الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
20 - باب في الوَلِيِّ
1817 -
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أيُّما امرأةٍ نَكَحَتْ بغير إذن مواليها؛ فنكاحها باطل (ثلاث مرات)، فإن دخل بها؛ فالمهر لها بما أصاب منها، فإن تشاجروا؛ فالسلطان وَلِيُّ من لا وَلِيَّ له".
(قلت: حديث صحيح، وصححه ابن معين وابن الجارود وابن حبان والحاكم والذهبي وابن عدى وابن الجوزي، وقال الترمذي: "حديث حسن").
إسناده: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان: أخبرنا ابن جريج عن سليمان ابن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة.
حدثنا القعنبي: ثنا ابن لهيعة عن جعفر -يعني: ابن ربيعة- عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
بمعناه.
قال أبو داود: "جعفر لم يسمع من الزهري، كتب إليه".
قلت: هذا حديث صحيح، ورجال الإسنادين إلى ابن شهاب ثقات؛ غير ابن لهيعة، فهو سيئ الحفظ، فيصلح للمتابعة.
وابن جريج إنما يخشى من تدليسه، وقد صرح بالتحديث في رواية عبد الرزاق وغيره عنه، كما حققته في "الإرواء"(1840)؛ فالإسناد جيد، ويتقوى بطريق ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة.
وكون هذا لم يسمع من الزهري -كما جزم به المصنف- لا يضر؛ ما دام أن الزهري كتب إليه، والكتابة حجة.
وأما ما يروى عن ابن جريج: أنه سأل الزهري عن هذا الحديث؟ فلم يعرفه!
ففي ثبوته نظر؛ لأنه طعن فيد جمع من الأئمة، كما تراه مبسوطًا في المصدر المذكور وغيره.
1818 -
عن أبي موسى؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا نكاح إلا بِوَلِيٍّ".
(قلت: حديث صحيح، وقد صححه الأئمة: أحمد وابن المديني والبخاري والذُّهْلِيُّ وابن الجارود وابن حبان والحاكم والذهبي، وصححه الضياء المقدسي في "المختارة" من حديث ابن عباس، وابن حبان أيضًا من حديث أبي هريرة).
إسناده: حدثنا محمد بن قُدَامة بن أعْيَنَ: ثنا أبو عُبَيْدَةَ الحداد عن يونس وإسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى.
قال أبو داود: "هو يونس عن أبي بردة. وإسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة".
قلت: حديث صحيح، ورجال إسناده ثقات رجال الشيخين؛ غير ابن أعين، وهو ثقة.
لكن أبو إسحاق: -هو السَّبِيعي-، وهو مدلس مختلط، ومع ذلك اختلف عليه في وصله وإرساله.
نعم؛ قد تابعه على وصله: يونس بن أبي إسحاق، فرواه عن أبي بردة، كما بينه قول المصنف عقبه؛ وهذا ليس بصريح؛ فمن المحتمل أن تكون رواية يونس في هذا الإسناد مثل رواية إسرائيل كلاهما عن أبي إسحاق، وهو ظاهر عطف إسرائيل
عليه. وعليه؛ فأحدهما متابع للآخر في روايته عن أبي إسحاق.
ويؤيده أن البيهقي، أخرجه من طرق عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق
…
به.
لكن قد رواه آخرون عنه عن أبي بردة؛ دون ذكر أبي إسحاق بينهما، فقد اختلف فيه على يونس، كما اختلف على أبيه.
وأصح الروايات عندي عن أبيه: رواية سفيان وشعبة عنه عن أبي بردة
…
مرسلًا، كما خرجته في "الإرواء"(1839).
فإذا انضم إليه حديث عائشة الذي قبله، وحديث ابن عباس وأبي هريرة المذكورين أعلاه؛ ارتقى الحديث إلى مرتبة الصحة بلا ريب، لا سيما والمرسل وحده حجة عند الحنفية وغيرهم؛ فإذا شهد له ما ذكرنا؛ صار الحديث صحيحًا اتفاقًا.
1819 -
عن أم حبيبة:
أنها كانت عند ابن جحش، فهلك عنها، وكان فيمن هاجر إلى أرض الحبشة، فزوَّجها النجاشيُّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ وهي عندهم.
(قلت: إسناده صحيح على شرط البخاري، وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس: ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن أم حبيبة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ غير ابن فارس -وهو الذُّهْلي-،
فمن شرط البخاري، وقد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه الحاكم (2/ 181)، وأحمد (6/ 427) من طريق عبد الله بن