الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
26 - باب فِي الاسْتِغْفَارِ
1514 -
حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عُثْمانُ بْنُ واقِدٍ العُمَرِيُّ، عَنْ أَبِي نُصَيْرَةَ، عَنْ مَوْلًى لأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ما أَصَرَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ وَإِنْ عَادَ فِي اليَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً"(1).
1515 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمانُ بْنُ حَرْبٍ وَمُسَدَّدٌ قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ عَنْ ثابِتٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنِ الأَغَرِّ المُزَنِيِّ - قَالَ مُسَدَّدٌ فِي حَدِيثِهِ: وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهُ لَيُغانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ"(2).
1516 -
حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، عَنْ نافِعٍ، عَنِ ابن عُمَرَ قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي المَجْلِسِ الواحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ: "رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوّابُ الرَّحِيمُ"(3).
1517 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الشَّنِّيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ مُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ بِلالَ بْنَ يَسارِ بْنِ زَيْدٍ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُنِيهِ عَنْ جَدِّي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللهَ الذِي لا إله إلَّا هُوَ الحَي القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ غُفِرَ لَهُ وَإِنْ كانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ"(4).
(1) رواه الترمذي (3559)، والبزار 1/ 205، وأبو يعلى 1/ 124 (137).
وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود"(5004).
(2)
رواه مسلم (2702).
(3)
رواه الترمذي (3434)، وابن ماجه (3814)، وأحمد 2/ 21، والنسائي في "الكبرى"(9932).
وصححه الألباني في "الصحيحة"(556).
(4)
رواه الترمذي (3577)، والطبراني 5/ 89 (4670)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 1/ 128.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1358).
1518 -
حَدَّثَنَا هِشامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا الحَكَمُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَدَّثَهُ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفارَ جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ"(1).
1519 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوارِثِ ح، وحَدَّثَنا زِيادُ بْن أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا إِسْماعِيلُ - المَعْنَى - عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ: سَأَلَ قَتَادَة أَنَسًا أي دَعْوَةٍ كَانَ يَدْعُو بِها رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ قَالَ: كَانَ أَكْثَرُ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِها: "اللَّهُمَّ رَبَّنا آتِنَا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذابَ النَّارِ".
وَزادَ زِيادٌ: وَكَانَ أَنَسٌ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدَعْوَةٍ دَعَا بِهَا وَإِذَا أَرادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدُعاءٍ دَعا بِها فِيها (2).
1520 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خالِدٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا ابن وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ صادِقًا بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَداءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِراشِهِ"(3).
1521 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوانَةَ، عَنْ عُثْمانَ بْنِ المُغِيرَةِ الثَّقَفِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الأَسَدِيِّ، عَنْ أَسْماءَ بْنِ الحَكَمِ الفَزارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: كُنْتُ رَجُلًا إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا نَفَعَنِي اللهُ مِنْهُ بِمَا شاءَ أَنْ يَنْفَعَنِي وَإِذَا حَدَّثَنِي أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ فَإِذَا حَلَفَ لِي صَدَّقْتُهُ قَالَ: وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "ما مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللهَ إلَّا غَفَرَ اللهُ لَهُ". ثُمَّ قَرَأَ
(1) رواه ابن ماجه (3819)، وأحمد 1/ 248، والنسائي (10290).
وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع"(5471).
(2)
رواه البخاري (6389)، ومسلم (2690).
(3)
رواه مسلم (1909).
هذِه الآيَةَ {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ (1).
1522 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ المُقْرِئُ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيُّ، عَنِ الصُّنَابحِيِّ عَنْ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِهِ وقَالَ:"يا مُعاذُ والله إِنِّي لأُحِبُّكَ والله إِنِّي لأُحِبُّكَ". فَقَالَ: "أُوصِيكَ يا مُعاذُ لا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبادَتِكَ". وَأَوْصَى بِذَلِكَ مُعاذٌ الصُّنَابحِيَّ وَأَوْصَى بِهِ الصُّنَابِحِيُّ أَبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ (2).
1523 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ المُرادِيُّ، حَدَّثَنَا ابن وَهْبٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ حُنَيْنَ بْنَ أَبِي حَكِيمٍ حَدَّثَهُ، عَنْ عُلَي بْنِ رَباحٍ اللَّخْمِيِّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عامِرٍ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقْرَأَ بِالمُعَوِّذاتِ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ (3).
1524 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ السَّدُوسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو داوُدَ، عَنْ إِسْرائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يَدْعُوَ ثَلاثًا وَيَسْتَغْفِرَ ثَلاثًا (4).
(1) رواه الترمذي (406)، وابن ماجه (1395)، وأحمد 1/ 2، والنسائي في "الكبرى"(11078).
وصححه الألباني في "صحيح الجامع"(5738).
(2)
رواه النسائي 3/ 53، وأحمد 5/ 244، والبخاري في "الأدب المفرد"(690)، وعبد بن حميد (120).
وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد"(534).
(3)
رواه الترمذي (2903)، والنسائي 3/ 68، وأحمد 4/ 155.
وصححه الألباني في "المشكاة"(969).
(4)
رواه أحمد 1/ 397، والطيالسي (325)، النسائي في "الكبرى"(10291).
وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع"(4584).
1525 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ داوُدَ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ هِلالِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ، عَنِ ابن جَعْفَرٍ عَنْ أَسْماءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلا أُعَلِّمُكِ كَلِماتٍ تَقُولِينَهُنَّ عِنْدَ الكَرْبِ أَوْ فِي الكَرْبِ اللهُ اللهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا". قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هذا هِلالٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ وابْنُ جَعْفَرٍ هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ (1).
1526 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ عَنْ ثابِتٍ وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ وَسَعِيدٍ الجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي عُثْمانَ النَّهْدِيِّ أَنَّ أَبا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَلَمّا دَنَوْا مِنَ المَدِينَةِ كَبَّرَ النَّاسُ وَرَفَعُوا أَصْواتَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَيُّها النَّاسُ إِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غائِبًا إِنَّ الذِي تَدْعُونَهُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَعْناقِ رِكَابِكُمْ". ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يا أَبا مُوسَى أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ". فَقُلْتُ: وَما هُوَ؟ قَالَ: "لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلَّا باللهِ"(2).
1527 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ يَتَصَعَّدُونَ فِي ثَنِيَّةٍ فَجَعَلَ رَجُلٌ كُلَّما عَلَا الثَّنِيَّةَ نادى لا إله إلَّا اللهُ والله أَكْبَرُ. فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّكُمْ لا تُنادُونَ أَصَمَّ وَلا غائِبًا". ثُمَّ قَالَ: "يا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ". فَذَكَرَ مَعْناهُ (3).
1528 -
حَدَّثَنَا أَبُو صالِحٍ مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنا أَبُو إِسْحَاقَ الفَزارِيُّ، عَنْ عاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى بِهَذَا الحَدِيثِ وقَالَ: فِيهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "يا أَيُّها النّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ"(4).
(1) رواه ابن ماجه (3882)، وأحمد 6/ 369، والنسائي في "الكبرى"(10483).
وحسنه الألباني في "صحيح الجامع"(2623).
(2)
رواه البخاري (6384)، ومسلم (2704).
(3)
السابق.
(4)
رواه البخاري (2992)، ومسلم (2704/ 44).
1529 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رافِعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الحُسَيْنِ زَيْدُ بْنُ الحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ الإِسْكَنْدَرانِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو هانِئٍ الخَوْلَانِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَلِيٍّ الجَنْبِيَّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ قَالَ رَضِيتُ باللهِ رَبًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ"(1).
1530 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمان بْنُ دَاوُدَ العَتَكِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْماعِيل بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ العَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ صَلَّى عَلي واحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ عَشْرًا"(2).
1531 -
حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بْن عَلِيٍّ الجُعْفِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جابِرٍ عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعانِيِّ عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَأَكْثِرُوا عَلي مِنَ الصَّلاةِ فِيهِ فَإِنَّ صَلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَي". قَالَ: فَقَالُوا: يا رَسُولَ اللهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ قَالَ: يَقُولُونَ بَلِيتَ. قَالَ: "إِنَّ اللهَ تبارك وتعالى حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَجْسادَ الأَنْبِياءِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ"(3).
* * *
باب في الاستغفار
[1514]
(حدثنا) عبد الله بن محمد (النفيلي) نسبة إلى جده (ثنا مخلد
(1) رواه ابن حبان (863)، والحاكم 1/ 518.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"(1368)، وهو عند مسلم (1884) بلفظ:"من رضي".
(2)
رواه مسلم (408).
(3)
سبق برقم (1047).
