المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌20 - باب استحباب الترتيل في القراءة - شرح سنن أبي داود لابن رسلان - جـ ٧

[ابن رسلان]

فهرس الكتاب

- ‌[سُجُودُ القُرْآنِ]

- ‌1 - باب تَفْرِيعِ أَبْوابِ السُّجُودِ وَكَمْ سَجْدَةٍ فِي القُرْآنِ

- ‌2 - باب مَنْ لمْ يَرَ السُّجُودَ فِي المُفَصَّلِ

- ‌3 - باب مَنْ رَأى فِيْهَا السُّجُودَ

- ‌4 - باب السُّجُودِ فِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} و {اقْرَأْ}

- ‌5 - باب السُّجُودِ فِي ص

- ‌6 - باب فِي الرَّجُل يَسْمَعُ السَّجْدَةَ وَهُوَ رَاكِبٌ وَفِي غَيْرِ الصَّلاةِ

- ‌7 - باب ما يَقُولُ إِذَا سَجَدَ

- ‌8 - باب فِيمَنْ يَقْرَأُ السَّجْدَةَ بَعْدَ الصُّبْحِ

- ‌[كِتَابُ الوِّتْر]

- ‌1 - باب اسْتِحْبابِ الوِتْرِ

- ‌2 - باب فِيمَنْ لَمْ يُوتِرْ

- ‌3 - باب كَمِ الوِتْرُ

- ‌4 - باب ما يُقْرَأُ فِي الوِتْرِ

- ‌5 - باب القُنُوتِ فِي الوِتْرِ

- ‌6 - باب فِي الدُّعَاءِ بَعْدَ الوِتْرِ

- ‌7 - باب فِي الوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ

- ‌8 - باب فِي وَقْتِ الوِتْرِ

- ‌9 - باب فِي نَقْضِ الوِتْرِ

- ‌10 - باب القُنُوتِ فِي الصَّلَواتِ

- ‌11 - باب فِي فَضْلِ التَّطَوُّعِ فِي البَيْتِ

- ‌12 - باب

- ‌13 - باب الحَثِّ عَلَى قِيامِ اللَّيْلِ

- ‌14 - باب فِي ثَوابِ قِراءَةِ القُرْآنِ

- ‌15 - باب فاتِحَةِ الكِتابِ

- ‌16 - باب مَنْ قَالَ: هِيَ مِنَ الطُّوَلِ

- ‌17 - باب ما جاءَ فِي آيَةِ الكُرْسِيِّ

- ‌18 - باب فِي سُورَةِ الصَّمَدِ

- ‌19 - باب فِي المُعَوِّذَتَيْنِ

- ‌20 - باب اسْتِحْبابِ التَّرْتِيلِ فِي القِراءَةِ

- ‌21 - باب التَّشْدِيدِ فِيمَنْ حَفِظَ القُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ

- ‌22 - باب أُنْزِلَ القُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ

- ‌23 - باب جماع أبواب الدُّعاءِ

- ‌24 - باب التَّسْبِيحِ بِالحَصَى

- ‌25 - باب ما يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا سَلَّمَ

- ‌26 - باب فِي الاسْتِغْفَارِ

- ‌27 - باب النَّهْي عَنْ أَنْ يَدْعُوَ الإِنْسانَ عَلَى أَهْلِهِ وَمالِهِ

- ‌28 - باب الصَّلَاةِ علَى غَيْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌29 - باب الدُّعاءِ بِظَهْرِ الغَيْبِ

- ‌30 - باب ما يَقُولُ إِذَا خَافَ قَوْمًا

- ‌31 - باب فِي الاسْتِخَارَةِ

- ‌32 - باب فِي الاسْتِعاذَةِ

- ‌كِتَابُ الزَّكاةِ

- ‌1 - باب وُجُوبِ الزَّكاةِ

- ‌2 - باب ما تَجِبُ فِيهِ الزَّكاةُ

- ‌3 - باب العُرُوضِ إِذا كانَتْ لِلتِّجارَةِ هَلْ فِيها مِنْ زَكاةٍ

- ‌4 - باب الكَنْزِ ما هُوَ؟ وَزَكاةِ الحُلِيِّ

- ‌5 - باب في زَكاةِ السّائِمَةِ

- ‌6 - باب رِضا المُصَدِّقِ

- ‌7 - باب دُعاءِ المُصَدِّقِ لأَهْلِ الصَّدَقَةِ

- ‌8 - باب تَفْسِيرِ أَسْنانِ الإِبِلِ

- ‌9 - باب أَيْنَ تُصَدَّقُ الأَمْوالُ

- ‌10 - باب الرَّجُل يَبْتاعُ صَدَقَتَهُ

- ‌11 - باب صَدقَةِ الرَّقِيقِ

- ‌12 - باب صَدَقَةِ الزَّرْعِ

- ‌13 - باب زَكاةِ العَسَلِ

- ‌14 - باب في خَرْصِ العِنَبِ

- ‌16 - باب مَتَى يُخْرَصُ التَّمْرُ

- ‌17 - باب ما لا يَجُوزُ مِنَ الثَّمَرَةِ في الصَّدَقَةِ

- ‌18 - باب زَكاةِ الفِطْرِ

- ‌19 - باب متَى تُؤَدى

- ‌20 - باب كَمْ يُؤَدى في صَدَقَةِ الفِطْرِ

- ‌21 - باب مَنْ رَوى نِصْفَ صاعٍ مِنْ قَمْحٍ

- ‌22 - باب في تَعْجِيلِ الزَّكاةِ

- ‌23 - باب في الزَّكاةِ هَلْ تُحْمَلُ مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ

