الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
19 - باب فِي المُعَوِّذَتَيْنِ
1462 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، أَخْبَرَنا ابن وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مُعاوِيَةُ، عَنِ العَلاءِ بْنِ الحارِثِ عَنِ القاسِمِ مَوْلَى مُعاوِيَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عامِرٍ قَالَ: كُنْتُ أَقُودُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاقَتَهُ فِي السَّفَرِ فَقَالَ لِي: "يا عُقْبَةُ أَلا أُعَلِّمُكَ خَيْرَ سُورَتَيْنِ قُرِئَتا". فَعَلَّمَنِي {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} قَالَ: فَلَمْ يَرَنِي سُرِرْتُ بِهِما جِدًّا فَلَمَّا نَزَلَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ صَلَّى بِهِما صَلاةَ الصُّبْحِ لِلنَّاسِ فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الصَّلاةِ التَفَتَ إِلَي فَقَالَ: "يا عُقْبَةُ كَيْفَ رَأَيْتَ"(1).
1463 -
حَدَّثَنا عَبْدُ اللهِ بْن مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْن سَلَمَةَ، عَنْ محَمَّدِ بْنِ إِسْحاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عامِرٍ قَالَ بَيْنا أَنا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الجُحْفَةِ والأَبْواءِ إِذْ غَشِيَتْنا رِيحٌ وَظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ بِـ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} وَيَقُولُ:"يا عُقْبَةُ تَعَوَّذْ بِهِما فَما تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِما". قَالَ وَسَمِعْتُهُ يَؤُمُّنا بِهِما فِي الصَّلاةِ (2).
* * *
باب في المعوذتين
بكسر الواو كما تقدم.
[1462]
([حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، أنا ابن وهب) قال:
(1) رواه النسائي 8/ 252، وأحمد 4/ 149.
وصححه الألباني في "المشكاة"(848).
ورواه بنحوه مسلم (814).
(2)
رواه النسائي 8/ 253، والطحاوي في "شرح المشكل" 1/ 116 (127)، والطبراني في "الدعاء"(978).
وصححه الألباني في "صحيح الجامع"(7949).
(أخبرني] (1) معاوية) بن صالح بن حدير الحضرمي الحمصي، قاضي الأندلس أحد الأعلام، أخرج له مسلم والأربعة (عن العلاء بن الحارث، عن القاسم) بن عبد الرحمن بن القاسم القرشي مولاهم الشامي، وثقه ابن معين (2) وغيره (3)، وهو (مولى معاوية) من بني أمية، (عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زمام (ناقته في السفر) وللنسائي: اتبعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو راكب (4). وفيه دليل على أن التلميذ يتقرب إلى الله تعالى بخدمة شيخه، ويعلم أن ذله لشيخه عز، وخضوعه فخر له، [وتواضعه رفعة] (5) وأخذ ابن عباس [مع جلالته] (6) وعلو مرتبته بركاب زيد بن ثابت الأنصاري قال: هكذا أمرنا أن نتواضع لمن نتعلم منه (7).
(فقال لي) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا عقبة) بن عامر (ألا) بالتخفيف للعرض (أعلمك خير) بالنصب مفعول [ثاني لأعلمك](8)(سورتين قرئتا؟ ) بضم القاف وكسر الراء وفتح الهمزة والتاء مبني للمفعول، وللنسائي: "لن تقرأ شيئًا أبلغ عند الله من {قُلْ
(1) سيأتي هذا السند في (ر) بعد قليل قبل: عن العلاء.
(2)
"تاريخ ابن معين" رواية الدوري (5120).
(3)
"تهذيب الكمال" 23/ 389.
(4)
"المجتبى" 2/ 158.
(5)
سقط من (ر).
(6)
في (م): من جلالة.
(7)
"تاريخ دمشق" 19/ 326.
(8)
في (م): ألا أعلمك.
أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} " (1)، انتهى. قلت: بلى يا رسول الله، قال: قال: (فعلمني) بفتح اللام المشددة والميم ({قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}) وسيأتي للمصنف بعده: بينما أنا أسير مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين الجحفة (2) والأبواء إذ غشتنا ريح وظلمة شديدة، فجعل [رسول الله يتعوذ بأعوذ برب الفلق، وأعوذ برب الناس ويقول: ] (3) "تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما" (4).
(قال) عقبة: (فلم يرني) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (سررت بهما جدًّا)[بكسر الجيم](5) أي سرورًا عظيمًا (فلما نزل لصلاة الصبح) فيه نزول المسافر لصلاة الصبح إذا دخل وقتها وعرف أن الوقت يخرج قبل أن يصل منزله (6)(صلى بهما) أي: بالمعوذتين (صلاة الصبح للناس)(7) أي: بالناس، وفيه دليل على مشروعية تخفيف صلاة المسافر [لأن السفر](8) مظنة المشقة فيناسبه التخفيف في الصلاة كلها تيسيرا على المسافر كما قرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم المعوذتين في ركعتي الصبح، ولهذا ذكر الغزالي (9) في "الإحياء" و"الخلاصة" و"عنقود
(1)"المجتبى" 2/ 158.
(2)
في (ر): الحجة.
(3)
من (ر) ومصادر التخريج.
(4)
يأتي برقم (1463).
(5)
سقط من (ر).
