المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌22 - باب أنزل القرآن على سبعة أحرف - شرح سنن أبي داود لابن رسلان - جـ ٧

[ابن رسلان]

فهرس الكتاب

- ‌[سُجُودُ القُرْآنِ]

- ‌1 - باب تَفْرِيعِ أَبْوابِ السُّجُودِ وَكَمْ سَجْدَةٍ فِي القُرْآنِ

- ‌2 - باب مَنْ لمْ يَرَ السُّجُودَ فِي المُفَصَّلِ

- ‌3 - باب مَنْ رَأى فِيْهَا السُّجُودَ

- ‌4 - باب السُّجُودِ فِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} و {اقْرَأْ}

- ‌5 - باب السُّجُودِ فِي ص

- ‌6 - باب فِي الرَّجُل يَسْمَعُ السَّجْدَةَ وَهُوَ رَاكِبٌ وَفِي غَيْرِ الصَّلاةِ

- ‌7 - باب ما يَقُولُ إِذَا سَجَدَ

- ‌8 - باب فِيمَنْ يَقْرَأُ السَّجْدَةَ بَعْدَ الصُّبْحِ

- ‌[كِتَابُ الوِّتْر]

- ‌1 - باب اسْتِحْبابِ الوِتْرِ

- ‌2 - باب فِيمَنْ لَمْ يُوتِرْ

- ‌3 - باب كَمِ الوِتْرُ

- ‌4 - باب ما يُقْرَأُ فِي الوِتْرِ

- ‌5 - باب القُنُوتِ فِي الوِتْرِ

- ‌6 - باب فِي الدُّعَاءِ بَعْدَ الوِتْرِ

- ‌7 - باب فِي الوِتْرِ قَبْلَ النَّوْمِ

- ‌8 - باب فِي وَقْتِ الوِتْرِ

- ‌9 - باب فِي نَقْضِ الوِتْرِ

- ‌10 - باب القُنُوتِ فِي الصَّلَواتِ

- ‌11 - باب فِي فَضْلِ التَّطَوُّعِ فِي البَيْتِ

- ‌12 - باب

- ‌13 - باب الحَثِّ عَلَى قِيامِ اللَّيْلِ

- ‌14 - باب فِي ثَوابِ قِراءَةِ القُرْآنِ

- ‌15 - باب فاتِحَةِ الكِتابِ

- ‌16 - باب مَنْ قَالَ: هِيَ مِنَ الطُّوَلِ

- ‌17 - باب ما جاءَ فِي آيَةِ الكُرْسِيِّ

- ‌18 - باب فِي سُورَةِ الصَّمَدِ

- ‌19 - باب فِي المُعَوِّذَتَيْنِ

- ‌20 - باب اسْتِحْبابِ التَّرْتِيلِ فِي القِراءَةِ

- ‌21 - باب التَّشْدِيدِ فِيمَنْ حَفِظَ القُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ

- ‌22 - باب أُنْزِلَ القُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ

- ‌23 - باب جماع أبواب الدُّعاءِ

- ‌24 - باب التَّسْبِيحِ بِالحَصَى

- ‌25 - باب ما يَقُولُ الرَّجُلُ إِذَا سَلَّمَ

- ‌26 - باب فِي الاسْتِغْفَارِ

- ‌27 - باب النَّهْي عَنْ أَنْ يَدْعُوَ الإِنْسانَ عَلَى أَهْلِهِ وَمالِهِ

- ‌28 - باب الصَّلَاةِ علَى غَيْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌29 - باب الدُّعاءِ بِظَهْرِ الغَيْبِ

