الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"لا حرج".
وهي في رواية له (3/ 441) من الطريق الأولى من رواية عبد الأعلى عن خالد
…
به.
وتابعه أيضًا عطاء بن السائب وسعيد بن جبير عنه: عند أحمد (1/ 300 و 328).
1732 -
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ليس على النساء حلق؛ إنما على النساء التقصير".
(قلت: أحد إسناديه صحيح).
إسناده: حدثنا محمد بن الحسن العَتَكِيُّ. ثنا محمد بن بكر: ثنا ابن جريج قال: بلغني عن صفية بنت شيبة بن عثمان قالت: أخبرتني أم عثمان بنت أبي سفيان أن ابن عباس قال
…
حدثنا أبو يعقوب البغدادي -ثقة-: ثنا هشام بن يوسف عن ابن جريج عن عبد الحميد بن جُبَيْرِ بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت: أخبرتني
…
قلت: إسناده الثاني صحيح؛ على ما حققته في "الصحيحة"(605)، وخرجته ثَمَّ.
وأخرجه البيهقي أيضًا (5/ 104).
80 - باب العمرة
1733 -
عن ابن عمر قال:
اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يَحُجَّ.
(قلت: حديث صحيح. وأخرجه البخاري وابن خزيمة).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا مخلد بن يزيد ويحيى بن زكريا عن ابن جريج عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ إلا أن ابن جريج مدلس، وقد عنعنه، ولكنه قد توبع كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (3/ 472)، والبيهقي (4/ 354) من طريق عبد الله (ابن المبارك): أخبرنا ابن جريج: قال عكرمة
…
به. قال الحافظ:
"فإن قيل: إن ابن جريج ربما دلس؛ فالجواب أن ابن خزيمة أخرجه من طريق محمد بن بكر عن ابن جريج قال: قال عكرمة بن خالد
…
فذكره"! !
قلت: وهذا مما لا طائل تحته؛ فإنه لا فرق بين رواية ابن خزيمة ورواية البخاري في الحاجة إلى إزالة شبهة التدليس.
والجواب الشافي: ما سبقت الإشارة إليه من المتابعة، وهو ما صنعه البخاري؛ فإنه عقب الحديث بقوله: وقال إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق: حدثني عكرمة ابن خالد
…
به.
وهذا وصله أحمد (2/ 158): ثنا يعقوب بن إبراهيم: ثنا أبي
…
وهذا إسناد موصول جيد.
ورواية ابن خزيمة أخرجها أحمد أيضًا (2/ 46): ثنا محمد بن بكر
…
به.
وله عنده (2/ 70 و 139) طريق أخرى من رواية شريك عن أبي إسحاق عن مجاهد عن ابن عمر.
1734 -
عن ابن عباس قال:
والله! ما أعْمَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عائشةَ في ذي الحجة؛ إلا ليقطع بذلك أمْرَ أهل الشرك؛ فإن هذا الحي من قريش -ومَنْ دان دينَهم- كانوا يقولون: إذا عَفَا الوَبَرْ، وبَرَأ الدَّبَرْ، ودَخَلَ صَفَرْ؛ فقد حَلَّتِ العُمْرَةُ لمن اعْتَمَرْ! فكانوا يُحَرِّمون العمرة حتى ينسلخ ذو الحجة والمحرم.
(قلت: حديث حسن بهذا التمام. وأخرجه الشيخان بنحوه؛ دون قول ابن عباس في أوله: والله!
…
الشرك).
إسناده: حدثنا هَنَّادُ بن السَّرِيِّ عن ابن أبي زائدة: ثنا ابن جريج ومحمد بن إسحاق عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ فهو صحيح لولا عنعنة ابن جريج وابن إسحاق، لكن هذا قد صرح بالتحديث في رواية أخرى كما سأذكره.
والحديث أخرجه الإمام أحمد (1/ 261): حدثنا يعقوب: حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن طاوس.
