المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌25 - باب ما يقول الرجل إذا سلم - شرح سنن أبي داود لابن رسلان - جـ ٧

[ابن رسلان]

فهرس الكتاب

- ‌[سُجُودُ القُرْآنِ]

- ‌1 - باب تَفْرِيعِ أَبْوابِ السُّجُودِ وَكَمْ سَجْدَةٍ فِي القُرْآنِ

- ‌2 - باب مَنْ لمْ يَرَ السُّجُودَ فِي المُفَصَّلِ

- ‌3 - باب مَنْ رَأى فِيْهَا السُّجُودَ

- ‌4 - باب السُّجُودِ فِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} و {اقْرَأْ}

- ‌5 - باب السُّجُودِ فِي ص

- ‌6 - باب فِي الرَّجُل يَسْمَعُ السَّجْدَةَ وَهُوَ رَاكِبٌ وَفِي غَيْرِ الصَّلاةِ

- ‌7 - باب ما يَقُولُ إِذَا سَجَدَ

- ‌8 - باب فِيمَنْ يَقْرَأُ السَّجْدَةَ بَعْدَ الصُّبْحِ

- ‌[كِتَابُ الوِّتْر]

- ‌1 - باب اسْتِحْبابِ الوِتْرِ

- ‌2 - باب فِيمَنْ لَمْ يُوتِرْ

- ‌3 - باب كَمِ الوِتْرُ

- ‌4 - باب ما يُقْرَأُ فِي الوِتْرِ

- ‌5 - باب القُنُوتِ فِي الوِتْرِ

- ‌6 - باب فِي الدُّعَاءِ بَعْدَ الوِتْرِ

- ‌7 - باب فِي الوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ

- ‌8 - باب فِي وَقْتِ الوِتْرِ

- ‌9 - باب فِي نَقْضِ الوِتْرِ

- ‌10 - باب القُنُوتِ فِي الصَّلَواتِ

- ‌11 - باب فِي فَضْلِ التَّطَوُّعِ فِي البَيْتِ

- ‌12 - باب

- ‌13 - باب الحَثِّ عَلَى قِيامِ اللَّيْلِ

- ‌14 - باب فِي ثَوابِ قِراءَةِ القُرْآنِ

- ‌15 - باب فاتِحَةِ الكِتابِ

- ‌16 - باب مَنْ قَالَ: هِيَ مِنَ الطُّوَلِ

- ‌17 - باب ما جاءَ فِي آيَةِ الكُرْسِيِّ

- ‌18 - باب فِي سُورَةِ الصَّمَدِ

- ‌19 - باب فِي المُعَوِّذَتَيْنِ

- ‌20 - باب اسْتِحْبابِ التَّرْتِيلِ فِي القِراءَةِ

- ‌21 - باب التَّشْدِيدِ فِيمَنْ حَفِظَ القُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ

- ‌22 - باب أُنْزِلَ القُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ

- ‌23 - باب جماع أبواب الدُّعاءِ

- ‌24 - باب التَّسْبِيحِ بِالحَصَى

- ‌25 - باب ما يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا سَلَّمَ

- ‌26 - باب فِي الاسْتِغْفَارِ

- ‌27 - باب النَّهْي عَنْ أَنْ يَدْعُوَ الإِنْسانَ عَلَى أَهْلِهِ وَمالِهِ

- ‌28 - باب الصَّلَاةِ علَى غَيْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌29 - باب الدُّعاءِ بِظَهْرِ الغَيْبِ

- ‌30 - باب ما يَقُولُ إِذَا خَافَ قَوْمًا

- ‌31 - باب فِي الاسْتِخَارَةِ

- ‌32 - باب فِي الاسْتِعاذَةِ

- ‌كِتَابُ الزَّكاةِ

- ‌1 - باب وُجُوبِ الزَّكاةِ

- ‌2 - باب ما تَجِبُ فِيهِ الزَّكاةُ

- ‌3 - باب العُرُوضِ إِذا كانَتْ لِلتِّجارَةِ هَلْ فِيها مِنْ زَكاةٍ

- ‌4 - باب الكَنْزِ ما هُوَ؟ وَزَكاةِ الحُلِيِّ

- ‌5 - باب في زَكاةِ السّائِمَةِ

- ‌6 - باب رِضا المُصَدِّقِ

- ‌7 - باب دُعاءِ المُصَدِّقِ لأَهْلِ الصَّدَقَةِ

- ‌8 - باب تَفْسِيرِ أَسْنانِ الإِبِلِ

- ‌9 - باب أَيْنَ تُصَدَّقُ الأَمْوالُ

- ‌10 - باب الرَّجُل يَبْتاعُ صَدَقَتَهُ

- ‌11 - باب صَدقَةِ الرَّقِيقِ

- ‌12 - باب صَدَقَةِ الزَّرْعِ

- ‌13 - باب زَكاةِ العَسَلِ

- ‌14 - باب في خَرْصِ العِنَبِ

- ‌16 - باب مَتَى يُخْرَصُ التَّمْرُ

- ‌17 - باب ما لا يَجُوزُ مِنَ الثَّمَرَةِ في الصَّدَقَةِ

- ‌18 - باب زَكاةِ الفِطْرِ

- ‌19 - باب متَى تُؤَدى

- ‌20 - باب كَمْ يُؤَدى في صَدَقَةِ الفِطْرِ

- ‌21 - باب مَنْ رَوى نِصْفَ صاعٍ مِنْ قَمْحٍ

- ‌22 - باب في تَعْجِيلِ الزَّكاةِ

- ‌23 - باب في الزَّكاةِ هَلْ تُحْمَلُ مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ

- ‌24 - باب منْ يُعْطَى منَ الصَّدَقَةِ وَحَدِّ الغِنَى

- ‌25 - باب مَنْ يَجُوزُ لَهُ أَخْذُ الصَّدَقَةِ وَهُوَ غَني

- ‌26 - باب كَمْ يُعْطَى الرَّجُلُ الواحِدُ مِنَ الزَّكاةِ

- ‌27 - باب ما تَجُوزُ فِيهِ المَسْأَلَةُ

الفصل: ‌25 - باب ما يقول الرجل إذا سلم

‌25 - باب ما يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا سَلَّمَ

1505 -

حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنا أَبُو مُعاوِيةَ، عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ المُسَيَّبِ بْنِ رافِعٍ، عَنْ وَرَّادٍ مَوْلَى المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ؛ كَتَبَ مُعاوِيَةُ إِلَى المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَيُّ شَيء كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا سَلَّمَ مِنَ الصَّلاةِ؟ فَأَمْلاها المُغِيرَةُ عَلَيْهِ وَكَتَبَ إِلَى مُعاوِيَةَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لا إله إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كلِّ شَيء قَدِيرٌ اللَّهُمَّ لا مانِعَ لِما أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ"(1).

