الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
23 - باب جماع أبواب الدُّعاءِ
1479 -
حَدَّثَنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الحوضي، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ ذَرٍّ، عَنْ يُسَيْعٍ الحَضْرَمِيِّ عَنِ النُّعْمانِ بْنِ بَشِيرٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"الدُّعاءُ هُوَ العِبادَةُ، قَالَ رَبُّكُمُ {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} "(1).
1480 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ زِيادِ بْنِ مِخْراقٍ عَنْ أَبِي نُعامَةَ، عَنِ ابن لِسَعْدٍ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعَنِي أَبِي وَأَنا أَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أسْأَلُكَ الجَنَّةَ وَنَعِيمَها وَبَهْجَتَها وَكَذا وَكَذا وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النّارِ وَسَلاسِلِها وَأَغْلالِها وَكَذا وَكَذا فَقَالَ: يا بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعاءِ". فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ إِنْ أُعْطِيتَ الجَنَّةَ أُعْطِيتَها وَما فِيها مِنَ الخَيْرِ وَإِنْ أُعِذْتَ مِنَ النّارِ أُعِذْتَ مِنْها وَما فِيها مِنَ الشَّرِّ (2).
1481 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنا حَيْوَةُ أَخْبَرَنِي أَبُو هانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هانِئٍ أَنَّ أَبا عَلِيٍّ عَمْرَو بْنَ مالِكٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ فَضالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ صاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَدْعُو فِي صَلاتِهِ لَمْ يُمَجِّدِ اللهَ تَعالَى وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"عَجِلَ هذا". ثُمَّ دَعاهُ فَقَالَ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ: "إِذا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ رَبِّهِ جَلَّ وَعَزَّ والثَّناءِ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ يَدْعُو بَعْدُ بِما شاءَ"(3).
1482 -
حَدَّثَنا هارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ هارُونَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ
(1) رواه الترمذي (2969)، وابن ماجه (3828)، وأحمد 4/ 267، والنسائي في "الكبرى"(11464). وصححه الألباني في "أحكام الجنائز"(124).
(2)
رواه أحمد 1/ 172، وأبو يعلى 2/ 71 (715)، والطيالسي (197).
وحسنه الألباني في "صحيح الجامع"(3671).
(3)
رواه الترمذي (3476)، والنسائي 3/ 44، وأحمد 6/ 18.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1331).
شَيْبانَ، عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يسْتَحِبُّ الجَوامِعَ مِنَ الدُّعاءِ وَيَدَعُ ما سِوى ذَلِكَ (1).
1483 -
حَدَّثَنا القَعْنَبِيُّ، عَنْ مالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ لِيَعْزِمِ المَسْأَلَةَ فَإِنَّهُ لا مُكْرِهَ لَهُ"(2).
1484 -
حَدَّثَنا القَعْنَبِيُّ، عَنْ مالِكٍ، عَنِ ابن شِهابٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"يُسْتَجابُ لأَحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي"(3).
1485 -
حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنا عَبْدُ المَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيْمَنَ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحاقَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لا تَسْتُرُوا الجُدُرَ مَنْ نَظَرَ فِي كِتابِ أَخِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَإِنَّما يَنْظُرُ فِي النّارِ سَلُوا اللهَ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ وَلا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِها فَإِذا فَرَغْتُمْ فامْسَحُوا بِها وُجُوهَكُمْ".
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رُوِيَ هذا الحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ كُلُّها واهِيَةٌ وهذا الطَّرِيقُ أَمْثَلُها وَهُوَ ضَعِيفٌ أَيْضًا (4).
1486 -
حَدَّثَنا سُلَيْمانُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ البَهْرانِيُّ قَالَ: قَرَأْتُهُ فِي أَصْلِ إِسْماعِيلَ - يَعْنِي ابن عَيّاشٍ - حَدَّثَنِي ضَمْضَمٌ عَنْ شُرَيْحٍ، حَدَّثَنا أَبُو ظَبْيَةَ أَنَّ أَبا بَحْرِيَّةَ السَّكُونِيَّ
(1) رواه أحمد 6/ 148، والطيالسي (1594).
وصححه الألباني في "صحيح الجامع"(4949).
(2)
رواه البخاري (6339).
(3)
رواه البخاري (6340).
(4)
رواه ابن ماجه (1181، 3866)، والحاكم 1/ 536، والبيهقي 2/ 212 من طريق المصنف، والبغوي في "شرح السنة" 5/ 204.
وضعفه الألباني في "الإرواء" 2/ 180.
حَدَّثَهُ، عَنْ مالِكِ بْنِ يَسارٍ السَّكُونِيِّ ثُمَّ العَوْفِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فاسْأَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ وَلا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِها". قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ سُليْمانُ بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ لَهُ عِنْدَنا صُحْبَةٌ يَعْنِي مالِكَ بْنَ يَسارٍ (1).
1487 -
حَدَّثَنا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، حَدَّثَنا سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَبْهانَ، عَنْ قَتادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ قال: رأيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو هَكَذا بِباطِنِ كَفَّيْهِ وَظاهِرِهِما (2).
1488 -
حَدَّثَنا مُؤَمَّلُ بْنُ الفَضْلِ الحَرّانِيُّ، حَدَّثَنا عِيسَى - يَعْنِي ابن يُونُسَ - حَدَّثَنا جَعْفَرٌ - يَعْنِي ابن مَيْمُونٍ صاحِبَ الأَنْماطِ - حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمانَ، عَنْ سَلْمانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ رَبَّكُمْ تبارك وتعالى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُما صِفْرًا"(3).
1489 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا وُهَيْبٌ - يَعْنِي: ابن خالِدٍ - حَدَّثَنِي العَبَّاسُ بْن عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ قَالَ: المَسْأَلَةُ أَنْ تَرْفَعَ يَدَيْكَ حَذْوَ مَنْكِبَيْكَ أَوْ نَحْوَهُما والاسْتِغْفارُ أَنْ تُشِيرَ بِأُصْبُعٍ واحِدَةٍ والابْتِهالُ أَنْ تَمُدَّ يَدَيْكَ جَمِيعًا (4).
(1) رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 4/ 410، والطبراني في "الشاميين" 2/ 432 (1639)، وابن قانع في "معرفة الصحابة" 3/ 47، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 5/ 2474. وقال الألباني في "الصحيحة": إسناده جيد (595).
(2)
رواه أحمد 3/ 123، وأبو يعلى 6/ 240 (3534).
وقال الألباني في "صحيح أبي داود"(1336): حديث صحيح بلفظ: جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه، وباطنهما مما يلي الأرض.
(3)
رواه الترمذي (3556)، وابن ماجه (3865)، وأحمد 5/ 438.
وصححه الألباني في "صحيح الجامع"(1757).
(4)
رواه عبد الرزاق 2/ 250 (3247)، والطبراني في "الدعاء"(208)، والحاكم 4/ 320، والبيهقي في "الدعوات الكبير"(314). =
1490 -
حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ عُثْمانَ، حَدَّثَنا سُفْيانُ حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ بهذا الحَدِيثِ قَالَ: فِيهِ والابْتِهالُ هَكَذا وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَجَعَلَ ظُهُورَهُما مِمّا يَلِي وَجْهَهُ (1).
1491 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فارِسٍ، حَدَّثَنا إِبْراهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَخِيهِ إِبْراهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ (2).
1492 -
حَدَّثَنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنا ابن لَهِيعَةَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ هاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقّاصٍ عَنِ السّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَعا فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَسَحَ وَجْهَهُ بِيَدَيْهِ (3).
1493 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا يَحْيَى عَنْ مالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إله إلَّا أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. فَقَالَ: "لَقَدْ سَأَلْتَ اللهَ بِالاِسْمِ الذِي إِذَا سُئِلَ بهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ"(4).
1494 -
حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خالِدٍ الرَّقِّيُّ، حَدَّثَنا زَيْدُ بْنُ حُبابٍ، حَدَّثَنا مالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ بهذا الحَدِيثِ قَالَ: فِيهِ: "لَقَدْ سَأَلْتَ اللهَ عز وجل بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ"(5).
= وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1338).
(1)
صححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1339)، وانظر ما قبله.
(2)
صححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1340)، وانظر سابقيه.
(3)
رواه أحمد 4/ 221، والطبراني في "الكبير" 22/ 241 (631)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 5/ 2787. وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود" (262/ 2).
(4)
رواه الترمذي (3475)، وابن ماجه (3857)، وأحمد 5/ 350، والنسائي في "الكبرى"(7666).
وصححه الألباني في "الصحيحة" 6/ 985.
(5)
انظر السابق.
1495 -
حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الحَلَبِيُّ، حَدَّثَنا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حَفْصٍ - يَعْنِي: ابن أَخِي أَنَسٍ - عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جالِسًا وَرَجُلٌ يُصَلِّي، ثُمَّ دَعا اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمْدَ لا إله إلَّا أَنْتَ المَنّانُ بَدِيعُ السَّمَواتِ والأَرْضِ يا ذا الجَلالِ والإِكْرامِ يا حَي يا قَيُّومُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لَقَدْ دَعا اللهَ بِاسْمِهِ العَظِيمِ الذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجابَ وَإِذا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى"(1).
1496 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زِيادٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْماءَ بِنْتِ يَزِيدَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "اسْمُ اللهِ الأعْظَمُ فِي هاتَيْنِ الآيَتَيْنِ {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} وَفاتِحَةُ سُورَةِ آلِ عِمْرانَ {الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (2).
1497 -
حَدَّثَنا عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا حَفْصُ بْنُ غِياثٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابِتٍ عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عائِشَةَ قَالَتْ: سُرِقَتْ مِلْحَفَةٌ لَها فَجَعَلَتْ تَدْعُو عَلَى مَنْ سَرَقَها، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"لا تُسَبِّخِي عَنْهُ".
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لا تُسَبِّخِي أي: لا تُخَفِّفِي عَنْهُ (3).