قلت: وهذا إسناد حسن.
وقد تابعه عبد الله بن طاوس عن أبيه
…
به؛ مع اختصار شرحته آنفًا.
أخرجه البخاري (3/ 232)، ومسلم (4/ 56)، والنسائي (2/ 24)، وأحمد (1/ 252) من طريق وهيب بن خالد: حدثنا عبد الله بن طاوس.
1735 -
عن أبي بكر بن عبد الرحمن:
أخبرني رسولُ مروانَ الذي أرْسَلَ إلى أُمِّ مَعْقِلٍ قالت: كان أبو مَعْقِل حاجِّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قدم؛ قالت أم معقل: قد علمتُ أن عليَّ حَجَّةً! فانطلقا يمشيان حتى دخلا عليه، فقالت: يا رسول الله! إن علي حجةً، وإن لأبي معقل بَكْرًا، قال أبو معقل: صدقت، جعلتُهُ في سبيل الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أعْطِها فَلْتَحُجَّ عليه؛ فإنه في سبيل الله". فأعطاها البَكر. فقالت:
يا رسول الله! إني امرأة قد كَبِرْتُ وَسَقُمْتُ؛ فهل من عمل يَجْزِي عَنِّي من حجتي؟ قال:
"عمرة في رمضان تَجْزِي حجة".
(قلت: حديث صحيح؛ دون قول المرأة: إني امرأة
…
من حجتي. وصححه الحاكم والذهبي وابن خزيمة).
إسناده: حدثنا أبو كامل: ثنا أبو عوانة عن إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن عبد الرحمن.
وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ على ضعف في إبراهيم بن مهاجر؛ غير رسول مروان؛ فإنه لم يُسَمَّ، فهو مجهول.
وقد جاء بإسناد صحيح إسقاطه من بين أبي بكر بن عبد الرحمن وأم معقل، مع تصريحه بسماعه منها، كما سأذكره إن شاء الله تعالى.
والحديث أخرجه أحمد (6/ 375): ثنا عفان قال: ثنا أبو عوانة
…
به.
وتابعه شعبة عن إبراهيم بن مهاجر
…
به؛ دون قولها: إني امرأة قد كبرت
…
من حجتي.
أخرجه ابن خزيمة (3075)، وأحمد (6/ 405 - 406)، والحاكم (1/ 482) -من طريق أحمد وغيره- عنه، وقال:
"صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي!
كذا قالا! وقد عرفت حال إبراهيم؛ على أنه قد اضطرب في إسناد الحديث ومتنه، كما بينته في "الإرواء"(869).
لكن الحديث صحيح في الجملة؛ لما له من الطرق والشواهد، ويأتي بعضها في الكتاب.
1736 -
عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن جَدَّتِهِ أم معقل قالت:
لَمَا حَجَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، وكان لنا جَمَلٌ، فجعله أبو معقل في سبيل الله، وأصابنا مرض، وهلك أبو معقل، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ من حجه جئته، فقال:
"يا أم معقل! ما منعك أن تخرجي معنا؟ ! ".
قالت: لقد تَهَيَّأْنَا؛ فهلك أبو معقل، وكان لنا جَمَلٌ هو الذي نَحُجُّ عليه، فأوصى به أبو معقل في سبيل الله! قال:
"فَهَلا خرجت عليه؟ ! فإن الحج في سبيل الله. فأمَّا إذْ فاتَتْكِ هذه الحجة معنا؛ فاعتمري في رمضان؛ فإنها كحجة".
فكانت تقول: الحج حجة، والعمرة عمرة، وقد قال لي هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛
ما أدري ألي خاصة؟ !
(قلت: حديث صحيح؛ دون قوله: فكانت تقول
…
لتعرِّيهِ عن الشاهد).