- ‌24 - باب منْ يُعْطَى منَ الصَّدَقَةِ وَحَدِّ الغِنَى

- ‌25 - باب مَنْ يَجُوزُ لَهُ أَخْذُ الصَّدَقَةِ وَهُوَ غَني

- ‌26 - باب كَمْ يُعْطَى الرَّجُلُ الواحِدُ مِنَ الزَّكاةِ

- ‌27 - باب ما تَجُوزُ فِيهِ المَسْأَلَةُ

الفصل: ‌20 - باب استحباب الترتيل في القراءة

‌20 - باب اسْتِحْبابِ التَّرْتِيلِ فِي القِراءَةِ

1464 -

حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا يَحْيَى عَنْ سُفْيانَ حَدَّثَنِي عاصِمُ بْن بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يُقالُ لِصاحِبِ القُرْآنِ اقْرَأْ وارْتَقِ وَرَتِّلْ كَما كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيا فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُها"(1).

1465 -

حَدَّثَنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ، حَدَّثَنا جَرِيرٌ عَنْ قَتادَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا عَنْ قِراءَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: كَانَ يَمُدُّ مَدًّا (2).

1466 -

حَدَّثَنا يَزِيدُ بْن خالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنا اللَّيْثُ، عَنِ ابن أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ أَنَّهُ سَأَلَ أُمَّ سَلَمَةَ، عَنْ قِراءَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصَلاتِهِ فَقَالَتْ وَما لَكُمْ وَصَلاتَهُ كَانَ يُصَلِّي وَيَنامُ قَدْرَ ما صَلَّى ثُمَّ يُصَلِّي قَدْرَ ما نامَ ثُمَّ يَنامُ قَدْرَ ما صَلَّى حَتَّى يُصْبِحَ، وَنَعَتَتْ قِراءَتَهُ فَإِذا هِيَ تَنْعَتُ قِراءَتَهُ حَرْفًا حَرْفًا (3).

1467 -

حَدَّثَنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنْ مُعاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قال: رأيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَهُوَ عَلَى نَاقَةٍ يَقْرَأُ بِسُورَةِ الفَتْحِ وَهُوَ يُرَجِّعُ (4).

1468 -

حَدَّثَنا عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ البَراءِ بْنِ عازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "زَيِّنُوا القُرْآنَ بِأَصْواتِكُمْ"(5).

(1) رواه الترمذي (2914)، وأحمد 2/ 192، والنسائي في "الكبرى"(8056). وصححه الألباني في "الصحيحة"(2240).

(2)

رواه البخاري (5045).

(3)

رواه الترمذي (2923)، والنسائي 2/ 181، وأحمد 6/ 294.

وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(260).

(4)

رواه البخاري (4281)، ومسلم (794).

(5)

رواه البخاري تعليقا قبل حديث (7544)، والنسائي 2/ 179، وابن ماجه =

ص: 178

1469 -

حَدَّثَنا أَبُو الوَلِيدِ الطَّيالِسِيُّ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَيَزِيدُ بْنُ خالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيُّ بِمَعْناهُ أَنَّ اللَّيْثَ حَدَّثَهُمْ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقّاصٍ - وقالَ يَزِيدُ، عَنِ ابن أَبِي مُلَيْكَةَ -، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ وقَالَ قُتَيْبَةُ: هُوَ فِي كِتابِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ"(1).

1470 -

حَدَّثَنا عُثْمانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا سُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ ابن أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَهِيكٍ عَنْ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ (2).

1471 -

حَدَّثَنا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ الجَبّارِ بْن الوَرْدِ قَالَ: سَمِعْتُ ابن أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: قَالَ عُبَيْدُ اللهِ بْن أَبِي يَزِيدَ مَرَّ بِنا أَبُو لُبابَةَ فاتَّبَعْناهُ حَتَّى دَخَلَ بَيْتَهُ فَدَخَلْنا عَلَيْهِ فَإِذا رَجُلٌ رَثُّ البَيْتِ رَثُّ الهَيْئَةِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "لَيْسَ مِنّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ". قَالَ: فَقُلْتُ لِابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ: يا أَبا مُحَمَّدٍ أَرَأَيْتَ إِذَا لَمْ يَكُنْ حَسَنَ الصَّوْتِ قَالَ: يُحَسِّنُهُ ما اسْتَطاعَ (3).

1472 -

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمانَ الأَنْبارِيُّ قَالَ: قَالَ وَكِيعٌ وابْنُ عُيَيْنَةَ يَعْنِي يَسْتَغْنِي بِهِ (4).

