الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
21 - باب التَّشْدِيدِ فِيمَنْ حَفِظَ القُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ
1474 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلاءِ، أَخْبَرَنا ابن إِدْرِيسَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ فائِدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما مِنِ امْرِئٍ يَقْرأُ القُرْآنَ يَنْساهُ إلَّا لَقِيَ اللهَ عز وجل يَوْمَ القِيامَةِ أَجْذَمَ"(1).
* * *
باب التشديد فيمن حفظ القرآن ثم نسيه
[1474]
(حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا) عبد الله (بن إدريس) بن (2) يزيد الأودي أحد الأعلام نسيج (3) وحده.
([عن يزيد بن أبي زياد] (4) عن عيسى بن فائد) [أمير الرقة قاله ابن فضيل فائد](5) بالفاء تقدم. [روى عمن سمع سعد بن عبادة فهو على هذا منقطع](6).
(عن سعد بن عبادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من امرئ يقرأ القرآن) القرآن يطلق على جميعه (ثم ينساه) أي: جميعه، ويحتمل أن يراد ينسى غير ما يعتاد غير حفاظ القرآن حفظه من قصار
(1) رواه أحمد 5/ 323، وعبد الرزاق 3/ 365 (5989)، والدارمي (3383).
وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع"(5136).
(2)
في (م): و.
(3)
في (م): شيخ.
(4)
سقط من (ر). وكتب في الحاشية: ابن يزيد بن أبي زياد الهاشمي الكوفي مولاهم كنيته أبو عبد الله ولا يحتج بحديثه وعيسى بن فائد.
(5)
و (6) من (ر).
المفصل؛ لأنها لكثرة [ما يتداولها](1) الأئمة في الصلاة وغيرهم لا ينسى.
قال بعضهم: نسيان القرآن عقوبة من الله تعالى على ترك حقه والتشاغل (2) بفضول الدنيا وغيرها عنه، واستخفافًا بعظيم قدر ما أنعم الله تعالى عليه، وجليل خطره لما في الحديث الذي رواه الحاكم من رواية عبد الله بن عمرو (3): أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه (4) "(5). قال: وليس هو بذنب؛ لأن الذنب ما يكتسبه الإنسان ويفعله اختيارًا دون ما [يفعل به و](6) يحمل عليه اضطرارًا؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يقولن أحدكم نسيت آية (7) كذا، وإنما هو نسي"(8). وكفى بنسيان كلام الله تعالى عقوبة، ومن نسي كلام الله تعالى نسي الله، ومن نسي الله تعالى خسر الدارين، فأما من نسي القرآن لعلة تلحقه [عن آفة](9) من كبر أو مرض أو سوء مزاج وهو مع ذلك مقبل على تلاوة ما يقدر عليه فإنه إن شاء الله غير آثم.
(إلا لقي الله تعالى يوم القيامة أجذم) بسكون الجيم وفتح الذال
(1) في (م): يتدارها.
(2)
في (م): النسيان على.
(3)
في (م): عمر.
(4)
في (م): عليه.
(5)
"المستدرك" 1/ 551، ورواه البيهقي في "الشعب" 4/ 177 (2353).
(6)
و (7) من (ر).
(8)
أخرجه البخاري (5032)، ومسلم (790).
(9)
سقط من (ر).
المعجمة، وهو مقطوع اليد، وقيل: الأجذم هذا مقطوع اليد، وقيل: لقي الله تعالى خاليًا من الخير، ليس في يده شيء من الخير، كنى باليد عما تحويه اليد، وقيل: لقي الله تعالى لا حجة له، والأول أرجح؛ لأن الجذم (1) في اللغة القطع، ويدل عليه حديث علي:"من نكث بيعته لقي الله وهو أجذم ليس له يد"(2).
قال القتيبي: الأجذم ها هنا الذي ذهبت أعضاؤه كلها وليست اليد أولى بالعقوبة من باقي الأعضاء، وقال ابن الأنباري ردًّا على ابن قتيبة: لو كان العقاب لا يقع إلا بالجارحة التي باشرت المعصية لما عوقب الزاني بالجلد والرجم في الدنيا وبالنار في الآخرة. وقيل (3): معناه لقيه منقطع السبب يدل عليه قوله (4): القرآن سبب (5) بيد الله [وسبب بأيديكم](6) فمن نسيه فقد قطع سببه (7)(8).
(1) في (م): الأجزم.
(2)
"النهاية في غريب الحديث"(جذم).
(3)
في (م): قد.
(4)
من (ر)، "النهاية".
(5)
من (ر)، "النهاية".
(6)
في (م): أو بسبب أيديكم.
(7)
في (م): بسببه.
(8)
"النهاية"(جذم)، والحديث رواه ابن حبان (122) عن أبي شريح الخزاعي مرفوعا بلفظ:"فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيدكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا بعده أبدا".