الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - باب رِضا المُصَدِّقِ
1586 -
حَدَّثَنا مَهْدي بْنُ حَفْصٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ المَعْنَى قالا: حَدَّثَنا حَمّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ رَجُلٍ يُقال لَهُ: دَيْسَمٌ، وقَالَ ابن عُبَيْدٍ: مِنْ بَني سَدُوسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ الخَصاصِيَةِ - قَالَ ابن عُبَيدٍ في حَدِيثِهِ: وَما كانَ اسْمُهُ بَشِيرًا، ولكن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَمّاهُ بَشِيرًا - قَالَ: قُلْنا: إِنَّ أَهْلَ الصَّدَقَةِ يَعْتَدُونَ عَلَيْنا أَفَنَكْتُمْ مِنْ أَمْوالِنا بِقَدْرِ ما يَعْتَدُونَ عَلَيْنا؟ فَقَالَ: "لا"(1).
1587 -
حَدَّثَنا الحَسَنُ بْنُ عَلي وَيَحْيَى بْنُ مُوسَى قالا: حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّزّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ بإِسْنادِهِ وَمَعْناهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: قُلْنا: يا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَصْحابَ الصَّدَقَةِ يَعْتَدُونَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَفَعَهُ عَبْدُ الرَّزّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ (2).
1588 -
حَدَّثَنا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ العَظِيمِ وَمُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى قالا: حَدَّثَنا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبي الغُصْنِ عَنْ صَخْرِ بْنِ إِسْحاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"سَيَأْتِيكُمْ رَكْبٌ مُبَغَّضُونَ، فَإِذَا جاؤوكُمْ فَرَحِّبُوا بِهِمْ وَخَلُّوا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَبْتَغُونَ، فَإِنْ عَدَلُوا فَلأَنْفُسِهِمْ وَإِنْ ظَلَمُوا فَعَلَيْها، وَأَرْضُوهُمْ فَإِنَّ تَمامَ زَكاتِكُمْ رِضاهُمْ وَلْيَدْعُوا لَكُمْ".
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَبُو الغُصْنِ هُوَ ثابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ غُصْنٍ (3).
1589 -
حَدَّثَنا أَبُو كامِلٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ الواحِدِ يَعْني ابن زِيادٍ ح، وَحَدَّثَنا عُثْمانُ بْنُ أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمانَ - وهذا حَدِيثُ أَبي كامِلٍ - عَنْ مُحَمَّدِ
(1) رواه عبد الرزاق (6818). مرفوعا.
وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(277).
(2)
انظر السابق.
(3)
رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(9932)، وابن زنجويه في "الأموال"(1574)، والبيهقي 4/ 114. وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود" (278).
ابْنِ أبي إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هِلالٍ العَبْسي، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: جاءَ ناسٌ يَعْني: مِنَ الأَعْرابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: إنَّ ناسًا مِنَ المُصَدِّقِينَ يَأْتُونا فَيَظْلِمُونا. قَالَ: فَقَالَ: "أَرْضُوا مُصَدِّقِيكُمْ". قَالُوا: يا رَسُولَ اللهِ وَإِنْ ظَلَمُونا قَالَ: "أَرْضُوا مُصَدِّقِيكُمْ". زادَ عُثْمانُ: "وَإِنْ ظُلِمْتُمْ". قَالَ أَبُو كامِلٍ في حَدِيثِهِ: قَالَ جَرِيرٌ: ما صَدَرَ عَنّي مُصَدِّقٌ بَعْدَ ما سَمِعْتُ هذا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَّا وَهُوَ عَنّي راضٍ (1).