= (1342)، وأحمد 4/ 283. وصححه الألباني في "المشكاة" (2199).

(1)

رواه أحمد 1/ 172، والطيالسي (198)، وعبد الرزاق 2/ 482 (4170)، والحميدي (76)، وعبد بن حميد (151)، والدارمي (1531).

ورواه البخاري (7527) من حديث أبي هريرة.

وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1321).

(2)

انظر السابق.

(3)

رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 3/ 450 (1903)، وأبو عوانة في "المستخرج"(3878)، والطحاوي في "شرح المشكل" 3/ 350 (1308).

وصححه الألباني في "صحيح الجامع"(5442).

(4)

قال الألباني: صحيح مقطوع.

ص: 179

1473 -

حَدَّثَنا سُلَيْمانُ بْنُ دَاوُدَ المَهْرِيُّ، أَخْبَرَنا ابن وَهْبٍ حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مالِكٍ وَحَيْوَةُ، عَنِ ابن الهادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْراهِيمَ بْنِ الحارِثِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"ما أَذِنَ اللهُ لِشَيء ما أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بِالقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ"(1).

* * *

باب كيف يستحب الترتيل في القراءة

[1464]

(حدثنا مسدد، حدثنا (2) يحيى) بن [سعيد القطان](3).

(عن سفيان) بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي، قال (حدثني عاصم ابن)(4) أبي النجود (بهدلة)(5) الأسدي المقرئ، أخرج له مسلم (6).

(عن زر) بن حبيش (عن عبد الله بن عمرو) بن العاص.

(قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يقال لصاحب القرآن) أي لقارئ القرآن (اقرأ وارتق) أي اصعد بدليل رواية ابن ماجه من رواية أبي سعيد الخدري، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يقال لصاحب القرآن إذا (7) أدخل الجنة: اقرأ واصعد فيقرأ ويصعد، بكل آية

(1) رواه البخاري (5023)، ومسلم (792).

(2)

في (ر): بن.

(3)

بياض في (ر).

(4)

سقط من (ر).

(5)

زاد في الأصول الخطية: بالذال المعجمة. وهي زيادة مقحمة وهو عاصم بن بهدلة بالدال المهملة. وانظر "تهذيب الكمال" 13/ 473.

(6)

في (ر): الشيخان.

(7)

من "سنن ابن ماجه".

ص: 180

درجة حتى يقرأ آخر شيء معه" (1)(ورتل) في الجنة (كما كنت ترتل في الدنيا) قال القرطبي: والترتيل في القراءة هو التأني فيها والتمهل، وتبيين الحروف والحركات (2) تشبيهًا [بالثغر المرتل](3) وهو المشبه بنور (4) الأقحوان، وهو المطلوب في قراءة القرآن في قوله تعالى:{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (5)، وسئلت أم سلمة عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصلاته (6) فقالت: ما لكم وصلاته. ثم نعتت قراءته فإذا هي تنعت قراءته مفسرة حرفًا حرفًا (7). أخرجه المصنف والترمذي والنسائي (8) وقال: حسن صحيح (9).

قال عاصم: الترتيل بأن تبين جميع الحروف وتوفيها حقها من الإشباع.

قال أبو حمزة - بالحاء المهملة والزاي واسمه عمران (10) بن أبي عطاء القصاب -: قلت لابن عباس: إني رجل أقرأ (11) وفي كلامي

(1)"سنن ابن ماجه"(3780).

(2)

في (م): الحرف كان.

(3)

في (م): بالمربد.

(4)

في (م): بثوب.

(5)

المزمل: 4.

(6)

سقط من (ر).

(7)

سيأتي برقم (1466).

(8)

من (ر).

(9)

"الجامع لأحكام القرآن" 1/ 17.

(10)

في (م): عمر.

(11)

في (ر): في قرائتي.

ص: 181

عجلة، قال: لأن أقرأ البقرة أرتلها أحب إليَّ من أن أقرأ القرآن كله (1).

(فإن منزلتك)[في الجنة](2)(عند آخر آية تقرؤها) لفظ الترمذي: "تقرأ بها" وقال: حديث حسن صحيح.

قال الخطابي: جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على عدد (3) درج الجنة فيقال للقارئ: ارق في الدرج على قدر (4) ما كنت تقرأ من آيات (5) القرآن، فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة في الآخرة، ومن قرأ آخر (6) جزء منه كان رقيه بالدرج على قدر (7) ذلك، فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة (8).

[1465]

(حدثنا مسلم بن إبراهيم) الفراهيدي (حدثنا جرير، عن قتادة قال: (سألت أنسًا رضي الله عنه عن قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: كان يمد) في قراءته (مدًّا) يعني: في الألف والواو والياء الثلاثة التي هي حروف المد، فالمد هنا محمول على حروفه المعروفة، ويسمى هذا المد مدًّا طبيعيًّا، وهو فيما إذا لم يكن بعد [حروف المد](9) همزة أو

(1) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" 2/ 54.

(2)

سقط من (ر).

(3)

في (ر): عدد آي. وفي "معالم السنن": آي.

(4)

في (ر): عدد.