1498 -
حَدَّثَنا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ سالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: اسْتَأْذَنْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي العُمْرَةِ فَأَذِنَ لِي وقَالَ: "لا تَنْسَنا يا أُخَي مِنْ دُعائِكَ". فَقَالَ: كَلِمَةً ما يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِها الدُّنْيا قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ لَقِيتُ عاصِمًا بَعْدُ بِالمَدِينَةِ فَحَدَّثَنِيهِ وقَالَ: "أَشْرِكْنا يا أُخَي فِي
(1) رواه الترمذي (3544)، والنسائي 3/ 52، وابن ماجه (3858)، وأحمد 3/ 120، والبخاري في "الأدب المفرد"(705).
وصححه الألباني في "الصحيحة"(3411).
(2)
رواه الترمذي (3478)، وابن ماجه (3855)، وأحمد 6/ 461.
وحسنه الألباني في "صحيح الجامع"(980).
(3)
رواه أحمد 6/ 45، والنسائي في "الكبرى"(7359).
وصححه الألباني "صحيح أبي داود"(1343/ م).
دُعائِكَ" (1).
1499 -
حَدَّثَنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنا أَبُو مُعاوِيَةَ، حَدَّثَنا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صالِحٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقّاصٍ قَالَ: مَرَّ عَلي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَنا أَدْعُو بِأُصْبُعَي فَقَالَ: "أَحِّدْ أَحِّدْ". وَأَشارَ بِالسَّبّابَةِ (2).
* * *
باب جماع أبواب الدعاء
[1479]
(ثنا حفص بن عمر) الحوضي (ثنا شعبة، عن منصور، عن ذر) بفتح الذال وتشديد الراء ابن عبد الله بن زرارة الهمداني الكوفي موثق (3)(عن يسيع) بضم الياء المثناة تحت وفتح السين المهملة ثم مثناة تحت ثم عين مهملة وهو ابن معدان، وثق (4)(الحضرمي) نسبة إلى حضرموت بفتح الراء والميم من بلاد اليمن في أقصاها.
(ثنا النعمان بن بشير، عن النبي صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة) كذا رواه الترمذي وزاد: ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ} الآية. وقال: حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث ذر (5). وروي أيضًا عن أنس، عن
(1) رواه الترمذي (3562)، وابن ماجه (2894).
وضعفه الألباني في "صحيح أبي داود"(264).
(2)
رواه النسائي 3/ 38، والبزار 4/ 69 (1236)، وأبو يعلى 3/ 123 (793)، والطبراني في "الدعاء"(216).
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1344).
(3)
"تقريب التهذيب"(1849).
(4)
"تقريب التهذيب"(7864).
(5)
"جامع الترمذي"(3372).
النبي: "الدعاء مخ العبادة"(1) وهو بمعنى الحديث؛ لأن مخ الشيء خالصه وأصله الذي به قوامه، كما قيل:"الحج عرفة". وإنما كان الدعاء مخ العبادة وأمرها؛ لأمرين: أحدهما: أنه امتثال أمر الله حين قال: {ادْعُونِي} فهو محض العبادة وخالصها، الثاني: أنه إذا رأى لحاح الأمور من الله قطع أمله عما سواه ودعاه لحاجته دون غيره، وهذا هو أصل العبادة والمقصود منها؛ ولأن المقصود من العبادة الثواب عليها وهو المطلوب بالدعاء.
({وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي}) اعبدوني دون غيري ({أَسْتَجِبْ لَكُمْ}) أجبكم وأثيبكم وأغفر لكم. هذا قول أكثر المفسرين {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} (2) قال السدي: عن دعائه، والعبادة هي الدعاء (3). لكن غاير بينهما في اللفظ، فأمر الله بالدعاء وحض عليه وسماه عبادة، ووعدهم أن يستجيب لهم، ومنه قوله تعالى:{أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (4) أي: أقبل عبادة من عبدني، وقيل لسفيان: ادع الله. قال: إن ترك الذنوب هو الدعاء (5).
[1480]
(حدثنا مسدد، ثنا يحيى) بن سعيد القطان (ثنا شعبة (6)، عن
(1)"جامع الترمذي"(3371). قال أبو عيسى: حديث غريب من هذا الوجه. وقال الألباني في "ضعيف الترمذي"(3611): ضعيف.
(2)
غافر: 60.
(3)
"تفسير الطبري" 21/ 408.
(4)
البقرة: 186.
(5)
"تفسير الطبري" 21/ 408.
(6)
في (ر): سعيد. والمثبت من "سنن أبي داود".
زياد بن مخراق) بكسر الميم عن السمعاني (1)، وزياد هو المزني (عن أبي نعامة) عن ابن لسعد) ابن أبي وقاص، فإن كان عمر فقد حط عليه ابن معين لقتاله الحسين وقد قتله المختار.
([أنه قال: سمعني أبي وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها] (2) وبهجتها) وزاد أحمد: وإستبرقها (3) أي: حسنها وما فيها من المستلذات.
(وأغلالها) واحدها غل بضم الغين وهو الذي يكون في الرقبة من الحديد.
(يا بني) بكسر الياء المشددة وفتحها لغتان، قرئ بهما في السبع (4).
([إني سمعت رسول الله يقول: سيكون قوم] (5) يعتدون) بتخفيف الدال (في) الطهور و (الدعاء) روى هذا الحديث أحمد (6) وابن حبان (7) والحاكم (8) وغيرهم، وليس للمصنف هذا، ولابن ماجه ذكر "الطهور"(9)، لكن تقدم في الطهارة في باب الإسراف في الوضوء،
(1)"الأنساب" 12/ 130.
(2)
ساقطة من الأصل.
(3)
"مسند أحمد" 1/ 172.
(4)
قرأ عاصم بالفتح وباقي السبعة بالكسر في قوله تعالى: {يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا} . انظر: "السبعة" لابن مجاهد ص 334.
(5)
ساقطة من الأصل.
(6)
"مسند أحمد" 4/ 87.
(7)
"صحيح ابن حبان"(6763).
(8)
"المستدرك" 1/ 540.
(9)
"سنن ابن ماجه"(3864).
وذكر الطهور: أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها. . (1). الحديث بتمامه، والاعتداء: مجاوزة ما أمروا به، والخروج عن الوضع المقدر في الشرع من كل شيء من الدعاء، وماء الطهور وترابه وغير ذلك، وقد استدل بالرواية التي ذكر الطهور فيها على كراهة الإسراف في ماء الوضوء والغسل، ولو كان على شاطئ البحر، وفي "شرح المهذب" وجه أنه حرام (2)، والحديث حجة.
وأما الاعتداء في الدعاء فقال القرطبي: أبواب الاعتداء كثيرة منها: أن لا يتكلف السجعات في الدعاء، وأن لا يبالغ في رفع الصوت بل بين المخافتة والجهر كما قال:{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} (3)(4).
قال ابن عطية: تضرعًا: أي بخشوع واستكانة، وخفية: أي في أنفسكم (5). وقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء، ولا يسمع لهم صوت إن هو إلا الهمس بينهم وبين ربهم، وروى ابن أبي شيبة عن مجاهد: أنه سمع رجلًا يرفع صوته بالدعاء فرماه بالحصا (6)، وقيل في معنى الحديث: إن الاعتداء هو الجهر الكثير والصياح، وفي الحديث: "اربعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصم أبكم إنكم
(1) سبق برقم (96).
(2)
"المجموع" 2/ 190.
(3)
الأعراف: 55.
(4)
"الجامع لأحكام القرآن" 7/ 355. بمعناه.
(5)
"المحرر الوجيز" 2/ 410.
(6)
"مصنف ابن أبي شيبة"(8545).
تدعون سميعًا بصيرًا" (1) (فإياك) تحذيرًا (أن تكون منهم) ثم بين علة التحذير: (إنك إن أعطيت الجنة أعطيتها و) جميع (ما فيها) من النعيم والبهجة والإستبرق والحور العين وغير ذلك (من) أنواع (الخيرات، وإن أعذت من النار أعذت منها و) جميع (ما فيها من الشر) والعذاب، وفيه دليل على أن الداعي لا يأتي في دعائه صفات ما يسأله، ولا بأنواعه ومتعلقاته كما في الحديث، بل يأتي بالكلمات الجوامع للمعاني الكثيرة، ويدل عليه ما رواه ابن ماجه، والحاكم وصححه عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: "عليك بالجوامع الكوامل، قولي: اللهم إني أسألك الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم" (2).
[1481]
(ثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الله بن يزيد) مولى آل عمر بن الخطاب (حدثنا حيوة) بن شريح (ثنا أبو هانئ حميد بن هانئ) الخولاني، أخرج له مسلم والأربعة.
(أن أبا [علي عمرو] (3) بن مالك) الجنبي المصري (4) وثقه ابن معين (5)(حدثه أنه سمع فضالة) بفتح الفاء (بن عبيد صاحب رسول الله [يقول سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم] (6) رجلًا يدعو في صلاته) يعني: في التشهد الأخير (لم يمجد الله) المجد: الشرف والتعظيم، وفي حديث قراءة الفاتحة: "إذا
(1) أخرجه البخاري (4205، 6384)، ومسلم (2704)(44).
(2)
ابن ماجه (3846)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 521 - 522 بمعناه.
(3)
في (ر): عمرو وعامر.
(4)
في (ر): البصري.
(5)
"تاريخ ابن معين رواية الدوري"(2544).
(6)
سقط من (ر).
قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: مالك، قال: مجدني عبدي" (1). قال العلماء: التحميد: الثناء بجميل الفعال، والتمجيد: الثناء بصفات الجلال، والثناء عليه بجميع ذلك كله.
(ولم يصل على النبي، فقال رسول الله: عجل) بكسر الجيم المخففة (هذا) الرجل من باب: تعب تعبًا، أي: أسرع في دعاء التشهد، يقال منه: عجل عجلة إذا أسرع فهو عاجل، قال الله حكاية عن موسى:{وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ} (2)(3). فيه ذم العجلة والإسراع في شيء من الصلاة؛ لأنها تمسكن وتواضع وطمأنينة. وفيه أن ترك التحميد والتمجيد والثناء على الله تعالى في التشهد لا يبطل الصلاة؛ إذ لو أبطلها لم يقره على ذلك؛ ولأمره بإعادتها (ثم دعاه فقال له - أو لغيره -) يحتمل أن تكون "أو" بمعنى "الواو" كما هو [في بعض](4) النسخ، ومنه قوله تعالى:{وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147)} (5)، فعلى هذا يكون الخطاب مناجاة (6) له ولغيره، ويدل [عليه ضمير](7) الجمع بعده.