* * *
[باب رضا المصدق](2)
[1586]
(ثنا مهدي بن حفص) أبو أحمد ثقة، تفرد بالرواية عنه أبو داود وأحمد (3)، وروى عنه ابن أبي الدنيا (ومحمد بن عبيد) بن حسان الغُبَّري (4)، روى له مسلم ([المعنى قالا: حدثنا]) (5) حماد بن زيد الأزدي أحد الأعلام، أخبر (6) (عن أيوب) السختياني ([عن رجل يقال له] (7): ديسم) بفتح الدال وسكون المثناة (8) تحت السدوسي (قال) محمد (ابن عبيد) هو (من بني سدوس) أي: بفتح السين، قال ابن
(1) رواه مسلم (989).
(2)
في (م): والله أعلم.
(3)
سقط من (م).
(4)
في (م): المقبري.
(5)
في (ر): عن رجل يقال أنه. والمثبت من (م).
(6)
من (م).
(7)
من (م).
(8)
في (ر): الميم. والمثبت من (م).
الكلبي: سدوس التي في بني شيبان بالفتح، وسدوس التي في طيء بالضم (1). قال الذهبي: هذا الرجل لا يدرى من هو تفرد بالرواية عنه أيوب السختياني (2)(عن بشير) بفتح الموحدة وكسر المعجمة (ابن الخصاصية)[بمعجمة مفتوحة](3) بتخفيف الصاد والياء (قال ابن عبيد في حديثه: وما كان اسمه بشيرًا) يعني: بل كان اسمه زحمًا بفتح الزاي المعجمة مفتوحة وسكون الحاء المهملة، وهو بشير بن سعيد بن شراحيل [وقيل: بشير] (4) بن يزيد بن عباب (5) المعروف بابن الخصاصية، وهي أمه، واسمها نسية (6) بتشديد الياء (7)، وقيل: ماوية. فنسبوا إليها [([ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم) غير اسمه لما أتي إليه و (سماه بشيرًا قال: قلنا: يا رسول الله إن أهل الصدقة) يعني: السعاة الذين يأخذون الصدقة (يعتدون علينا) فيما يأخذونه.
(أفنكتم من أموالنا بقدر ما يعتدون علينا؟ ) في أخذه (قال: لا) لعل المراد بالمنع من الكتم أن ما أخذه الساعي ظلمًا يكون في ذمته لرب المال، فإن قدر المالك على استرجاعه منه استرجعه وإلا استقر في ذمته ولا يأتي أقوال الماض هنا، وإذا امتنع أن يكون ما أخذه الساعي ظلمًا أن يحتسب من الزكاة ويسقط المالك نظيره مما لزمه من الزكاة الواجبة عليه والله أعلم] (8).
(1)"الفائق في غريب الحديث" 2/ 91.
(2)
"ميزان الاعتدال" 2/ 219 (2685).
(3)
و (4) من (م).
(5)
في (م): غياث.
(6)
في (م): لبة.
(7)
في (م): الباء.
(8)
من (م).
[1587]
(ثنا الحسن بن علي ويحيى بن موسى قالا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر [عن أيوب بإسناده ومعناه، إلا أنه قال فيه: قلنا: يا رسول الله إن أصحاب الصدقة. . . إلى آخره، ورفعه عبد الرزاق، عن معمر])(1) بن راشد البصري، قال معمر (2) (3): طلبت العلم سنة مات الحسن، وجلست إلى قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة فما سمعت منه حديثًا إلا كأنه منقوش في صدري.
[1588]
(ثنا عباس) بالموحدة والسين المهملة (ابن عبد العظيم) أبو الفضل العنبري، من حفاظ البصرة، روى له مسلم ([ومحمد بن المثنى قالا] (4): ثنا بشر بن عمرو (5) الزهراني، عن أبي الغصن) المدني ثابت بن قيس الغفاري، وثقه أحمد (6) [وقال أبو حاتم محمد بن حبان البستي: كان قليل الحديث كثير الوهم فيما يرويه لا يحتج بخبره (7)] (8)(عن صخر بن إسحاق) الحجازي، تفرد به أبو داود (عن عبد الرحمن بن جابر [بن عتيك] (9) عن أبيه) جابر بن عتيك بن قيس، شهد بدرًا.