(5)

في (ر): عدد آي. وفي "معالم السنن": آي.

(6)

سقط من (ر).

(7)

في (ر): عدد.

(8)

"معالم السنن" المطبوع مع "مختصر السنن" 2/ 136.

(9)

في (ر): حرف.

ص: 182

تشديد، فإن كان بعده همزة أو تشديد فهو أبلغ من المد الطبيعي، وهو ينقسم إلى متصل ومنفصل، ولازم وجائز، وللقراء في موضع المد وفي مقداره وأقسامه وجوه كثيرة معروفة عندهم.

وقد [بيَّن البخاري](1) في الحديث الذي بعده أن المراد بالمد المد في الحروف الثلاثة، فقال: سئل (2) أنس: كيف قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: كانت مدًّا، ثم قرأ "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم (3)، فبين أن المد على ألف في بسم الله، وفي الرحمن، والمد على الياء في الرحيم، وقد اجتمعت الثلاثة في أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فأعوذ مد على الواو، وبالله والشيطان مد على الألف، والرجيم مد على الياء.

[1466]

(حدثنا يزيد بن خالد بن موهب) بفتح الميم والهاء (الرملي) الثقة الزاهد.

(عن الليث، عن) عبد الله بن عبيد الله (بن أبي مليكة) التيمي مؤذن ابن الزبير ([عن يعلى] (4) بن مملك) بفتح الميم الأولى وتسكين الثانية وبعدها لام بوزن جعفر المكي (5)، ذكره ابن حبان في "الثقات"(6).

(1) في (ر): يندرج.

(2)

سقط من (ر).

(3)

"صحيح البخاري"(5046).

(4)

سقط من (ر).

(5)

في (م): ابن مكي.

(6)

"الثقات" 5/ 556.

ص: 183

([أنه سأل] (1) أم سلمة) هند بنت أبي أمية المعروف بزاد الراكب، زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم (عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [(و) عن (صلاته)] (2)؟

(فقالت: وما لكم وصلاته) بالنصب على أنه مفعول معه، والواو الداخلة على صلاته بمعنى مع (3) وما الاستفهامية التي بعد الواو مرفوعة بفعل مضمر هو الناصب لما بعدها تقديره ما تكونوا وصلاته، والصحيح أن "كان" هذِه المقدرة ناقصة، وما خبر مقدم، والصحيح أن العطف في هذِه الصورة لا يجوز، وأن العطف [على الضمير المجرور باللام بغير إعادة الجار ممتنع عند الجمهور، ونصب صلاته هنا واجب](4). قال ابن مالك في "الألفية":

والنصب إن لم يجز العطف يجب

أو اعتقد إضمار عاملٍ تُصب (5)

[(كان يصلي) من الليل (وينام) من الليل (قدر ما يصلي) وهذا النوم عبادة أيضًا؛ لأنه إعانة على الصلاة بعده ليقوم إليها بنشاط (ثم يصلي) أيضًا](6)(قدر ما نام) وفي "صحيح مسلم" في حديث مبيت ابن عباس

(1) في (ر): عن.

(2)

سقط من (ر).

(3)

سقط من (ر).

(4)

من (ر).

(5)

انظر: "شرح ابن عقيل" 2/ 206.

(6)

في (م): وينام من الليل.

ص: 184

عند خالته وفيه: ثم قام فصلى ركعتين فأطال فيهما القيام والركوع والسجود، ثم انصرف فنام حتى نفخ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات [لست ركعات (1) (ثم ينام](2) قدر ما صلى حتى يصبح) إلى أن يطلع الفجر.

([ونعتت قراءته])(3) والنعت: وصف الشيء بما فيه من حسن، ولا يقال النعت في مذموم إلا [أن يتكلف] (4) متكلف فيقيده ويقول: نعت سوء (5)(وإذا) للمفاجأة (هي تنعت قراءته) زاد الترمذي: مفسرة (6)(حرفًا حرفًا) ثم قال الترمذي: حديث حسن صحيح، قال: وقد روى ابن جريج هذا الحديث، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقطع قراءته (7) أي حرفًا حرفًا، وظاهر رواية الترمذي أن معنى تقطيع القرآن أن يقف على رؤوس الآي، فإنه روي عن أم سلمة أيضًا قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقطع القراءة يقرأ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ثم يقف (8)، {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ثم يقف (9).

(1)"صحيح مسلم"(763/ 191).

(2)

في (ر): ثم نام ثانيًا.

(3)

سقط من (ر).

(4)

في (م): ذاك تكلف.

(5)

"النهاية في غريب الحديث"(نعت).

(6)

"جامع الترمذي"(2923).

(7)

"جامع الترمذي"(2923).

(8)

في (ر): يقرأ.

(9)

أخرجه الترمذي (2927)، وأحمد 6/ 302. قال الترمذي: حديث غريب. وقال الحاكم في "المستدرك" 2/ 232: صحيح على شرط الشيخين.

ص: 185

[1467]

(حدثنا حفص بن عمر) الحوضي (1).

(ثنا شعبة، عن معاوية ابن قرة) بضم القاف بن أبي إياس بن هلال المزني البصري.