(إذا صلى أحدكم فليبدأ)[في تشهده](8) إذا جلس، ويدل على هذا
(1) أخرجه مسلم (395)، والترمذي (2953).
(2)
طه: 84.
(3)
إلى هنا انتهى السقط في (م).
(4)
من (ر).
(5)
الصافات: 147.
(6)
من (م).
(7)
في (م): على المخبر.
(8)
من (ر).
ما رواه الترمذي عن أبي (1) ذر الغفاري (2) عن عبد الله يعني: ابن مسعود قال: كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر وعمر معه، فلما جلست بدأت بالثناء على الله تعالى، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم دعوت لنفسي، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"سل تعطه سل تعطه"(3).
(بتحميد ربه (4) والثناء عليه) (5) تقدم معناهما، [وأن الثناء أعم من التحميد والتمجيد (ثم يصلي على النبي)](6) وروى هذا الحديث الترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وفي بعض ألفاظه:"فليبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم ليصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليدع"(7)[بلام الأمر الدالة](8) على وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التشهد، وهو أحد الأدلة التي استدل بها على الوجوب، [ومنها ما رواه الحاكم في حديث عن سهل بن سعد:"لا صلاة لمن لم يصل على نبيه"(9)] (10)، ومنها ما رواه الحاكم أيضًا،
(1) و (2) سقط من (ر).
(3)
"جامع الترمذي"(593) قال أبو عيسى: حسن صحيح.
(4)
في (ر): الله.
(5)
و (6) من (ر).
(7)
أخرجه الترمذي (3477)، والنسائي في "المجتبى" 3/ 44 بمعناه، وابن خزيمة (710)، وابن حبان (1960)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 230. قال الترمذي: حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
(8)
في (م): للام الدال.
(9)
"المستدرك" 1/ 269.
(10)
سقط من (ر).
والبيهقي من طريق يحيى بن السباق، عن رجل من آل الحارث، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:"إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد"(1). ورجاله ثقات إلا (2) هذا الرجل الحارث (3) فينظر فيه.
(ثم يدعو بما شاء) فيه دليل على أنه يجوز الدعاء بالديني والدنيوي لقوله: "بما شاء"، وهو الصحيح عند الشافعي (4) والجمهور، وقيل: لا يجوز الدعاء بمثل: اللهم ارزقني جارية صفتها كذا وكذا [فإن دعا به](5) بطلت على هذا القول، وفي "البيان" وجه أنه إذا دعا بما يجوز أن يطلب من المخلوقين بطلت (6).
قال الإسنوي: وكأنه ضابط للوجه المتقدم.
[1482]
(حدثنا هارون بن عبد الله) بن مروان البغدادي البزار الحافظ، شيخ مسلم (ثنا يزيد بن هارون، عن الأسود بن شيبان)[الأصح بشين معجمة، يكنى أبا شيبان السدوسي، كناه به سليمان بن حرب](7)(عن أبي نوفل) معاوية بن مسلم بن عمرو بن عقرب [قال
(1)"المستدرك" 1/ 269، و"السنن الكبرى" 2/ 379.
(2)
من (ر).
(3)
في (ر): البخاري.
(4)
انظر: "المجموع" 3/ 469.
(5)
في (ر): وأرد عما به.
(6)
"البيان" 2/ 242.
(7)
من (ر).
البخاري: ابن أبي العقرب (1)] (2) العريجي (3) أخرج له مسلم (عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يستحب الجوامع من الدعاء) قال في "النهاية": هي التي تجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة وتجمع الثناء على الله تعالى وأدب المسألة (4). كما في الحديث: لمن قال له: أقرئني سورة جامعة قال: "اقرأ سورة (5) {إِذَا زُلْزِلَتِ} (6) "؛ لأنها تجمع أسباب الخير في قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)} (7)، والكلمة الجامعة هي التي تجمع المعاني الكثيرة في الألفاظ اليسيرة، وقد استدل به على أن المصلي يأتي في دعائه بالجوامع من الدعاء لما رواه الحاكم وصححه وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها، قال لها:"عليك (8) بالجوامع الكوامل قولي (9): اللهم إني أسألك من (10) الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم"(11).
(1)"التاريخ الكبير"(1134).
(2)
من (ر).
(3)
سقط من (ر)، وفي (م): العوسجي. والمثبت من "تهذيب الكمال" 34/ 357.
(4)
"النهاية"(جمع).
(5)
من (ر).
(6)
سبق برقم (1399).
(7)
الزلزلة: 7.
(8)
في (م): عليكم.
(9)
سقط من (ر).
(10)
سقط من (ر).
(11)
سبق تخريجه.
(ويدع) أي يترك (ما سوى ذلك) من الدعاء الذي فيه تفصيل، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يجمع في الدعاء تارةً ويفصل أخرى.
[1483]
(حدثنا) عبد الله بن مسلمة (1) بن قعنب رضي الله عنه (القعنبي، عن مالك، عن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان (عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا يقولن أحدكم [اللهم اغفر لي إن شئت] (2) اللهم ارحمني إن شئت) بل (3)(ليعزم)(4) بفتح الياء (المسألة) قال العلماء: عزم المسألة [الشدة في طلبها، والحزم بها من غير ضعف في الطلب، وفيه كراهية التعليق في الدعاء على المشيئة](5).
قال العلماء: سبب كراهته أنه لا يتحقق استعمال المشيئة إلا في حق من يتوجه عليه (6) الإكراه، والله تعالى منزه عن ذلك، وهو معنى قوله في الحديث.
(فإنه لا [مكره له])(7) قال القرطبي: قال علماؤنا: لا يقول الداعي اللهم أعطني إن شئت بل يعري (8) دعاؤه وسؤاله من لفظ المشيئة، ويسأل
(1) في (ر): محمد.
(2)
و (3) سقط من (م).
(4)
في (م): فليعزم.
(5)
من (ر).
(6)
سقط من (ر).
(7)
في (م): مستكره.
(8)
في (م): يقرأ.
سؤال من يعلم أنه (1) لا يفعل إلا أن يشاء. وأيضًا فإن قوله "إن شئت"[نوع من الاستغناء عن مغفرته وعطائه ورحمته كقول القائل: إن شئت أن تعطيني](2) كذا فافعل، ولا يستعمل هذا إلا مع الغني عنه، و [أما المضطر إليه فإنه يعزم](3) مسألته، ويسأل سؤال مضطر وفقير إلى ما سأله (4). وفيه دليل على أنه ينبغي للمؤمن أن يجتهد في الدعاء ويكون على (5) رجاءٍ من الإجابة، ولا يقنط من رحمة الله، [فإنه يدعو كريمًا، و](6) في "الموطأ": "اللهم اغفر لي (7) إن شئت، اللهم ارحمني (8) إن شئت"(9)[بل يجد ليعزم أي يجد فيها، ويقطع دون استثناء، وقيل: عزم المسألة حسن الظن بالله عز وجل في الإجابة](10).
[1484]
(حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب) الزهري (عن أبي عبيد) سعد (11) بن عبيد مولى ابن أزهر (12).
(1) من (ر)، و"الجامع لأحكام القرآن".
(2)
سقط من (ر).
(3)
في (م): وأما لمن اضطر إليه فا يعزم. والمثبت من (ر)، "الجامع لأحكام القرآن".
(4)
"الجامع لأحكام القرآن" 2/ 312.
(5)
أقحم بعدها: ولا.
(6)
في (م): وأن يدعو له بما.
(7)
من (ر)، و"الموطأ".
(8)
في (م): ارحم.
(9)
"موطأ مالك" 1/ 213.
(10)
من (ر).
(11)
في (ر): معبد.
(12)
في (م): إبراهيم.
[(عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم](1) قال: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل) بفتح الياء والجيم. قال العلماء: يحتمل قوله: "يستجاب لأحدكم" الإخبار عن وقوع الإجابة أو الإخبار عن جواز وقوعها [فإن كان](2) الإخبار [على معنى](3) الوجوب والوقوع، فإن الإجابة تكون بمعنى أحد الثلاثة وهي إما أن تعجل له (4) دعوته، وإما أن تدخر (5) له، وإما أن تكف عنه السوء بمثلها، فإذا قال: دعوت فلم يستجب لي. بطل وقوع أحد هذِه الثلاثة وعري الدعاء عن جميعها، وإن كان بمعنى جواز (6) الإجابة فإن الإجابة حينئذٍ تكون بفعل [ما يدعو](7) به خصوصه، ويمنع من ذلك قول الداعي: دعوت فلم يستجب لي؛ لأن ذلك من باب القنوط وضعف اليقين.
قال ابن بطال: قوله "ما لم يعجل" يعني يسأم الدعاء ويتركه، فيكون كالمالِّ (8) بدعائه وأنه [قد أتى](9) من الدعاء ما كان يستحق به الإجابة فيصير كالمبخِّل لرب كريم، لا تعجزه الإجابة، ولا ينقصه العطاء، ولا تضره الذنوب (10).
(1) سقط من (ر).
(2)
في (م): قال.
(3)
في (ر): عن.
(4)
من (ر).
(5)
في (ر): تؤخر.
(6)
و (7) من (ر).
(8)
في (م): كاليأس.
(9)
من (ر)، و"شرح ابن بطال".
(10)
"شرح صحيح البخاري" لابن بطال 10/ 100.
وقالت عائشة رضي الله عنها في هذا (1) الحديث (2)"ما لم يعجل أو يقنط"(3).
(فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي) أو ما أغنى دعائي شيئًا، وفي رواية لمسلم (4):"لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل. قيل"(5): يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: "يقول: دعوت فلم يستجب لي فيستحسر (6) عند ذلك ويدع الدعاء"(7)، والمراد هنا أنه ينقطع عن الدعاء، ومنه قوله تعالى:{وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ} (8) أي لا ينقطعون عن العبادة، وفيه دليل على أنه ينبغي إدامة الدعاء ولا يستبطئ الإجابة (9).
