زلزلت، والعصر، وإذا جاء نصر الله، والكوثر، وقل يا أيها الكافرون، وتبت، وقل هو الله أحد، في كل ركعة ثلاث سور (10).
(1)"الأم" 1/ 259.
(2)
"المدونة" 1/ 212.
(3)
"المغني" 2/ 599.
(4)
في (م): أن.
(5)
"المغني" 2/ 599.
(6)
زاد في (م) هنا: وأصحاب أبي بن كعب.
(7)
"المبسوط" 1/ 318.
(8)
في (م): الفيل.
(9)
في (م): بعد.
(10)
أخرجه الدورقي كما في "كنز العمال"(21881). وكذا أخرجه الترمذي (460)، وأحمد (678) من طريق الحارث عن علي بنحوه.
وقال الألباني في "ضعيف سنن الترمذي"(333): ضعيف جدًّا.