- ‌30 - باب ما يَقُولُ إِذَا خَافَ قَوْمًا

- ‌31 - باب فِي الاسْتِخَارَةِ

- ‌32 - باب فِي الاسْتِعاذَةِ

- ‌كِتَابُ الزَّكاةِ

- ‌1 - باب وُجُوبِ الزَّكاةِ

- ‌2 - باب ما تَجِبُ فِيهِ الزَّكاةُ

- ‌3 - باب العُرُوضِ إِذا كانَتْ لِلتِّجارَةِ هَلْ فِيها مِنْ زَكاةٍ

- ‌4 - باب الكَنْزِ ما هُوَ؟ وَزَكاةِ الحُلِيِّ

- ‌5 - باب في زَكاةِ السّائِمَةِ

- ‌6 - باب رِضا المُصَدِّقِ

- ‌7 - باب دُعاءِ المُصَدِّقِ لأَهْلِ الصَّدَقَةِ

- ‌8 - باب تَفْسِيرِ أَسْنانِ الإِبِلِ

- ‌9 - باب أَيْنَ تُصَدَّقُ الأَمْوالُ

- ‌10 - باب الرَّجُل يَبْتاعُ صَدَقَتَهُ

- ‌11 - باب صَدقَةِ الرَّقِيقِ

- ‌12 - باب صَدَقَةِ الزَّرْعِ

- ‌13 - باب زَكاةِ العَسَلِ

- ‌14 - باب في خَرْصِ العِنَبِ

- ‌16 - باب مَتَى يُخْرَصُ التَّمْرُ

- ‌17 - باب ما لا يَجُوزُ مِنَ الثَّمَرَةِ في الصَّدَقَةِ

- ‌18 - باب زَكاةِ الفِطْرِ

- ‌19 - باب متَى تُؤَدى

- ‌20 - باب كَمْ يُؤَدى في صَدَقَةِ الفِطْرِ

- ‌21 - باب مَنْ رَوى نِصْفَ صاعٍ مِنْ قَمْحٍ

- ‌22 - باب في تَعْجِيلِ الزَّكاةِ

- ‌23 - باب في الزَّكاةِ هَلْ تُحْمَلُ مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ

- ‌24 - باب منْ يُعْطَى منَ الصَّدَقَةِ وَحَدِّ الغِنَى

- ‌25 - باب مَنْ يَجُوزُ لَهُ أَخْذُ الصَّدَقَةِ وَهُوَ غَني

- ‌26 - باب كَمْ يُعْطَى الرَّجُلُ الواحِدُ مِنَ الزَّكاةِ

- ‌27 - باب ما تَجُوزُ فِيهِ المَسْأَلَةُ

الفصل: ‌22 - باب أنزل القرآن على سبعة أحرف

‌22 - باب أُنْزِلَ القُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ

1475 -

حَدَّثَنا القَعْنَبِيُّ، عَنْ مالِكٍ، عَنِ ابن شِهابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ القارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطّابِ يَقُولُ سَمِعْتُ هِشامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقانِ عَلَى غَيْرِ ما أَقْرَؤُها، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقْرَأَنِيها فَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ حَتَّى انْصَرَفَ، ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدائِهِ فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يا رَسُولَ اللهِ إِنِّي سَمِعْتُ هذا يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقانِ عَلَى غَيْرِ ما أَقْرَأْتَنِيها. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اقْرَأْ". فَقَرَأَ القِراءَةَ التِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "هَكَذا أُنْزِلَتْ". ثُمَّ قَالَ لِي: "اقْرَأْ". فَقَرَأْتُ فَقَالَ: "هَكَذا أُنْزِلَتْ". ثُمَّ قَالَ: "إِنَّ هذا القُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فاقْرَءُوا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ"(1).

1476 -

حَدَّثَنا محَمَّد بْن يَحْيَى بْنِ فارِسٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّزّاقِ، أَخْبَرَنا مَعْمَرٌ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِىُّ إِنَّما هذِه الأَحْرُفُ فِي الأَمْرِ الواحِدِ لَيْسَ تَخْتَلِفُ فِي حَلالٍ وَلا حَرامٍ (2).