إسناده: حدثنا محمد بن عوف الطائي. ثنا أحمد بن خالد الوَهْبِي: ثنا محمد بن إسحاق عن عيسى بن معقل ابن أم معقل الأسدي -أسَدِ خزيمة-: حدثني يوسف بن عبد الله بن سلام عن جدته أم معقل.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير عيسى بن معقل، فلم يوثقه غير ابن حبان.
وابن إسحاق مُدَلِّس وقد عنعنه. وقد خولف شيخه في إسناده كما يأتي.
ويوسف بن عبد الله بن سلام صحابي صغير.
والحديث أخرجه الدارمي (2/ 51 - 52): أخبرنا أحمد بن خالد
…
به.
وأخرجه أحمد (4/ 35)، والحميدي (870) فقالا: ثنا سفيان بن عيينة قال: ثنا ابن المنكدر قال: سمعت يوسف بن عبد الله بن سلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار وامرأته:
"اعتمرا في رمضان؛ فإن عمرة في رمضان لكما حَجَّةٌ".
وهذا إسناد صحيح مرسل صحابي، ومراسيل الصحابة حجة.
وقد صح من طريق أخرى عن أم معقل وغيرها
…
مرفوعًا مختصرًا، وهو مخرج في "الإرواء"(869). ويشهد لها الحديث الآتي.
1737 -
عن ابن عباس قال:
أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحَجَّ، فقالت امرأة لزوجها: أحِجّنِي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما عندي ما أُحِجُّكِ عليه! قالت: أحِجَّنِي على جملك فلان! قال: ذاك حَبيِس في سبيل اللهَ عز وجل! فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن امرأتي تقرأ عليك السلامَ ورحمةَ الله، وإنها سألتني الحج معك؛ قالت: أَحِجَّنِي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: ما عندي ما أُحِجُّكِ عليه، فقالت: أَحِجَّني على جملك فلان، فقلت: ذاك حبيس في سبيل الله؟ ! فقال:
"أما إنك لو أحْجَجْتَها عليه كان في سبيل الله". قال: وإنها أمرتني أن أسألك: ما يَعْدِلُ حجة معك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أقرئها السلامَ ورحمةَ الله وبركاتِهِ، وأخبرها أنها تعدل عمرةً في رمضان".
(قلت: إسناده حسن صحيح، وصححه ابن خزيمة وابن العربي في "شرح الترمذي". وأخرجه الشيخان مختصرًا، وكذا ابن الجارود وابن حبان، وزاد: "حجة معي"، وهي رواية البخاري).
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا عبد الوارث عن عامر الأحول عن بكر بن عبد الله عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير عامر الأحول، فهو من رجال مسلم؛ على ضعف فيه.
والحديث أخرجه الحاكم والبيهقي من طرق أخرى عن مسدد
…
به.
وصححه الحاكم على شرط الشيخين!
وردَّه الذهبي من وجهين، بينتهما في "الإرواء"(1587).
والصواب أنه حسن كما ذكرت، ولكنه صحيح لغيره؛ فإن له شاهدًا من حديث أبي طَلِيقٍ نحوه:
أخرجه الدولابي وغيره بسند صحيح، وقد خرجته في المصدر المذكور برقم (869).
وأخرجه ابن خزيمة (3077): ثنا بشر بن هلال: ثنا عبد الوارث بن سعيد العنبري
…
به.
1738 -
عن عائشة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر عمرتين: عمرة في ذي القَعْدَةِ، وعمرة في شوال.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقواه الحافظ. وقوله: في شوال؛ يعني: ابتداءً؛ وإلا فهي كانت في ذي القَعْدَةِ أيضًا؛ لحديث أنس الآتي).
إسناده: حدثنا عبد الأعلى بن حماد: ثنا داود بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه البيهقي (5/ 11) من طريق أخرى عن عبد الأعلى بن حماد
…
به.
ثم أخرجه (4/ 346) من طريق عبد العزيز بن محمد: أبَنَا هشام بن عروة
…
بلفظ:
اعتمر ثلاث عُمَرٍ: عمرة في شوال، وعمرتين في ذي القَعْدَةِ.
