الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
66 - باب التعجيل مِنْ جَمْعٍ
1695 -
عن ابن عباس قال:
أنا ممن قَدَّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة في ضَعَفَةِ أهله.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه).
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: ثنا سفيان: أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس يقول
…
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجاه كما يأتي.
والحديث في "المسند"(1/ 222)؛ وإسناده ثلاثي.
وكذلك أخرجه الحميدي (463)، والشافعي (1077).
وأخرجه الشيخان وغيرهما من طرق أخرى عن سفيان بن عيينة
…
به.
وله طرق أخرى عن ابن عباس، خرجتها كلها في "الإرواء"(1076).
1696 -
وعنه قال:
قَدَّمنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ المزدلفةِ -أُغيْلِمَةَ بني عبد المطلب- على حُمُرَاتٍ، فجعل يَلْطَحُ أفخاذنا ويقول:
"أُبَيْنِيَّ! لا ترموا الجَمْرَةَ حتى تطلع الشمس".
قال أبو داود: "اللَّطْحُ: الضرب الليِّنُ".
إسناده: حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان قال: حدثني سلمة بن كهيل عن الحسن العُرَنِيِّ عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم؛ لكنه منقطع؛ العرني لم يسمع من ابن عباس.
لكنه قد صح من رواية مقسم عن ابن عباس: عند الترمذي وغيره.
وتابعه عطاء عن ابن عباس، وقد خرجت ذلك كله في المصدر السابق.
1697 -
ومن طريق أخرى عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَدِّمُ ضعفاء أهله بغَلَسٍ؛ ويأمرهم -يعني: - لا يرمون الجمرة حتى تطلع الشمس.
(قلت: حديث صحيح بمجموع طريقيه، وله طريق ثالث صحيح: عند الترمذي، وقال: "حديث حسن صحيح"، وصححه ابن حبان وحسنه الحافظ).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا الوليد بن عقبة: ثنا حمزة الزَّيَّاتُ عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عباس.
وهذا إسناد رجاله ثقات، ولولا عنعنة حبيب؛ لصححته؛ لكن الحديث صحيح بطريقيه المتقدمين.
1698 -
عن عطاء:
أخبرني مُخْبِرٌ عن أسماء: أنها رمت الجمرة.
قلت: إنَّا رمينا الجمرة بليل؟ !
قالت: إنا كنا نصنع هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(قلت: حديث صحيح. وأخرجه الشيخان نحوه).
إسناده: حدثنا محمد بن خَلاد الباهلي: ثنا يحيى عن ابن جريج: أخبرني عطاء.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير مُخْبِرِ عطاء؛ فإنه لم يُسَمَّ في هذه الرواية؛ إلا أنه قد جاء مسمى في بعض الروايات الأخرى بـ: عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر -وهو ابن كيسان القرشي التيمي أبو عمر المدني-، وهو ثقة؛ قال المصنف:
"ثبت".
فصح الحديث، والحمد لله.
ويحيى: هو ابن سعيد بن فَرُّوخِ القَطَّان، الحافظ الإمام في الجرح والتعديل، وكان لا يحدث إلا عن ثقة، وهو أجل أصحاب مالك بالبصرة.
والحديث أخرجه أحمد (6/ 347): ثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الله مولى أسماء عن أسماء:
أنها نزلت عند دار المزدلفة، فقالت: أي بُنَيَّ! هل غاب القمر ليلة جمع؟ وهي تصلي. قلت: لا. فصلت ساعة، ثم قالت. أي بُنَيَّ! هل غاب القمر؟ قال -وقد غاب القمر-: قلت: نعم. قالت: فارتحلوا. فارتحلنا، ثم مضينا بها حتى رمينا الجمرة، ثم رجعت فَصَلَّتِ الصبح في منزلها. فقلت لها: أيْ هَنْتَاهْ! لقد غلسنا؟ ! قالت: كلا يا بُنَيَّ! إن نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم أذن للظُّعُنِ.