(عن عبد الله [بن مغفل (2) قال] (3): رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم فتح مكة) في رمضان سنة ثمان من الهجرة (وهو (4) على ناقته) وللبخاري: [أو جمله](5) وهو يسير به وهو (يقرأ بسورة الفتح) زاد البخاري: أو من سورة الفتح قراءة لينة (6). ومناسبة (7) قراءة سورة الفتح (8) يوم فتح مكة ظاهرة [دون غيرها](9).

(وهو يرجع) والترجيع هو ترديد القراءة وتكرارها، ومنه ترجيع الأذان، وهذا إنما حصل منه والله أعلم يوم الفتح؛ لأنه كان راكبًا، فجعلت الناقة تحركه فحدث الترجيع في صوته، فلا يبقى به متمسك لتبويب البخاري عليه: باب الترجيع، لكن تسمية عبد الله بن مغفل له في هذِه الحالة ترجيعًا يدل على أنه اختيار لا اضطرار، وقد أعاده البخاري في كتاب التوحيد وزاد في صفة الترجيع وقال:"آآ آ" ثلاث

(1) في (م): الجون.

(2)

سقط من (م)، وفي (ر): معبد. والمثبت من "سنن أبي داود"، ومصادر التخريج.

(3)

في (م): قالت.

(4)

سقط من (ر).

(5)

في (ر): وحده.

(6)

"صحيح البخاري"(5047).

(7)

غير واضحة في (م).

(8)

في (م): الفاتحة.

(9)

من (ر).

ص: 186

مرات (1). وهو محمول على إشباع المد في موضعه، ويحتمل أن يكون ذلك حكاية صوته عند هز (2) الراحلة كما يعتري [صوت الراكب](3).

قال الكرماني: ترجيع الصوت ترديده في الحلق كقراءة أصحاب الألحان (4).

قال المنذري: وقد جاء في حديث آخر أنه كان لا يرجع، قيل: لعله لم يكن راكبًا فلم يرجع (5) إلى الترجيع (6).

[1468]

(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن طلحة) بن مصرف الهمداني الشامي (عن عبد الرحمن بن عوسجة) النهمي (7) بكسر النون وسكون الهاء بعدها ميم نسبة إلى نهم (8) بطن من همدان وهو نهم بن ربيعة بن مالك بن عوسجة ثقة (9)، قتل مع (10) ابن الأشعث (11).

(عن البراء بن عازب) رضي الله عنهما (قال: قال رسول الله صلى الله

(1)"صحيح البخاري"(7541).

(2)

في (م): مد.

(3)

في (م): رافع صوت.

(4)

"صحيح البخاري بشرح الكرماني" 25/ 231.

(5)

في "شرح العيني": يلجأ.

(6)

انظر: "شرح سنن أبي داود" للعيني 5/ 383 من قوله لا من قول المنذري.

(7)

في (م): النهم.

(8)

من (ر).

(9)

"الثقات" لابن حبان 5/ 99، و"تهذيب الكمال" 17/ 322 - 323.

(10)

في (م): من.

(11)

في الأصول الخطية: الأشرف. والمثبت من مصادر الترجمة.

ص: 187

عليه وآله وسلم: زينوا القرآن بأصواتكم) قيل: معناه زينوا أصواتكم بالقرآن، هكذا فسره غير واحد من أئمة الحديث، وقالوا: إنه من باب المقلوب كما قالوا: عرضت الناقة على الحوض.

قال المنذري (1): وفي بعض طرقه: "زينوا أصواتكم بالقرآن"(2)[والمعنى: اشغلوا أصواتكم بالقرآن](3) والهجوا بقراءته واتخذوه شعارًا، قال: وليس ذلك على تطريب القول.

وقيل: أراد بالقرآن القراءة أي: زينوا قراءتكم بأصواتكم الحسنة؛ لأنه إذا حسن الصوت به كان أوقع في النفوس، وأسمع في القلوب؛ لقول أبي موسى: لو علمت أنك تسمع قراءتي لحبرته لك تحبيرًا (4).

[1469]

(حدثنا أبو الوليد) هشام بن عبد الملك (الطيالسي [وقتيبة بن سعيد] (5) ويزيد بن خالد) بن يزيد بن عبد الله (بن موهب الرملي) أبو خالد الثقة الزاهد (6)[(بمعناه) المذكور، وقالوا: (أن الليث حدثهم](7) عن

(1) انظر: "معالم السنن" المطبوع مع "مختصر السنن" 2/ 137 - 138، "شرح أبي داود" للعيني 5/ 383 - 384 ولم أجده من كلام المنذري.

(2)

أخرجه عبد الرزاق 2/ 485 (4176)، والحاكم 1/ 571، 572.

(3)

ساقطة من الأصول.

(4)

أخرجه النسائي في "الكبرى"(8058)، وابن حبان (7197)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 12، والحاكم 3/ 466. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الألباني في "السلسلة الصحيحة"(3532): إسناده صحيح.

(5)

في (ر): عن عبيد الله.

(6)

"الثقات" لابن حبان 9/ 276، و"تهذيب الكمال" 32/ 114 - 115.