1506 -

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنا ابن عُلَيَّةَ، عَنِ الحَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى الِمنْبَرِ يَقُولُ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذا انْصَرَفَ مِنَ الصَّلاةِ يَقُولُ: "لا إله إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ لا إله إلَّا اللهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكافِرُونَ أَهْلُ النِّعْمَةِ والفَضْلِ والثَّناءِ الحَسَنِ لا إله إلَّا اللهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكافِرُونَ"(2).

1507 -

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمانَ الأَنْبارِيُّ، حَدَّثَنا عَبْدَةُ، عَنْ هِشامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ يُهَلِّلُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ فَذَكَرَ نَحْوَ هذا الدُّعاءِ زادَ فِيهِ: "وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلَّا باللهِ لا إله إلَّا اللهُ لا نَعْبُدُ إلَّا إِيّاهُ لَهُ النِّعْمَةُ". وَساقَ بَقِيَّةَ الحَدِيثِ (3).

1508 -

حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ وَسُلَيْمانُ بْنُ دَاوُدَ العَتَكِيُّ - وهذا حَدِيثُ مُسَدَّدٍ - قالا: حَدَّثَنا المُعْتَمِرُ قَالَ: سَمِعْتُ دَاوُدَ الطُّفاوِيَّ، قال: حَدَّثَنِي أَبُو مُسْلِمٍ البَجَلِيُّ، عَنْ زَيْدِ

(1) رواه البخاري (6330)، ومسلم (593).

(2)

رواه مسلم (594).

(3)

السابق.

ص: 282

ابْنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَمِعْتُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، وقَالَ سُلَيْمانُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي دُبُرِ صَلاتِهِ: "اللَّهُمَّ رَبَّنا وَرَبَّ كُلِّ شَيء أَنا شَهِيدٌ أَنَّكَ أَنْتَ الرَّبُّ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وَرَبَّ كُلِّ شَيء أَنا شَهِيدٌ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ اللَّهُمَّ رَبَّنا وَرَبَّ كُلِّ شَيء أَنا شَهِيدٌ أَنَّ العِبادَ كُلَّهُمْ إِخْوَةٌ اللَّهُمَّ رَبَّنا وَرَبَّ كُلِّ شَيء اجْعَلْنِي مُخْلِصًا لَكَ وَأَهْلِي فِي كُلِّ ساعَةٍ فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ يا ذا الجَلالِ والإِكْرامِ اسْمَعْ واسْتَجِبِ اللهُ أَكْبَرُ الأَكْبَرُ اللَّهُمَّ نُورَ السَّمَواتِ والأَرْضِ".

قَالَ سُلَيْمانُ بْنُ دَاوُدَ: "رَبَّ السَّمَواتِ والأَرْضِ"، "اللهُ أَكْبَرُ الأَكْبَرُ حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ اللهُ أَكْبَرُ الأَكْبَرُ"(1).

1509 -

حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعاذِ قَالَ: حَدَّثَنا أَبِي، حَدَّثَنا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَمِّهِ الماجِشُونَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذا سَلَّمَ مِنَ الصَّلاةِ قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ وَما أَسْرَفْتُ وَما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ لا إله إلَّا أَنْتَ"(2).

1510 -

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنا سُفْيانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الحارِثِ عَنْ طُلَيْقِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو: "رَبِّ أَعِنِّي وَلا تُعِنْ عَلي وانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلي وامْكُرْ لِي وَلا تَمْكُرْ عَلي واهْدِنِي وَيَسِّرْ هُداي إِلَي وانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلي اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ شاكِرًا لَكَ ذاكِرًا لَكَ راهِبًا لَكَ مِطْواعًا إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوْ مُنِيبًا رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي واغْسِلْ حَوْبَتِي وَأَجِبْ دَعْوَتِي وَثَبِّتْ حُجَّتِي واهْدِ قَلْبِي وَسَدِّدْ لِسانِي واسْلُلْ سخِيمَةَ

(1) رواه أحمد 4/ 369، النسائي في "الكبرى"(9929).

وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(266).

(2)

سبق برقم (760).

ص: 283

قَلْبِي" (1).

1511 -

حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا يَحيَى عَنْ سُفْيانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ بإِسْنادِهِ وَمَعْناهُ قَالَ: "وَيَسِّرِ الهُدى إِلَي". وَلَمْ يَقُلْ: "هُداي".

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعَ سُفْيانُ مِنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالُوا: ثَمانِيَةَ عَشَرَ حَدِيثًا (2).

1512 -

حَدَّثَنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْراهِيمَ، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنْ عاصِمٍ الأَحْوَلِ وَخالِدٍ الحَذّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحارِثِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا سَلَّمَ قَالَ:"اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ تَبارَكْتَ يا ذا الجَلالِ والإِكْرامِ"(3).

1513 -

حَدَّثَنا إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنا عِيسَى عَنِ الأَوْزاعِيِّ عَنْ أَبِي عَمَّارٍ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرادَ أَنْ يَنْصَرِفَ مِنْ صَلاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاثَ مَرّاتٍ ثُمَّ قَالَ:"اللَّهُمَّ". فَذَكَرَ مَعْنَى حَدِيثِ عائِشَةَ رضي الله عنها (4).

* * *

باب ما يقول الرجل إذا سلم

بتشديد اللام يعني من صلاته.

[1505]

(حدثنا مسدد، حدثنا أبو معاوية)(5) محمد بن خازم الضرير.

(1) رواه الترمذي (3551)، ، وابن ماجه (3830)، وأحمد 1/ 227، والنسائي في "الكبرى"(10443).

وصححه الألباني في "صحيح الجامع"(3485).

(2)

السابق.

(3)

رواه مسلم (592).

(4)

رواه مسلم (591).

(5)

في (ر): عوانة.

