المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌15 - باب في الإشعار

- ‌16 - باب تبديل الهدي

- ‌17 - باب من بعث بهديه وأقام

- ‌18 - باب في ركوب البُدْن

- ‌19 - باب في الهدي إذا عَطِبَ قبل أن يبلغ

- ‌20 - باب كيف تنْحَرُ البُدْنُ

- ‌21 - باب في وقت الإحرام

- ‌22 - باب الاشتراط في الحج

- ‌23 - باب في إفراد الحج

- ‌24 - باب في الإقران

- ‌25 - باب الرجل يُهِلُّ بالحج، ثم يجعلُها عمرة

- ‌26 - باب الرجل يحج عن غيره

- ‌27 - باب كيف التلبية

- ‌28 - باب متى يقطع التلبية

- ‌29 - باب متى يقطع المعتمر التلبية

- ‌30 - باب المُحْرِمِ يؤدِّب غلامه

- ‌31 - باب الرجل يُحْرِمُ في ثيابه

- ‌32 - باب ما يَلْبَسُ المُحْرِمُ

- ‌33 - باب المحرم يحمل السلاح

- ‌34 - باب في المحرمة، تغطي وجهها

- ‌35 - باب في المحرم يُظَلَّلُ

- ‌36 - باب المحرم يحتجم

- ‌37 - باب يكتحل المحرم

- ‌38 - باب المحرم يغتسل

- ‌39 - باب المحرم يتزوج

- ‌40 - باب ما يَقْتُلُ المحْرِمُ من الدواب

- ‌41 - باب لحم الصيد للمحرم

- ‌42 - باب في الجراد للمحرم

- ‌43 - باب في الفِديَةِ

- ‌44 - باب الإحصار

- ‌45 - باب دخول مكة

- ‌46 - باب في رفع اليدين إذا رأى البيت

- ‌47 - باب في تقبيل الحَجَرِ

- ‌48 - باب استلام الأركان

- ‌49 - باب الطواف الواجب

- ‌50 - باب الاضطباع في الطواف

- ‌51 - باب في الرَّمَلِ

- ‌52 - باب الدعاء في الطواف

- ‌53 - باب الطواف بعد العصر

- ‌54 - باب طواف القارن

- ‌55 - باب الملتزم

- ‌56 - باب أمر الصفا والمروة

- ‌57 - بابُ صِفَةِ حَجَّةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌58 - باب الوقوف بعرفة

- ‌59 - باب الخروج إلى منى

- ‌60 - باب الخروج إلى عرفة

- ‌61 - باب الرَّوَاح إلى عرفة

- ‌62 - باب الخطبة على المنبر بعرفة

- ‌63 - باب موضع الوقوف بعرفة

- ‌64 - بابُ الدَّفْعَةِ مِنْ عَرَفَةَ

- ‌65 - باب الصلاة بِجَمْعٍ

- ‌66 - باب التعجيل مِنْ جَمْعٍ

- ‌67 - باب يوم الحج الأكبر

- ‌68 - باب الأشهر الحرم

- ‌69 - باب مَنْ لم يُدْرِكْ عَرَفَةَ

- ‌70 - باب النزول بمنى

- ‌71 - باب أيَّ يَوْمٍ يَخْطُبُ بِمِنىً

- ‌72 - باب من قال: خطب يوم النحر

- ‌73 - باب أيَّ وقتٍ يخطبُ يومَ النَّحْرِ

- ‌74 - باب ما يَذْكُرُ الإمامُ في خطبته بمنى

- ‌75 - باب يبيتُ بمكةَ لياليَ منىً

- ‌76 - باب الصلاة بمنى

- ‌77 - باب القصر لأهل مكة

- ‌78 - باب في رمي الجمار

- ‌79 - باب الحلق والتقصير

- ‌80 - باب العمرة

- ‌81 - بابُ المُهِلَّةِ بالعمرة تَحِيضُ، فيدركها الحجُّ، فتَنْقُض عمرتها، وتُهِلُّ بالحج؛ هل تَقْضِي عمرتها