[1485]
(حدثنا عبد الله بن مسلمة) بفتح الميم واللام، ابن قعنب القعنبي، شيخ الشيخين.
(حدثنا (10) عبد الملك بن محمد) بن أيمن (11)، وقد ينسب إلى جده،
(1) من (ر).
(2)
من (م).
(3)
"شرح صحيح البخاري" لابن بطال 10/ 100.
(4)
من (ر).
(5)
في (ر): قلت.
(6)
من (ر)، و"صحيح مسلم".
(7)
"صحيح مسلم"(2735).
(8)
الأنبياء: 19.
(9)
انظر: "شرح النووي على مسلم" 17/ 52.
(10)
سقط من (ر).
(11)
في (م): نمير.
ضعفه المصنف (1)(عن عبد الله بن يعقوب بن إسحاق) المدني (2) قال ابن القطان: لا يعرف (3)(عمن حدثه، عن محمد بن كعب القرظي) بضم القاف نسبة إلى قريظة، اسم رجل نزل أولاده حصنًا بقرب المدينة، وقريظة والنضير أخوان من أولاد هارون النبي عليه السلام، وكان محمد بن كعب من فضلاء أهل المدينة، قال (حدثني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا تستروا الجدر) بضم الجيم والدال جمع جدار، وهو الحائط مثل [كتب جمع كتاب](4). فيه النهي عن ستر الحيطان بالستائر المتخذة لذلك، وفي معناه ستر (5) الخشب كالكراسي والأسرّة (6) ونحو ذلك لما فيه من إضاعة المال بغير فائدة، والمبالغة في الإسراف لطلب المفاخرة والمباهاة والخيلاء، وقد نظر بعض السلف إلى بيت قد سترت حيطانه بستائر فقال: هل حم (7) البيت قد نزعوه (8) أو نحو ذلك.
(ومن (9) نظر في كتاب أخيه) [بغير إذنه](10) الكتاب هنا محمول على
(1) سقط من (م).
(2)
في (م): المذحجي.
(3)
"بيان الوهم والإيهام" 3/ 50.
(4)
في (ر): كتاب وكتب جمع.
(5)
زاد في (ر، م): الاب.
(6)
في (ر): الأسترة.
(7)
في (ر): أهل.
(8)
في (م): ترحموه.
(9)
في (م): و.
(10)
من (ر).
الرسالة التي ترسل إلى بعض الأصحاب، فيكون فيها في بعض الأحايين (1) سرًّا لا يحب كاتبه أن يطلع فيه ويقرأه غير المكتوب إليه ولا شك في أن هذا غير جائز. قال في "النهاية": هذا محمول على الكتاب الذي فيه سر وأمانة يكره صاحبه أن يُطلع عليه. قال: وقيل: هو عام في كل كتاب (2). ويدخل في هذا كتاب الله عز وجل وغيره؛ لأن مالكه أولى به، وقيل: الكتاب (3) التي [فيه أمانة سر لأحد لا يطلع عليه غيره، وأما الكتب الذي فيها العلم فلا يحل منعه عن أهله](4). [(بغير إذنه) أو إذن وكيله، وهذا شرط النهي وعليه فإذا انتفت العلة وأذن جاز النظر](5).
(فإنما (6) ينظر في النار) قال في "النهاية": هذا تحذير، أي: كما يحذر النار فليحذر هذا الصنيع (7) وقيل: معناه كأنما ينظر إلى ما يوجب عليه النار، ويحتمل أنه أراد عقوبة النظر؛ لأن الجناية (8) منه (9) كما يعاقب السمع [إذا استمع](10) إلى حديث قوم وهم له (11)
(1) في (م): الإجابة.
(2)
"النهاية"(كتب).
(3)
زاد في الأصول الخطية: القلب. وهي زيادة مقحمة.
(4)
من (ر).
(5)
سقط من (ر).
(6)
في (ر) فكأنما.
(7)
في (م): المصنع.
(8)
في (ر): الخيانة.
(9)
و (10) من "النهاية" لابن الأثير.
(11)
سقط من (ر).
كارهون (1).
(سلوا الله)[بفتح السين](2) واللغة الثانية: اسألوا الله كما قال تعالى {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} (3)(ببطون أكفكم (4)، ولا تسألوه بظهورها) فيه بيان أن السنة لمن دعا لتحصيل شيء أن يجعل بطن كفيه إلى السماء، ولمن دعا لرفع بلاءٍ أن يجعل ظهر كفيه إلى السماء، وقد احتج بهذا الحديث على رفع اليدين لدعاء القنوت، وليس فيه تصريح بالرفع وهو مذهب الشافعي (5) وأحمد (6) وأصحاب الرأي (7)، قال الأثرم: كان أبو عبد الله يرفع يديه إلى صدره، واحتج بأن ابن مسعود رفع يديه في القنوت إلى صدره، وروي ذلك عن عمر وابن عباس، وأنكره مالك (8) والأوزاعي (9)، والحديث حجة عليهما، وفي رواية أظنها للحاكم:"إذا دعوت فادع ببطون كفك، وإذا فرغت فامسح براحتيك على وجهك"(10).
(فإذا فرغتم) من الدعاء (فامسحوا بها) أي ببطون أكفكم
(1)"النهاية"(كتب).
(2)
سقط من (ر).
(3)
النساء: 32.
(4)
في (م): أيديكم.
(5)
انظر: "المجموع" 5/ 84.
(6)
انظر: "المغني" 2/ 584.
(7)
انظر: "المبسوط" 1/ 320 - 321.
(8)
"المدونة" 1/ 165.
(9)
انظر: "المغني" 2/ 584.
(10)
"المستدرك" 1/ 535، ورواه ابن ماجه (1181، 3866).
(وجوهكم)(1). [وأخرجه ابن ماجه](2) استدل بها على أن الداعي إذا فرغ من الدعاء يمسح وجهه ببطون كفيه. قال في "شرح المهذب": و (3) هذا أشهر الوجهين عند أصحاب الشافعي [وإن كان الأصح أنه لا](4) يمسح، وأما الصدر فلا يستحب مسحه قطعًا، بل نص جماعة على كراهته (5). قاله في "الروضة".
ويدل على المسح ما رواه الترمذي والحاكم في "المستدرك" عن عمر بن الخطاب: كان (6) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه (7)، قال جدنا في الحديث - وهو الشيخ شهاب الدين أبو محمود المقدسي في "المصباح": قد اختلف النسخ في الكلام على هذا (8) الحديث، ففي بعضها غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن عيسى تفرد به، وهو قليل الحديث، وقد حدث عنه الناس. قال: ورأيت في غير ما نسخة حسن صحيح غريب. . إلى آخر
(1) انفرد به أبو داود، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 212. وأخرجه ابن ماجه (3866)، والطبراني في "المعجم الكبير" (10779)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 536. مختصرًا بمعناه عن صالح بن كعب القرظي.
(2)
من (ر).
(3)
في (م): في.
(4)
في (م): أي أنه.
(5)
"المجموع" 3/ 500 - 501.
(6)
في (م): كما أن.
(7)
"جامع الترمذي"(3386)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 536، واللفظ للترمذي.
قال أبو عيسى: حديث صحيح غريب.
(8)
زاد بعدها في (م): والكلام على هذا. وهي زيادة مقحمة.
كلامه المتقدم. وقال الحافظ عبد الحق: إن الترمذي قال في حديث عمر المذكور: حديث صحيح غريب، ثم قال في "المصباح": والحديث الضعيف (1) قد يصير بجميع طرقه حسنًا بشرط أن لا يكون رواته كذابين، بل لا يكون ضعفهم إلا لسوء حفظ ونحوه.
(قال المصنف: روي) بضم الراء بصيغة التمريض (هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب) القرظي (كلها) ضمير جمع؛ لأن قوله من غير وجه في معنى من وجوه كثير (واهية) أي ضعيفة، [(وهذا الطريق أمثلها وهو ضعيف أيضًا]) (2) ورواه الحاكم أيضًا من طريق صالح (3) بن حسان (4) عن محمد بن كعب نحوه، وخالفه ابن حبان فذكره في ترجمة صالح في "الضعفاء"(5).
[1486]
(حدثنا سليمان بن عبد الحميد) بن رافع الحكمي (البهراني) بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء وتخفيف الراء [وآخره نون](6) نسبة إلى بهراء قبيلة نزل أكثرها مدينة حمص من (7) الشام، وهم قبيلة من قضاعة.
(1) في (م): المضعف.
(2)
سقط من (ر).
(3)
من (ر).
(4)
في الأصول الخطية: كيسان. وفي "المستدرك" 1/ 536: حيان. والمثبت من "تهذيب الكمال" 13/ 28 - 29. وهو الصواب لأن صالح بن حسان هو الذي يروي عن محمد بن كعب القرظي وكذا ذكره ابن حبان في "الضعفاء".
(5)
"الضعفاء والمجروحين" 1/ 364.
(6)
من (ر).
(7)
سقط من (ر).
[أخي بلي] بن عمرو (1)(قال: قرأته في أصل إسماعيل بن عياش) بالمثناة تحت والشين المعجمة العنسي، عالم الشاميين، قال يزيد بن هارون: ما رأيت أحفظ منه (2)، وقال دحيم: هو في الشاميين غاية (3)، وقال البخاري: إذا حدَّث عن أهل حمص (4).
قال: (حدثني ضمضم) بن زرعة بن ثور الحضرمي الحمصي، ذكره ابن حبان في "الثقات"(5)، روى له (6) ابن ماجه في "التفسير"(عن شريح) بضم الشين المعجمة بن عبيد بن (7) شريح أبو (8) الصواب الشامي الحمصي.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: هو شامي تابعي ثقة (9)، وقال عثمان بن سعيد [الدارمي، عن دحيم](10) هو من شيوخ حمص الكبار ثقة (11).
قال (12): (حدثنا أبو ظبية) بفتح الظاء المعجمة وسكون الموحدة،
(1)"اللباب في تهذيب الأنساب" 1/ 191 - 192.
(2)
"تاريخ بغداد" 6/ 221.