ص: 284

(عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن وراد)(1)[أبي الورد](2) الكوفي التابعي (مولى المغيرة بن شعبة) وكاتبه.

(عن المغيرة بن شعبة) رضي الله عنه قال: (كتب معاوية) وهو بالشام [(إلى المغيرة بن شعبة)](3) والمغيرة بالكوفة (أي) بالرفع (شيء كان يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة؟ ) يدل على أن معاوية قد سمع بعض هذا الحديث الذي كتب إلى المغيرة يسأله عنه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فذكر مالك في جامع ما جاء في العدد: أن معاوية كان يقول على المنبر: "أيها الناس إنه لا مانع لما أعطى الله، ولا معطي لما منع الله، ولا ينفع ذو الجد منه الجد، من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين". ثم قال: [سمعت هذِه](4) الكلمة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على هذِه الأعواد (5)(6). إلا أنه ليس فيه أنه كان (7) يقوله عقب المكتوبات كما سيأتي.

(فأملاها المغيرة) بن شعبة (عليه) أي: على وراد كاتب المغيرة (وكتب) بذلك (إلى معاوية) وكان المغيرة [حين كتب](8) بالكوفة،

(1) في (م): وارد.

(2)

سقط من (ر).

(3)

سقط من (ر).

(4)

في (ر): سمعته بهذِه.

(5)

في (م): الأعداد.

(6)

"موطأ مالك" 2/ 900 (8).

(7)

في (ر): سمعه.

(8)

في (ر): حبر.

ص: 285

ولاه عليها عمر بعد البصرة، فأقام بها إلى أن مات عمر، فأقره (1) عليها عثمان، ثم عزله إلى أن جاء معاوية فاستعمله عليها، واستمر إلى أن توفي سنة خمس أو إحدى وخمسين على الخلاف (2).

(قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول) زاد البخاري: في دبر كل صلاة مكتوبة (3): (لا إله إلا الله) والمراد: بالدبر إذا سلم وانصرف من الصلاة، كما سيأتي في كلام المصنف (وحده لا شريك له) ذكره بعد استفادة الحصر من الذي قبله وهو: لا إله إلا الله. تأكيد مع ما فيه من تكثير حسنات الذاكر، وقال ابن العربي: هو إشارة إلى نفي الإعانة كما كانت العرب تقول: لبيك لا شريك لك إلا شريكًا هو لك تملكه وما ملك.

(له الملك) قال الأخفش: يقال: ملك (4) من الملك بضم الميم (وله الحمد وهو على كل شيء قدير) هذا معدود من العمومات التي لم يطرقها تخصيص، ونازع بعضهم في ذلك [من جهة](5) تخصيصه بالمستحيل، ويكون (6) هذا مبني على أن لفظة شيء تطلق على المستحيل بل على المعدوم، وفيه خلاف مشهور، ومذهب أهل السنة المنع، واعلم أنه

(1) في (ر): فأمره.

(2)

"أسد الغابة" 5/ 248.

(3)

"صحيح البخاري"(844).

(4)

في (م): لك.

(5)

في (م): جهر.

(6)

في (ر): لكن.

ص: 286

هنا رواه النسائي وزاد: ثلاث مرات (1).

(اللهم لا مانع لما أعطيت) أي: أردت إعطاءه، وإلا فعند الإعطاء من كل أحد لا مانع له؛ إذ الواقع لا يرتفع (2)(ولا معطي لما منعت) لا يحتاج إلى هذا التأويل، قال ابن العربي في "الفتوحات المكية" (3):"لا مانع لما أعطيت" من الاستعداد لقبول تجليات مخصوصة، وعلوم مخصوصة، "ولا معطي لما منعت"، وإذا لم يعط استعدادًا عامًّا (4) فما ثم سيد غيرك يعطي ما لم تعطه أنت.

واعلم أنه قد ورد عقيب (5) هذِه اللفظة: ولا راد لما قضيت، كما هي متكررة على الألسنة عقيب (6) الصلاة، وهي ثابتة في "مسند عبد بن حميد" عن عبد الرزاق عن معمر عن وراد (7).

واعلم أن الرواية بفتح مانع ومعطي وراد من غير تنوين، وفيه إشكال من جهة العربية؛ فإن [اسم لا](8) إذا كان شبيهًا بالمضاف ينون تنوينه فما

(1)"المجتبى" 3/ 71.

(2)

في (م): لأنه يقع.

(3)

"الفتوحات المكية" لابن عربي الصوفي، كتاب مليء بالضلال والبدع كما هو معروف عند أهل العلم، وفيه الكثير من ترهات غلاة الصوفية والفلاسفة والمتكلمين.

(4)

من (ر).

(5)

في (ر): عقب.

(6)

في (ر): عقب.

(7)

"المنتخب"(391).

(8)

في (ر): لا.

ص: 287

وجه تركه، نعم حكى الفارسي لغة تأخر الشبه بالمضاف فجرى (1) مجرى الاسم المفرد فيكون مبنيًّا، وقد رد أبو (2) حيان (3) على الزمخشري (4) إجازته (5) {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ} (6) وفي:{لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} (7) أن تكون {عَلَيْكُمُ} متعلق بـ {لَا تَثْرِيبَ} و {مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} متعلق بـ {لَا عَاصِمَ} ؛ لأن هذا مطول، ويجاب (8) عليه بما ذكرناه في الحديث، على أن ابن [السكن جوز في المطول التنوين] (9) وتركه قال: وتركه أحسن، وروي في "أعطيت" أنطيت بالنون عوض عن (10) العين، وكذا "لا معطي" لا منطي وهو لغة بني سعد، وعليها قرئ:(إنا أنطيناك (11) الكوثر) (12).

(ولا ينفع ذا الجد) بفتح الجيم وهو (13) المشهور الذي عليه

(1) ليست في (ر).

(2)

في (م): ابن.

(3)

"البحر المحيط" 6/ 321.

(4)

"الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل" 2/ 502 - 503.

(5)

في (م): أحاديث.

(6)

يوسف: 92.

(7)

هود: 43.

(8)

في (م): كان.

(9)

في (ر): كيسان جوز في المطلق التثريب

(10)

ليست في (ر).

(11)

في (م): أعطيناك.

(12)

وهي قراءة الحسن وطلحة بن مصرف. انظر: "الكشف والبيان" للثعلبي 1/ 358، "تفسير القرطبي" 2/ 216.