1477 -

حَدَّثَنا أَبُو الوَلِيدِ الطَّيالِسِيُّ، حَدَّثَنا هَمّامُ بْن يَحْيَى عَنْ قَتادَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ، عَنْ سُلَيْمانَ بْنِ صُرَدٍ الخُزاعِيِّ، عَنْ أُبَي بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يا أُبَي إِنِّي أُقْرِئْتُ القُرْآنَ فَقِيلَ لِي عَلَى حَرْفٍ أَوْ حَرْفَيْنِ فَقَالَ المَلَكُ الذِي مَعِي قُلْ عَلَى حَرْفَيْنِ. قُلْتُ: عَلَى حَرْفَيْنِ. فَقِيلَ لِي عَلَى حَرْفَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ. فَقَالَ المَلَكُ الذِي مَعِي: قُلْ عَلَى ثَلاثَةٍ. قُلْتُ: عَلَى ثَلاثَةٍ. حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ ثُمَّ قَالَ لَيْسَ مِنْها إِلَّا شافٍ كافٍ إِنْ قُلْتَ: سَمِيعًا عَلِيمًا عَزِيزًا حَكِيمًا ما لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذابٍ بِرَحْمَةٍ أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذابٍ"(3).

1478 -

حَدَّثَنا ابن المُثَنَّى، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْن جَعْفَرٍ، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ

(1) رواه البخاري (4992)، ومسلم (818).

(2)

رواه مسلم بإثر حديث رقم (819).

(3)

رواه أحمد 5/ 124. ورواه بنحوه مسلم (820).

ص: 202

مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُبَي بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ عِنْدَ أَضاةِ بَنِي غِفارٍ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ اللهَ عز وجل يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ أُمَّتَكَ عَلَى حَرْفٍ. قَالَ: "أَسْأَلُ اللهَ مُعافاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ إِنَّ أُمَّتِي لا تُطِيقُ ذَلِكَ". ثُمَّ أَتَاهُ ثانِيَةً فَذَكَرَ نَحْوَ هذا حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، قَالَ: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُقْرِئَ أُمَّتَكَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَأَيُّما حَرْفٍ قَرَءُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أَصَابُوا (1).

* * *

باب أنزل القرآن على سبعة أحرف

[1475]

(حدثنا) عبد الله بن مسلمة (2)(القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير) بن العوام (عن عبد الرحمن بن عبد) بالتنوين (القاريِّ) بتشديد الياء (3) نسبة إلى القارة، يقال: ولد على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان عامل عمر بن الخطاب (قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام) بكسر الحاء المهملة وفتح (4) الزاي بن خويلد القرشي، عاش ستين في الجاهلية وستين في الإسلام (يقرأ سورة الفرقان) في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (على غير ما أقرؤها، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقرأنيها) فيه فضل تعلم القرآن وتعليمه، وأن الإمام يلقن كتاب (5) الله تعالى أو آيات (6) منه.

(1) رواه مسلم (821).

(2)

في (م): سل.

(3)

في (م): الفاء.

(4)

من (ر).

(5)

في (م): كلام.

(6)

في (م): باب.

ص: 203

(فكدت أن) فيه استعمال "أن" في خبر "كاد" كقول الشاعر:

قد كاد من طول (1) البلى أن يمحصا (2)

وهي لغة الأكثر، وهي لغة القرآن، حذفها كقوله تعالى:{وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} (3)، وهي في رواية مسلم (4) دون البخاري (5)(أعجل) بفتح الهمزة والجيم (عليه) أي أثب عليه وآخذ برأسه من شدة الغضب لتغيير كتاب الله تعالى.

(ثم أمهلته حتى انصرف) توضحه رواية مسلم: فتصبرت حتى سلم (6). يعني: من صلاته (ثم لببته) بتشديد الباء الأولى وتخفيفها والتخفيف أقرب كما قال المنذري.

(بردائي)[بالمد والهمز](7) ولمسلم والبخاري (8): بردائه. وهو أقرب إلى المعنى، ويحتمل أن يكون كان على عاتق عمر رداء خفيف فطرحه وجذبه به مع الرداء الذي على هشام [جميعًا لشدة غضبه](9)، ويحتمل غير ذلك، يقال: لبَبْت (10) الرجل، ولبَّبْتُه إذا جعلت في عنقه ثوبًا أو

(1) في (ر): هول.

(2)

انظر: "الصحاح"(كود).

(3)

البقرة: 71.

(4)

"صحيح مسلم"(818/ 270).