(7)

سقط من (ر).

ص: 188

عبد الله (1) بن أبي مليكة [عن عبيد الله بن](2) أبي نهيك) [بفتح النون المخزومي المدني، ويقال: عبد الله، وثقه ن (3)](4).

([عن سعد بن أبي وقاص])(5) [وقال يزيد) بن إبراهيم التستري.

(عن) عبد الله (بن أبي مليكة [عن سعيد بن] (6) أبي سعيد]) (7) كيسان المقبري (وقال قتيبة) بن سعيد (هو في كتابي) ومسموعاتي.

(عن سعيد بن أبي سعيد) المقبري (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس منا) أي: ليس على طريقتنا وسنتنا وهدينا.

(من لم يتغن) قال (8) وكيع وسفيان بن عيينة: أي (9): يستغني (بالقرآن) عن غيره، واختلف في معنى ذلك فقيل: يستغني به عن الناس، وقيل: يستغني به عن غيره من الأحاديث والكتب، وقال الشافعي: معناه تحزين القراءة (10) وترقيقها (11). أي: بحيث يظهر على قارئه الحزن الذي هو ضد السرور عند قراءته وتلاوته، وليس هو من

(1) زاد في (ر): بن عبيد الله.

(2)

في (ر): نا قتيبة بن سعيد.

(3)

يعني: النسائي، انظر:"التقريب"(3669).

(4)

من (ر).

(5)

سقط من (ر).

(6)

في (ر): و. وسقط من (م). والمثبت من "سنن أبي داود".

(7)

سقط من (م).

(8)

من (ر).

(9)

في (م): أن.

(10)

في (م): القرآن.

(11)

"الأم" 7/ 521.

ص: 189

الغنية؛ لأنه لو كان من الغنية لقال يتغانى به، ولم يقل: يتغن به، وبه قال الإمام أبو حاتم (1)[محمد بن حبان](2)، واحتج به ومن تابعه بما رواه مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي وبصدره (3) أزيز كأزيز المرجل من البكاء (4)، والأزيز صوت كالرعد وغليان القدر، قالوا: ففي هذا الخبر بيان واضح على أن المراد بالحديث التحزن، وعضدوا هذا بما في "الصحيح" عن عبد الله: قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "اقرأ"، فقرأت عليه (5) فلما بلغت (6){وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} (7) فنظرت إليه فإذا عيناه تدمعان (8).

وقال أبو سعيد الأعرابي (9): كانت العرب تولع بالغناء والنشيد في أكثر أقوالها، فلما نزل القرآن أحبوا أن يكون القرآن هجيراهم مكان الغناء تسلية لأنفسهم، وتذكرة في كل حالاتهم كما كانت العرب تفعل في قطع مسافاتها بالحداء.

(1) سقط من الأصول الخطية، والمثبت هو الصواب، وهو ابن حبان صاحب "الصحيح" وانظر:"صحيح ابن حبان" 3/ 29.

(2)

في (ر): حيان.

(3)

في (م): له.

(4)

"صحيح ابن حبان"(753)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 264.

(5)

في (م): علم.

(6)

في (م): قرأت.

(7)

النساء: 41.

(8)

"صحيح البخاري"(4582).

(9)

"النهاية في غريب الأثر"(غنا)، وانظر:"فتح الباري" 9/ 70.

ص: 190

[1470]

(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا (1) سفيان بن عيينة، عن عمرو) بن دينار.

(عن) عبد الله بن عبيد الله (بن أبي مليكة، عن عبيد الله بن أبي نهيك، عن سعد) بن أبي وقاص [رضي الله عنه.

(قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله) بمعناه] (2).

[1471]

(حدثنا عبد الأعلى بن حماد) أبو يحيى الباهلي مولاهم شيخ الشيخين.

([حدثنا عبد الجبار] (3) بن الورد) المخزومي مولاهم المكي، صدوق [هو أخو وهيب بن الورد](4) وثقه أبو حاتم (5).

(قال: سمعت) عبد الله (ابن أبي مليكة) القرشي التيمي (6) المكي قاضيها التابعي (يقول: قال عبيد الله) مصغر (بن أبي يزيد) المكي من الموالي: [(مر بنا](7) أبو لبابة) رفاعة بن عبد المنذر بن زبير الأنصاري المدني، وقيل: اسمه بشير، وقيل غير ذلك (فاتبعناه) بفتح الهمزة وسكون المثناة فوق (8) وبوصل الهمزة وتشديد المثناة [فوق لغتان](9)

(1) في (ر): عن.

(2)

و (3) سقط من (ر).

(4)

من (ر).

(5)

"الجرح والتعديل" 6/ 31.

(6)

في (م): التميمي.

(7)

في (م): مولى.

(8)

من (ر).

(9)

في (م): يقال.

ص: 191

قرئ بهما في السبع (1)(حتى دخل بيته (2) فدخلنا عليه) بعد الاستئذان (فإذا هو (3) رجل رث البيت) أي: رث متاع البيت أي: [دون من الخَلِقين](4) ويحتمل أن يكون الأصل دون الحذف أي: عتيق البيت دونه ليس هو من البيوت المرتفعة [(رث الهيئة)](5)، قال الجوهري: في هيئته رثاثة أي: بذاذة (6)، وأرث الثوب أخلق (7).

(فسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ([ليس منا)(8) ليس متخلق بأخلاقنا (من لم يتغن) سئل الشافعي عن تأويل ابن عيينة يتغنى (9) يستغني، فقال: نحن أعلم بهذا [لو أراد الاستغناء لقال](10) يستغن به، ولكن لما قال: يتغن به، علمنا أنه أراد التغني (11).

قال الطبري: المعروف في كلام العرب التغني إنما هو الغناء الذي هو حسن الصوت بالترجيع (12).

(1) في (ر): التبليغ، وانظر:"السبعة" لابن مجاهد (397 - 398).

(2)

سقط من (ر).

(3)

من (ر).

(4)

في (ر): دور من الخلفاء.

(5)

من (ر)، و"سنن أبي داود".

(6)

في (ر): برادة.

(7)

"الصحاح"(رثث).

(8)

من (ر)، و"سنن أبي داود".

(9)

سقط من (ر).

(10)

في (م): الوارد إلا أن يستغني المقال.

(11)

انظر: "عمدة القاري" 20/ 57.

(12)

انظر: "شرح صحيح البخاري" لابن بطال 10/ 261.

ص: 192

(بالقرآن. قال: فقلت لابن أبي مليكة: [يا أبا] (1) محمد) (2) عبد الله (أرأيت إذا لم يكن حسن (3) الصوت؟ ) قال: (يحسنه ما استطاع) ويدل أن المراد به التحسين قول أبي موسى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إني لو أعلم أنك تسمع قراءتي لحسنت صوتي بالقرآن (4) وزينته ورتلته. (5) وكان حسن (6) القراءة، لكن المراد زدت في تحسين قراءتي.

قال القرطبي: ومعاذ الله أن يتأول على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقول أن القرآن يزين بالأصوات أو بغيرها، فمن تأول (7) هذا فقد واقع أمرًا عظيمًا أن يحوج القرآن إلى من يزينه، وهو النور والضياء والزين الأعلى لمن ألبس بهجته واستنار بضيائه، وقد قيل: التقدير زينوا القراءة بأصواتكم كما تقدم فيكون القرآن بمعنى القراءة كما قال تعالى: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (8) أي قراءته وقوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18)} (9)[أي: قراءته](10)(11).

(1) في (ر): ثنا.

(2)

زاد في (ر): بن.

(3)

في (ر): يحسن.

(4)

سقط من (ر).

(5)

سبق تخريجه بمعناه.

(6)

من (ر).

(7)

في (م): قال.

(8)

الإسراء: 78.

(9)

القيامة: 18.

(10)

سقط من (ر).

(11)

"الجامع لأحكام القرآن" 1/ 12.

ص: 193

[1472]

(حدثنا محمد بن سليمان الأنباري) بتقديم النون على الموحدة.

(قال (1): قال وكيع و) سفيان (بن عيينة) من لم يتغن (يعني يستغني به) من الاستغناء الذي هو ضد الافتقار [لا من الغناء](2) يقال: تغنيت وتغانيت بمعنى استغنيت، وفي "الصحاح" (3): تغنى الرجل بمعنى استغنى وأغناه الله، وتغانوا أي: استغنى بعضهم عن بعض، قال المغيرة بن حبناء التيمي:

كلانا غَنِيٌّ (4) عن أخيه حياته

ونحن (5) إذا متنا أشد تغانيًا (6)

رواه ابن عيينة عن سعد بن أبي وقاص (7)، وقد روي عن سفيان [وجه آخر](8) ذكره إسحاق بن راهويه، أي: يستغنى به عما سواه من الأحاديث (9)، وإلى هذا التأويل ذهب البخاري لإتباعه الترجمة بقوله لقوله تعالى:{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} (10)،

(1) في (ر): و.

(2)

سقط من (ر).

(3)

في (م): الصحيح.

(4)

في (ر): بأغنى.

(5)

في (م): لكن.

(6)

"الصحاح"(غنى).

(7)

رواه الحميدي في "مسنده"(77)، ومن طريقه رواه الحاكم 1/ 569، والبيهقي 10/ 230.

(8)

في (ر): أوجه أخر.

(9)

انظر: "شرح صحيح البخاري" لابن بطال 10/ 259.

(10)

العنكبوت: 51.

ص: 194

والمراد بالاستغناء بالقرآن من علم أخبار الأمم.

[1473]

(حدثنا سليمان بن داود المهري) بفتح الميم (حدثنا ابن وهب) قال: (حدثني عمرو (1) بن مالك) قال الذهبي: الصواب عمر بن مالك (2)(وحيوة) بن شريح.

(عن) يزيد (بن الهاد، عن محمد)[بن هارون](3)(بن إبراهيم بن الحارث) بن خالد التيمي القرشي.