(13)

في (ر): على.

ص: 288

الجمهور، ومعناه الحظ والغنى، ومعنى الحديث لا ينفع ذا الغنى والحظ في الدنيا من جاه ورياسة ومالٍ عند كشف الغطاء، بل ينفع العمل الصالح بتقدير الله تعالى وجعله، اللهم إلا أن يقال: لا ينفع حظ، لا صالح ولا غيره، بل (1) النافع في الحقيقة هو الله تعالى [ورواه بعضهم بكسر الجيم، وحمله على الحرص في أمور دنياه، فإن حظه لا ينفعه مما كتب - بكسر الميم - له من الرزق فيها، وأنكره أبو عبيد (2)](3).

(منك) من البدلية (4) وهو متعلق بـ (ينفع) ونظير من هنا قولهم: هذا من ذاك، أي: بدل ذاك، ومنه قوله تعالى:{وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً} (5) أي: بدلكم، وقال الجوهري والأزهري: منك هنا بمعنى عندك (6). يعني: كقوله تعالى: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} (7)[أي: عند الله شيئًا](8).

قال صاحب "الإقليد": يجوز أن يكون الجد الثاني فاعل (ينفع)، و (ذا الجد) مفعول (9)، أي: لا ينفع ذا الجد صاحبه، وأن يكون

(1) من (ر).

(2)

"غريب الحديث" 1/ 257 - 258.

(3)

من (ر).

(4)

في (م): للبدلة.

(5)

الزخرف: 60.

(6)

"الصحاح"(جدد).

(7)

آل عمران: 10، 116.

(8)

ليست في (ر).

(9)

زاد في (ر): يكون.

ص: 289

هذا (1) الأخير مبتدأ خبره (منك الجد).

[1506]

(حدثنا محمد بن عيسى) بن نجيح بن الطباع، وروى عنه البخاري تعليقًا (ثنا) إسماعيل (ابن علية، عن (2) الحجاج بن أبي عثمان) الصواف (3) البصري.

(عن أبي الزبير) محمد بن مسلم بن تدرس المكي.

(قال: سمعت عبد الله بن الزبير رضي الله عنه على المنبر) بكسر الميم (يقول) في خطبته (كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا انصرف من الصلاة) المكتوبة (يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير [لا إله إلا الله] (4) مخلصين) حال، فإن قيل: كيف يكون حالًا والله مفرد، ومخلصين جمع؟ الجواب: يحتمل أن يكون فيه محذوف تقديره (5) لا إله إلا الله نعبده مخلصين، ومن حذف الفعل وما (6) اتصل به من مفعول أو فاعل قوله تعالى:{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ} (7) قالوا: تقديره: واعتقدوا الإيمان، أي: جعلوه ملجأ لهم في عبادتهم (له الدين) قال ابن عباس في قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (8) أي وما أمروا في التوراة والإنجيل إلا

(1) من (ر).

(2)

في (م): بن.

(3)

في (م): العوام.

(4)

في (ر): قوله من الصلاة المكتوبة قوله.

(5)

في (م): مقدار.

(6)

في (م): ربما.

(7)

الحشر: 9.

(8)

البينة: 5.

ص: 290

بالإخلاص في العبادة لله تعالى وحده موحدين لا يعبدون معه غيره ولا يذكرون معه غيره (1) من أهل أو مال وغير ذلك من المخلوقات، بل يذكرون (2) الخالق دون كل مخلوق (ولو كره الكافرون) إفرادنا بالعبادة لك، وعادونا لذلك وأظهروا المعاداة (أهل) منصوب على حذف حرف الجر [إيذانًا بقرب](3) المصلي من رحمة الله تعالى حين أثنى عليه (4) نفسه في الزيادة من الثناء والحمد والعبادات كلها [(النعمة) مفرد بمعنى الجمع، أي: النعم السوابغ التي لا تحصى بالعد](5)(والفضل) الكامل (والثناء الحسن) أي: أهل الثناء الحسن الجميل التام بما هو لك و [منك ولك عواقب](6) كل ثناء حسن في العالم كله [(لا إله إلا الله مخلصين له الدين](7) ولو كره الكافرون) ذلك منا.

[1507]

(حدثنا محمد بن سليمان الأنباري) بتقديم النون على الباء (8) الموحدة أبو هارون، وثقه الخطيب (9).

(حدثنا عبدة)(10) [بفتح المهملة وإسكان الموحدة، وهو ابن سليمان

(1)"تفسير البغوي" 8/ 496.

(2)

في (ر): يخلصون.

(3)

في (ر): ابدا لقرب.

(4)

زاد في (ر): ووحده وانفى المنادي لبقاء. وضرب عليها في (م).

(5)

من (ر).

(6)

تحرفت في (م).

(7)

سقط من (ر).

(8)

من (ر).

(9)

"تاريخ بغداد" ترجمة 2796.

(10)

في (م): عبيدة.

ص: 291

الكلابي، كان اسمه عبد الرحمن، وغلب عليه لقبه] (1)(عن هشام بن عروة) بن الزبير، (عن أبي الزبير) محمد بن مسلم [بن تدرس](2) المكي.

[(قال: كان عبد الله بن الزبير رضي الله عنه يهلل في](3) دبر) بضم الدال والباء، ويجوز تخفيف الباء بالسكون كعنق وعتق، قال ابن الأعرابي:[دبر الشيء](4) آخر أوقاته (5)(كل صلاة) مكتوبة.

(فذكر هذا الدعاء) المذكور و (زاد فيه: لا حول ولا قوة [إلا بالله])(6) يجوز فيه خمسة أوجه مشهورة، [قال أبو الهيثم] (7) الحول الحركة ومعناه: لا حركة ولا استطاعة إلا بمشيئة الله (8). وقيل: معناه [لا حول](9) في دفع شر ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله.

(لا إله إلا الله لا نعبد (10) إلا إياه له النعمة (11) وساق بقية الحديث) المذكور.

[1508]

(حدثنا مسدد وسليمان بن داود العتكي - وهذا حديث مسدد)

(1) سقط من (ر).

(2)

من (ر).

(3)

في (ر): قوله.

(4)

في (م): التي.

(5)

"شرح النووي على مسلم" 5/ 96.

(6)

سقط من (ر).

(7)

في (م): أقوالهم.