(5)

"صحيح البخاري"(2419). وهي رواية البخاري أيضًا.

(6)

"صحيح مسلم"(818/ 271)، و"صحيح البخاري"(4992).

(7)

و (8) من (ر).

(9)

من (ر).

(10)

من (م).

ص: 204

غيره وجررته به، وأخذت بتلبيب] (1) فلان إذا جمعت عليه ثوبه الذي في عنقه أو يلبسه وجبذته تجره به، وسمي بذلك لأنه يقبض على اللبة بفتح اللام، وهو موضع النحر، وفي الحديث أنه صلى في ثوب (2) واحد متلببًا به (3) (4) متحزمًا به عند صدره (5) يقال: تلبب بثوبه إذا جمعه عليه.

وكل هذا يدل على تشددهم في أمر القرآن، وبيان ما كانوا عليه من الذب عن القرآن والمحافظة على ما قرءوه وسمعوه من غير عدول عنه، وإن كان ما سمعوه يجوز في العربية، وفيه رد على من تسامح في القراءة المروية عن ابن مسعود أو بالفارسية أو العجمية إذا لم يحسن كما ذهب إليه أبو حنيفة (6).

(فجئت به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله إني سمعت هذا (7) يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها) زاد مسلم: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (8): "أرسله".

قال عياض: أمره بارساله (9) يحتمل معنيين إما لأنه لا يستحق عنده

(1) من (ر).

(2)

في (م): يوم.

(3)

في (م): برداء.

(4)

أخرجه ابن ماجه (1051)، وابن أبي شيبة في "مصنفه"(3206).

(5)

في (م): صاره.

(6)

انظر: "المبسوط" 1/ 37.

(7)

من (ر)، و"سنن أبي داود".

(8)

زاد في (م): به فأمره.

(9)

في (م): بأن سالم.

ص: 205

أن يفعل ذلك به (1) فأمره بإطلاقه حتى يسمع منه ما ادعاه عليه، أو ليرسله ليزول عنه ذلك التلبب، وشغل البال (2)(3) وذعر صولة عمر ليتمكن من القراءة على النبي ساكن الحواس (4) طيب النفس، وفيه دليل على فضيلة هشام وكثرة حلمه إذ لم ينزعج لذلك ولا خاصم عمر [بل صبر](5) لما فعله به تأدبًا معه وانقيادًا للخير.

(فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا هشام (اقرأ، فقرأ القراءة التي سمعته يقرؤها فقال) له (6)(رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هكذا أنزلت) فيه تجويز قراءته وتصويبها وإزالة ما يعتقده عمر رضي الله عنه (ثم قال لي (7): اقرأ) أمره بالقراءة لئلا يكون الخطأ أو الغلط.

(فقرأت فقال: هكذا أنزلت) صوب قراءته أيضًا (8) كما صوب قراءة هشام، ثم بين عليه السلام سبب تصويب قراءتهما وكيفية نزولها بهذا الاختلاف بقوله:

(ثم قال: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف) تيسيرًا على الأمة في تلاوته، قال عياض: وهذا كله يدل على أن هشامًا يخالف عمر في جميع حروف السورة، وإنما خالفه في بعضها كما (9) أن السبعة

(1) من (ر).

(2)

في (م): البار.

(3)

"إكمال المعلم" 3/ 186.

(4)

في (م): الحاس.

(5)

و (6) و (7) ليست في (ر).

(8)

من (ر).

(9)

من (ر).

ص: 206

الأحرف ليست في جميع الكلمات، وإنما هي في بعض القرآن لا في جميعه.

قال العلماء: سبب إنزاله على سبعة التخفيف والتسهيل، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"هون على أمتي"(1) واختلف في معنى قوله: "سبعة أحرف"، فقيل: هو حصر للعدد وهو الأكثر، وقيل: هو توسعة وتسهيل لم يقصد (2) به الحصر، واختلفوا في تعيين هذِه السبعة فقيل: هي سبعة في المعاني كالوعد والوعيد، والمحكم والمتشابه، والحلال والحرام، والقصص والأمثال، والأمر والنهي.