هكذا صرح ابن جريج بالتحديث، ولم يذكر عطاءً.
وكذلك رواه أحمد أيضًا (6/ 351) -عن محمد بن بكر وروح-، والبخاري (3/ 414)، والبيهقي (5/ 133) -عن مسدد-، ومسلم (4/ 77) -عن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي- كلهم عن يحيى
…
به.
وتابعه عيسى بن يونس عن ابن جريج
…
به. أخرجه مسلم.
وسعيد بن سالم: عند الطحاوي (1/ 412).
ورواه الطيالسي (1/ 222) عن طلحة عن عبد الله
…
به مختصرًا.
وطلحة: هو ابن عمرو المكي، متروك.
وأخرجه مالك (1/ 350) عن يحيى بن سعيد عن عطاء بن أبي رباح أن مولاة (! ) لأسماء بنت أبي بكر أخبرته قالت:
جئنا مع أسماء ابنة أبي بكر مِنىً بِغَلَسِ، قالت: فقلت لها: لقد جئنا منى بغلس؟ ! فقالت: قد كنا نصنع ذلك مع من هو خير منك.
كذا وقع فيه: مولاة! بالتأنيث. وفي "الفتح"(3/ 415) معزوًا لمالك: مولى .. بالتذكير، وقال:
"وكذا أخرجه الطبراني من طريق أبي خالد الأحمر عن يحيى بن سعيد. فالظاهر أن ابن جريج سمعه من عطاء، ثم لقي عبد الله فأخذه عنه. ويحتمل أن يكون مولى أسماء شيخ عطاء غير عبد الله".
ثم رأيته في "النسائي"(2/ 49) عن مالك
…
بلفظ: مولى .. كما نقله في "الفتح".
قلت: ويحيى بن سعيد شيخ مالك، لبس هو القطان، وإنما هو الأنصاري القاضي، ولكني لم أجد في شيوخه عطاءً! والله أعلم.
1699 -
عن جابر قال:
أفاض رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعليه السكينةُ، وأمرهم أن يرموا بمثل حصى الخَذْفِ، وأوْضَعَ في وادي مُحَسِّرٍ.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم من حديث الفضل بن عباس).
إسناده: حدثنا محمد بن كثير: ثنا سفيان: حدثني أبو الزبير عن جابر.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ لولا عنعنة أبي الزبير؛ لكن قد رواه عنه ليث بن سعد، وهو لا يروي عنه إلا ما سمعه من جابر.
والحديث أخرجه البيهقي (5/ 125) من طريقين آخرين عن محمد بن كثير
…
به.
ثم أخرجه هو، والنسائي (2/ 46)، وابن ماجة (2/ 241)، وأحمد (3/ 332 و 367 و 391)؛ وزاد:
"لتأخذ أمتي مَنْسَكَها؛ فإني لا أدري لعلِّي لا ألقاهم بعد عامهم هذا! ".
ولهذه الزيادة طريق أخرى، ستأتي في الكتاب في "باب رمي الجمار" رقم (1719).
وللنسائي (2/ 49) من الحديث: الإيضاع فقط؛ وهو رواية لأحمد (3/ 301).
وأخرجه الدارمي (2/ 60) من طريق ليث عن أبي الزبير؛ لكن من حديث أبي مَعْبَدٍ مولى ابن عباس عن ابن عباس عن الفضل بن عباس
…
نحوه.
وكذلك رواه مسلم (4/ 71) من هذا الوجه.
وأخرجه هو، والنسائي والدارمي من طريق ابن جريج: أخبرني أبو الزبير
…
به.
لكن الظاهر أن أبا الزبير رواه عن جابر أيضًا؛ لرواية سفيان هذه.
وقد تابعه ابن جريج أيضًا، كما سيأتي في الموضع المشار إليه آنفًا.