(8)

"شرح النووي على مسلم" 4/ 87.

(9)

من (ر).

(10)

في (م): إله.

(11)

زاد في (ر): قوله.

ص: 292

دون سليمان - (قالا: حدثنا المعتمر) بن سليمان (قال: سمعت داود) بن راشد (الطفاوي)[بضم الطاء المهملة وتخفيف الفاء](1) نسبة إلى [أمهم طفاوة بنت جرم بن ريان (2)، وفي الرواة الطفاوي كان ينزل الطفاوة](3) موضع بالبصرة، قال الدارقطني: هذا الحديث تفرد به معتمر عن داود الطفاوي (4)، لكن داود ذكره ابن حبان في "الثقات"(5).

(قال: حدثني أبو مسلم) لم أجد من ذكر اسمه والظاهر أنه ممن عرف بكنيته (البجلي) بفتح الموحدة والجيم نسبة إلى قبيلة بجيلة بن أنمار، وأبو مسلم ذكره ابن حبان في "الثقات"(6).

(عن زيد (7) بن أرقم رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول وقال سليمان) بن داود العتكي.

(كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول دبُر صلاته)(8) المكتوبة: (اللهم) يا (ربنا ورب) بالنصب أيضًا (كل شيء) أي: إن ما في [شيء في](9) الدنيا والآخرة [إلا والله](10) ربه وخالقه، وهذا من

(1) في (م): بالطاء المهملة والفاء.

(2)

في (ر): حيان. والمثبت من "اللباب في تهذيب الأنساب" 2/ 283.

(3)

في (م): طفاوة.

(4)

انظر: "أطراف الغرائب والأفراد" 3/ 88.

(5)

"الثقات" 6/ 281.

(6)

"الثقات" 5/ 584.

(7)

في (م): يزيد.

(8)

في (ر): الصلاة.

(9)

سقط من (ر).

(10)

في (ر): فالله.

ص: 293

العموم الذي لا يدخله تخصيص كما تقدم في (وهو على كل شيء قدير).

(أنا شهيد)(1)[من أبنية](2) المبالغة والشهيد الشاهد فإذا اعتبر العلم مطلقًا فهو العليم، وإذا أضيف إلى الأمور الظاهرة فهو الشهيد، وإذا أضيف إلى الأمور الباطنة فهو الخبير (أنك أنت الرب (3) وحدك لا شريك لك) في الربوبية ولا في غيرها.

(اللهم) يا (ربنا) بالنصب (ورب كل شيء أنا أشهد أن محمدا عبدك ورسولك) إلى الناس كافة (اللهم ربنا ورب كل شيء [أنا شهيد] (4) أن العباد كلهم إخوة) لأن أباهم آدم وحواء وأنهم كلهم إخوة في الدين لا شرف لبعضهم على بعض إلا بالتقوى وزيادتها.

([اللهم ربنا ورب كل شيء اجعلني] (5) مخلصًا لك) في العبادة أنا (و) جميع (أهلي وأقاربي)(6) وإخواني (في كل ساعة)[في الدنيا والآخرة، مخلصًا لك في ذكري ساعات الآخرة والدنيا من غير شوب](7) ليس المراد هنا بالساعة الزمانية الفلكية التي تنقسم على الليل والنهار، بل المراد بها مطلق الحين والوقت وإن قل كقوله تعالى:{لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً} (8).

(1) في (م): أشهد.

(2)

في (م): لمن أيقنه.

(3)

في (م): الذي.

(4)

من (ر).

(5)

سقط من (ر).

(6)

و (7) من (ر).

(8)

الأعراف: 34.

ص: 294

(في (1) الدنيا والآخرة) وجميع لحظاتهما (يا ذا الجلال والإكرام اسمع) دعائي والله تعالى يسمع (2) كل مسموع لا [يعزب عن إدراكه](3) مسموع وإن خفي، لكن المراد إسماع مخصوص بالإقبال على الداعي والإحسان (4) إليه (واستجب) أي: أجب دعائي، ومنه قول الشاعر:

فلم يستجب (5) عند ذاك مجيب (6)

(الله أكبر) أي: أعظم من كل شيء.

قال الغزالي: إن كان في قلبك شيء هو أعظم من الله وقلت بلسانك: الله أكبر فالله يشهد أنك كاذب، وإن كان كلامك صدقًا. قال: وإن كان هواك غلب عليك من أمر الله وأنت (7) أطوع له منك لله فقد اتخذته إلهك وكبرته فيوشك أن يكون قولك: الله أكبر. كلامًا باللسان المجرد، وقد تخلف عن (8) القلب عن مساعدته، وما أعظم (9) الخطر في ذلك لولا التوبة والاستغفار (10)(الأكبر) بزيادة الألف واللام للتأكيد والمبالغة،

(1) في (م): و.

(2)

في (ر): أسمع.

(3)

في (م): يقدر عن إسماعه.

(4)

سقط من (ر).

(5)

زاد في (ر): لي.

(6)

انظر: "تهذيب اللغة" 11/ 149.

(7)

في (م): أن.

(8)

سقط من (ر).

(9)

في (م): أعلم.

(10)

"إحياء علوم الدين" 1/ 166.

ص: 295

قال أصحابنا: ولو اقتصر على إحداهما في الصلاة أجزأ.

(اللهم) يا (نور) بالنصب (السموات والأرض) أي: منورهما، قال التستري (1): منور الآفاق بالنجوم والأنوار، ومنور القلوب بالدلائل، قال عياض: ولا يصح أن يكون النور صفة ذات له وإنما تكون صفة فعل؛ إذ هو خالقه وموجده (2).

وقيل: المراد بنور السماوات والأرض هنا القرآن، وقيل: محمد، قال: وحقيقة النور الذي [به تنكشف](3) الأمور، وتظهر المخبآت، وتنكشف الحجب والسواتر (4) به، وهو معنى قوله (5) يقوم بالأجسام.

(قال (6) سليمان بن داود) العتكي، شيخ المصنف [(رب السموات والأرض] (7) الله أكبر الأكبر) فقدم وأخر وزاد (حسبي الله) أي: يكفيني الله، مأخوذ (8) من الإحساب وهو الكفاية.

قال الشاعر:

فتملأ بيتنا أقطًا وسمنًا

وحسبك من غنى شبع وريٌّ (9)

(1) في (ر): القشيري.

(2)

"مشارق الأنوار" 2/ 32.