ابن يزيد) القرشي مولاهم الحراني، أخرج له [البخاري (حدثنا](1) عثمان بن واقد) بالقاف وهو ابن محمد (العمري) بضم العين المهملة (2) وفتح الميم، وثقه ابن معين (3)(عن أبي نصيرة) بضم النون وفتح الصاد المهملة وسكون المثناة تحت، اسمه مسلم بن عبيد الواسطي (4) (عن مولى لأبي بكر الصديق رضي الله عنه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أصر) على (5) ذنب، قال في "النهاية": أصر على الشيء يصر إصرارًا إذا لزمه وداومه وثبت عليه، وأكثر ما يستعمل في الشر والذنوب.
(من استغفر) قال: من أتبع الذنب بالاستغفار فليس بمصر عليه وإن تكرر منه (6)(7).
قال ابن فورك: الإصرار الإلمام على الشيء بالعقد عليه من جهة العزم على فعله، والإصرار على الذَّنْبَ يقتضي التوبة منه، ولهذا ندب الاستغفار عقب الذنب وإلا (8) وجبت التوبة منه.
قال الزركشي وغيره: والإصرار الحكم وهو العزم على الفعل بعد
(1) في (ر): خ م.
(2)
من (م).
(3)
"تاريخ ابن معين" برواية الدارمي ص 171.
(4)
من (ر).
(5)
في (ر): في.
(6)
من (ر).
(7)
النهاية" (صرر).
(8)
في (ر): و.
فراغه منه كإصرار على الفعل وتكريره، و [أهل المراد](1) الإصرار على نوع واحدٍ من الصغائر، سواء (2) كانت من نوع واحد (3) أو أنواع؟ فيه تردد للأصحاب.
قال الرافعي: والثاني يوافق قول الجمهور: من غلبت معاصيه طاعته كان مردود الشهادة (4). (وإن عاد) إلى الذنب (في اليوم) لفظ الترمذي: "ولو فعله في اليوم"(سبعين مرة) يراد بها الكثرة دون حصر العدد.
[1515]
(حدثنا سليمان بن حرب ومسدد قالا (5): ثنا حماد) بن زيد، (عن (6) ثابت) بن أسلم البناني البصري.
(عن أبي بردة) عامر بن أبي موسى (7) الأشعري، قال:[واسم أبي موسى](8) عبد الله بن قيس (عن الأغر) بفتح الهمزة والغين المعجمة، عداده في أهل الكوفة (المزني) وقيل: هو ابن يسار الجهني صحابي، ليس له في الكتب الستة سوى هذا الحديث (قال مسدد في حديثه: وكان له صحبة) رضي الله عنه[وكذا قال مسلم](9).
(قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه ليغان) بالغين المعجمة، أي: يغطى
(1) في (م): هذا.
(2)
من (ر).
(3)
من (ر).
(4)
"كفاية الأخيار" 1/ 566.
(5)
سقط من (ر).
(6)
في (ر): بن.
(7)
في (م): عوف.
(8)
في (م): أنا موسى بن.
(9)
من (ر).
ويلبس (على قلبي) والغين التغطية، [ومنه يقال للغيم الغين؛ لأنه يغطي] (1) ولا يُظن أن أحدًا قال: إن قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم تأثر بسبب ذنب وقع منه بغين أو رين أو طبع أو غشاوة؛ فإن من جوز (2) الصغائر على الأنبياء عليهم السلام لم يقل أنها إذا (3) وقعت منهم أثرت في قلوبهم كما تؤثر الذنوب في قلوب العصاة، بل مغفور لهم ومكرمون عند ربهم، وغير مؤاخذين بشيء من ذلك (4)، فثبت بهذا أن ذلك الغين ليس هو بسبب ذنب [صدر منه](5) صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن اختلفوا في ذلك الغين فقالت طائفة: إنه (6) عبارة عن فترات وغفلات عن الذكر الذي كان دأبه فكان يستغفر من تلك الفترات. وقيل: كان ذلك لما يشغله من النظر في أمور أمته ومصالحهم، ومحاربة عدوه عن (7) عظيم مقامه، وكان يرى أن ذلك وإن كان من أعظم الطاعات وأفضل الأعمال في حقنا نزول (8) في علو درجته ورفعة (9) مقامه فيستغفر ربه من ذلك، وقيل: كان ذلك حال خشية وإعظام لله تعالى والاستغفار الذي صار منه لم يكن لأجل
(1) تكرر في (م).
(2)
في (م): قال من جواز.
(3)
من (ر).
(4)
في (ر): هذا.
(5)
من (ر).
(6)
في (ر): إن كان.
(7)
في (م): من.
(8)
في (م): يرون.
(9)
في (ر): رفع.
ذلك الغين، بل للقيام بالعبادة، ألا ترى قوله في الحديث:"إنه ليغان على قلبي"(وإني لأستغفر الله) تعالى [فأخبر بأمرين مستأنفين](1) ليس أحدهما معلقًا [على الآخر](2)، وقال بعض أرباب (3) الإشارات: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان دائم الترقي (4) في المقامات سريع التنقل في المنازلات، وكان إذا ترقى [من مقام إلى](5) مقام آخر اطلع على المنتقل منه وظهر له أنه نقص بالنسبة إلى المنتقل إليه، فكان يستغفر الله من الأول ويتوب منه كما جاء في الحديث، وقد أشار الجنيد إلى هذا بقوله: حسنات الأبرار سيئات المقربين، [والله أعلم](6).
(في كل يوم) وليلة (مائة مرة) يحتمل أن تكون هذِه المائة (7) مفرقة في اليوم والليلة، ويحتمل أن يأتي بها في وقت السحر مجتمعة (8)؛ لأن الله تعالى أثنى على المستغفرين بالأسحار.
[1516]
(حدثنا الحسن بن علي) الحلواني (حدثنا أبو أسامة) حماد بن سلمة الكوفي.
(عن مالك بن مغول) بكسر الميم وسكون الغين المعجمة، الكوفي
(1) في (م): فأخبرنا مرتين متتابعين.
(2)
في (ر): بالآخر.
(3)
في (م): الرواة.
(4)
في (م): البر.
(5)
في (م): في.
(6)
سقط من (ر).
(7)
من (ر).
(8)
من (ر).
(عن محمد بن سوقة) بضم المهملة الغنوي الكوفي العابد (عن نافع) مولى ابن عمر (عن ابن عمر قال: إن) بكسر الهمزة وسكون النون وهي المخففة من الثقيلة (كنا لنعُد) بفتح اللام وهذا (1) هو الأكثر أن لا يلي "أن" المخففة من الثقيلة إلا الفعل الماضي الناسخ نحو قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً} (2)(لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المجلس (3) الواحد مائة مرة) في مجلس أو مجالس (رب اغفر لي وتب عليَّ) قيل: المراد بسؤال المغفرة والتوبة الدوام والاستمرار (4) عليهما، [لا أن] (5) له ذنبا كما في قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} (6) فهم موصوفون بالإيمان وتحصيل الحاصل محال، بل المراد داوموا على الإيمان، وقيل: المراد تعليم أمته لتكرر سؤال المغفرة والتوبة (إنك أنت التواب الرحيم) وعند الترمذي (7) والنسائي (8) وابن ماجه (9): "إنك أنت التواب الغفور اغفر لي وارحمني وتب عليَّ إنك أنت التواب الغفور" ولفظ رواية المصنف أقرب (10) إلى لفظ القرآن: {وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ
(1) من (ر).
(2)
البقرة: 143.
(3)
في (ر): اليوم.
(4)
في (ر): الاستغفار.
(5)
في (ر): لأن.
(6)
البقرة: 104.
(7)
"سنن الترمذي"(3434).
(8)
"السنن الكبرى" للنسائي (10292).
(9)
"سنن ابن ماجه"(3814).
(10)
في (م): اقرار.
الرَّحِيمُ} (1).
[1517]
(حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حفص بن عمر بن مرة الشني) بفتح الشين المعجمة وتشديد النون، وهو لغة والشني نسبة إلى شن بن أفصى بن عبد القيس بطن منهم جماعة كثيرة قال (حدثني أبي) وهو (عمر) بضم المهملة وفتح الميم وهو (بن مرة) الشني ذكره ابن حبان في "الثقات"(2).
(قال: سمعت هلال)[هكذا وقع لأبي داود هلال بن يسار بالهاء، وقال البخاري (3): بلال](4)(بن يسار) بفتح المثناة تحت [وتخفيف السين المهملة (بن زيد) وزيد (مولى) هو مولى (رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال) هلال](5).
(سمعت أبي) وهو يسار (يحدثنيه، عن جدي) زيد بن بولا (أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول) هكذا وقع السند للمصنف، ووقع في كتاب الترمذي [وغيره وقال الترمذي: غريب] (6) لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قال المنذري: وفي بعض نسخ أبي داود وبلال بن يسار بالباء الموحدة، قال: وقد أشار الناس إلى الخلاف فيه، وذكره البغوي في
(1) البقرة: 128.
(2)
"الثقات" 8/ 445.