(3)
"تهذيب الكمال" 3/ 176.
(4)
"التاريخ الكبير"(1169).
(5)
"الثقات" 6/ 485.
(6)
في (م): ذلك.
(7)
من (ر).
(8)
في (م): بن.
(9)
"تاريخ الثقات" للعجلي (661).
(10)
في (ر): الرازي.
(11)
"تهذيب الكمال" 12/ 447.
(12)
من (ر).
قال ابن منده: ويقال: أبو طيبة بالطاء المهملة (1) والمثناة ثم الموحدة، وهو السلفي الكلاعي [بفتح الكاف](2) الشامي الحمصي، نزل حمص، وهو مقبول (3).
(أن أبا بحرية) بفتح الباء الموحدة وسكون الحاء المهملة وكسر الراء وتشديد المثناة تحت الكندي (4)(السكوني) الحمصي ولي غزو الصائفة (5) لمعاوية، وبقي إلى زمن الوليد.
(حدثه (6) عن مالك بن يسار) بالمثناة تحت ثم المهملة (السكوني، ثم العوفي) حكى المنذري عن سليمان بن عبد الحميد شيخ المصنف [أحد الرواة، له عندنا صحبة (7). وهو في "التجريد"](8) من الصحابة، وقال: أخرج له ابن أبي (9) عاصم في "الآحاد"(10)(أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا سألتم الله تعالى فسلوه ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها) قوله: [ولا تسألوه بظهورها](11) هو في غير طلب
(1) انظر: "تهذيب الكمال" 33/ 448.
(2)
من (ر).
(3)
"تقريب التهذيب"(8254).
(4)
سقط من (ر).
(5)
في (ر): الفايقة. وفي (م): المعايفة. والمثبت من "تهذيب الكمال" 15/ 457.
(6)
سقط من (ر).
(7)
"مختصر سنن أبي داود" 2/ 143.
(8)
بياض في (ر).
(9)
سقط من الأصول الخطية. والمثبت من "التجريد".
(10)
"تجريد أسماء الصحابة"(553).
(11)
في (م): وسلوه بظهورهما.
دفع البلاء، ففي "صحيح مسلم" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استسقى فأشار بظهر (1) كفيه إلى السماء (2)، قال أصحابنا وغيرهم (3): السنة في كل دعاء لدفع البلاء كالقحط ونحوه أن يرفع يديه ويجعل ظهر كفيه إلى السماء (4).
(قال المصنف: قال) شيخه (سليمان بن عبد الحميد) البهراني أحد الرواة [(له عندنا (5) صحبة يعني: مالك بن يسار) السكوني ثم العوفي كما تقدم.
[1487]
(ثنا عقبة بن مكرم) العمي البصري الحافظ شيخ مسلم (ثنا سلم)(6) - بفتح السين - (ابن قتيبة) الشعيري أبو قتيبة (7) روى له] (8) الجماعة سوى مسلم.
(عن عمر (9) بن نبهان) بفتح النون وسكون الموحدة البصري (10)(عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو هكذا) يعني (بباطن كفيه وظاهرهما) يعني: إذا سأل الله
(1) في (ر): بظهور.
(2)
"صحيح مسلم"(896).
(3)
في (م): يده.
(4)
"شرح النووي على مسلم" 6/ 190.
(5)
في (ر) عنده.
(6)
في (ر): سلمة. والمثبت من "سنن أبي داود"، و"الإكمال" 5/ 115.
(7)
في (ر): قبسية. والمثبت من "الإكمال" 5/ 115.
(8)
سقط من (م).
(9)
في (ر): عمرو.
(10)
سقط من (ر).
تحصيل شيء أو (1) طلب [أمر ديني أو](2) دنيوي سأل الله تعالى بباطن كفيه، وإذا [سأله رفع بلاء](3) كالقحط والجدب (4) ودفع حريق ونحوه رفع يديه وجعل ظاهر كفيه إلى السماء، وهكذا السنة في الدعاء اقتداءً به صلى الله عليه وآله وسلم.
قال عياض: وهذا الذي فسره المفسرون بالرهب والرغب في قوله تعالى: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} (5)(6).
[1488]
(حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا جعفر بن ميمون صاحب) أي: بياع (الأنماط) بفتح الهمزة وهي الفرش التي تبسط.
قال أبو حاتم الرازي: صالح (7)، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به (8). قال (حدثني أبو عثمان) عبد الرحمن بن مل النهدي.
(عن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن ربكم حيي) بتشديد الياء (9) الثانية (10) هذا الحياء مستحيل في حق الله
(1) في (ر): ولو.
(2)
غير واضحة في (م).
(3)
في (ر): سأل لدفع البلاء.
(4)
في (م): القحط.
(5)
الأنبياء: 90.
(6)
"إكمال المعلم" 3/ 316.
(7)
"الجرح والتعديل"(2003).
(8)
"الكامل" لابن عدي 2/ 370.
(9)
سقط من (ر).
(10)
زاد في الأصول الخطية: دون. وهي زيادة مقحمة.
تعالى؛ لأنه تغير وانكسار يعتري بدن الإنسان من خوف ما يعاب به (1) أو يذم، واشتقاقه من الحياة، يقال: حيي الرجل كما تقول: نسي وهذِه الأشياء لا تعقل إلا في حق الجسم، وإن كان كذلك وجب تأويله في الأحاديث.
وفيه وجهان ذكرهما الرازي: الأول وهو القانون (2) في أمثال (3) هذِه الأشياء أن كل صفة ثبتت (4) للعبد مما يختص بالأجسام، فإذا وصف الله بذلك فذلك محمول على نهايات الأعراض لا على بدايات الأعراض، مثاله أن الحياء حالة تحصل للإنسان لكن لها مبدأ (5) ومنتهى، أما المبدأ (6) فهو التغير الجسماني الذي يلحق الإنسان من خوف أن (7) ينسب إلى القبيح، وأما النهاية فهي أن يترك الإنسان ذلك الفعل، فأما (8) الحياء في حق الله تعالى فليس المراد منه ذلك الخوف الذي هو مبدأ الحياء ومقدمته بل ترك (9) الفعل الذي هو منتهاه وغايته (10)، وكذلك الغضب له مقدمة وهي غليان دم القلب وشهوة الانتقام، وله
(1) من (ر).
(2)
في (ر): القائلون.
(3)
في (ر): إمساك.
(4)
في (م): تبد.
(5)
في (ر): مبتدأ.
(6)
في (ر): المبتدأ.
(7)
في (ر): أو.
(8)
في (م): فإذا ورد.
(9)
في (م)، يدل على.
(10)
في (م): عاقبته.
غاية وهو إنزال العقاب بالمغضوب عليه، فإذا وصفنا الله بالغضب فليس المراد بذلك المبدأ أعني شهوة الانتقام وغليان دم القلب، بل المراد تلك (1) النهاية وهي إنزال العقاب فهذا هو القانون الكلي [في هذا الباب (2).
الوجه الثاني: أن الحيي هو الذي يصدر عنه كل حياء المخلوقين] (3) كما أن الحي هو الذي يصدر عنه حياة كل مخلوق، والقيوم المقوم لكل مستقيم، وإذا كان هو الذي تصدر عنه هذِه الأشياء فهو أحق كل (كريم يستحي) عينه ولامه حرفا علة.
(من عبده [إذا) تذلل] (4) له و (رفع يديه إليه) فيه استحباب رفع اليدين في الدعاء، ويكونا مضمومتين، لما رواه الطبراني في "الكبير" عن ابن عباس رضي الله عنهما: كان صلى الله عليه وآله وسلم إذا دعا ضم كفيه وجعل بطونهما مما يلي وجهه (5)(أن يردهما صفرًا) بكسر الصاد المهملة وسكون الفاء وراء مهملة، أي: فارغة خالية من العطاء، ومنه صفر ردائها [أي: ضامرة البطن] (6) فكان رداءها صفرًا، أي: خال، ومنه الحديث:"أصفر البيوت من الخير البيت الصفر من كتاب الله تعالى"(7)، وفيه إشارة إلى ذم من يرد الفقير إذا سأل خاليًا من العطاء
(1) في (م): بذلك.
(2)
"تفسير الفخر الرازي" 1/ 361.
(3)
من (ر).
(4)
في (م): بدل.
(5)
"المعجم الكبير"، 11/ 435 (12234) دون ذكر: ضم كفيه.
(6)
في (م): صافرة الطن.
(7)
رواه النسائي في "الكبرى"(10799) من حديث أنس مرفوعًا.
ولو [بزاد يسير](1)، ففي الصحيحين:"اتقوا النار ولو بشق تمرة"(2)، وروى ابن المبارك في "الزهد" من حديث عكرمة مرسلًا "تصدقوا ولو بتمرة فإنها تسد الجائع، وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"(3).
[1489]
(حدثنا [موسى بن] (4) إسماعيل) التبوذكي (حدثنا وهيب بن خالد) الباهلي، مولاهم الكرابيسي الحافظ.
[قال: (حدثني](5) العباس بن عبد الله بن معبد) بفتح الميم والباء الموحدة.
(ابن العباس بن عبد المطلب) الهاشمي المدني، وثقه ابن معين، وقال أحمد: ليس به بأس (6).
(عن عكرمة، عن ابن عباس) رضي الله عنهما (قال: المسألة) لما تمس الحاجة إليه (أن [ترفع يديك] (7) حذو منكبيك، [أو نحوهما) يعني: قربهما] (8) والمنكب ما بين الكتف إلى العنق، قال الأثرم: كان أبو عبد الله يرفع يديه في القنوت إلى صدره، [واحتج بأن](9) ابن
(1) في (ر): نذرًا يسيرًا.
(2)
"صحيح البخاري"(1417)، "صحيح مسلم"(1016).
(3)
"الزهد" لابن المبارك (651).
(4)
سقط من (ر).
(5)
في (ر): مولى.
(6)
"الجرح والتعديل"(1164).
(7)
في (م): يريد.
(8)
من (ر).
(9)
في (م): كان.
مسعود رفع يديه في القنوت إلى صدره، وروي ذلك عن عمر وابن عباس (1).