- ‌82 - باب المُقَامِ في العُمْرةِ

- ‌83 - باب الإفاضة في الحج

- ‌84 - باب الوداع

- ‌85 - باب الحائض تخرج بعد الإفاضة

- ‌86 - باب طواف الوداع

- ‌87 - باب التحصيب

- ‌88 - باب فيمن قَدَّمَ شيئًا قبل شيء في حَجِّهِ

- ‌89 - باب في مكة

- ‌90 - باب تحريم حَرَمِ مكة

- ‌91 - باب في نَبِيذِ السِّقَايَةِ

- ‌92 - باب الإقامة بمكة

- ‌93 - باب الصلاة في الكعبة

- ‌94 - باب الصلاة في الحِجْرِ

- ‌95 - باب في دخول الكعبة

- ‌96 - باب في مال الكعبة

- ‌97 - باب

- ‌98 - باب في إتيان المدينة

- ‌99 - باب في تحريم المدينة

- ‌100 - باب زيارة القبور

- ‌6 - كتاب النكاح

- ‌1 - باب التحريض على النكاح

- ‌2 - باب ما يُؤْمَرُ به من تزوج ذات الدين

- ‌3 - باب في تزويج الأبكار

- ‌4 - باب النهي عن تزويج مَنْ لم يلد من النساء

- ‌5 - باب في قوله تعالى: (الزاني لا ينكح إلا زانية)