(3)
"التاريخ الكبير" 2/ 108.
(4)
من (ر).
(5)
سقط من (ر).
(6)
من (ر).
"معجم الصحابة" بالباء وقال: لا أعلم لزيد مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غير هذا الحديث، وذكر أن كنيته أبو يسار بالياء آخر الحروف وسين مهملة، وأنه سكن المدينة، وذكره البخاري في "تاريخه الكبير" أيضًا بالباء وذكر أن بلالًا سمع من أبيه يسار، وأن يسارًا سمع من أبيه زيد (1).
(من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو) المستثنى [وضع في موضع](2) رفع بدلًا من موضع (لا إله)؛ لأن موضعه رفع بالابتداء ولو كان موضع (3) المستثنى نصبًا (4) لكان إلا إياه (الحي) بدل من هو أو خبر بعد (5) خبر، و (6) لا يجوز أن يكون صفة لهو؛ لأن هو مضمر لا يوصف، ويجوز نصب (الحي) على أنه بدل من (الله) الذي هو منصوب بـ (أستغفر).
قال أبو حيان في قوله تعالى: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ} يجوز أن يرفع (الحي) على أنه بدل من (الله) قال: وأجود الوجوه الرفع على الوصف، قال: ويدل عليه قراءة من قرأ الحيَّ القيومَ بالنصب فقطع (7) على إضمار أمدح، فلو لم يكن وصفًا لما جاز فيه القطع، قال: ولا يقال في هذا
(1)"مختصر سنن أبي داود" 2/ 151.
(2)
من (ر).
(3)
في (م): مع.
(4)
من (ر).
(5)
في (م): من.
(6)
في (ر): في.
(7)
في (ر): بقطع.
الوجه الفصل بين الموصوف وصفته بالخبر؛ لأن ذلك جائز حسن تقول: زيد قائم العاقل.
(القيوم) على وزن فيعول، أصله قيوم اجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت فيها الياء، قال قتادة: هو القائم بتدبير خلقه، وقال الحسن (1): هو القائم على كل نفسٍ بما كسبت. وقال الزمخشري: الدائم القيام بتدبير الخلق وحفظه (2).
(وأتوب إليه غفر له)[أي: غفر الله له ذنوبه](3).
(وإن كان قد فر من الزحف) أي: فر من الجهاد ولقاء العدو في الحرب والزحف، الجيش [يزحفون إلى] (4) العدو أي: يمشون، يقال: زحف إليه زحفًا إذا مشى خلفه.
[1518]
(حدثنا هشام بن عمار)(5) السلمي المقرئ، خطيب دمشق وعالمها شيخ البخاري.
(حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الحكم بن مصعب) الدمشقي صويلح (6)(حدثنا محمد بن علي بن عبد الله بن عباس) الهاشمي أبو الخليفتين السفاح والمنصور، [روى عن جده مرسلًا، وعن أبيه](7)
(1) في (م): الجوهري.
(2)
"الكشاف" 1/ 300، "البحر المحيط" 2/ 287.
(3)
سقط من (ر).
(4)
في (م): من حصور.
(5)
في (م): عباد.
(6)
"الكاشف" للذهبي (1190).
(7)
من (ر).
ولد بالحميمة من بلاد البلقاء، والحميمة بضم المهملة مصغر (1) أخرج له مسلم.
(عن أبيه) علي بن عبد الله بن عباس، ولما انتقل إلى الشام اعتزل مدينة أذرح ونزل الحميمة وبنى بها قصرًا، أخرج له مسلم والأربعة (أنه حدثه عن) أبيه عبد الله (ابن عباس رضي الله عنهما أنه حدثه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لزم الاستغفار) أي: داوم عليه وأكثر منه (جعل الله تعالى له من كل ضيقٍ)(2) أي: من كل ما يضيق به (3) صدره من الأمور الشاقة على النفس، ويحتمل أن يراد بالضيق الهم.
(مخرجًا) يعني: منه (ومن كل همٍّ فرجًا) كما يقال: فرج الله غمك (ورزقه من حيث لا يحتسب) أي: لا يدري، [قال المنذري] (4) في هذا الحديث: رواه النسائي وابن ماجه والبيهقي (5) من رواية الحكم (6) بن مصعب (7). وقال الحاكم: صحيح الإسناد (8).
[1519]
(حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث. وحدثنا) أيضًا (زياد بن
(1) في (م): به قرأ.
(2)
زاد في (م): مخرجا.
(3)
سقط من (ر).
(4)
سقط من (ر).
(5)
"السنن الكبرى" 3/ 490.
(6)
من (ر).
(7)
"مختصر سنن أبي داود" 2/ 152.
(8)
"مستدرك الحاكم" 4/ 262.
أيوب) الطوسي شيخ البخاري [في باب: إتيان اليهود النبي صلى الله عليه وسلم](1)(ثنا إسماعيل) ابن علية (المعنى، عن عبد العزيز بن صهيب قال: سأل قتادة أنسًا: أي) بالرفع مبتدأ (دعوة كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر. قال) أنس (2)(كان أكثر دعوة يدعو بها) إنما كان يدعو بهذِه دون غيرها؛ لأنها جمعت خير الدنيا والآخرة، وفيه دليل على عظم فضيلة الدعاء بهذِه الدعوة.
(اللهم (3) آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة) اختلفوا في تأويل الحسنتين على أقوال عديدة، فروى علي بن أبي طالب أن الحسنة في الدنيا هي المرأة الحسناء وفي الآخرة الحور العين، (وقنا عذاب النار) المرأة السوء (4).
وقال قتادة: حسنة الدنيا العافية في الصحة وكفاف المال. وقال الحسن: حسنة الدنيا العلم والعبادة.
قال القرطبي: والذي عليه أكثر أهل العلم أن المراد بالحسنتين نعيم (5) الدنيا والآخرة، وهذا هو الصحيح؛ فإن اللفظ يقتضي هذا كله فإن "حسنة" نكرة (6) في سياق الدعاء (7) فتعم فهو محتمل لكل حسنة
(1) من (ر).
(2)
سقط من (ر).
(3)
زاد في (ر): ربنا.
(4)
أورده القرطبي في "الجامع" 2/ 432. ثم قال: وهذا فيه بُعد ولا يصح عن علي.
(5)
في (م): تعميم.
(6)
ليست في (م).
(7)
في (ر، م): النكرة. والمثبت من "الجامع لأحكام القرآن".
من الحسنات (1).
(وزاد زياد) بن أيوب في روايته فقال: (وكان أنس) بن مالك (إذا أراد أن يدعو) بفتح الواو (بدعاءٍ) لفظ مسلم: يدعو بدعوة (2)(دعا بها) قبل دعوته [(وإذا أراد أن يدعو بدعاء) كبير (دعا بها فيها) يعني: واحدة، رواية: فيه. الدعاء مذكر وأعاد الضمير مؤنث](3)؛ لأن الدعاء في معنى دعوات، وفي رواية مسلم: دعا به فيه فأتى به على الأصل.
[1520]
(حدثنا أبو خالد الرملي، حدثنا ابن وهب، حدثنا عبد الرحمن بن شريح) بضم الشين المعجمة، أبو شريح المعافري الإسكندراني.
[عن أبي أمامة (4). المحفوظ في هذا الإسناد عن ابن وهب، عن عبد الرحمن [عن ابن أبي](5) أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، عن جده، وكذا ورد في "موطأ ابن وهب"، وذكره مسلم (6) والنسائي (7) من حديث ابن وهب كذلك] (8).
(عن أبي أمامة) أسعد (بن سهل بن حنيف [عن أبيه) سهل بن
(1)"الجامع لأحكام القرآن" 2/ 432 - 433.
(2)
"صحيح مسلم"(2690).
(3)
من (ر).
(4)
ليست في الأصول الخطية والصواب إثباتها.
(5)
ساقطة من الأصول.
(6)
"صحيح مسلم"(199)(157).
(7)
"المجتبى" 6/ 36.
(8)
من (ر).
حنيف] (1) رضي الله عنه.
(قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من سأل الله تعالى الشهادة صادقًا) حال من فاعل سأل، وفي رواية مسلم:"سأل الله (2) الشهادة بصدق"(3)، والجار والمجرور أيضًا في موضع نصب على الحال كقوله تعالى:{نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} (4) أي: محقًّا، وخرج زيد بسلاحه، أي: متسلحًا، أو المراد بالصدق هنا صدق العزيمة على الجهاد؛ كقوله في السؤال:[أسأل الله](5) أن يرزقني الشهادة وهو عازم بالجزم على إن وقع القتال قاتلت ولم أبال فهذِه العزيمة [فلا تقع في نفسه وهي عزيمة صادقة جازمة، وقد يكون في عزيمة وقوع ميل وتردد وضعف في العزيمة](6) يضاد الصدق في العزيمة فكأن الصدق ها هنا عبارة عن التمام والقوة كما يقال: (7) لفلان شهوة صادقة، ويقال: هذا المريض شهوته كاذبة فهي (8) لم تكن عن سبب ثابت قوي، والصادق هو الذي تصادق عزيمته في الخيرات كلها قوية تامة ليس فيها ضعف ولا تردد، بل يسخر الشدائد (9) بالعزم
(1) من (ر).