وقال آخرون: هي في صورة التلاوة، وكيفية النطق بكلماتها من إدغام وإظهار، وتفخيم وترقيق، وإمالة ومد؛ لأن العرب كانت مختلفة اللغات في هذِه الوجوه، فيسر الله عليهم ليقرأ كل إنسان بما يوافق لغته و [يسهل على] (3) لسانه (فاقرؤوا ما تيسر منه) يعني: في الصلاة، وقيل: ما تيسر منه فيما بعد الفاتحة.

[1476]

(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد (بن فارس) بن ذؤيب الذهلي، شيخ البخاري في مواضع.

(حدثنا عبد الرزاق، أنا معمر قال: قال الزهري: إنما هذِه الأحرف) السبعة (في الأمر الواحد ليس تختلف)(4) هي (في (5) حلال ولا حرام) ولا

(1) أخرجه مسلم (820)، وأحمد 5/ 127.

(2)

في (م): يتصدر.

(3)

في (م): تسهيل.

(4)

من "سنن أبي داود". وجاءت في غير موضعها في (ر)، و (م).

(5)

سقط من (ر).

ص: 207

أمر ولا نهي، ولا وعد ولا وعيد، بل هي منحصرة (1) في الألفاظ والحروف، ثم (2) اختلف هؤلاء فقيل: هي سبع قراءات وأوجه.

قال أبو عبيد: سبع لغات للعرب (3) يمنها ومعدها، وهي أفصح اللغات وأعلاها، وقيل: بل السبعة كلها لمضر [وقالوا: هذِه اللغات مفترقة](4) في القرآن غير مجتمعة في كلمة واحدة، [وقيل: تجتمع في كلمة واحدة في قوله: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} (5) و {يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} (6) و {بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} (7) و {بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} (8) وقيل: غير ذلك] (9).

[1477]

(حدثنا أبو الوليد) هشام بن عبد الملك (الطيالسي، ثنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن يحيى بن يعمر)(10) بضم الميم وفتحها غير منصرف (عن سليمان بن صرد) بضم الصاد (11) وفتح الراء المهملتين (الخزاعي، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا أبي) بضم الياء المشددة بلا تنوين على النداء.

(1) في (م): مختصرة.

(2)

في (ر): فيه.

(3)

"غريب الحديث" لأبي عبيد 2/ 642.

(4)

في (م): كلها وهي معرفة.

(5)

المائدة: 60.

(6)

يوسف: 12.

(7)

سبأ: 19.

(8)

الأعراف: 165.

(9)

من (ر)، وانظر:"شرح النووي على مسلم" 6/ 99 - 100.

(10)

في (ر): معمر.

(11)

في (م): الهاء.

ص: 208

(إني) بكسر الهمزة (أقرئت) بضم الهمزة وكسر الراء ثم همزة ساكنة (القرآن) الظاهر أنه قرأ على جبريل لما رواه الطحاوي عن أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف .. (1)(فقيل لي) أي: قال جبريل: اقرأ (على حرف أو حرفين، فقال)[لي (الملك الذي معي)](2) أي: قال له ميكائيل، وفي رواية الطحاوي: فقال ميكائيل: استزده. ففي هذا دلالة على أن الملك الذي كان معه ميكائيل.

([قل على حرفين] (3). قلت: على حرفين) كأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطلب تيسير القراءة على أمته بكثرة الحروف الجائزة لما روى مسلم: "إني أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرت فرددت إليه أن هون على أمتي"(4). وللنسائي عن أبي في حديث: "إن جبريل وميكائيل عليهما السلام أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف. قال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف فكل حرفٍ شافٍ كافٍ"(5).

(فقيل لي) أي: قال لي جبريل (على حرفين أو ثلاثة) أحرف؟ (فقال الملك) بفتح اللام (الذي معي) أي على يساري وهو ميكائيل (قل على ثلاثة) أحرف [(قلت) بلى (على ثلاثة) أحرف](6) فلم أزل أستزيده

(1)"مشكل الآثار"(3118).

(2)

من (ر).

(3)

في (ر): قال على حرف.

(4)

سبق تخريجه.