وإسناده قوي، كما قال الحافظ (3/ 473).
وهذا صحيح على شرط مسلم، وهو أصح عندي من اللفظ الأول؛ لأنه قد تابعه مالك في "الموطأ"(1/ 316) عن هشام بن عروة
…
به؛ إلا أنه لم يذكر عائشة في إسناده؛ فأرسله.
والموصول أصح؛ لاتفاق ثقتين عليه.
وللفظ الثاني شاهد من حديث أبي هريرة
…
مرفوعًا به؛ دون ذكر شوال؛ وقال:
كلها في ذي القَعْدَةِ.
أخرجه البيهقي (4/ 345) بسند جيد.
وآخر من حديث ابن عمروٍ
…
مثل حديث أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/ 180).
ولحديث عائشة طريق أخرى، وهو في الكتاب الآخر (341)
…
مثل حديث أبي هريرة؛ ليس فيه شوال.
وهذا هو المحفوظ، كما حققه ابن القيم في "الزاد"(1/ 257)، و"التهذيب"(1/ 424)، وقال فيه:
"والوهم من عروة أو من هشام؛ إلا أن يحمل على أنه ابتدأ إحرامها في شوال، وفعلها في ذي القعدة، فتتفق الأحاديث كلها. والله أعلم".
1739 -
عن ابن عباس قال:
اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عُمَرٍ: عمرة الحديبية، والثانية حين تواطَأُوا على عمرة مِنْ قابل، والثالثة من الجِعْرَانَةِ، والرابعة التي قَرَنَ مع حجته.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي، وقال الترمذي: "حديث حسن غريب").
إسناده: حدثنا النفيلي وقتيبة قالا: ثنا داود بن عبد الرحمن العَطَّار عن عمرو ابن دينار عن عكرمة عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
والحديث أخرجه الترمذي (816)
…
بإسناد المصنف الثاني، وقال:
"حديث حسن غريب. ورواه ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم
…
لم يذكر فيه: عن ابن عباس". ثم ساق إسناده الصحيح بذلك.
وأقول: داود بن عبد الرحمن -وهو العطار- ثقة من رجال الشيخين، وقد وصله بذكر ابن عباس فيه، وهي زيادة من ثقة؛ فيجب قبولها، وقد صححه من يأتي ذكرهم.
ويشهد له حديث أنس الذي بعده.
وأخرجه الدارمي (2/ 51)، وابن حبان (1018)، والحاكم (3/ 50)، والبيهقي (5/ 12)، وأحمد (1/ 246 و 321) من طرق أخرى عن داود بن عبد الرحمن
…
به. وقال الحاكم:
"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي.
قلت: ولو زادا: "على شرط الشيخين" -كما قلنا- لأصابا.
1740 -
عن أنس:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عُمَرٍ؛ كلَّهن في ذي القَعْدَةِ؛ إلا التي مع حَجَّتِهِ -قال أبو داود: أتقنت من ها هنا من هُدْبَةَ، وسمعته من أبي الوليد ولم أضبطه-: زمنَ الحديبية -أو من الحديبية- في ذي القعدة، وعمرة من الجِعْرَانَةِ حَيْثُ قَسَمَ غنائمَ حنينٍ في ذي القعدة، وعمرة في حجته.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه. وصححه الترمذي).
إسناده: حدثنا أبو الوليد الطيالسي وهدبة بن خالد قالا: ثنا همام عن قتادة عن أنس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث أخرجه البخاري (3/ 474)
…
بإسنادي المصنف عن همام.
وأخرجه مسلم (4/ 61)، والبيهقي (5/ 10)
…
بإسناده الثاني عنه.
ثم أخرجه مسلم، والترمذي (815)، وأحمد (3/ 134 و 245 و 256) من طرق أخرى عن همام
…
به. وقال الترمذي.
"حديث حسن صحيح".