(أن رسول الله قال: سيأتيكم ركيب)[تصغير ركب](10) وهو جمع راكب [كصاحب وصحب، وتاجر وتجر، والركب: أصحاب الإبل في
(1) من (م).
(2)
في (م): نعم.
(3)
انظر: "التاريخ الكبير" 7/ 378 (1631)، "الجرح والتعديل" 8/ 256 (1165).
(4)
من (م).
(5)
في (م): عمر.
(6)
"تهذيب الكمال" 4/ 374.
(7)
"المجروحين" 1/ 206.
(8)
سقط من (م).
(9)
و (10) من (م).
السفر دون الدواب، وهم العشرة فما فوقها، ثم اتسع فأطلق على كل من ركب دابة، وفي رواية:"ركب" وقيل: الركب من أسماء الجمع كنفر ورهط وصغر على لفظه] (1)، وأراد بهم السعاة في الصدقة (مبغضون) بإسكان الباء وتخفيف الغين المعجمة (2)، جعلهم مبغضين (3) لأن الغالب كراهة السعاة، لما جبلت عليه القلوب من حب المال وكراهة من يأخذه منهم، وإن كان بحق غالبًا.
(فإذا جاؤوكم فرحبوا بهم) فيه ترحيب الإنسان بمن يقدم عليه من صديق أو ضيف أو غيره، لا سيما من له عنده حق، وفيه دليل على أنه يرحب بالقادم عليه ولو كان يكرهه (وخلوا بينهم وبين ما يبغون) (4) أي: إذا كانت الماشية عند الأفنية فيخلى بين الساعي وبينها، يأخذ منها ما طلب (فإن) أخذوا الواجب (عدلوا) في الأخذ (فلأنفسهم) أي: فالعدل جاعل ثوابه لأنفسهم (وإن ظلموا فعليها) أي إثم ظلمهم على أنفسهم ليس عليكم منه شيء ولا يؤاخذ أحد بذنب أحد، بل يستقر ما ظلموكم به عليهم إلى يوم القيامة، إلا أن يخرجوا من ظلمكم أو تعفوا عنهم (وأرضوهم) بفتح الهمزة، قال الجوهري: أرضيته (5) عني ورضيته بالتشديد أيضًا (6) فرضي (7) أي: أرضوهم وإن
(1) و (2) سقط من (م).
(3)
من (م).
(4)
في (م): يتبعون.
(5)
في (م): أرضيه.
(6)
من (م).
(7)
"الصحاح" 6/ 2357.
ظلموكم (فإن تمام زكاتكم) أي: أفضلها وأكملها (رضاهم) أي: ما يرضون به (وليدعوا لكم) فيه استحباب دعاء العامل على الزكاة لمن يأخذ منه الزكاة بالدعاء الآتي عن (1) الشافعي.
[1589]
(ثنا أبو كامل) الجحدري قال: (ثنا عبد الواحد. يعني: ابن زياد) العبدي، مولاهم البصري، قال أحمد وغيره: ثقة (2).
([ح وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا] (3) عبد الرحيم بن سليمان) المروزي ثقة حافظ مصنف (وهذا حديث أبي كامل، عن محمد بن أبي إسماعيل) راشد السلمي الكوفي، وثقه ابن معين والنسائي (4)، وروى يحيى بن آدم عن شريك قال:[رأيت لابن](5) أبي إسماعيل أربعة ولدوا في بطن واحد وعاشوا (6). قال البخاري: عامتهم (7) محدثون، فإن عمرو (8) وإسماعيل محدثان (9) (قال: ثنا عبد الرحمن بن هلال العبسي) بإسكان الباء الموحدة، روى له مسلم [(10) وكانت الأعراب أهل جهل وجفاء غالبًا، فلذلك نسبوا الظلم إلى مصدقي رسول الله،
(1) في (م): عند.
(2)
انظر: "الطبقات الكبرى" 7/ 289، "تهذيب الكمال" 18/ 453.