(3)

في (ر): تكشف به.

(4)

في (ر): السرائر.

(5)

من (ر).

(6)

زاد في (ر): ثنا.

(7)

في (ر): ثنا أبي معاذ بن معاذ.

(8)

سقط من (ر).

(9)

"لسان العرب"(سمن).

ص: 296

(ونعم الوكليل) أي الحافظ لما استكفيته (الله أكبر الأكبر) تقدم.

[1509]

(حدثنا عبيد الله (1) بن معاذ، ثنا أبي) (2) معاذ بن معاذ (حدثنا عبد العزيز بن عبد الله (3) بن أبي سلمة) (4) الماجشون التيمي مولاهم، كان إمامًا معظمًا.

(عن عمه الماجشون) قال ابن السمعاني: وهو بكسر الجيم وضم الشين المعجمة (5) آخره نون (6)(ابن أبي سلمة) واسم أبي سلمة الثاني دينار، وهو مولى لأبي (7) المنكدر، وإنما قيل له الماجشون لحمرة خديه، وهذِه لغة أهل المدينة، والماجشون المورد، وقال (8): عبد العزيز بن يعقوب بن عبد الله (9) بن أبي سلمة الماجشون أيضًا (10).

(عن عبد الرحمن) بن هرمز (الأعرج، عن عبيد الله بن أبي رافع) كاتب علي.

(عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إذا سلم من الصلاة قال: اللهم اغفر لي) لفظ رواية مسلم: كان يقول بين

(1) في (م): عبد الله.

(2)

سقط من (ر).

(3)

من (ر)، و"تهذيب الكمال" 18/ 152.

(4)

في (م): شيبة.

(5)

سقط من (ر).

(6)

"الأنساب" للسمعاني 5/ 36.

(7)

من (ر)، وفي "الأنساب": لآل.

(8)

سقط من (ر).

(9)

من "الأنساب".

(10)

"الأنساب" للسمعاني 5/ 36.

ص: 297

التشهد والتسليم (1). والعمل على رواية مسلم، ويحتمل أنه قاله مرة (2) بعد السلام، والأكثر بين التشهد والتسليم.

(ما قدمت وما أخرت) المراد بالمتأخر إنما هو بالنسبة إلى ما وقع لأن الاستغفار قبل الذنب محال كذا قاله أبو الوليد النيسابوري نقلًا عن الأصحاب في شرح خطبة "رسالة الشافعي"، قال الإسنوي: ولقائل أن يقول: المحال إنما هو طلب مغفرته قبل وقوعه، وأما الطلب قبل الوقوع أن يغفر إذا وقع فلا استحالة (3).

[(وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت) الإسراف مجاوزة الحد، والإسراف هنا عام في المآكل والمشارب](4) والملابس والمساكن وغير ذلك مما يسرف فيه الآدمي، وليست المآكل (5) اللذيذة (6) من الإسراف لما ورد عن ابن عباس: كل ما شئت واشرب ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة (7).

(وما أنت أعلم به مني) اللهم (8)(أنت المقدم وأنت المؤخر) أي: تقدم (9) من لطفت به إلى رحمتك وطاعتك بفضلك، وتؤخر [من شئت

(1)"صحيح مسلم"(771)(201).

(2)

في (م): من.

(3)

"أسنى المطالب شرح روضة الطالب" 1/ 166، و"تحفة الأحوذي" 9/ 266.

(4)

من (ر).

(5)

سقط من (ر).

(6)

في (م): اللدية.

(7)

أخرجه ابن أبي شيبة (25375)، والبخاري تعليقًا (5783).

(8)

من (ر).

(9)

في (م): مقدم.

ص: 298

عن ذلك كله بعدلك، فمن قربه فقد قدمه، ومن أبعده فقد أخره، قدم أنبياءه وأولياءه، وأخر] (1) أعداءه (لا إله إلا أنت) أي: لا معبود غيرك.

[1510]

(حدثنا محمد بن كثير) العبدي (ثنا سفيان) بن سعيد الثوري.

(عن عمرو بن مرة)(2) أخرج له مسلم.

(عن عبد الله بن الحارث) الزبيدي الكوفي المكتب، أخرج له مسلم.

(عن طليق) قال عبد العظيم المنذري: شاهدت (3) بخط الأفليسي (4) طليق (بن قيس) بفتح الطاء وكسر اللام، قال: ووقع عند (5) أبي الفتح طُليق بضم الطاء وفتح اللام، قال: وشاهدت أيضًا بفتح الطاء في غير خط الأفليسي (6) وطليق هو: ابن قيس الحنفي الكوفي.

قال أبو زرعة والنسائي: ثقة (7)، روى له البخاري في كتاب "الأدب"، والنسائي في "اليوم والليلة" والباقون سوى مسلم حديثًا واحدًا وهو هذا.

(عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو) فيقول في دعائه: (رب أعني) على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، وهو شامل الأحوال (8) الدنيوية.

(1) من (ر).

(2)

زاد في (م): أخرج الثوري عن عبد الله بن الحارث.

(3)

في (م): شاهد من.

(4)

في (م): الإفليس.

(5)

في (م): عن.

(6)

في (م): الإفليس.

(7)

"تهذيب الكمال" 13/ 463.

(8)

في (ر): الأمور.

ص: 299

(ولا تعن) أحدًا من خلقك (عليَّ، وانصرني) على من بغى عليَّ، وعلى من ناظرني بالحجة الظاهرة، وعلى من حاربني من الأعداء بأن تظهرني عليه بما يحدث في قلبي من الجرأة والقوة، وفي قلبه من الخوف والجبن (ولا تنصر عليَّ) أحدًا من هؤلاء المذكورين.

(وامكر لي ولا تمكر عليَّ) أي: ألحق مكرك بأعدائي لا بي، ومكر الله إيقاع بلائه بأعدائه (1) دون أوليائه، وقيل: هو استدراج العبد بالطاعات فيتوهم أنها مقبولة وهي مردودة، ويجوز أن يكون استدراجه إياه من حيث لا يعلم مكره.

قال الأزهري: المكر من الله مجازاته (2)(3) للماكر من الخلائق خبث (4) وخداع.