- ‌6 - باب في الرجل يُعْتِقُ أمتَهُ، ثم يتزوَّجها

- ‌7 - باب يَحْرُمُ من الرَّضَاعِ ما يَحْرُمُ من النَّسَبِ

- ‌8 - باب في لبن الفحل

- ‌9 - باب في رضاعة الكبير

- ‌10 - باب فيمن حَرَّم به

- ‌11 - باب هَلْ يُحَرِّم ما دون خمسِ رَضَعَات

- ‌12 - باب في الرَّضْخ عند الفصال

- ‌13 - باب ما يُكْرَهُ أن يُجْمَعَ بينهن من النساء

- ‌14 - باب في نكاح المتعة

- ‌15 - باب في الشِّغَارِ

- ‌16 - باب في التحليل

- ‌17 - باب نكاح العبد بغير إذن سَيِّدِهِ

- ‌18 - باب في كراهية أن يَخْطُبَ الرجل على خِطْبَةِ أخيه

- ‌19 - باب في الرجل ينظر إلى المرأة وهو يريد تزويجها

- ‌20 - باب في الوَلِيِّ

- ‌21 - باب في العَضْلِ

- ‌22 - باب إذا أنكح الولِيَّان

- ‌23 - باب قوله تعالى: {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ}

- ‌24 - باب في الاستئمار

- ‌25 - باب في البكر يزوجها أبوها ولا يستأمرها

- ‌26 - باب في الثيب

- ‌27 - باب في الأكْفَاءِ

- ‌28 - باب في تزويج من لم يولد

- ‌29 - باب الصَّدَاقِ

- ‌30 - باب قِلَّةِ المَهْرِ

- ‌31 - باب في التزويج على العمل يعْمَلُ

- ‌32 - باب فيمن تزوَّج ولم يُسَمِّ صَداقًا حتى مات

- ‌33 - باب في خُطبة النكاح

- ‌34 - باب في تزويج الصغار

- ‌35 - باب في المقام عند البِكْرِ

- ‌36 - باب في الرجل يَدْخُلُ بامرأته قبل أن يَنْقُدَها شيئًا

- ‌37 - باب ما يقال للمتزوج

- ‌38 - باب في الرجل يتزوج المرأة فيجدها حبلى

- ‌39 - باب في القَسْمِ بين النساء

- ‌40 - باب في الرجل يشترط لها دارها

- ‌41 - باب في حَقِّ الزوج على المرأة

- ‌42 - باب في حق المرأة على زوجها

- ‌43 - باب في ضرب النساء

- ‌44 - باب ما يُؤْمَرُ به مِنْ غَضِّ البصر

- ‌45 - باب في وَطْءِ السَّبَايَا

- ‌46 - باب في جامع النكاح

- ‌47 - باب في إتيان الحائض ومباشرتها

- ‌48 - باب في كَفَّارة من أتى حائضًا

- ‌49 - باب ما جاء في العَزْلِ

- ‌50 - باب ما يكره من ذكر الرجل ما يكون من إصابته أهله

- ‌7 - كتاب الطلاق

- ‌1 - باب فيمن خَبَّبَ امرأة على زوجها

- ‌2 - باب في المرأةِ تسألُ زوجَها طلاقَ امرأةٍ له

- ‌3 - باب في كراهية الطلاق

- ‌4 - باب في طلاقِ السُّنَّةِ

- ‌5 - باب الرجل يراجع ولا يُشهد

- ‌6 - باب في سنة طلاق العبد

- ‌7 - باب في الطلاق قبل النكاح

- ‌8 - باب في الطلاق على غلط

- ‌9 - باب في الطلاق على الهَزْلِ

- ‌10 - باب نسخ المراجعة بعد التطليقات الثلاث

- ‌11 - باب فيما عُنِيَ به الطلاقُ والنيات

- ‌12 - باب في الخِيَارِ

- ‌13 - باب في (أمْرُكِ بِيَدِكِ)

- ‌14 - باب في البتة

- ‌15 - باب في الوسوسة بالطلاق

- ‌16 - باب في الرجل يقول لامرأته: يا أختي

- ‌17 - باب في الظهار

- ‌18 - باب في الخُلْعِ

الفصل: ‌17 - باب في الظهار

الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم

نحوه".

قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجاه كما يأتي.

والحديث أخرجه البخاري (6/ 301 - 304 و 9/ 104 - 105)، ومسلم (7/ 98 - 99) من حديث أيوب السَّخْتِيَانِيِّ عن محمد بن سيرين

به، وساقه بتمامه.

وخبر شعيب بن أبي حمزة؛ وصله البخاري (4/ 326): حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب

فذكره بتمامه.

وتابعه ورقاء عن أبي الزناد

به: أخرجه أحمد (2/ 403): ثنا علي بن حفص قال: ثنا ورقاء

به.

وتابعه محمد بن إسحاق عن أبي الزناد

به مختصرًا.

أخرجه الترمذي (3165)، وقال:

"حديث حسن صحيح".

‌17 - باب في الظهار

1917 -

عن سَلَمَةَ بن صَخْرٍ البَيَاضِيِّ قال:

كنت امرأً أُصِيب من النساء ما لا يصيب غيري، فلما دخل شهر رمضان؛ خِفْتُ أن أُصِيبَ مِن امرأتي شيئًا يُتابَعُ بي حتى أصبح، فظاهرت منها؛ حتى ينسلخ شهر رمضان. فبينا هي تَخْدُمُنِي ذاتَ ليلة؛ إذ تكشَّف لي منها شيء، فلم ألبث أن نَزَوْتُ عليها. فلما أصبحت؛ خرجت إلى قومي فأخبرتهم الخبر، وقلت: امْشُوا مَعِي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم! قالوا: لا والله! فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته؟ فقال:

ص: 414

"أنتَ بذاكَ يا سلمة؟ ! ". قلت: أنا بذاك يا رسول الله! (مرتين)، وأنا صابر لأمر الله، فاحكم فيما أراك الله! قال:

"حَرِّرْ رَقَبَةً".

قلت: والذي بعثك بالحق؛ ما أمْلِك رقبة غيرَها. -وضربت صَفْحَةَ رقبتي-! قال:

"فَصمْ شهرين متتابعين".

قال: وَهَلْ أصَبْتُ الذي أصبتُ إلا مِنَ الصِّيَامِ؟ ! قال:

"أطْعِمْ وَسْقًا من تمر بين ستين مسكينًا".

قلت: والذي بعثك بالحق! لقد بِتْنا وَحْشَيْنِ، ما لنا طعام! قال:

"فانطلقْ إلى صاحب صدقة بني زُرَيْقٍ؛ فليدفعها إليك، فأطعم ستين مسكينًا وَسْقًا من تمر، وَكُلْ أنت وعيالكَ بِقيَّتَها".

فرجعتُ إلى قومي فقلت: وجدت عندكم الضَّيقَ وسوءَ الرَّأْيِ، ووجدت عند النبي صلى الله عليه وسلم السَّعَةَ وحُسْنَ الرأي، وقد أمرني -أو أمر لي- بصدقتكم.

زاد ابن العلاء: قال ابن إدريس: بَيَاضَة: بَطْنٌ من بني زريقٍ.

(قلت: حديث حسن كما قال الترمذي، وصححه ابن الجارود والحاكم والذهبي، وحسنه الحافظ).

إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء قالا: ثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء -قال ابن العلاء- بن علقمة

ص: 415

ابن عياش عن سليمان بن يسار عن سلمة بن صخر.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير ابن إسحاق، وهو مدلس، وقد عنعنه.

وسليمان بن يسار لم يسمع من سلمة.

لكن للحديث طريق أخرى، وشاهد مختصر يتقوى به، وقد خرجت ذلك كله في "الإرواء"(2091).

1918 -

عن خُوَيلة بنت مالك بن ثعلبة قالت:

ظاهر مني زوجي أوْسُ بن الصامت، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أشكو إليه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يجادلني فيه، ويقول:

"اتقي الله؛ فإنه ابْنُ عَمِّكِ". فما بَرِحْتُ حتى نزل القرآن: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها

) إلى الفَرْض، فقال:

"يعتق رقبة". قالت: لا يجد! قال:

"يصوم شهرين متتابعين". قالت: يا رسول الله! إنه شيخ كبير، ما به من صيام! قال:

"فليطعم ستين مسكينًا". قالت: ما عنده من شيء يتصدق به! قالت:

فأُتِيَ ساعَتَئِذٍ بِعَرَقٍ من تمر، قلت: يا رسول الله! وأنا أُعِينُهُ بِعَرَقٍ آخر.

قال:

"قد أحسنتِ، اذهبي فأطعمي بهما عنه ستين مسكينًا، وارجعي إلى ابن عمك".

ص: 416

قالت: والعَرَقُ: ستون صاعًا.

(وفي رواية: قال: والعَرَقُ: مِكْتَلٌ يسع ثلاثين صاعًا).

قال أبو داود: "هذا أصح من حديث يحيى بن آدم".

(قلت: يعني: الرواية التي قبلها، وأصح منهما عندي الرواية الآتية.

والحديث حسن، وقال الحافظ:"إسناده حسن"، وصححه ابن الجارود وابن حبان، وحسنه الحافظ).

إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا يحيى بن آدم: ثنا ابن إدريس عن محمد ابن إسحاق عن مَعْمَرِ بن عبد الله بن حنظلة عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن خويلة بنت مالك بن ثعلبة.

قال أبو داود: "في هذا أنها كفرت عنه من غير أن تستأمره. حدثنا الحسن بن علي: ثنا عبد العزيز بن يحيى: ثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق

بهذا الإسناد نحوه؛ إلا أنه قال: والعرق

".

قلت: وهذا إسناد حسن لغيره؛ كما بينته في "الإرواء"(2087)، فلا نعيد الكلام عليه، لا سيما وقد حسنه الحافظ لذاته، وصححه غيره كما ترى أعلاه.

والحديث أخرجه البيهقي (7/ 391 و 392) من طريق المصنف، وهو مخرج في المصدر السابق.

1919 -

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال:

يعني بـ (العَرَق): زنبيلًا يأخذ خمسة عشر صاعًا.

(قلت: إسناده صحيح مرسل. وقد وصله البيهقي عن أبي سلمة عن أبي

ص: 417

هريرة. وله شاهد من طريق أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة في قصة المجامع في رمضان الآتية في "الصوم" رقم (2073). وقال الترمذي: "حديث حسن"، وصححه الحاكم والذهبي).

إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا أبان: ثنا يحيى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن.

قلت: وهذا إسناد صحيح مرسل؛ وقد روي موصولًا كما يأتي.

والحديث أخرجه البيهقي (7/ 390) من طريق المصنف، وقال عقبه:

"وروي عن الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة: أن سليمان بن صخر البياضي جعل امرأته عليه كظهر أمه. حتى يمضي رمضان

فذكر الحديث إلى أن قال: فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بمكتل فيه خمسة عشر صاعًا من تمر، فدفعه إليه، وقال:"اذهب وأطعم هذا ستين مسكينًا"

"؛ وقال:

"وهو خطأ، المشهور عن يحيى مرسل، دون ذكر أبي هريرة فيه".

قلت: وكذلك رواه مرسلًا: علي بن المبارك: عند الترمذي (1200)، والبيهقي (7/ 390).

وحرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير: أنبأنا أبو سلمة ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أن سليمان بن صخر

الحديث. وقال الترمذي:

"حديث حسن". والحاكم:

"صحيح على شرط الشيخين"! ووافقه الذهبي!

