الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
17 - باب ما جاءَ فِي آيَةِ الكُرْسِيِّ
1460 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنا عَبْدُ الأَعْلَى، حَدَّثَنا سَعِيدُ بْنُ إِياسٍ عَنْ أَبِي السَّلِيلِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَباحٍ الأَنْصارِيِّ، عَنْ أُبَي بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَبا المُنْذِرِ أي آيَةٍ مَعَكَ مِنْ كِتابِ اللهِ أَعْظَمُ". قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: "أَبا المُنْذِرِ أي آيَةٍ مَعَكَ مِنْ كِتابِ اللهِ أَعْظَمُ". قَالَ: قُلْتُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قَالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي وقَالَ: "لِيَهْنِ لَكَ يا أَبا المُنْذِرِ العِلْمُ"(1).
* * *
باب ما جاء في آية الكرسي
[1460]
([حدثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الأعلى] (2)، ثنا سعيد بن إياس) أبو مسعود الجريري [نزل البصرة.
(عن] (3) أبي السليل) بفتح السين المهملة، واسمه ضريب بضم الضاد المعجمة مصغر، ابن نقير بضم النون وفتح القاف مصغر أيضًا، وقيل: نفير بالفاء، وقيل: نفيل بالفاء واللام، والأول هو المشهور، أخرج له مسلم والأربعة.
(عن عبد الله بن رباح) بفتح الراء والباء الموحدة (الأنصاري، [عن أبي بن كعب) رضي الله عنه.
(1) رواه مسلم (810).
(2)
سقط من (ر).
(3)
في (ر): البصري.
(قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال] (1)(أبا المنذر) كذا، ولمسلم بإظهار ياء النداء (2)، فيه تبجيل العالم فُضَلاء أصحابه وتكنيتهم (أيّ) بالرفع (آية) ولمسلم:"أتدري أي آية"(معك من كتاب الله [أعظم) وذكر] (3) آية الكرسي.
فيه حجة للقول بتفضيل بعض آي (4): القرآن على بعض [وتفضيل القرآن](5) على سائر كتب الله المنزلة عند من أجازه، فمنع منه أبو الحسن الأشعري وأبو بكر الباقلاني وجماعة من الفقهاء والعلماء؛ لأن تفضيل بعضه يؤدي إلى نقص (6) المفضول، وليس في كلام الله تعالى نقص.
وفيه سؤال العالم بالحكم تلميذه عن الحكم قبل إعلامه ليكون أوقع في القبول، وتأول هؤلاء ما ورد من إطلاق أعظم بمعنى عظيم [كأكبر بمعنى كبير](7)، وإطلاق أفضل بمعنى: فاضل، وأجاز ذلك إسحاق بن راهويه وغيره من العلماء والمتكلمين، قالوا: وهو راجع إلى عظيم أجر قارئ ذلك وجزيل ثوابه.
(1) في (ر): قوله يا.
(2)
"صحيح مسلم"(810).
(3)
في (م): وذكر أعظم.
(4)
من (ر).
(5)
من (ر).
(6)
في (م): تفضيل بعض المفضول.
(7)
في (ر): وأكثر بمعنى كثير.
قال النووي: والمختار جواز قول هذِه [الآية و](1) السورة أعظم وأفضل (2) بمعنى أن الثواب المتعلق بها أكثر، وهو معنى الحديث (3).
(قلت: الله ورسوله أعلم) اعتراف منه وتسليم لما يأخذه عنه ([قال: يا أبا المنذر) أتدري] (4)(أي: آية معك من كتاب الله أعظم؟ ) فيه تبسط العالم لمن يعلمه، وإلقاء العالم (5) المسائل على أصحابه ليختبر معرفتهم أو ليعلمهم ما لعلهم [لا ينتبهوا](6) للسؤال عنه.
(قلت){اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ) (7) قال العلماء: إنما تميزت آية الكرسي بكونها أعظم آية من كتاب الله؛ لأنها جمعت (8) أصول الأسماء والصفات من الإلهية والحياة والوحدانية والعلم والملك والقدرة [والإرادة، وبهذه السبعة](9) قالوا: هي أصول الأسماء والصفات.
(قال: فضرب في صدري) ليجمع حضور قلبه لما [يقوله له](10) وليشتغل بذلك عن الالتفات، وكذلك ينبغي للمعلم أن ينبه المتعلم في
(1) سقط من (ر). وفي "شرح النووي": الآية أو.
(2)
في (م): فضل. وفي "شرح النووي": أو أفضل.
(3)
"شرح النووي على مسلم" 6/ 93 - 94.
(4)
في (ر): قوله.
(5)
سقط من (ر).
(6)
في (ر): لم ينبهوا.
(7)
البقرة: 255.
(8)
في (م): حجبت.
(9)
سقط من (ر).
(10)
بياض في (ر).
بعض الأوقات لإحضار قلبه وفهمه وسمعه (وقال: ليهن) بكسر (1) اللام وكسر النون (لك) يحتمل أن تكون اللام زائدة، والتقدير: يهنك (2) العلم، كما زيدت في مفعول يدعو من قوله تعالى:{يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ} (3) واستبعد هذا في الآية لأن زيادة اللام في غاية الشذوذ.
[قال: (يا](4) أبا المنذر العلم) يحتمل أن يكون فيه حذف ليهنك نور العلم الذي وهبه الله لك، وفيه إظهار سرور العالم بما إذا أصاب المتعلم في الجواب، وتبجيل العالم فضلاء أصحابه بمدحهم والدعاء لهم وإظهار فضيلتهم وذكائهم (5)، ومن رآه لم يفهم تلطف بالإعادة له، وفيه جواز مدح الإنسان في وجهه إذا كان فيه مصلحة ولم يخف عليه إعجاب ونحوه بكمال يقينه (6) ورسوخه في التقوى.
(1) في (ر): بفتح.
(2)
في (م): يهنيك.
(3)
الحج: 13.
(4)
سقط من (ر).
(5)
في (ر): زكاتهم.
(6)
في (ر): نفسه.