قال الخطابي: إن من الأدب أن تكون اليدان في حال رفعهما مكشوفتين غير مغطاتين، أي: كما في رفعهما للتكبير وفي حالتي الركوع والسجود، وتقدم حديث ضم اليدين.
(والاستغفار أن تشير بأصبع واحدة) إشارة إلى أن المسؤول منه المغفرة واحد لا شريك له، يجمع في توحيده بين القول حين يقول: يا الله، وبين فعل الأصبع المشار به والاعتقاد، وروى الترمذي وقال: حسن، وابن ماجه والحاكم وقال: صحيح الإسناد [عن أبي هريرة](2): أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر على إنسان يدعو بإصبعيه السبابتين، فقال رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم:"أحد] (3) أحد"(4) يعني: اقتصر على إحدى الإصبعين.
(والابتهال أن تمد يديك جميعًا) كما (5) في رواية ابن داسة: والابتهال هكذا، ورفع يديه وجعل ظهورهما مما يلي وجهه. وسيأتي إن شاء الله تعالى للمصنف لعل المراد باليدين العضدين مع ساعدهما، أي:
(1) انظر: "المغني" 2/ 584.
(2)
بياض في (ر).
(3)
بياض في (ر).
(4)
أخرجه الترمذي (3557)، والحاكم في 1/ 536، ولم يخرجه ابن ماجه كما زعم المصنف وهو في "المجتبى" 3/ 38.
(5)
من (ر).
يمدهما ليطولا [ولا يثبتهما](1) ويجمعهما، بل يمدهما مع بسط الكفين، وفي "النهاية" بعد الحديث: أصل الابتهال: التضرع والمبالغة في السؤال (2).
وفي "الصحاح": [عن ابن عباس في قوله: {ثُمَّ نَبْتَهِلْ} (3) قيل: نتداعى ما للعنة، لقوله تعالى بعده: {فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (4)](5)، يقال في قوله تعالى:{ثُمَّ نَبْتَهِلْ} : نخلص في الدعاء ونجتهد فيه (6).
[1490]
([حدثنا عمرو بن عثمان] (7) حدثنا سفيان) بن عيينة، قال:(حدثني عباس بن عبد الله بن معبد بن عباس) بن عبد المطلب، [عن أخيه إبراهيم بن عبد الله بن معبد](8) الهاشمي، أخرج له مسلم [(بهذا الحديث، وقال فيه: والابتهال هكذا](9) ورفع يديه) يحتمل أن يكون هذا تفسير للرواية قبله: [المد هناك](10) المراد به رفع اليدين المذكور هنا، وهو أقرب مما تقدم وأوضح في المعنى (وجعل ظهورهما) ظهور
(1) في (م): يثبتهما.
(2)
"النهاية"(بهل).
(3)
آل عمران: 61.
(4)
آل عمران: 61.
(5)
من (ر).
(6)
"الصحاح"(بهل).
(7)
في (ر): ثنا عثمان، ثنا عمرو.
(8)
سقط من (ر).
(9)
في (ر): قوله.
(10)
بياض في (ر).
يديه (مما يلي وجهه) وبطونهما مما يلي الأرض كما تقدم في الدعاء لدفع البلاء كالخبث كالجدب وحصول الجراد وغيره.
[1491]
[(حدثنا محمد بن يحيى بن فارس) الذهلي](1)(حدثنا إبراهيم بن حمزة) بالحاء المهملة والزاي الزبيري الأسدي، أخرج له البخاري في غير موضع.
(حدثنا عبد العزيز بن محمد) بن أبي حازم، أخرج له البخاري مقرونًا في مواضع.
[(عن العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس) بن المطلب (عن أخيه إبراهيم بن عبد الله) بن معبد الهاشمي، أخرج له مسلم.
(عن ابن عباس) رضي الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم] (2) قال: فذكر نحوه) نحو ما تقدم بمعناه دون لفظه.
[1492]
(حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا (3) عبد الله بن لهيعة) بفتح اللام.
(عن حفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص) الزهري، مجهول (4).
(عن السائب بن يزيد، عن أبيه) يزيد [بن سعيد](5) بن أخت نمر الكندي من الطلقاء، حليف بني عبد شمس، أسلم يوم فتح مكة وسكن
(1) تأتي هذِه العبارة متأخرة في (ر) بعد كلمة مواضع.
(2)
سقط من (ر).
(3)
سقط من (ر).
(4)
في (م): يقول.
(5)
سقط من (م).
المدينة، وهو حجازي (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه) قال البيهقي: لست أجد في مسح الوجه هذا - يعني في القنوت - عن أحد من السلف شيئًا، وإن كان يروى عن بعضهم في الدعاء خارج الصلاة، فأما في الصلاة فهو عمل لم يثبت فيه (1) خبر ولا أثر ولا قياس (2).
نعم روى البيهقي الرفع بإسناد صحيح أو حسن من رواية أنس (3).
[1493]
(حدثنا مسدد، حدثنا (4) يحيى) بن سعيد القطان (عن مالك بن مغول) البجلي الكوفي.
([حدثنا عبد الله بن بريدة (5)، عن أبيه]) (6) بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث الأسلمي، أسلم حين مر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم مهاجرًا، ثم قدم المدينة قبل الخندق، ثم نزل البصرة [ثم مرو] (7) رضي الله عنهما:(أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمع رجلًا يقول: اللهم إني أسألك أني أشهد) لك بما وصفت به نفسك (أنك أنت الله) إثبات للذات (لا إله إلا أنت) نفي للشريك وكل ما
(1) في (ر): عنه.
(2)
"السنن الكبرى" 2/ 212.
(3)
"السنن الكبرى" 2/ 211.
(4)
في (ر): قوله.
(5)
سقط من (ر). وفي (م): يزيد. والمثبت من "سنن أبي داود"، و"تهذيب الكمال" 14/ 328.
(6)
في (ر): عن.
(7)
من (ر).
سواه. (الأحد) الذي لا يتجزأ، والواحد الذي لا يُثنَّى [كما لا يتجزأ فالله تعالى](1) أحد بمعنى يستحيل تقدير الانقسام في ذاته.
قال ابن عباس: الأحد الذي ليس كمثله شيء، فالعبد يكون واحدًا بمعنى أنه ليس له في أبناء جنسه نظير، لكن يمكن أن يظهر له في وقت آخر مثله (الصمد) هو الذي يصمد إليه في الحوائج ويقصد وينتهى إليه منتهى (2) السؤدد.
قال الغزالي: ومن جعل الله مقصدًا للعبادة في مهمات دينهم ودنياهم وأجرى على يده حوائج خلقه فهو حظه من هذا الاسم (3)(الذي لم يلد)(4) أي: لم يكن له ولد كما أن مريم (5) لها ولد (ولم يولد) من أحد كما ولد عيسى وعزير.
(ولم يكن له كفوًا أحد) أي: لم يكن له أحد مثلًا له، والمثل المكافئ.
وقال الزمخشري: إن قلت قوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الكلام الفصيح العربي أن يؤخر الظرف، وقد نص سيبويه على ذلك (6)](7) قال أحمد بن المنير في "الانتصاف على الكشاف": نقل
(1) في (ر): فالله.
(2)
سقط من (ر).
(3)
"المقصد الأسنى"(ص 134).
(4)
زاد في (ر): ولم يولد.
(5)
في (م): تحريم.
(6)
"الكشاف" 4/ 242.
(7)
من (ر).
سيبويه أنه سمع بعض الجفاة من العرب يقول: ولم يكن أحدًا كفوًا له، وجرى هذا البدوي الجلف على [عادته فجفا](1) طبعه عن لطف المعنى الذي لأجله اقتضى تقديم الظرف وخبر كان على اسمها، وذلك أن الغرض الذي سيقت له الآية نفي المكافأة والمساواة عن ذات الله، فكان تقديم المكافأة المقصودة بأن يسلب عنه أولى ثم لما قدمت لتسلب (2) ذكر معها الظرف ليبين الذات المقدسة بسلب (3) المكافأة (4).
(فقال) النبي صلى الله عليه وآله وسلم: والله (5)(لقد سألت الله) تعالى (بالاسم) الأعظم (الذي إذا سئل به أعطى) ما سئل (وإذا دعي به أجاب) الداعي.
قال القرطبي: وذلك أن هذِه السورة اشتملت على اسمين من أسمائه تعالى يتضمنان جميع أوصاف كماله لم يوجدا في غيرها من جميع السور، وهما الأحد الصمد (6). فإنهما يدلان على أحدية الذات المقدسة الموصوفة بجميع أوصاف الكمال المعظمة، فالصمد هو الذي انتهى سؤدده بحيث يصمد إليه في الحوائج كلها، أي يقصد، ولا يصح ذلك حقًّا إلا لمن حاز جميع خصال الكمال حقيقة، وذلك لا
(1) في (م): دنه لخفاء.
(2)
في (م): لتسلم.
(3)
في الأصول الخطية: بنفي. والمثبت من "الكشاف".
(4)
"الكشاف عن حقائق التنزيل" 4/ 242.
(5)
من (ر).
(6)
"تفسير القرطبي" 20/ 247.
يكمل إلا لله (1).
قال الرازي: كل كلام اشتمل على نعوت جلاله [وصفات كماله](2) كان ذلك الكلام في نهاية الجلالة والشرف، ولذلك كانت هذِه السورة بالغة في الشرف إلى أقصى الغايات وأبلغ النهايات (3).
[1494]
(حدثنا عبد الرحمن بن خالد) بن يزيد القطان، قال النسائي: أنه لا بأس به (4)(الرقي) بفتح الراء وتشديد القاف نسبةً إلى مدينة على طرف الفرات.
(حدثنا زيد بن حباب) بضم الحاء المهملة وتخفيف الباء الموحدة، روى عثمان الدارمي عن يحيى: أنه ثقة (5).
(حدثنا مالك بن مغول بهذا الحديث وقال فيه: لقد سألت الله باسمه الأعظم) الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب [أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه، قال: حسن غريب](6).
قال المنذري: قال شيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي: هذا إسناد لا مطعن فيه ولا أعلم أنه روي في هذا الباب حديث أجود إسنادًا منه، وهو يدل على بطلان مذهب من ذهب إلى نفي القول بأن لله تعالى اسمًا
(1)"فتح الباري" 8/ 678.