(2)
من (ر).
(3)
في (م): الصادق.
(4)
آل عمران: 2.
(5)
في (م): إن شاء الله.
(6)
سقط من (ر).
(7)
زاد في (م): فادن.
(8)
في (م): لهم.
(9)
في (ر): نفسه أبدًا.
الحازم على الخيرات، ويحتمل أن يراد بالسؤال بالصدق والصدق في النية وهو أن لا يكون له (1) باعث في حركاته وسكناته في الجهاد إلا الله تعالى؛ فإن مازجه (2) شوب من طلب شهوة أو إظهار فروسية أو غير ذلك من حظوظ النفس بطل صدق النية وصاحبه يجوز أن يسمى كاذبًا كما في حديث الشهادة (3)، يقال لمن قال (4): قاتلت فيك حتى استشهدت: كذبت، إنما قاتلت لأن يقال هو جريء. فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار (5).
(بلغه الله تعالى منازل الشهداء) الرفيعة في الجنة بنيته الصادقة (وإن مات) في بيته (على فراشه) وفي لفظ مسلم والحاكم: "من طلب الشهادة صادقًا أعطيها ولو لم تصبه"(6). وفي الحديث استحباب طلب الشهادة في سبيل الله، وفيه الحث على الصدق والإخلاص في النية، وفيه أنه يحصل ثواب الشهادة بالنية الصادقة وإن لم يعمل، وفيه استحباب النية الصادقة على أفعال الخير كأن يقول: إن رزقني الله مالًا تصدقت بجميعه أو شطره وإن أعطاني الله مالا (7) عدلت فيها ولم أعص الله تعالى بظلم أو ميل إلى الخلق فهذِه العزيمة قد تكون صادقة
(1) سقط من (ر).
(2)
في (م): رماحه.
(3)
في (م): الثلاثة.
(4)
سقط من (ر).
(5)
أخرجه مسلم (1905) من حديث أبي هريرة.
(6)
أخرجه مسلم (1908) من حديث أنس بن مالك.
(7)
من (ر).
جازمة، وقد يكون فيها ميل وضعف وتردد يضاد الصدق، ويحمل على هذا السؤال سؤال ثعلبة بن حاطب الأنصاري حين عاهد الله لئن آتاه من فضله مالًا (1) ليصدقن به (2) وليكونن من الصالحين بأعمالهم من صلة الرحم والصدقة (3) على الفقراء، ولما علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
[1521]
(حدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة) الوضاح بن (4) عبد الله ليس في الكتب الستة [ممن عرف بكنيته](5) أبو عوانة غيره.
(عن عثمان بن المغيرة الثقفي) وثقوه (6)(عن علي بن ربيعة) الوالبي (الأسدي) الكوفي.
(عن أسماء (7) بن الحكم الفزاري) وثقه العجلي (8)، قال الترمذي في آخر هذا الحديث: لا نعرف لأسماء بن الحكم إلا هذا الحديث (9). (قال: سمعت عليًّا رضي الله عنه يقول: كنت رجلًا إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثًا (10) نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني)
(1) من (ر).
(2)
من (ر).
(3)
في (م): النفقة.
(4)
من (ر).
(5)
من (ر).
(6)
"تهذيب الكمال" 19/ 498، 499.
(7)
في (م): النعمان.
(8)
"معرفة الثقات" للعجلي 1/ 223.
(9)
"جامع الترمذي" 2/ 259.
(10)
سقطت من (ر، م)، وأثبتها من متن "السنن".
فيه أنه لا يستطيع أحد من المخلوقين أن ينتفع بشيء من كتاب الله تعالى ولا سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم إلا إذا شاء (1) الله تعالى نفعه (2) ولو اجتهد في ذلك جد الاجتهاد فالعباد كلهم ملك لله تعالى والمملوك لا يتصرف في علومه ولا في شيء من علومه إلا بمشيئة الله وإرادته، ويدل عليه قوله تعالى:{وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} (3).
والمراد بالعلم في الآية المعلوم؛ لأن علم الله الذي هو صفة ذاته لا تنتقص كما جاء في قصة موسى والخضر: "ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور"(4).
(وإذا حدثني (5) أحد من أصحابه) (6) عنه بحديث ([استحلفته) أي: طلبت] (7) منه أن يحلف لي (8) يمينًا بالله تعالى أنه حدثه به، وهذا الاستحلاف ليس هو لتكذيبه ولا شكًّا في قوله؛ إذ الصحابة كلهم عدول مرضيون، وإنما هذا الاستحلاف تأكيد لما حدثه به، وليكون أوقع في قلبه وأبلغ نفعًا (فإذا حلف لي) على ذلك (صدقته) لأنه
(1) في (ر): سأل.
(2)
من (ر).
(3)
البقرة: 255.
(4)
أخرجه البخاري (3401)، ومسلم (2380) من حديث أبي بن كعب. وفيه:"فقال الخضر. ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر". وهذا لفظ مسلم.
(5)
في (م): أخذ مني.
(6)
في (م): الصحابة.
(7)
في (م): استحلف أي: طلب.
(8)
في (م): له.
عارف قبل أن يحلف أنه صادق، وهذِه (1) صفة من صفات المؤمن وهي تصديق من حلف له وإن كان يعتقد خلافه، وهذا من حسن الظن بالمسلم.
(قال: وحدثني أبو بكر) الصديق رضي الله عنه (وصدق أبو بكر) لأنه الصديق ولم يستحلفه حياءً من أبي بكر وتعظيمًا لعلوِّ شأنه أن يستحلفه على ما أخبر به، وفيه دليل على تعظيم علي لأبي بكر وتوقيره وتفضيله على من سواه من الصحابة رضي الله عنهم.
(قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ما من عبدٍ) نكرة في معرض النفي فتعم كل من فعل (2) ما ذكر من المؤمنين إلا أن ذكر العبد دون غيره مشعر بأن تكون هيئة (3) المستغفر كما سيأتي التذلل والتواضع (4) والخضوع؛ لأن العبد من قولهم: طريق معبد إذا كان مذللا للسالكين [لكن لفظ الترمذي (5): "ما من رجل"](6)(يذنب ذنبًا) إطلاق الذنب يقتضي شمول الذنوب (7) الكبائر والصغائر إذا تاب منها بشروطه، ولفظ الترمذي:"يذنب ذنبًا فيقوم (8) فيتطهر"(فيحسن)
(1) في (ر): هي.
(2)
في (ر): بعد.
(3)
في (م): هذا.
(4)
من (ر).
(5)
"سنن الترمذي"(406).
(6)
من (ر).
(7)
سقط من (ر).
(8)
لفظ الترمذي: ثم يقوم.
بالرفع (الطهور) بضم الطاء اسم لفعل التطهر وأما (1) بالفتح (2) اسم لما يتطهر به، هذا هو الذي عليه الأكثر، والمراد بإحسان الطهور أن يأتي بسننه وآدابه وما به كماله، وقد يؤخذ من قوله بعد التطهر (3):(فيقوم) أن الأفضل في التطهر [الذي هو](4) الوضوء أو التيمم الذي بدله الجلوس (ثم يقوم فيصلي ركعتين).
وذكر جماعة من أصحابنا [هاتين الركعتين](5) في الصلوات المستحبات المخصوصات وسموها صلاة التوبة، وقد خص البيهقي في روايته هذا الحديث بأن تكون هذِه الصلاة في الصحراء، فإنه روى عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما أذنب عبد ذنبًا فتوضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى برازٍ من الأرض فصلى فيه ركعتين واستغفر الله تعالى من ذلك الذنب إلا غفر الله له (6) ذلك الذنب". ورواه مرسلًا، قال في "النهاية": البراز بالفتح اسم للفضاء الواسع (7).
(ثم يستغفر الله) تعالى، زاد البيهقي (8) وأحمد (9):"من ذلك الذنب"
(1) في (م): في إنما.
(2)
زاد في (م): هو.
(3)
في (م): الطهر.
(4)
في (م): وهذا.
(5)
سقط من (ر).
(6)
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(7081) من حديث الحسن مرسلًا.
(7)
"النهاية"(برز).
(8)
"شعب الإيمان"(7079).
(9)
"المسند" 1/ 8.
(إلا غفر الله تعالى له) وفي الحديث دليل على استحباب هذِه الصلاة لمن وقع في ذنبٍ واستعظمه (1)، وعلى فضيلة الوضوء وإحسانه والصلاة (2) والاستغفار، وفيه تفسير للآية الآتية ([ثم قرأ هذِه الآية])(3) وهي {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ} (4) ظرف للزمن الماضي، أي: حين {ظَلَمُوْا أَنْفُسَهُمْ} بارتكاب المعاصي والذنوب، وسياق الحديث يدل على أن هذِه الآية عامة في كل من أذنب ذنبًا سواء كان منافقًا أو غيره، وأكثر المفسرين يخصونها بالمنافقين، وهو ما دل عليه سياق الآية.