(عن أبي سلمة بن عبد الرحمن) بن عوف (عن أبي هريرة) رضي الله عنه قال: (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما أذن) بفتح الهمزة وكسر الذال (الله)(4) أي استمع، أذنت له [استمعت له](5) أي ما استمع لشيء كاستماعه (6) لهذا، و (7) الله تعالى لا يجوز عليه الاستماع بمعنى الإصغاء، فهو مجاز هنا [واستعارة، فكأنه عبر عن تقريبه](8) للقارئ وإجزال (9) ثوابه بالاستماع والقبول، وكذلك سماع الباري سبحانه لا يختلف ولا يشغله شأن عن شأن، وإنما المراد هنا أنه [يقرب

(1) كذا في الأصول الخطية، وفي نسخ أبي داود المطبوعة: عمر. ونبه المزي في "تهذيب الكمال" 22/ 212 على وهم رواية أبي الحسن بن العبد عن أبي داود في ذلك وقال: الصواب عمر بن مالك.

(2)

"الكاشف" 2/ 87.

(3)

سقط من (ر).

(4)

و (5) من (ر).

(6)

في (م): كأعمامه.

(7)

في (م): أن.

(8)

في (م): استعار مكانه عن غير نية.

(9)

في (م): وأجر.

ص: 195

بحسن] (1) القراءة أكثر من تقريب غيره، والتفاضل في التقريب وزيادة الأجور تختلف فتعبيره بذلك يؤدي (2) إلى التفاضل في الاستماع والمجازاة، وقيل: هو الاستعارة عن الرضا والقبول لقراءته وعمله.

(لشيء) من الأشياء، وفي بعض النسخ للبخاري:" [ما أذن الله] (3) لنبي"(4) يعني: من الأنبياء [(ما أذن)](5)، وفي رواية لمسلم:"كأذنه"(6) بفتح الهمزة والذال المعجمة وهو مصدر أذن (7) يأذن أذنًا كفرح (8) يفرح فرحًا، ومن أذن بمعنى استمع قوله تعالى:{وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا} (9)[أي: استمعت لربها](10) ما أمرها به وأطاعته بالانشقاق.

(لنبي حسن الصوت) هذا يدل على أن المراد بالحديث قبله أن المراد بالتغني تحسين الصوت بالقراءة كما في حديث ابن مسعود (يتغنى بالقرآن) فمن ذهب إلى أنه من الاستغناء فهو من [الغنى بكسر الغين، وبالقصر ضد الفقر، ومن ذهب إلى أنه من التطريب فهو من](11) الغُنى [بضم الغين](12) الذي هو مد الصوت، وهو ممدود (يجهر به) حمله بعضهم

(1) في (م): يقدر الحسن.

(2)

في (ر): زيادة.

(3)

سقط من (ر).

(4)

"صحيح البخاري"(5023، 5024، 7544).

(5)

في (ر): أذنه.

(6)

"صحيح مسلم" 793/ 234.

(7)

و (8) من (ر).

(9)

الانشقاق: 2.

(10)

من (ر).

(11)

و (12) من (ر).

ص: 196

على التفسير لما بعده، وقيل: يجهر أي: يرفع به صوته، يقال: جهر بالقول إذا رفع به صوته.

قال الجوهري: يقال: رجل مجهر بكسر الميم إذا كان من عادته أن يجهر بكلامه (1)، ويحتمل أن يراد يتجهر به أي يظهر حروفه ويبينها، وفي الحديث:"كل أمتي معافى إلا المجاهرون"(2) يعني الذين أظهروا (3) معاصيهم، وكشفوا ما ستر الله عليهم منها فيتحدثون به.

[قال المنذري: قوله: "زينوا القرآن بأصواتكم" قيل: معناه زينوا أصواتكم بالقرآن هكذا فسره غير واحد من أئمة الحديث وقالوا: إنه من باب المقلوب فهو كقولهم: استوى العود على الحرباء، أي: استوى الحرباء على العود، وفي بعض طرقه:"زينوا أصواتكم بالقرآن" والهجوا بقراءته واتخذوه شعارًا وزينة، وليس ذلك على تطريب القول، وقال آخرون: لا حاجة إلى القلب، وإنما معناه الحث على الترتيل كما في قوله:{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ} (4) فكأن الزينة للمرتل لا للقرآن كما يقال: ويل للشعر من رواية السوء، فهو راجع إلى الراوي لا إلى الشعر، فهو حث على ما يزين من الترتيل والتدبر ومراعاة الإعراب (5).

(1)"الصحاح"(جهر).

(2)

أخرجه البخاري (6069)، ومسلم (2990).

(3)

في (ر): أجهروا.

(4)

المزمل: 4.

(5)

"شرح أبي داود" للعيني 5/ 383 - 384، وهو من كلام العيني لا المنذري، وقد سبق قريبًا

ص: 197

قال أبو عبيد القاسم بن سلام: محمل هذِه الأحاديث التي ذكرناها في حسن الصوت إنما هو طريق الحزن والتخويف والتشويق (1). فهذا وجهه لا الألحان المطربة الملهية، قال: وكل من رفع صوته بشيء معلنًا به فقد تغنى به] (2).

(1)"فضائل القرآن" ص 164.

(2)

من (ر)، وانظر:"شرح أبي داود" للعيني 5/ 385 - 386.

ص: 198