(واهدني) لأحسن الأخلاق من (5) الأعمال والأهواء لا يهدي لأحسنها إلا أنت (ويسِّر) بتشديد السين المكسورة، أي: سهِّل أسباب ([هداي إليَّ])(6) بسكون الألف مع فتح الياء، والتيسير ضد التعسير، وهدى الله العبد نصره وعرَّفه طريق معرفته وهدى كل مخلوق إلى ما لا بد له (7) منه في بقائه ودوام وجوده.

(1) سقط من (ر).

(2)

في (م): مجازاة.

(3)

"تهذيب اللغة" 10/ 135.

(4)

في (م): حب.

(5)

في (ر): و.

(6)

في (ر): لي هداي

(7)

سقط من (ر).

ص: 300

(و (1) انصرني على من بغى) أي تعدى (عليَّ) بقولٍ أو فعلٍ.

(اللهم اجعلني لك شاكرًا) لفظ الترمذي: "اللهم اجعلني شكارًا لك رهابًا، لك ذكارًا، لك مطواعًا، لك مخبتًا إليك أواهًا منيبًا"(2) يقال: شكرتك وشكرت لك، ونصحتك ونصحت لك، والأكثر الأول، فشكر [الله للعبد](3) ثناؤه عليه بطاعته له، وشكر العبد نطق باللسان وإقرار بالقلب بإنعام الله تعالى عليه مع الطاعات.

(ذاكرًا لك) بالطاعة، قال سعيد بن جبير: الذكر طاعة الله فمن لم يطعه لم يذكره وإن أكثر التسبيح والتهليل (4)، وفي حديث:"من أطاع الله فقد ذكره"(5).

(لك راهبًا) أي خائفًا يقال: رهب - بكسر الهاء - إذا خاف (مطواعًا) بكسر الميم، أي: مطيعًا (إليك) يقال: طاع له وإليه تطوع (6) ويطيع إذا أذعن له وانقاد.

(مخبتًا) والإخبات بالمثناة آخره هو الخشوع والتواضع، وأصله من (7) الخبت المطمئن من الأرض (أو منيبًا) وأناب إلى الله أقبل على

(1) في (ر): اللهم.

(2)

"جامع الترمذي"(3551).

(3)

في (م): العبد.

(4)

"الزهد" لابن المبارك 2/ 35، و"حلية الأولياء" 4/ 276.

(5)

رواه الطبراني في "المعجم الكبير" 22/ 154 (413)، وابن المبارك في "الزهد" 2/ 35.

(6)

في (ر): يطاع.

(7)

من (ر).

ص: 301

طاعته، وتاب من ذنوبه.

(رب تقبل توبتي (1) واغسل حوبتي) بفتح الحاء المهملة وسكون الواو: الإثم والخطيئة، ومنه حديث "اغفر لنا حوبنا"(2) بفتح الحاء وضمها، قيل: الفتح لغة الحجاز، والضم لغة تميم، ومنه الحديث:"الربا سبعون حوبًا"(3) أي: سبعون ضربًا من الإثم، وفي الحديث أن رجلًا سأله (4) الجهاد فقال:"لك حوبة"؟ قال: نعم (5). يعني: ما تأثم به [إن ضيعته](6) من الأولاد وغيرها (7).

(وأجب دعوتي وثبت حجتي) الظاهرة على من حاججني، وفي "النهاية": ثبت حجتي في الدنيا والآخرة، أي: قولي، وإيماني (8) في الدنيا والآخرة (9) وعند جواب الملكين في القبر، وفي حديث معاوية: فجعلت أحج [خصمي. أي: أغلبه بالحجة الظاهرة القوية](10).

(واهد قلبي) إلى معرفتك والقيام بشكرك.

(وسدد) بفتح السين المهملة.

(1) في (ر): دعوتي.

(2)

أخرجه أبو داود (3890)، والنسائي في "الكبرى"(10809)، وأحمد 6/ 21.

(3)

أخرجه ابن ماجه (2274).

(4)

زاد في (م): عن.

(5)

"مصنف ابن أبي شيبة"(34151).

(6)

في (ر): من ضيعة.

(7)

"النهاية في غريب الحديث"(حوب).

(8)

في (م): إنما.

(9)

سقط من (ر).

(10)

من (ر).

ص: 302

(لساني) إلى النطق بالقول العدل والصواب، وفي الحديث أنه قال لعلي:"سل الله السداد واذكر بالسداد تسديدك (1) السهم"(2) أي: أصابة القصد به (3).

(واسلل) الإسلال الإخراج بتأن وتدريج ومنه: "لعن الله من سل سخيمته في الطريق"(4)(سخيمة قلبي) السخيمة الحقد في النفس والضغينة، وقد سمى الشارع الغائط [الذي يخرج من الآدمي سخيمة في قوله:"لعن الله من سل سخيمته"(5) لما بينهما من القبح، بل الضغينة والحقد أقبح من الغائط] (6) وأخف ضررًا.

قال الغزالي: اعلم أن الغضب [إذا لزم](7) كظمه وعجز عن التشفي (8) في الحال رجع (9) إلى الباطن واحتقن فيه فصار حقدًا، والحقد أن يلزم قلبه استثقاله (10) والبغضة له والنفار منه والحقد ثمرة

(1) في (م): تسديد لك، وفي (ر): بتسديدك. والمثبت من مصادر التخريج.

(2)

أخرجه أحمد 1/ 134، وأبو داود الطيالسي (156) واللفظ له.

(3)

"النهاية في غريب الحديث"(سدد).

(4)

أخرجه الحاكم 1/ 186، والبيهقي في "السنن الكبرى" 1/ 158.

(5)

رواه الحاكم 1/ 296، والبيهقي 1/ 186 بلفظ:"من سل سخيمته على طريق المسلمين، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" وضعفه ابن حجر في "التلخيص" 1/ 105.

(6)

من (ر).

(7)

في (م): والزام. والمثبت من (ر)، و"الإحياء".

(8)

في (ر): التتقي.

(9)

في (م): زاد.

(10)

في (ر): استغالة. وفي (م): استقباله.

ص: 303

الغضب (1). ولعله مشتق من السخام وهو سواد القدر لما بينهما من القبح، وتعلق الحقد بالقلب كما يعلق السخام بالثوب وغيره فيلصق به.