والصحيح أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب هنا ({وَالَّذِينَ}) عطف على الذين في قوله {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ} (5)، [والتقدير أعدت للمتقين والتائبين](6) وظاهر هذا الحديث يدل على أن هذا الحديث سبب لنزول هذِه الآية وهو ظاهر ({إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً}) الفاحشة (7) تطلق على كل معصية، وقد كثر (8) اختصاصها بالنساء (9) بالزنا {أَوْ} بمعنى الواو [التي هي للجمع](10) وهو قول الكوفيين والأخفش والجرمي،
(1) في (ر): واستعمله.
(2)
و (3) سقط من (ر).
(4)
النساء: 64.
(5)
آل عمران: 133 - 134.
(6)
من (ر).
(7)
من (ر).
(8)
في (م): أكثر.
(9)
سقط من (ر).
(10)
من (ر).
واحتجوا بقول توبة:
وقد زعمت ليلى بأني فاجر
…
لنفسي تقاها أو عليها فجورها (1)
({ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ}) بارتكاب أي ذنبٍ كان مما يؤاخذون به، وقيل: الفاحشة: الزنا، وظلم النفس: ما دونه من القبلة واللمسة ونحوهما، وقيل: الفاحشة: الكبيرة، وظلم النفس: الصغيرة.
(إلى آخر الآية) وفي "مسند أحمد": وقرأ هاتين الآيتين: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ} (2){وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} (3). [في الحديث تفسير الآية](4).
[1522]
(حدثنا عبيد) الله (بن عمر بن ميسرة) القواريري (5) الحافظ روى مائة ألف حديث (حدثنا عبد الله بن يزيد) أبو عبد الرحمن (المقرئ) حافظ مكة.
(حدثنا حيوة بن شريح قال: حدثني عقبة بن مسلم) التجيبي إمام جامع مصر وشيخهم ثقة.
(حدثني أبو عبد الرحمن) عبد الله بن يزيد (6)(الحبلي) بضم الحاء المهملة و (7) الباء الموحدة، وتشديد اللام، قال ابن السمعاني: هو
(1) انظر: "مغني اللبيب" 1/ 88 - 89.
(2)
النساء: 110.
(3)
آل عمران: 135.
(4)
من (ر).
(5)
سقط من (ر).
(6)
في (ر): زيد.
(7)
زاد في (ر): فتح.
من بني الحبلي حي من الأنصار من اليمن (1).
أورد ذلك ابن الأثير في "مختصره" وقال: إنما هو منسوب إلى بطن من المعافر، وهو (2) أيضًا من اليمن (3). وأبو عبد الرحمن هذا من كبار تابعي أهل مصر (عن) أبي عبد الله (4) عبد الرحمن بن عسيلة (الصنابحي) بضم الصاد المهملة، وتخفيف النون منسوب إلى صنابح ابن زاهر بن عامر، قال الكلبي: يقال: إنه بطن (5).
قال ابن دريد: اشتقاقه به إن كانت [النون زائدة](6) من الصبح وهو الصحيح. وهو تابعي [جليل قدم المدينة من اليمن بعد وفاة رسول الله بخمسة أيام وشهد](7) مصر.
(عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيده) فيه أخذ الكبير بيد الصغير تأنيسًا له وتلطفًا به، ويكون كلامه أوقع في نفس السامع.
(وقال: يا معاذ، والله إني لأحبك) فيه الحلف بالله من غير مستحلف تقوية للكلام.
(والله إني لأحبك) فيه دليل على استحباب [إعلام من يحبه بأنه يحبه؛
(1)"الأنساب" 2/ 169.
(2)
في (ر): ذلك.
(3)
"النهاية"(عفر).
(4)
سقط من (ر).
(5)
في (ر): طيء.
(6)
في (م): أمده من.
(7)
من (ر).
لأنه إذا أعلمه بذلك كان سببًا لمحبته أيضًا لمن يحبه إن لم يكن يحبه، وإن] (1) كان يحبه فيزداد حبه (2) له بالطبع لا محالة، فلا يزال الحب متزايدًا بين المحبين وذلك (3) مطلوب بالشرع، ورواه ابن السني (4) وابن حبان (5) بزيادة لفظ: لقيني النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأخذ بيدي وقال: "يا معاذ إني أحبك في الله" قال معاذ: قلت: وأنا أحبك والله يا رسول الله، أحبك في الله.
وروى النسائي وابن حبان في "صحيحه"، واللفظ للنسائي عن أنس رضي الله عنه قال: كنت جالسًا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال رجل من القوم: يا نبي الله، والله إني لأحب هذا الرجل، فقال:"هل أعلمته ذلك؟ " قال: لا. قال: "قم فأعلمه". [فقام فأعلمه](6) فقام إليه فقال: يا هذا والله إني لأحبك. قال: أحبك الله الذي أحببتني له (7).
وقال رجل لمحمد بن واسع: إني أحبك، فقال: أحبك الله الذي أحببتني له، ثم حوَّل وجهه وقال: اللهم إني أعوذ بك أن أحب فيك وأنت لي مبغض.
(1) من (ر).
(2)
في (ر): محبة.
(3)
في (م): ذكر.
(4)
"عمل اليوم والليلة"(199).
(5)
"صحيح ابن حبان"(2020، 2021) وليس فيه الزيادة المذكورة وانما هي عند أحمد 5/ 247، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1831).
(6)
سقط من (ر).
(7)
أخرجه النسائي في "السنن الكبرى"(10010)، وابن حبان في "صحيحه"(571).
(فقال: أوصيك (1) يا معاذ لا تدعن (2) في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك) فيه استحباب هذا الذكر بعد السلام من الصلاة، أي: صلاة كانت فريضة أو نافلة وإن كانت الفريضة آكد (و) على (شكرك) أي: على (3) كمال شكرك؛ إذ لا يتمكن منه إلا بتوفيق الله وإعانته وشرح صدره [وتنوير بصيرته](4) بحيث يطلعه الله تعالى من (5) كل شيء على حكمته وسر الله المخبون (6) في خليقته، فمن لم ينكشف له ذلك لم يفهم حقيقة الشكر، فعليه (7) باتباع السنة وحدود (8) الشرع فتحها [الله. إن](9) الشكر وهو يحتاج إلى علم وعملٍ، والعلم أن يعلم أن النعم كلها من الله تعالى المنفرد بجميعها والوسائط مسخرون مقهورون، والعمل أن يستعمل نعم الله تعالى في محابه لا في معاصيه فالعين (10) مثلًا نعمة فشكرها أن يستعملها في مطالعة كتاب الله تعالى وكتب العلم، ومطالعة السماوات والأرض ليعتبر بها ويعظم خالقها، وأن يغض بصره عن كل عورة يراها من المسلمين، وكذا الأذن
(1) من (ر).
(2)
في (ر): تدع.
(3)
من (ر).
(4)
سقط من (ر).
(5)
في (ر): على.
(6)
الخبن: التقليص. والمقصود بالمخبون: أي المطوي: بحيث لا يُرى.
(7)
في (ر): فعليك.
(8)
في (ر): قد رد.
(9)
في (ر): أسرار.
(10)
من (ر).
يستعملها في سماع الذكر وما ينفعه في الآخرة، ويعرض عن الإصغاء بها إلى الفضول، وكذا اللسان في ذكر الله وشكره دون الشكوى، فمن سئل (1) فشكا فهو عاصٍ بلسانه؛ لأنه شكا ملك الملوك (2) إلى عبد ذليل لا يقدر على شيء إلا بإرادة الله تعالى وعلى هذا يحتاج في الشكر (3) إلى سؤال الإعانة من الله تعالى وإلا فلا.
(وحسن عبادتك) وهو أن يحافظ على سنن (4) العبادة الظاهرة وأذكارها وتسبيحاتها حتى يأتي فيها بجميع السنن والآداب والهيئات، فهذِه الأشياء مع الإخلاص والصدق في العبادة لا تحصل إلا بمعونة الله تعالى (وأوصى) بها (5)(معاذ) بن جبل إلى [أبي عبد الله](6) عبد الرحمن (الصنابحي، وأوصى) بذلك (الصنابحيُّ أبا عبد الرحمن) الحبلي [وأوصى بذلك الحبلي عقبة بن مسلم، وأوصى عقبة حيوة بن شريح، وهلم جرا، والصنابحي منسوب إلى صنابح بن زاهر بطن من مراد وهو تابعي روى عن أبي بكر وعمر بن الخطاب وغيرهما، فأما الصنابح بن الأعسر فهو أحمسي له صحبة معدود في أهل الكوفة وهو أسم له لا نسب](7).