(5)

"المجتبى" 2/ 154.

(6)

من (ر).

ص: 209

(حتى بلغ سبعة أحرف) فيه أن السبعة والسبعين تستعمل (1) مبالغة في الكثرة، ولهذا تكرر ذكرها في الكتاب والسنة (ثم قال) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:(ليس منها) أي من الأحرف السبعة بدليل رواية النسائي المتقدمة "كل حرف منها"(إلا) وهو. [قال: "ليس منها إلا شاف كافٍ" هو من قول الملك](2).

(شاف) أي: للأبدان والقلوب والنفوس، فهو شفاء للأبدان من السقم لما فيه من البركة لما روي في الحديث:"من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله"(3) وهو شفاء للقلوب لما فيه من الهدى من الضلالة، وشفاء لتبيين (4) الفرائض والأحكام الشرعية.

(كاف) عما سواه لقوله تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} (5)، وقيل: كاف من كل سوء ومكروه، واستدل به بعض القراء على جواز الوقف على الوقف الكافي (إن قلت: سميعًا عليمًا) فهو شافٍ كافٍ، أو قلت: كان الله (عزيزًا حكيمًا) فيشبه أن يكون من الأحرف، أو [قال: التقدير] (6) إن قلت: سميعًا عليمًا، أو قلت: عزيزًا حكيمًا. وهو نظير ما حكاه أبو الحسن: أعطه درهمًا درهمين ثلاثة، وخرج على إضمار "أو" وحكى القرطبي عن القاضي أبي الطيب: إذا ثبتت

(1) سقط من (ر).

(2)

من (ر).

(3)

"تفسير القرطبي" 10/ 315 - 316.

(4)

في (ر): بسبب.

(5)

الأنعام: 38.

(6)

في (ر): فالتقدير.

ص: 210

هذِه الرواية - يريد حديث أبي هذا - حمل على أن هذا كان لا مطلقًا بل في وقت خاص، ثم نسخ (1) فلا يجوز للناس أن يبدلوا أسماء (2) الله تعالى في موضع بغيره مما يوافق معناه أو يخالفه (3).

وقد يستدل بهذا الحديث من قال: المراد بسبعة أحرف في الحديث خواتيم الآي، فيجعل مكان "غفور رحيم" "سميع بصير" قال عياض: وهذا فاسد للإجماع على منع تغيير القرآن للناس (4).

قال الطحاوي: وإنما كانت السبعة الأحرف للناس بعجزهم عن أخذ (5) القرآن على غير لغتهم (6)؛ لأنهم كانوا أميين لا يكتب إلا القليل منهم، فلما كان يشق على كل ذي لغة أن يتحول إلى غيرها من اللغات ولما (7) رام ذلك لم يتهيأ له إلا بمشقة عظيمة، فوسع لهم في اختلاف الألفاظ إذا كان المعنى متفقًا، وكانوا كذلك حتى كثر من كتب منهم وعادت لغاتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقرؤوا بذلك على حفظ ألفاظه فلم يسعهم حينئذٍ أن يقرؤوا بغيرها (8).

(ما لم تختم) وفي رواية الطحاوي: "إلا أن يخلط"(9) (آية عذاب

(1) في (ر): يبيح.

(2)

في (ر): كلام.

(3)

"الجامع لأحكام القرآن" 1/ 43.

(4)

من (ر)، وانظر:"إكمال المعلم" 3/ 191، "شرح النووي على مسلم" 6/ 100.

(5)

في (ر): عجز.

(6)

"شرح مشكل الآثار" 8/ 125.

(7)

من (ر).

(8)

ورد في حاشية (م) من هنا سقط نحو ورقة والله أعلم.

(9)

"شرح مشكل الآثار"(3118).

ص: 211

برحمة) أي: بآية رحمة كقوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)} (1)، فهذِه آية عذاب لا تختم بغفور رحيم، كما روي عن الأعرابي أنه أنكر لما اشتبهت الآية على من يقرئه (2)، (أو) يختم (آية رحمة بعذاب) أي: بآية عذاب كقوله: {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39)} (3) فلا يختم بذكر عذاب أو عقوبة ولا بقوله: عزيز حكيم كما تقدم.