(2)
من (ر).
(3)
"تفسير الفخر الرازي" 3/ 5.
(4)
"تهذيب الكمال" 17/ 79.
(5)
"تاريخ ابن معين" برواية الدارمي (342).
(6)
من (ر).
هو الاسم الأعظم، انتهى (1). وهذا القول قول من قال بتفضيل بعض (2) أسماء الله تعالى على بعض، وكذا قول من قال بتفضيل بعض القرآن على بعض، وهو قول كثير من العلماء والمتكلمين أو أكثرهم، وهو راجع إلى أن الدعاء بالاسم الأعظم أسرع إجابة وأن أجر قارئ الأفضل أجزل وأكثر من غيره.
[1495]
(حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله) بالتصغير الأسدي (الحلبي) ابن أخي الإمام، صدقه أبو (3) حاتم (4)(حدثنا خلف بن خليفة) أبو أحمد الأشجعي الكوفي، حدث بواسط وبغداد، أخرج له مسلم والأربعة.
(عن حفص)[بن عبيد الله](5)(ابن أخي أنس) بن مالك ثقة تابعي (6).
(عن أنس) بن مالك رضي الله عنه (أنه [كان مع] (7) رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا، ورجل) جاز الابتداء برجل وهو نكرة، لأنه اعتمد على واو الحال كقول الشاعر:
سرينا (8) ونجم قد أضاء فمذ بدا
…
محياك (9) أخفى ضوؤه كل شارق
(1)"مختصر سنن أبي داود" 2/ 145.
(2)
من (ر).
(3)
في (ر): بن.
(4)
"الجرح والتعديل"(1220).
(5)
من (ر).
(6)
"تهذيب الكمال" 7/ 80 - 81.
(7)
في (م): قال كان.
(8)
زاد في (م): وكم نجم. وهي زيادة مقحمة.
(9)
في (م): فحدبك الحباك. والمثبت من (ر)، و"مغني اللبيب" ص 613، و"شرح ابن عقيل" 1/ 221.
ثم (يصلي ثم دعا) فقال في [ابتداء دعائه](1) بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم إني أسألك) معترفًا (بأن لك الحمد) بالنصب اسم "أن"، ولك خبر مقدم، ومثله في الظرف:{إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا} (2) وإنما جاز تقديم الظرف والمجرور للتوسع فيهما، ولأنهما في الحقيقة ليسا بالخبر بل معمولاه.
(لا إله إلا أنت) زاد ابن ماجه: "وحدك لا شريك لك"(3)(المنان) وذكر ابن الصلاح في (4) رواية الأبناء عن الآباء قال: من أطرف ذلك رواية أبي الفرج عبد الوهاب التميمي الحنبلي، وكانت له ببغداد في جامع المنصور حلقة الوعظ والفتوى عن أبيه في تسعة [من آبائه نسقًا] (5): حدثنا عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث (6) بن سليمان بن الأسود بن سفيان (7) بن يزيد بن أكينة، يعني: بالنون بن عبد الله التميمي من لفظه قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول (8): سمعت: علي بن أبي طالب وقد سئل عن الحنان المنان؟
(1) في (ر): دعائه ابتداء وغاية.
(2)
المزمل: 12.
(3)
"سنن ابن ماجه"(3858).
(4)
في (ر): من.
(5)
في (م): أيام تسعًا.
(6)
في الأصول الخطية: الملقب.
(7)
في (ر): سعيد.
(8)
زاد في (ر، م): سمعت أبي يقول. وهي زيادة مقحمة.
فقال: الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه، والمنان الذي يبدأ (1) بالنوال قبل السؤال (2).
(بديع السماوات والأرض) هو الذي فطرهما وابتدع خلقهما لا على مثال سبق. قال الغزالي: كل عبد لله اختص بخاصة لم يعهد مثلها إما في سائر الأوقات أو في عصره فهو بديع بالإضافة إلى ما انفرد به (3).
(يا ذا الجلال) أي: يجله الموحدون، أي: يعظمونه عن التشبيه بخلقه (والإكرام) هو الإنعام العام.
قال الغزالي: لا جلال ولا كمال إلا وهو له، ولا كرامة ولا مكرمة إلا وهي صادرة منه، فالجلال له في ذاته، والكرامة فائضة منه على خلقه فنونها (4) وأنواعها لا تنحصر.
(يا حي) الذي ليس لحياته زوال (يا قيوم) قيل: هو القيم (5) على كل شيء بالرعاية له.
قال الغزالي: الحي الفعال الدراك (6). فمن لا فعل له ولا (7) إدراك فهو ميت، وأقل درجات [الإدراك أن يشعر](8) المدرك بنفسه [فمن لا
(1) في (م): من.
(2)
"علوم الحديث" لابن الصلاح ص 316.
(3)
"المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى"(ص 147).
(4)
في (م): فقربها.
(5)
في (م): القائم.
(6)
"تفسير ابن عرفة" 2/ 721.
(7)
سقط من (م).
(8)
في (م): إلا أن يسعه.
يشعر] (1) بنفسه فهو جماد، والحي الكامل هو الذي تندرج جميع المدركات تحت إدراكه حتى لا يشذ عن علمه مدرك، وهو الله تعالى، وكل شيء سواه فحياته بقدر إدراكه.
قال: والقيوم: القائم بنفسه، فلا يتصور دوام شيء ولا وجوده إلا بالله تعالى، وحظ العبد منه بقدر استغنائه عما سوى الله تعالى، فكل من قام بنفسه في أموره ولم يفتقر إلى مخلوق فهو قائم بالله تعالى (2).
(فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد دعا الله تعالى باسمه العظيم) كره بعضهم أن يقال: اسم الله العظيم و [يقول لما سئل](3) عنه: أخبرني عن اسم الله الصغير (4) حتى أخبرك بالعظيم، وإذا سئل عن اسم الله الأعظم يقول: أخبرني عن اسم الله الأصغر حتى أخبرك عن الأعظم، والصواب أنه غير مكروه لتكرره في الأحاديث الصحيحة. (الذي إذا دعي به (5) أجاب) الداعي (وإذا سئل به أعطى) السائل.
[1496]
(حدثنا مسدد، حدثنا عيسى (6) بن يونس) الهمداني (حدثنا عبيد الله) بالتصغير (بن أبي زياد) القداح المكي، فيه لين.
قال ابن عدي: لم أر له شيئًا منكرًا (7)[وقال أبو داود: أحاديثه](8)
(1) في (م): فيما لا يسعه.
(2)
"المقصد الأسنى"(ص 132).
(3)
في (ر): يقال لما يسأل.
(4)
في (م): العظيم.
(5)
في (ر): الله.
(6)
في (م): يحيى.
(7)
من (ر)، و"الكامل" لابن عدي 5/ 529.
(8)
سقط من الأصول الخطية. والمثبت من "الكاشف"(3591).
مناكير (عن شهر بن حوشب) بالحاء المهملة والشين المعجمة، [أخرج له مسلم مقرونًا](1).
(عن أسماء بنت يزيد) بن السكن الأنصارية إحدى نساء بني عبد الأشهل، ابنة عمة معاذ بن جبل أتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: أي رسول الله من ورائي جماعة من نساء المسلمين كلهن يقلن بقولي وعلى مثل رأيي: إن الله بعثك إلى الرجال والنساء فآمنا بك واتبعناك، ونحن معاشر النساء مقصورات مخدرات قواعد بيوت، وموضع شهوات الرجال وحاملات أولادهم، وإن الرجال فضلوا (2) بالجمعات، وشهود الجنائز، والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم وربينا أولادهم أفنشاركهم في الأجر يا رسول الله؟ فالتفت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوجهه إلى أصحابه وقال:"أسمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالًا عن دينها من هذِه؟ " فقالوا: بلى. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "انصرفي يا أسماء وأعلمي (3) من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها لمرضاته واتباعها لموافقته تعدل كل ما ذكرت للرجال" فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشارًا (4).
(أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: اسم الله الأعظم في هاتين
(1) من (ر).
(2)
سقط من (ر).
(3)
في (م): واعملوا.
(4)
رواه البيهقي في "الشعب"(8743).
الآيتين) (1)[أربع كلمات رحمن رحيم حي قيوم](2) وروى الحاكم في "المستدرك" عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اسم الله الأعظم في ثلاث سور في القرآن في سورة البقرة وآل عمران وطه".
قال أبو القاسم: فالتمستها فإذا هي: الحي القيوم" (3).
({وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}) كان للمشركين ثلاثمائة وستون صنمًا فبين الله تعالى في هذِه الآية [أنه إله واحد](4) أي: معبود واحد (5)({لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ})(6) نفي وإثبات.
قال القرطبي: أولها كفر وآخرها إيمان، فلهذا كان الشبلي يقول (7): الله ولا يقول لا إله (8)، فسئل عن ذلك فقال: أخشى أن أموت في كلمة الجحود، ولا أصل إلى كلمة الإقرار، ثم قال: وهذا (9) من علومهم الدقيقة التي ليس (10) لها حقيقة؛ فإن الله تعالى ذكر هذا في كتابه نفيًا وإثباتًا، وكرره، ووعد بالثواب الجزيل لقائله على لسان نبيه في
(1) من (ر).
(2)
من (ر).
(3)
"المستدرك" 1/ 505.
(4)
من (ر).
(5)
سقط من (ر).
(6)
البقرة: 163.
(7)
من (ر).
(8)
زاد في (م): إلا الله.
(9)
في (م): هو.
(10)
من (ر).
الصحيحين و"الموطأ" فقال: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة"(1) والمقصود القلب لا اللسان، فلو قال: لا إله. ومات ومعتقده وضميره الوحدانية كان من أهل الجنة باتفاق أهل السنة (2). وإنما عظمت؛ لأنها توحيد (3) كلها، كما صارت "أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي (4) لا إله إلا الله"(5)؛ لأنها [حوت جملة](6) علوم التوحيد.
(وفاتحة سورة آل عمران) سميت فاتحتها لأن آل عمران تفتتح قراءتها بها ({الم (1) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}) فهي أيضًا توحيد وجمعت علوم التوحيد.