(1) في (ر): سأل.
(2)
من (ر).
(3)
في (م): الشكوى.
(4)
في (م): ستر.
(5)
من (ر).
(6)
سقط من (ر).
(7)
من (ر).
[1523]
(حدثنا محمد بن سلمة) بفتح السين واللام (المرادي، حدثنا ابن وهب، عن الليث بن سعد أن حنين) بضم الحاء المهملة وفتح النون الأولى (بن أبي حكيم) قال الذهبي: والمحفوظ أنه عبد الله بن حنين، ورواية النسائي: حنين بن أبي حكيم كالمصنف (حدثه عن علي بن رباح) بن قصير (اللخمي) أخرج له مسلم والأربعة.
(عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أن أقرأ بالمعوذات) بكسر الواو، ورواية النسائي: أن أقرأ المعوذات بحذف الباء (دبر) بضم الدال والباء الصلوات المكتوبات الخمس.
فيه استحباب قراءتهما بعد التسليم من (كل صلاة) مكتوبة؛ لأنهما هنا (1) لم يتعوذ متعوذ (2) بمثلهما، فإذا تعوذ المصلي بهما خلف صلاة كان في حراستهما بالله تعالى إلى أن تأتي صلاة أخرى.
[1524]
(حدثنا أحمد)(3) بن عبد الله (بن علي بن سويد) بن منجوف (السدوسي) بفتح السين وضم الدال نسبةً إلى سدوس بن شيبان بن ذهل شيخ البخاري وغيره.
(حدثنا أبو داود) سليمان بن داود الطيالسي (4)(عن إسرائيل) بن يونس (عن أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله (5) السبيعي، (عن عمرو بن ميمون،
(1) سقط من (ر).
(2)
سقط من (ر).
(3)
زاد في (م): بن علي.
(4)
"المسند"(325).
(5)
في (ر): عبيد الله.
عن عبد الله) بن عمر (1) وابن مسعود رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعجبه أن يدعو) بفتح الواو دون ألف بعد الواو، وإنما ذكرته لأني رأيته في بعض النسخ المعتمدة، فلا يعتبر (2) به فإنه سبق قلم.
الله تعالى (ثلاثًا) وهذا من آداب الدعاء أن يلح في الدعاء ويكرره ثلاثًا فأكثر، ومن استعماله في الدعاء ما رواه البخاري عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي بكر:"يغفر الله لك" ثلاثًا (3). ولمسلم: لما دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على سعد يعوده بمكة (4) قال: "اللهم (5) اشف سعدًا" ثلاث مرات (6). ومن الزيادة على الثلاث الحديث المتفق عليه (7) أن جرير بن عبد الله لما كسر ذا الخلصة التي كان يقال لها: الكعبة اليمانية. فبرَّك النبي صلى الله عليه وآله وسلم على [خيل أحمس](8) ورجالها خمس مرات (9). وروى الترمذي وابن حبان عن جابر قال: استغفر لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة البعير خمسًا وعشرين مرة (10).
(1) كذا في (ر، م)، والمحفوظ عن عبد الله بن مسعود فقط.
(2)
في (م): يغتر.
(3)
"صحيح البخاري"(3661).
(4)
سقط من (ر).
(5)
سقط من (ر).
(6)
"صحيح مسلم"(1628)(8).
(7)
في (م): على.
(8)
في (ر): حقل خمس.
(9)
"صحيح البخاري"(3020)، "صحيح مسلم"(2476).
(10)
"سنن الترمذي"(3852)، "صحيح ابن حبان"(7142).
فيحمل قوله (ويستغفر) الله (ثلاثًا) على أنه أقل العدد. وللبخاري في كتاب العلم عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا حتى تُفهم عنه، وإذا أتى على قومٍ [فسلم عليهم، سلم](1) عليهم ثلاثًا (2).
[1525]
(حدثنا مسدد، حدثنا عبد الله بن داود الخريبي (3) عن عبد العزيز بن عمر) بن عبد العزيز (عن هلال) مولى عمر (عن عمر بن عبد العزيز، عن) عبد الله (ابن جعفر) بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي.
(عن) أمه (أسماء بنت عميس) بن (4) معد أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المهاجرات إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب فولدت له هنالك عبد الله هذا ومحمدًا وعونًا، ثم هاجرت إلى المدينة، فلما قتل جعفر تزوجها أبو بكر الصديق فولدت له محمدًا ثم مات عنها وتزوجها علي رضي الله عنه، فولدت له يحيى.
قالت: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أعلمك كلمات تقولهن عند الكرب أو في الكرب) بفتح الكاف وهو الذي يشق على الآدمي وأصله الغم الذي يأخذ النفس (5): (الله الله) بالرفع فيها
(1) في (ر): يسلم.
(2)
"صحيح البخاري"(95).
(3)
من (ر).
(4)
في (م): عن.
(5)
في (ر): باليقين.
للتأكيد (ربي لا أشرك به) أي: بعبادته (شيئًا)(1) يحتمل أن يراد: ولا أشرك بسؤاله أحدا غيره (2) كما قال تعالى: {إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا} (3)، وهذا الحديث من أدعية الكرب، فينبغي الاعتناء به (4) والإكثار منه عند الكرب والأمور العظيمة، وينبغي أن يضاف إليه الحديث [الذي ذكره البخاري في التوحيد، ومسلم في الدعاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم](5)، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم" (6) (7) وينبغي إذا أتى بذكر حديث الباب يكرره ثلاث مرات؛ لأن الطبراني أخرجه في (8) "كتاب الدعاء" بلفظ: فليقل: "الله ربي ولا أشرك به شيئًا"، وزاد: وكان ذلك آخر كلام عمر بن عبد العزيز عند الموت (9).
(قال المصنف: هذا (10) هلال مولى عمر بن عبد العزيز وابن (11)
(1) زاد في (ر): أخرجه النسائي مسندًا ومرسلًا، عن عمر بن عبد العزيز وعبد الله.
(2)
من (ر).
(3)
الجن: 20.
(4)
و (5) سقط من (ر).
(6)
"صحيح البخاري"(6346)، و"صحيح مسلم"(2730).
(7)
زاد في (ر): متفق عليه.
(8)
في (م): من.
(9)
االدعاء" (1025).
(10)
سقط من (ر).
(11)
في (م): أبي.
جعفر هو عبد الله بن جعفر) بن أبي (1) طالب كما تقدم.
[1526]
(حدثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي (ثنا حماد) بن سلمة (عن ثابت) بن أسلم البناني (وعلي بن زيد وسعيد) بن إياس (الجريري) بضم الجيم.
(عن أبي عثمان) عبد الرحمن (2) بن مل (النهدي (3)، أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سفر) وللبخاري: في عقبة أو ثنية (4)(فلما) رجعوا من عسفان و (دنوا من المدينة) وللبخاري في الجهاد من حديث أبي موسى: كنا إذا أشرفنا على وادٍ هللنا وكبرنا (5) ارتفعت أصواتنا (6)(كبر الناس)(7)، وللبخاري في الجهاد أيضًا: كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا (8). وبعده: كان إذا قفل من الحج أو العمرة - ولا أعلمه قال إلا: الغزو - كلما أوفى على (9) ثنية أو فدفد (10) كبر ثلاثًا (11).
(1) من (ر).
(2)
من (ر).
(3)
في (ر): الفهري.
(4)
"صحيح البخاري"(6409).
(5)
في (م): ولهلنا.
(6)
"صحيح البخاري"(2992).
(7)
في (ر): ثلاثًا.
(8)
"صحيح البخاري"(2992).
(9)
في (م): عاد.
(10)
في (م): ثنية.
(11)
"صحيح البخاري"(2995).
قال المهلب: تكبيره عند إشرافه على الجبال استشعارًا لكبرياء لله عز وجل، وأنه أكبر وأعلى (1) من كل شيء، وأما تسبيحه في (2) بطون الأودية فهو مستنبط من قصة يونس وتسبيحه في بطن الحوت (3).
(فرفعوا أصواتهم) بالتكبير (فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا (4) أيها الناس) "اربعوا على أنفسكم"[كما سيأتي](5)(إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا) نهاهم لأنهم رفعوا أصواتهم كما يرفع صوته من كان دعاؤه لأصم أو غائب (6)، تعالى الله وتقدس عن ذلك، ثم (7) قال:(إن الذي [تدعونه) سميعًا] (8) قريبًا وهو معكم، ثم مثل لهم مثالًا فيما يحسونه ويدركونه (بينكم وبين أعناق (9) ركابكم) [وهي رواحلكم] (10) وفي رواية لمسلم:"والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق (11) راحلة أحدكم"(12). فهذِه معية (13) قرب (14) بالاطلاع والمشاهدة لا بالمكان والزمان.
(1) من (ر).
(2)
في (م): من.