(6)
في (ر): المنزل.
(7)
سقط من (ر).
(8)
من (ر).
(9)
بياض في (م).
المختصر ونقاوة المعتصر (1) في شرح مختصر المزني": أن المسافر يستحب له أن يقرأ في أولى الصبح {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وفي ثانيتها {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وفيه حديث ذكره الطبراني في "المعجم الكبير" (2)، [ورواه البيهقي في "سننه" (3).
(فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الصلاة] (4) التفت إلي) (5) الظاهر أن التفاته كان بعد التسليمتين.
(فقال: يا عقبة كيف رأيت) فيه حذف المفعول، أي: كيف رأيت فضيلة هاتين السورتين [اللتين قرأت بهما في صلاة الصبح، ومن حذفه قوله تعالى: {وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ} (6) {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ} (7)](8) أي: إنهم سفهاء.
[1463]
(حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة) بفتح السين واللام ابن عبد الله الباهلي مولاهم الحراني، أخرج له مسلم (عن محمد بن إسحاق) أخرج له مسلم، وهو صاحب "المغازي".
(1) في النسخ الخطية: و"عقود المختصر والمعتصر". والمثبت من "كشف الظنون" 2/ 1635.
(2)
ذكره الطبراني في "الكبير"(13123) وليس فيه ذكر السفر.
(3)
"السنن الكبرى" 3/ 43.
(4)
في (ر): قوله.
(5)
من (ر).
(6)
الواقعة: 85.
(7)
البقرة: 13.
(8)
من (ر).
(عن سعيد بن أبي سعيد المقبري) أيقال: إنه أسلم في حياة رسول الله] (1)([عن أبيه) أبي (2) سعيد كيسان المقبري] (3).
(عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: بينا) يقال: بينا وبينما بزيادة الميم [(أسير مع رسول الله](4) صلى الله عليه وآله وسلم بين الجحفة) قرية جامعة بها منبر في أولها (5) مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بموضع يقال له: عزور (6) وهي على ثمان مراحل من المدينة، وفي آخرها عند العلمين مسجد الأئمة، وهي في طريق المدينة إلى مكة، وسميت الجحفة؛ لأن السيول اجتحفتها، وكان اسمها قبل أن تجحفها السيول (7) مهيعة [بفتح الميم](8).
(والأبواء) بفتح الهمزة وسكون الموحدة ومد آخره، قال (9) كثير: سميت الأبواء للوباء الذي بها. ولا يصح هذا إلا على [القلب، بواديها من نبات الطرفاء ما لا يعرف في وادٍ أكثر منه](10) وعلى
(1) من (ر).
(2)
في (م): عن. وانظر "تهذيب الكمال" 10/ 467 - 468، 24/ 240 - 241.
(3)
سقط من (ر).
(4)
تقدمت هذِه العبارة في (ر).
(5)
في (م): أولى.
(6)
في (ر): عزود.
(7)
في (م): السري.
(8)
من (ر).
(9)
زاد في (ر): ابن.
(10)
في (م): العلم وبه ادبها من نبات الطرفان إلا بمعرف في واد الترمية. والمثبت من (ر)، و"معجم ما استعجم".
خمسة أميال منها مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبالأبواء توفيت أمه عليه السلام، وأول غزواته بها (1).
(إذ غشيتنا ريح (2) وظلمة شديدة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتعوذ بأعوذ) أي: بسورة {قُلْ أَعُوذُ} ({بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و) قل ({أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}) قال النووي: أجمعت الأمة على أن لفظة {قُلْ} في {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ] (3) من أول السورتين بعد البسملة (4).
وحكى القرطبي (5) عن بعض الأئمة أن عبد الله بن مسعود مات قبل أن يختم القرآن، وقال يزيد بن هارون: المعوذتان بمنزلة البقرة وآل عمران من زعم أنهما ليستا من القرآن فهو كافر بالقرآن (6) العظيم، فقيل له: فقول عبد الله بن مسعود فيهما؟ فقال: لا خلاف بين المسلمين في أن عبد الله ابن مسعود مات [وهو لا](7) يحفظ القرآن كله، حكاه القرطبي. وقال: هذا فيه نظر (8).
(ويقول: يا عقبة تعوذ بهما) فيه دليل على استحباب التعوذ فإنه سبب لدفع البلاء المتعوذ منه كما أن الترس والدرع سبب لرد السهم والسلاح،
(1)"معجم ما استعجم" 1/ 102.
(2)
في (ر): بفتح الياء.
(3)
من (ر).
(4)
"شرح النووي على مسلم" 6/ 96.
(5)
"الجامع لأحكام القرآن" 1/ 53.
(6)
في "الجامع لأحكام القرآن": بالله.
(7)
في (ر): قبل أن.
(8)
في (ر): في هذا نظر.
وفيه ربط الأسباب بالمسببات (فما تعوذ متعوذ) بشيء من التعوذات (بمثلهما) من كتاب الله تعالى، وفيه بيان (1) عظيم فضل هاتين السورتين (قال) عقبة:(وسمعته (2) يؤمنا بهما في الصلاة) أي: صلاة الصبح كما تقدم في السفر، وأما (3) غير السفر فالسنة في الصبح طوال المفصل.
(1) سقط من (ر).
(2)
من (ر).
(3)
في (م): إذا.