وقد رواه الزهري عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة:

ص: 418

أن أعرابيًّا جاء يلطم وجهه

فذكر حديث المجامع في رمضان؛ وفيه:

فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بزنبيل -وهو المكتل فيه خمسة عشر صاعًا

الحديث.

أخرجه أحمد (2/ 516).

وسنده على شرط الشيخين؛ على ضعف في حفظ محمد بن أبي حفصة.

لكن تابعه هشام بن سعد عن الزهري؛ لكنه قال: عن أبي سلمة عن أبي هريرة؛ كما يأتي في "الصوم"(2073).

ورواه معمر عن يحيى بن أبي كثير: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن سلمان بن صخر

به.

أخرجه عبد الرزاق (11528).

1920 -

وعن سليمان بن يسار

بهذا الخبر؛ قال:

فَأُتِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر، فأعطاه إياه، وهو قريب من خمسة عشر صاعًا، قال:

"تصدق بهذا". قال: فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أفْقَرَ مِنِّي ومن أهلي؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"كُلْهُ أنت وأهلُكَ".

(قلت: حديث حسن، وإسناده مرسل صحيح، وصححه ابن الجارود).

إسناده: حدثنا ابن السرح: ثنا ابن وهب: أخبرني ابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن بُكَيْرِ بن الأشَجِّ عن سليمان بن يسار.

ص: 419

قلت: وهذا إسناد صحيح؛ لولا أن سليمان بن يسار لم يسمع من سلمة، كما قال البخاري؛ فهو مرسل منقطع. وبه أعله عبد الحق الإشبيلي كما نقلته في "الإرواء"(2091)، وفيه إشارة إلى انقطاع إسناد الرواية المتقدمة (1917) من رواية سليمان بن يسار عن سلمة بن صخر. وكأن المصنف أو الراوي أشار إليها بقوله: بهذا الخبر.

والحديث أخرجه البيهقي (7/ 391) من طريق المصنف.

وابن الجارود (745): حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أن ابن وهب أخبرهم

به. وقال البيهقي:

"فهذه الرواية عن سليمان موافقة لرواية أبي سلمة بن عبد الرحمن وابن ثوبان في قصة سلمة بن صخر، فهي أولى".

ورواية أبي سلمة وابن ثوبان تقدم تخريجها تحت الحديث السابق.

1921 -

عن أوس أخي عُبَادَةَ بن الصامت:

أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه خمسة عشر صاعًا من شعير؛ إطعامَ ستين مسكينًا.

(قلت: حديث صحيح).

إسناده: قال أبو داود: قرأت على محمد بن وزيرٍ المصري: حدثكم بشر بن بكر: ثنا الأوزاعي: ثنا عطاء عن أوس أخي عبادة بن الصامت.

قال أبو داود: "وعطاء لم يدرك أوسًا، وهو من أهل بدر، قديم الموت، والحديث مرسل".

ص: 420

قلت: وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات؛ لولا إرساله، لكن يشهد له ما قبله.

والحديث أخرجه البيهقي (7/ 397) من طريق المصنف.

1922 -

عن هشام بن عروة:

أن جميلة كانت تحت أوس بن الصامت، وكان رجلًا به لَمَمٌ، فإذا اشتدَ لَمَمُهُ؛ ظاهر من امرأته، فأنزل الله تعالى فيه كفارة الظهار.

(قلت: حديث صحيح مرسل. وقد وصله المصنف بعده).

إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا حماد عن هشام بن عروة.

قلت: وهذا مرسل صحيح الإسناد؛ وقد روي موصولًا كما يأتي بعده.

1923 -

وفي رواية عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة

مثله.

(قلت: حديث صحيح، وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم"، ووافقه الذهبي).

إسناده: حدثنا هارون بن عبد الله: ثنا محمد بن الفضل: ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة

مثله.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم كلهم؛ إلا أن محمد بن الفضل -وهو: أبو الفضل السَّدُوسِيُّ، الملقب بـ (عارم) -كان اختلط، كما قال أحمد وغيره.

وقد خالفه موسى بن إسماعيل عن حماد

فأرسله كما في الرواية التي قبله.

ص: 421

وهي أصح.