(3)
"شرح صحيح البخاري" لابن بطال 5/ 153.
(4)
و (5) سقط من (ر).
(6)
في الأصول: غائبا. والجادة المثبت.
(7)
من (ر).
(8)
في (م): تدعون يسمعنا.
(9)
و (10) من (ر).
(11)
في (ر): عين.
(12)
"صحيح مسلم"(2704)(46).
(13)
في (ر): معينة.
(14)
في (م): قيد.
[(ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم](1): يا أبا موسى) فيه نداء الرجل بكنيته إكرامًا له (ألا)[بتخفيف اللام للتنبيه فدل على تحقيق ما بعدها؛ لأنها مركبة من الهمزة ولا، وهمزة ألا استفهام إذا دخلت على النفي أفادت التحقيق](2) كقوله: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ} (3)(أدلك على كنز من كنوز الجنة) كالكنز (4) في كونه شيئًا (5) نفيسًا مدخرًا مكتومًا (6) عن أعين الناس، وقيل: لا حول ولا قوة إلا بالله استسلام وتفويض إلى الله تعالى، ومعناه: لا حيلة [في دفع شر ولا قوة في](7) تحصيل خير إلا بالله تعالى.
قال العلماء: وسبب تسميتها بالكنز أنه يدخر له في الجنة من الثواب والأجر النفيس ما يحصل له به من الفرح والسرور ما لم (8) يحصل لمن وجد كنز المال في الدنيا (فقلت (9): وما هو؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله) ويعبر عن هذِه الكلمة بالحوقلة (10) والحولقة، وبالأول جزم
(1) في (ر): قوله.
(2)
في (م): التخفف.
(3)
القيامة: 40.
(4)
في (م): كالكنية.
(5)
من (ر).
(6)
في (ر): مكنونًا.
(7)
من "شرح مسلم" للنووي 4/ 87.
(8)
سقط من (ر).
(9)
في (ر): قال.
(10)
"تهذيب اللغة" 5/ 242.
الأزهري (1) والجمهور، وبالثاني الجوهري (2)(3)، فعلى الأول الحاء والواو (4) من الحول والقاف من القوة واللام من الله، وعلى الثاني: الحاء والواو واللام من الحول والقاف من القوة.
[1527]
(حدثنا مسدد، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سليمان، عن أبي عثمان) النهدي.
(عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم يتصعدون) بتشديد العين، أي: يعلون (في ثنية) وهي العقبة كما في رواية (فجعل رجل) منهم (كلما علا الثنية نادى (5): لا إله إلا الله والله أكبر) وللبخاري: فلما علا عليها رجل (6) نادى فرفع صوته: لا إله إلا الله والله أكبر، قال: و (7) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بغلته فقال: "إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا"، ثم قال:"يا أبا موسى - أو يا عبد الله ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة. ."(8) الحديث.
فإن قيل: لا إله إلا الله أفضل من لا حول ولا قوة إلا بالله فَلِمَا (9) قال
(1) في (م): بالحولقة.
(2)
"الصحاح" 4/ 1464.
(3)
في (م): الأزهري.
(4)
في (م): القاف.
(5)
في (م): يقول.
(6)
من (ر).
(7)
من (ر).
(8)
"صحيح البخاري"(6409).
(9)
من (ر).
لهذا الرجل الذي رفع صوته بلا إله إلا الله: "ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله". أجاب الطبري (1) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان معلمًا لأمته، وكان لا يراهم على حالةٍ من الخير إلا أحب لهم الزيادة عليها، فأحب للذي رفع صوته بكلمة الإخلاص والتوحيد أن يردفها بالتبري من الحول والقوة لله تعالى وإلقاء القدرة (2) عليه، فيكون قد جمع مع التوحيد الإيمان بالقدر.
([قال نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنكم لا تنادون أصم] (3) ولا غائبًا) حتى ترفعوا أصواتكم، بل تنادون [من هو](4) سميع قريب، وهو معكم بالعلم والإحاطة ([ثم قال: يا عبد الله بن قيس] (5) فذكر معناه) أي: معنى ما تقدم دون لفظه.
[1528]
حدثنا أبو صالح [محبوب بن موسى) الأنطاكي (ثنا](6) أبو إسحاق) (7) إبراهيم بن محمد بن الحارث (الفزاري) بفتح الفاء وتخفيف الزاي كذا (8) ضبطه السمعاني (9) وقال: نسبة إلى فزارة [بن ذبيان](10)
(1) في النسخ: الطبراني. والمثبت من "شرح البخاري" لابن بطال 10/ 139.
(2)
في (م): القادرة.
(3)
في (ر): ثم قال يا عبد الله بن قيس.
(4)
من (ر).
(5)
سقط من (ر).
(6)
في (ر): عبد الغفار بن داود الحراني، روى عنه البخاري في آخر البيوع وغزوة حنين قال.
(7)
زاد في (م): بن.
(8)
في (م): الزاي لكن.
(9)
"الأنساب" 4/ 380.
(10)
في (م): بلاد بيان. وليست في "الأنساب".
قبيلة كبيرة من قيس (1) عيلان (عن عاصم) بن سليمان الأحول (عن أبي عثمان) النهدي.
([عن أبي موسى) الأشعري (بهذا الحديث) المذكور (وقال فيه) زيادة (فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا أيها الناس] (2) اربعوا) بكسر الهمزة وسكون الراء المهملة، وفتح الباء الموحدة، [ومعناه: ارفقوا (على أنفسكم) ولا تبالغوا في رفع الصوت] (3).
قال ابن السكيت (4): يقال: ربع الرجل يربع إذا وقف وتحبس (5)(6)، وفي حديث شريح: حدث المرأة حديثين فإن أبت فأربع (7). يقول: حدثها حديثين، فإن أبت فأمسك واقتصر ولا تتعب نفسك ويضرب مثلًا للبليد. وقيل: فأربع أي: كرر القول لها أربع مرات.
[1529]
(حدثنا [محمد بن رافع، ثنا أبو الحسين] (8) زيد بن الحباب) بضم الحاء المهملة وتخفيف الباء الأولى العكلي (9) الخراساني، أخرج له مسلم والأربعة.
(1) في (م): قريش.
(2)
سقط من (ر). وذكرها بعد ذلك.
(3)
سقط من (ر).
(4)
في (م): السكن.
(5)
"إصلاح المنطق" ص 190.
(6)
زاد في (ر): عن السير أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه بنحوه مطولًا ومختصرًا.
(7)
أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(10607)، وابن قتيبة في "عيون الأخبار" 1/ 437.
(8)
سقط من (ر).
(9)
في (م): العتكي.
(ثنا عبد الرحمن بن شريح) بضم الشين المعجمة ابن (1) عبد الله المعافري (الإسكندراني) بكسر الهمزة نسبةً إلى الإسكندرية التي بناها ذو القرنين الإسكندر (2) قال: ([حدثني أبو] (3) هانئ) حميد بن هانئ (4)(الخولاني) أخرج له مسلم أيضًا.
(أنه سمع أبا علي) عمرو بن مالك المصري، وثقه ابن معين (5)[ذكره البخاري في "التاريخ"](6)(7)(الجنبي) بفتح (8) الجيم وسكون النون بعدها باء موحدة، هكذا ضبطه الذهبي، قال: وجنب بطن من مراد، وقال السمعاني: نسبةً إلى جنب قرية من اليمن (9)، وقيل: هم عدة قبائل (10): الغلي وسيحان وشمران وهفان (11) وغيرهم، يقال لهم: جنب؛ لأنهم كانوا منفردين فلما اجتمعوا عزوا وقوى بعضهم بعضًا، وقيل: هو بطن من مذحج وهم بنو منبه بن حرب، قيل لهم: جنب؛ لأنهم جانبوا أخاهم صداء وحالفوا سعد العشيرة.
(1) من (ر).
(2)
زاد في (ر): وفي نسخة. . وليس كذلك بل التجيبي.
(3)
في (ر): ابن.
(4)
في (م): هادي.
(5)
"تاريخ ابن معين" برواية الدوري 3/ 520.
(6)
من (ر).
(7)
"التاريخ الكبير" للبخاري 6/ 370.
(8)
في (م): بضم.
(9)
"الأنساب" 2/ 91 وفيه: جنب قبيلة من اليمن.
(10)
في (م): حبائل.
(11)
في (م): نصيفان.
(أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من قال: رضيت بالله) وفي بعض النسخ المعتمدة [الصحيحة "رضيت الله"](1) بحذف الباء ونصب "الله" وهما لغتان يقال: رضيت الشيء ورضيت به رضًا اخترته واجتبيته (2).