[1511]

(حدثنا مسدد، حدثنا يحيى) بن سعيد القطان ([عن سفيان])(2) بن سعيد الثوري (قال: سمعت عمرو بن مرة) يقول (بإسناده) المذكور (ومعناه وقال) هنا (3): (ويسر الهدى إلي [ولم يقل: هداي])(4) أي: يسر إليَّ أسباب سلوك الهداية، ويحتمل تيسر هيئ وصول الهداية إلي لأهتدي بها كما في الحديث "فكل ميسر لما خلق له"(5) أي مهيَّأ، وكما قيل: تيسر للقتال، أي: تهيأ له واستعد.

([قال المصنف: سمع سفيان) بن سعيد الثوري (من عمرو بن مرة قالوا: ثمانية عشر حديثًا) لا أكثر] (6).

[1512]

([حدثنا مسلم بن إبراهيم) الأزدي شيخ البخاري] (7)، (حدثنا شعبة عن عاصم الأحول وخالد الحذاء، عن عبد الله بن الحارث، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا سلم قال: اللهم [أنت السلام])(8) اسم من أسماء الله تعالى

(1)"إحياء علوم الدين" 3/ 181.

(2)

في (ر): ثنا سعيد.

(3)

و (4) من (ر).

(5)

أخرجه البخاري (4949)، ومسلم (2647).

(6)

ستأتي هذِه العبارة في غير موضعها في الأصول الخطية بعد حديث عائشة الآتي وهنا موضعها الصحيح كما في "سنن أبي داود".

(7)

سقط من (ر).

(8)

سقط من (ر).

ص: 304

معناه السلامة (1) مما يلحق الخلق من العيب والغنى (2) والنقص وقيل: سلم (3) الخلق من ظلمه؛ لأنه لا يتصف بالظلم، وقيل: المسلم على المؤمنين في الجنة بقوله: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} (4)، [وقيل: لطول بقائه] (5)(ومنك السلام) أي ومنك تحصيل السلامة من الآفات والمهالك لا من غيرك، وقيل: معناه لا يتصف بالظلم، وقيل:[مسلم المؤمنين من العذاب](6).

قال القرطبي: السلام الأول: اسم من أسماء الله تعالى كما قال تعالى: {السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} (7)، والسلام الثاني: السلامة كما قال تعالى: {فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91)} (8) ومعنى ذلك أن السلامة من المعاطب (9) والمهالك إنما تحصل لمن سلمه الله تعالى (10). كما قال تعالى {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ} (11).

(1) في (م): سلامته.

(2)

في (ر): العمى.

(3)

في (م): سلام.

(4)

يس: 58.

(5)

من (ر).

(6)

من (ر).

(7)

الحشر: 23.

(8)

الواقعة: 91.

(9)

في (م): المغاضب.

(10)

"الجامع لأحكام القران" 18/ 46. بمعناه.

(11)

يونس: 107.

ص: 305

(تباركت) تفاعلت من البركة، وهي الكثرة والنماء، ومعناه: تعاظمت أو كثرت صفات جلالك وكمالك (1)(ذا) كذا الرواية هنا بحذف ياء النداء، ورواية ابن حبان في "مسنده" (2):"يا ذا الجلال والإكرام"(3)، ولمسلم روايتان بحذف يا وإثباتها (4)(الجلال) وهو العظمة والسلطان (والإكرام) وهو الإحسان وإفاضة النعم.

[1513]

(حدثنا إبراهيم بن موسى) الرازي (5) شيخ الشيخين (أنا عيسى) بن يونس الحافظ.

(عن) عبد الرحمن بن عمرو (الأوزاعي) والأوزاع من حمير وقيل من باب فراديس (6) دمشق.

(عن أبي عمار) شداد بن عبد الله الدمشقي (عن أبي أسماء)(7) عمرو بن مرثد الرحبي (8).

(عن ثوبان) بن بجدد القرشي (مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أراد أن ينصرف من صلاته) قال النووي: المراد بالانصراف من الصلاة هو السلام (9).

(1) في (ر): جمالك.

(2)

في (ر): سننه.

(3)

"صحيح ابن حبان"(2000).

(4)

"صحيح مسلم"(592).

(5)

في (ر): الراوي.

(6)

في (م): فراس.

(7)

في (م): شهاب.

(8)

في (م): بلال. وتحرفت في (ر). والمثبت من "تهذيب الكمال".

(9)

"شرح النووي على مسلم" 4/ 150.

ص: 306

والمراد: كان إذا سلم، ولفظ مسلم: كان إذا انصرف من الصلاة (1). ولفظ ابن حبان (2) كالمصنف.

(استغفر) الله تعالى (ثلاث مرات) هذا الاستغفار مما وقع له من التقصير في الصلاة من وسوسة وغيرها، فيستحب للمصلي الاستغفار عقب [الصلاة ويُشعر](3) قلبه الوجل والحياء من الله تعالى في تقصيره ويكون خائفًا أن لا تقبل صلاته، وأن يكون ممقوتًا بذنب ظاهر أو باطن فردت عليه صلاته في وجهه، ويرجو من الله تعالى قبولها بفضله وكرمه.

قلت: وكذا (4) يستحب لمن حبس يذكر الله تعالى أن يستغفر الله تعالى لذنبه وللمؤمنين [مما وقع في ذكره من الغفلة والتقصير، ويدل عليه قوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (5)](6) والمؤمنات، قال العلماء: والمراد بقوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} أي داوم عليها كما في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا} (7) أي داوموا على الإيمان فإنه وصفهم

(1)"صحيح مسلم"(591). وفيه صلاته بدلًا من الصلاة.

(2)

"صحيح ابن حبان"(2003).

(3)

في (م): السلام ويستغفر.

(4)

في (م): وهذا.

(5)

محمد: 19.

(6)

من (ر).

(7)

النساء: 136.

ص: 307

أولًا بالإيمان، وقد جمع [مسلم رحمه الله] (1) بين هذين الحديثين وقدم الاستغفار ثلاثًا على قوله:"اللهم أنت السلام ومنك السلام". فلو قدم المصنف حديث الاستغفار [على حديث: "اللهم أنت السلام". كان أولى، وذكر ابن حبان في التبويب على الحديث فقال: ذكر البيان أن ما وصفنا من قولك](2) اللهم أنت السلام ومنك السلام عقب الاستغفار ثلاثًا (3).

(1) سقط من (ر).

(2)

في (م): يعني من قوله.

(3)

نقل المصنف تبويب ابن حبان بالمعنى. وانظره في "صحيحه" 5/ 343.

ص: 308