والحديث أخرجه الحاكم (2/ 481)، عنه البيهقي (7/ 382) من طريق علي ابن الحسن الهلالي: ثنا أبو النعمان محمد بن الفضل

به. وقال الحاكم:

"صحيح على شرط مسلم"! ووافقه الذهبي!

وله طريق أخرى عن عروة

به موصولًا نحوه.

مما يدل على أن له أصلًا في الموصول، وهو مخرج في "الإرواء"(2087).

1924 -

عن عكرمة:

أن رجلًا ظاهر من امرأته، ثم واقعها قبل أن يُكَفِّرَ، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأخبره؟ ! فقال:

"ما حملك على ما صنعت؟ ! ".

قال: رأيت بياض ساقها في القمر. قال:

"فاعتزلها حتى تُكَفِّرَ عنك".

(قلت: حديث صحيح مرسل. وقد وصله المصنف بعده).

إسناده: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطَّالْقَانِيُّ: ثنا سفيان: ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة.

قلت: وهذا إسناد مرسل، رجاله ثقات؛ غير الحكم بن أبان، ففيه ضعف من قبل حفظه. وقد اضطرب في إسناده؛ فأرسله مَرّةً، كما في رواية سفيان هذه، ورواية غيره ممن يأتي، ووصله أخرى؛ كما في رواية إسماعيل ومعمر الآتيين عنه.

ص: 422

والحديث أخرجه البيهقي (7/ 386) من طريق المصنف.

وتابعه معمر عن الحكم بن أبان

به مرسلًا.

أخرجه عبد الرزاق (11525)، وعنه النسائي (2/ 103).

لكن خالفه الفضل بن موسى؛ فرواه عن معمر

به موصولًا، كما يأتي في الكتاب.

وتابعه المعتمر بن سليمان: سمعت الحكم

به مرسلًا.

أخرجه النسائي والمصنف، كما يأتي بعد حديث.

1925 -

وفي رواية عنه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم

نحوه، ولم يذكر: الساق.

(قلت: حديث صحيح، وحسن إسناده الحافظ، وصححه الترمذي وابن الجارود).

إسناده: حدثنا زياد بن أيوب: ثنا إسماعيل: ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس.

قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال البخاري؛ غير الحكم، ففيه الضعف المشار إليه آنفًا. ومع ذلك حسن الحافظ في "الفتح"(9/ 357) إسناده، وصححه من ذكرت آنفًا، وهو مخرج في "الإرواء"(2091).

وإسماعيل: هو: ابن عُلَيَّةَ.

والحديث أخرجه البيهقي (7/ 386) من طريق المصنف؛ إلا أنه قال: عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم

نحوه، لم يذكر الساق؛ لم يذكر فيه ابن عباس فأرسله.

ص: 423

فلا أدري أسقط ذكره من الناسخ أو الراوي عند البيهقي، أم هكذا وصلت رواية المصنف إليه؟ !

1926 -

وعن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم

بنحو حديث سفيان.

(قلت: يعني: الحديث الذي قبله بحديث).

إسناده: حدثنا أبو كامل أن عبد العزيز بن المختار حدثهم: ثنا خالد: حدثني مُحَدِّثٌ عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم

بنحو حديث سفيان.

قال أبو داود: "وسمعت محمد بن عيسى يحدث

به: ثنا المعتمر قال: سمعت الحكم بن أبان يحدث

بهذا الحديث؛ ولم يذكر ابن عباس".

قلت: وهذا إسناد مرسل، رجاله ثقات؛ غير الحكم على ما سبق، وهو المحدِّثُ الذي لم يُسَمَّ في رواية خالد -وهو الحَذَّاء-.

وقد أخرجه النسائي من طريقين آخرين عن المعتمر

به، وقال:

"المرسل أولى بالصواب من المسند".

قلت: وقد أشار إلى ذلك المصنف بسياقه لأسانيده عن الحكم، وأكثرها مرسل كما رأيت، وهو ضعيف مرسلًا وصولًا؛ لأن مداره على الحكم، وقد عرفت حاله، وإنما صححته لشواهده التي قبله. والله أعلم.

1927 -

وفي رواية عن عكرمة عن ابن عباس

بمعناه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(قلت: حديث صحيح، وانظر ما قبله بحديث).

ص: 424