(3)
في (م): وحدثنا عمرو بن شبة قال: حدثنا، وفي (ر): سليمان بن. والمثبت من مطبوع "السنن".
(4)
انظر: "تاريخ ابن معين" رواية الدوري 2/ 505، "تهذيب الكمال" 24/ 494.
(5)
في (م): نابني.
(6)
انظر: "الكاشف"(4730)، "تهذيب الكمال" 24/ 494.
(7)
في (م): غايتهم.
(8)
في (م): عمر.
(9)
"التاريخ الكبير" 1/ 80 (210).
(10)
بياض في (ر).
فإنه ما كان يستعمل إلا عدلًا] (1).
(عن جرير بن عبد الله قال: جاء ناس [يعني: من الأعراب] (2) إلى رسول الله فقالوا: إن ناسًا من المصدقين) بتخفيف الصاد يعني من السعاة على أخذ الزكاة (يأتوننا فيظلموننا) أي: يتجاوزون الحدود الشرعية (قال: فقال: أرضوا) بفتح الهمزة كما تقدم (مصدقيكم)(3) أي: ببذل الواجب وترك مشاقتهم، والمراد من إرضائهم إعطاؤهم ما لا يجب عليهم بغير رضاهم، فإن أصحابنا صرحوا بأن العامل إذا طلب أو أخذ فوق ما يجب بغير تأويل ولا رضا المالك أنه ينعزل بذلك، ويحتمل أن يأتي فيه الخلاف الجاري في أن الإمام ينعزل بفسقه، وهذا (4) أولى بالفسق من الإمام، فإن من قال: لا ينعزل بفسقه. قال: لما يحصل على عزله من المفاسد (5). قال الأذرعي من متأخري أصحابنا في "التوسط": وإذا قلنا بأن العامل ينعزل (6) فالصواب أنه لا يجوز دفع الزكاة إليه اختيارًا والعلم عند الله. قال: وينبغي أنه لو تمكن (7) كتمه المال بظهوره أن يقول رب المال: فرقتها بنفسي ويحلف على ذلك ويوري (8) إذا كان الظالم الخائن يقنع منه بذلك ثم
(1) سقط من (م).
(2)
من (م).
(3)
في (م): مصدقكم.
(4)
في (م): هنا.
(5)
في (م): الفاسد.
(6)
في (ر): منعزل. والمثبت من (م).
(7)
في (م): لم يمكن.
(8)
في (م): يزوي.
يخرجها سرًّا فتأمله، انتهى.
(زاد عثمان: قالوا: يا رسول الله وإن ظلمونا؟ قال: أرضوا مصدقيكم وإن ظلمتم) أي: بزعمكم، ولعل المراد بإرضائهم أن يرضوا بالترحيب، [وهذا الظلم محمول على ظلم لا يفسق به الساعي؛ إذ لو فسق لانعزل ولم يجز الدفع إليه، والظلم قد يكون بغير معصية فإنه مجاوزة الحد، ويدخل فيه المكروه، قاله النووي (1)](2) كما تقدم والإكرام والقرى والبشاشة [كما تقدم](3) وغير ذلك.
(قال أبو كامل في حديثه: قال جرير) بن عبد الله: فوالله (4)(ما صدر) أي: رجع من عندي (مصدق) يأخذ الصدقة [بعدما سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم](5)(إلا وهو عني راضٍ) بما أكرمه؛ لوصية رسول الله، وفي معنى الساعي والعامل (6) صاحب الحق إذا أتى إلى المديون (7) لأخذ حقه يستحب أن يرحب به المديون ويكرمه ليصدر عنه وهو راضٍ، لا سيما إذا كان قد صبر (8) عليه بعد حلول الدين أو ترك له بعض حقه كما قال تعالى:{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} (9).
(1)"شرح النووي على مسلم" 7/ 73.
(2)
و (3) سقط من (م).
(4)
و (5) من (م).
(6)
في (ر): العمل.
(7)
في (م): الديون.
(8)
في (ر): حبب.
(9)
البقرة: 178.