وروى أبو [عمرو الداني](7) في كتاب "البيان" عن علي رضي الله عنه: فاتحة الكتاب، وآية الكرسي و {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} (8) و {قُلِ اللَّهُمَّ
(1) أخرجه أبو داود (3116)، وأحمد 5/ 247، والطبراني في "الكبير" 20/ 112 (221). والحاكم في "المستدرك" 1/ 500 من حديث معاذ.
قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وليس الحديث في الصحيحين ولا "الموطأ" كما ذكره القرطبي.
(2)
"الجامع لأحكام القرآن" 2/ 191.
(3)
في (ر): صارت.
(4)
زاد في (م): قول.
(5)
أخرجه مالك في "الموطأ"(500)، وعبد الرزاق (8125) من طريق مالك به.
(6)
في (ر): جمعت جميع. والبيهقي في "السنن الكبرى" 4/ 284.
(7)
في (م): عمر الداراني.
(8)
آل عمران: 18.
مَالِكَ الْمُلْكِ} (1) هذِه (2) الآيات معلقات بالعرش ليس بينهن وبين الله حجاب (3).
وروى أبو يعلى بإسناد رجاله ثقات، عن السري (4) بن يحيى، عن رجل من طيء وأثنى عليه خيرًا (5)، قال: كنت [أسأل الله أن](6) يريني الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب فرأيت مكتوبًا في الكواكب في السماء: يا (7) بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام (8).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (9)"اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذِه الآية من آل عمران {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} " إلى آخر الآية (10). وفي سنده جسر (11) بن فرقد.
[1497]
(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا حفص بن غياث، عن
(1) آل عمران: 26.
(2)
سقط من (ر).
(3)
"البيان في عد آي القرآن"(ص 27، 28). والحديث أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات (480)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (125).
(4)
بياض في (ر). وغير مقروءة في (م)، والمثبت من "مسند أبي يعلى".
(5)
سقط من (ر).
(6)
في (م): أسأله بأن. والمثبت من "مسند أبي يعلى".
(7)
من (ر)، و"مسند أبي يعلى".
(8)
"مسند أبي يعلى"(7206).
(9)
زاد هنا في (م): ما.
(10)
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(12792).
(11)
في الأصول الخطية: حسن. والمثبت من "المعجم الكبير". وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/ 241: فيه جسر بن فرقد وهو ضعيف.
الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت) حبيب (1) بن قيس (2) بن دينار، قاله أبو داود [في سؤالات الآجري](3)، الأسدي كان ثقة مجتهدًا فقيهًا (4)(عن عطاء)[بن أبي رباح](5).
(عن عائشة رضي الله عنها قالت: سُرقت) بضم السين مبني للمجهول.
(ملحفة) بكسر الميم (6) وهي الملاءة التي تلتحف بها المرأة (لها (7) فجعلت عائشة تدعو على من سرقها، فجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لا تسبخي) بفتح السين المهملة وتشديد الباء الموحدة المكسورة (8) ثم خاء معجمة (عنه)"بدعائك عليه". كذا في رواية لغيره (9).
(قال المصنف) معنى (لا تسبخي لا تخففي) عنه الإثم الذي استحقه بالسرقة بدعائك عليه، [وفي حديث] (10): أنهلنا (11) نسبخ عنا الحر، أي: نخفف.
[1498]
(حدثنا [سليمان بن حرب، ثنا شعبة، عن] (12) عاصم بن
(1) في (ر): جبير.
(2)
في الأصول الخطية: حسن. والمثبت من "تهذيب الكمال" 5/ 358.
(3)
في (م): سؤالان الآخر. ولم أقف على كلامه في "سؤالات الآجري".
(4)
"الكاشف"(912).
(5)
من (ر).
(6)
في (م): السين.
(7)
و (8) سقط من (ر).
(9)
رواه البغوي في "شرح البغوي" 5/ 154.
(10)
سقط من (ر).
(11)
في (ر): أمهلنا.
(12)
سقط من (ر).
عبيد الله) بالتصغير بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني.
قال أحمد بن عبد الله العجلي: لا بأس به (1)، روى له البخاري في كتاب "أفعال العباد" والنسائي في "اليوم والليلة" والباقون سوى مسلم.
(عن (2) سالم بن عبد الله) بن عمر [بن الخطاب](3).
(عن أبيه) عبد الله بن عمر (عن عمر) بن الخطاب (رضي الله عنه قال: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة) فيه أن (4) التلميذ إذا كان مع أستاذه، أو الجندي إذا (5) كان مع الأمير في أمر جامع يجمعهم [على طاعة الله](6) من حج أو جهاد أو غيرها من الأمور التي يجتمعون عليها على طاعة الله تعالى، وأراد أن يذهب لحاجة من حوائجه أن يستأذنه في الذهاب إلى تلك الحاجة ليكون ذلك على ذهنه إذا افتقده كما قال تعالى:{وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ} (7) كما استأذن عمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين أراد أن يذهب إلى العمرة.
(فأذن لي) في ذلك، ودعا لي بالمغفرة كما في الآية، وروى الثعلبي عن (8) أبي حمزة [بالحاء المهملة](9) الثمالي (10) واسمه ثابت، [بن أبي
(1)"تاريخ الثقات"(740).
(2)
سقط من (ر).
(3)
و (4) من (ر).
(5)
سقط من (ر).
(6)
من (ر).
(7)
النور: 62.
(8)
زاد في (م): ابن. وهي زيادة مقحمة.
(9)
من (ر).
(10)
في الأصول الخطية: اليماني. والمثبت من "تفسير الثعلبي"، و"تهذيب الكمال" 4/ 357.
صفية (1)] (2): كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا صعد المنبر يوم الجمعة وأراد الرجل أن يقضي الحاجة لم يخرج من المسجد حتى يقوم بحيال (3) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث يراه فيعرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه إنما قام ليستأذن فيأذن لمن شاء منهم (4).
(وقال: لا تنسنا يا أخيَّ) بفتح الياء المشددة وكسرها قراءتان في السبع (من دعائك) فيه [دليل على](5) استحباب طلب المقيم من المسافر ووصيته له بالدعاء له (6) في مواطن الخير، ولو كان المقيم أفضل من المسافر، وإن كان يعرف أنه يدعو له فلا بأس أن يذكره بالدعاء له (7) لا سيما إن كان سفره عبادة كحج أو عمرة أو غزوٍ، فتتأكد الوصية، وكذا يستحب لمن [أحرم بالحج](8) وانقطع عنه أن يذهب إلى من يريد الحج وشرع فيه ويطلب منه الدعاء.
قال البزار: روي عن أبي هريرة مرفوعًا: "يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج"(9).
(1) في (ر): سفينة. وفي (م): معن. والمثبت من "تفسير الثعلبي"، و"تهذيب الكمال" 4/ 357.
(2)
في (م): عن أبي معن.
(3)
سقط من (ر).
(4)
"الكشف والبيان" للثعلبي 7/ 121.
(5)
و (6) سقط من (ر).
(7)
سقط من (ر).
(8)
في (ر): حرم الحج.
(9)
لم أجده في "مسند البزار". وأخرجه ابن خزيمة (2516)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 5/ 261، والحاكم في "المستدرك" 1/ 441 عن أبي هريرة بمعناه قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(12800) من حديث عمر بلفظه. بزيادة في آخره.
والعمرة في معناه؛ فإن الحديث فيها.
(قال) عمر: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (كلمة)[فيه التجوز بتسمية الكلام الكثير كلمة كقوله تعالى: {تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} (1) الآية](2). (ما يسرني أن لي بها) فيه شاهد على أن الباء يستعمل بمعنى البدل أي ما يسرني أن لي بدلها ومنه قول الحماسي:
فليت لي بهم قومًا إذا ركبوا
…
شنوا (3) الإغارة فرسانًا وركبانًا
وانتصاب الإغارة في البيت على المفعول لأجله (4).
(الدنيا) وجميع ما فيها.
(قال شعبة: ثم لقيت عاصمًا) يعني ابن عبد الله الراوي (بعد) بالضم لقطعه عن الإضافة، وتقديره بعد ذلك [(بالمدينة) فسألته عن الحديث (فحدثنيه فقال) في حديثه (أشركنا) بفتح الهمزة أي: اجعلنا شركاء معك] (5).
(يا أخي في (6) دعائك) (7) فيه فضيلة الدعاء بظهر الغيب، وأنه يستحب للحاج إذا حضر في الأماكن التي يستجاب فيها الدعاء أن
(1) آل عمران: 64.
(2)
في (ر): بالنصب.
(3)
في (ر): امسوا.
(4)
"مغني اللبيب" ص 141.
(5)
سقط من (ر).
(6)
في (ر): من صالح.
(7)
هذِه الزيادة أخرجها أحمد في "مسنده" 1/ 29. والبيهقي في "الكبرى" 5/ 251.
يتفقد أصحابه وإخوانه في الله تعالى بالدعاء لهم بأعيانهم، ومن سأل منه الدعاء ووعده فيسن (1) ويتأكد الدعاء له.
[1499]
(حدثنا زهير بن حرب، ثنا أبو معاوية) محمد بن خازم الضرير.
(حدثنا الأعمش، عن أبي صالح) ذكوان السمان.
(عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: مر علي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أدعو بأصبعي) بتشديد ياء التثنية.
(فقال: أحد أحد) بفتح الهمزة وتشديد الحاء المهملة فيهما، أي: اقتصر على الأصبع الواحد من اليد اليمنى [وأشر بها؛ لأن الذي يدعوه واحد وهو الله تعالى](2) ليجمع الداعي بين القلب والأصبع الواحد في التوحيد (وأشار بالسبابة) من يده اليمنى، وهي التي تلي الإبهام، سميت سبابة (3) لأنها كانت (4) يشار بها عند السب والشتم.
فيه دليل على تعليم من تراه يتقرب إلى الله تعالى بما ليس هو مشروع وإن لم يسأل.
(1) في (ر): فيتعين.
(2)
من (ر).
(3)
بياض في (ر).
(4)
من (ر).