[1478]

(ثنا) محمد (ابن المثنى، ثنا محمد بن جعفر) غندر (ثنا شعبة، عن الحكم) بن عتيبة (عن مجاهد، عن) عبد الرحمن (ابن أبي ليلى، عن أبي بن كعب: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده أضاة) بفتح الهمزة وتخفيف الضاد المعجمة مقصور، وهي الماء المستنقع كالغدير، وجمعه أضا، كحصاة وحصا، ويجوز إضاة بكسر الهمزة والمد كإكام جمع أكم، وأصل أضاة أضوة فغيرت، قاله ابن الأنباري.

(بني غفار) ابن مليك بن ضمرة بن بكر بن عبد مناف (أتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ) بفتح التاء والراء والهمزة (أمتك) بالرفع فاعل، وللنسائي:"أن تقرئ"(4) بضم التاء وكسر الراء "أمتك" بالنصب على المفعول، أي: يقرئ النبي أمته. زاد مسلم والنسائي: "القرآن"(5). (على حرف) واحد.

(1) المائدة: 38.

(2)

انظر: "تفسير السمعاني" 2/ 36 - 37.

(3)

المائدة: 39.

(4)

"المجتبى" 2/ 152.

(5)

"صحيح مسلم"(821)، و"المجتبى" كما سبق.

ص: 212

(فقال: أسأل الله معافاته) هو مفاعلة من العفو، وهو أن يعفو الله عنهم بعدم المؤاخذة لما يقع منهم (ومغفرته) فالعفو أن يسقط عنهم العقاب، والمغفرة أن يستر عنه ذنبه ومعصيته صونًا له عن عذاب التخجيل (1) والفضيحة، وبهذا فرق الرازي بين العفو والمغفرة ثم قال: كأن العبد يقول: أطلب منك العفو فإذا عفوت عني فاستره علي (2).

(إن أمتي لا تطيق ذلك) ويشق عليهم القراءة على حرف واحد (3)، ولم يحصل لهم ذلك إلا بمشقة عظيمة، فوسع لهم في اختلاف الألفاظ.

(ثم أتاه) جبريل مرة (ثانية) إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك على حرفين (فذكر له نحو) بالنصب (هذا) ثم لم يزل يستزيده (حتى بلغ سبعة أحرف) ثم (قال) جبريل (إن الله يأمرك أن تقرأ) بفتح التاء والراء أيضًا (أمتك) فاعل، تقرأ القرآن (على سبعة أحرف) روى الترمذي عن أُبَيّ قال:"لقي رسول الله جبريل فقال: "يا جبريل إني بعثت إلى أمة أمية منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية، والرجل لا يقرأ كتابًا قط". فقال: يا محمد إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، ثم قال: حديث حسن صحيح (4). وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولًا ذكرها أبو حاتم محمد بن [حبان البستي](5) أصحها.

قال القرطبي: وعليه أكثر أهل العلم أن المراد سبعة أوجه من

(1) في (ر): التعجيل. والمثبت من "تفسير الرازي".

(2)

"تفسير الرازي" 3/ 124.

(3)

زاد في (ر): كلمتان غير مقروءتين، والكلام يستقيم بدونهما ولعله ضرب عليهما.

(4)

"جامع الترمذي"(2944).

(5)

في (ر): حيان السني. والمثبت من "الجامع لأحكام القرآن".

ص: 213

المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو: أقبل وهلم وتعال (1).

(فأيما) برفع الياء على الابتداء (حرف) مجرور بالإضافة وما زائدة (قرؤوا عليه) أي: قرأ عليه أحد من أمتك (فقد أصابوا) قال النووي: معناه: لا تتجاوز أمتك سبعة أحرف، ولهم الخيار في السبعة، ويجب عليهم نقل السبعة إلى من بعدهم، وإعلامهم بالتخيير فيها، وأنها لا تتجاوز (2).

(1)"الجامع لأحكام القرآن" 1/ 42.

(2)

"شرح النووي على مسلم" 6/ 104.

ص: 214