[قال صاحب "التحرير": معنى رضيت بالشيء قنعت به ولم أطلب معه غيره، فمعنى الحديث: لم أطلب غير الله](3)(ربًّا) أي رضيت الله على الدوام ربًّا، أي سيدًا ومالكًا ومصلحًا ومدبرًا وقائمًا بإصلاح أموري ومعبودًا، (وبالإسلام) المذكور في قوله تعالى:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (4)[ولم أسع في غير طريقه](5). وهو الذي (6) فسر به (7) حديث جبريل وهو الإيمان والأقوال والأعمال (8) والشعب (وبمحمد) صلى الله عليه وآله وسلم (رسولًا) إلى الخلق كافةً بالقرآن الذي هو معجزة مستمرة ولم أسلك إلا ما يوافق شريعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم (وجبت له الجنة) قال النووي: يجمع بين الأحاديث الواردة في ذلك أن المراد باستحقاق دخول الجنة ما أجمع
(1) من (ر).
(2)
في (م): اجتبت.
(3)
من (ر).
(4)
آل عمران: 19.
(5)
من (ر).
(6)
سقط من (ر).
(7)
في (ر): في.
(8)
سقط من (ر).
عليه أهل السنة، أنه لا بد له من دخولها ولكل موحد إما معجلًا معافى وإما مؤخرًا (1) بعد عقابه (2).
[1530]
(حدثنا سليمان بن داود العتكي) بفتح المهملة والمثناة فوق نسبةً إلى العتيك وهو بطنٌ من الأزد [وهو عتيك بن النضر بن الأزد](3).
(حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن العلاء ابن عبد الرحمن) أخرج له مسلم والأربعة.
(عن أبيه) عبد الرحمن بن يعقوب الجهني مولى الحرقة المدني (4)، أخرج له مسلم أيضًا.
(عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من صلى عليَّ) مرةً (واحدة صلى الله عليه) الصلاة منَّا دعاء، ومن الله رحمة، وقد قيل: إن صلاة الله تعالى على نبيه هي ثناؤه عليه عند ملائكته.
(عشرًا) كذا لمسلم (5)، وللترمذي:"من صلى عليَّ مرةً واحدةً كتب الله له (6) بها عشر حسنات"(7). وروى (8) النسائي (9) والطبراني (10)
(1) في (م): يؤاخذ.
(2)
"شرح النووي على مسلم" 1/ 220.
(3)
من (ر).
(4)
في (ر): المديني.
(5)
"صحيح مسلم"(408).
(6)
سقط من (ر).
(7)
"سنن الترمذي"(484) تعليقًا.
(8)
في (م): رواية.
(9)
"سنن النسائي الكبرى"(9810).
(10)
"المعجم الكبير" 22/ 195 (513).
والبزار (1)(2) عن أبي بردة بن نيار (3)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من صلى عليَّ من أمتي صلاةً مخلصًا من قلبه صلى الله عليه عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وكتب له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات". قال عياض: معنى الصلاة رحمته وتضعيف أجره كما قال تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} (4) قال: وقد تكون الصلاة على وجهها وظاهرها تشريفًا له بين الملائكة كما جاء (5) في الحديث: "وإن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإٍ خير منهم"(6).
[1531]
(حدثنا الحسن بن علي)[الحلواني (عن الحسين بن علي) ابن الوليد (الجعفي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر)](7) الأزدي (8) الداراني.
(عن أبي الأشعث) شراحيل (الصنعاني) نسبةً إلى صنعاء مدينة باليمن.
(عن أوس بن أوس) الثقفي (قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن (9) من أفضل أيامكم يوم الجمعة) إدخال من التبعيضية [تدل على أنه من](10) أفضل الأيام،
(1) في (م): الترمذي.
(2)
"مسند البزار"(3799).
(3)
في (م): الأسلمي.
(4)
الأنعام: 160.
(5)
سقط من (ر).
(6)
"شرح النووي على مسلم" 4/ 128.
(7)
في (م): الحذاء عبد الرحمن بن يزيد بن خالص.
(8)
من (ر).
(9)
سقط من (ر).
(10)
في (م): بدل الدين.
وأن أفضل الأيام يوم عرفة. وفي "مسند أحمد" رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في يوم الجمعة: "هو (1) أفضل عند الله من يوم الفطر ويوم الأضحى"(2). لأنه عيد الأسبوع، وهو يتعلق بإكمال الصلاة المكتوبة، وهي أعظم أركان الإسلام ومبانيه (3) بعد الشهادتين، فإن الله فرض على المؤمنين كل يوم خمس صلوات وأيام الدنيا تدور على سبعة أيام، فكلما أكمل [دور أسبوع من أيام الدنيا استكمل المسلمون صلاتهم فيه، فشرع لهم في يوم استكمالهم اليوم الذي كمل الخلق](4)، وفيه خلق آدم وأدخل الجنة وأخرج منها وفيه ينتهي أجل (5) الدنيا فتزول وتقوم الساعة ويجتمع المؤمنون فيه على الذكر والمواعظ وصلاة الجمعة وجعل ذلك لهم عيدًا.
(فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه) ولفظ ابن ماجه عن أبي الدرداء: "أكثروا من الصلاة عليّ يوم الجمعة فإنه مشهود تشهده الملائكة"(6).
(فإن صلاتكم معروضة عليَّ) زاد ابن ماجه: "حتى يفرغ منها". أي: تعرضها الملائكة عليه، وروى أبو الشيخ وابن النجار (7) عن عمار بن ياسر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن لله تعالى ملكًا
(1) في (ر): أنه.
(2)
"المسند" 3/ 430، ورواه ابن ماجه (1084) وحسنه البوصيري في "المصباح" 1/ 129، والألباني في "المشكاة"(1363).
(3)
سقط من (ر).
(4)
في (م): فيه.
(5)
في (ر): آخر.
(6)
"سنن ابن ماجه"(1637).
(7)
في (ر، م): ابن حبان. والمثبت الصواب.
أعطاه أسماع الخلائق (1) فهو قائم على قبري إذا مت فليس أحد يصلي عليَّ صلاة إلا قال: يا محمد صلى عليك فلان بن فلان، فيصلي الرب تبارك وتعالى على ذلك الرجل بكل [واحدة عشرًا](2)" (3) رواه الطبراني في "الكبير" (4) بنحوه.
(قال (5): فقالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت) بفتح الهمزة والراء وسكون الميم، بوزن ضربت، وأصله: أرممت. أي: بليت وصرت رميمًا، فحذفوا إحدى الميمين، وهي لغة كما قالوا: ظلت، أي: تفعل كذا، وأصله: ظللت بلامين قال الله: {ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا} (6) هذا هو المشهور، قال المنذري: وروى بعضهم (7) بضم الهمزة وكسر الراء.
وفي "النهاية": أصل هذِه الكلمة من: رمَّ الميت وأرم إذا بلي، والرميم: العظم البالي، والفعل الماضي من أرم للمتكلم والمخاطب أرممتُ وأرممتَ إظهار للتضعيف، نحو سددت من شد، ومن أعد أعددت. قال: والذي جاء في هذا الحديث بالإدغام، ولم يظهروا التضعيف على ما جاء في الرواية احتاجوا أن يشددوا التاء ليكون (8) ما قبلها ساكنًا حيث (9) تعذر تحريك الميم الثانية [فإن صحت](10)
(1) في (م): السماع.
(2)
في (ر): صلاة عشر.
(3)
أخرجه أبو الشيخ وابن النجار كما في "الحبائك في أخبار الملائك" للسيوطي ص 122.
(4)
كذا عند الهيثمي في "المجمع" 10/ 162: وقال: فيه نعيم بن ضمضم وهو ضعيف.
(5)
سقط من (ر).
(6)
طه: 97.
(7)
سقط من (ر).
(8)
في (ر): لسكون.
(9)
في (ر): حين.
(10)
في (م): مما ترجحه.
الرواية، فلا يمكن تخريجه إلا على لغة بعض العرب فيما حكاه [الخليل عن ناس من بكر بن] (1) وائل: رَدَّت وَرَدَّت (2).
وقال الحربي: الصواب: أرمَّتْ فتكون تاء التأنيث لتأنيث العظام (3). والصواب الأول.
(قال: إن الله حرَّم على الأرض أجساد الأنبياء) وتقدم أن بعضهم استنبط من هذا الحديث جواز الصلاة في مقبرة الأنبياء (4) لانتفاء علة النجاسة.
قلت: ويحتمل أن يكون في معنى الأنبياء الشهداء (5)؛ لقوله تعالى: {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (6) الآية، [وتقدم الحديث في صلاة الجمعة بزيادة فيه فليراجع] (7) ولفظ ابن ماجه:"حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء"(8).
(1) من "النهاية" ليستقيم السياق.
(2)
"النهاية"(رمم).
(3)
كذا نقل في "النهاية" عن الحربي، والذي في "غريب الحديث" للحربي 1/ 71: والصواب: وقد أرممت أو رممت.
(4)
سقط من (ر).
(5)
من (ر).
(6)
آل عمران: 169.
(7)
من (ر).
(8)
"سنن ابن ماجه"(1085).