الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
21- باب في وقت الإحرام
312-
عن خصيف بن عبد الرحمن الجزري عن سعيد بن جبير قال:
قلت لعبد الله بن عباس:
يا أبا العباس! عجبت لاختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في إهلال
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أوجب فقال:
إني لأعلم الناسِ بذلك، إنها إنما كانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة
واحدة، فمن هناك اختلفوا، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجاً، فلما صلى في
مسجده بذي الحليفة ركعتيه؛ أوجب في مجلسه، فأهل بالحج حين فرغ
من ركعتيه، فسمع ذلك منه أقوام، فحفظته عنه، ثم ركب، فلما استقلت
به ناقتُه أهل، وأدرك ذلك منه أقوام، وذلك أن الناس إنما كانوا يأتون
أرسالا، فسمعوه حين استقلت به ناقته يهل، فقالوا:
إنما أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استقلت به ناقته. ثم مضى رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فلما علا على شرف البيداء، أهلّ وأدرك ذلك منه أقوام فقالوا:
إنما أهل حين علا على شرف البيداء؛ وايم الله، لقد أوجب في
مصلاه، وأهل حين استقلت به ناقته، وأهلّ حين علا على شرف البيداء.
قال سعيد: فمن أخذ بقول عبد الله بن عباس، أهل في مصلاه إذا
فرغ من ركعتيه.
(قلت: إسناده ضعيف، الجزري هذا ضعفه أحمد وغيره) .
إسناده: حدثنا محمد بن منصور: ثنا يعقوب- يعني: ابن إبراهيم-: ثنا أبي
عن ابن إسحاق قال: حدثني خصيف بن عبد الرحمن الجزري
…
قلت: وهذا إسناد ضعيف الجزري هذا أورده الذهبي في "المغني في
الضعفاء " وقال:
" ضعفه أحمد وغيره ". وأفصح الحافظ عن سبب ضعفه فقال:
" صدوق؛ سيئ الحفظ، خلط بآخره ". وإنما وصفه بسوء الحفظ والخلط؛
اعتمادا منه على الأئمة النقاد؛ فقال أبو حاتم:
" صالح، يخلط " وتكلم في سوء حفظه، وقال أحمد:
" مضطرب الحديث ". وقال الدارقطني:
" يهم ". وابن حبان:
" كان يخطئ كثيراً "، وبناء على ذلك ضعفه جمهور الأئمة، فقول الشيخ
أحمد شاكر رحمه الله فيه (3/244- مسند) :
" والحق أنه ثقة؛ وثقه ابن معين وابن سعد
…
والظاهر أن ما أنكر عليه من
الخطأ، إنما هو من الرواة عنه من الضعفاء "!
قلت: فهذا منه وهم فاحش! لأنه قائم رداً للقاعدة العلمية: أن الجرح المفسر
مقدم على التوثيق، وما استظهره غير ظاهر؛ بل فيه اتهام غير مقصود لأولئك
الأئمة! بأنهم يجرحون الثقة بسبب الراوي الضعيف! ولو فتح هذا الباب من
الاستظهار؛ لاختل ميزان الجرح والتعديل- كما لا يخفى-. فالحق أن خصيفاً
ضعيف لسوء حفظه. فتنبه.
والحديث أخرجه أحمد (1/260) ، وعنه الحاكم (1/451) ، وعنه البيهقي
عن يعقوب
…
به (5/37) وقال:
" خصيف الجزري غير قوي، وقد رواه الواقدي بإسناد له عن ابن عباس؛ إلا
أنه لا تنفع متابعة الواقدي، والأحاديث التي وردت في ذلك عن ابن عمر وغيره،
أسانيدُها قوية ".
قلت: يشير إلى الأحاديث المذكورة في الباب في الكتاب الآخر (1553-
1556) ؛ وأما الحاكم فقال:
" صحيح على شرط مسلم "! ووافقه الذهبي! وهذا وهم مزدوج؛ فإن خصيفاً
- مع ضعفه- ليس من شرط مسلم.
313-
عن ابن إسحاق عن أبي الزناد عن عائشة بنت سعد بن أبي
وقاص قالت: قال سعد:
كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ طريق الفرع؛ أهلّ إذا استقلت به راحلتُه،
وإذا أخذ طريق أحد؛ أهلّ إذا أشرف على جبل البيداء.
(قلت: إسناده ضعيف؛ لعنعنة ابن إسحاق، وبه أعله المنذري ومن قبله!) .
إسناده: حدثنا محمد بن بشار: ثنا وهب- يعني: ابن جرير- قال: ثنا أبي
قال: سمعت ابن إسحاق يحدث عن أبي الزناد عن عائشة بنت سعد بن أبي
وقاص قالت: قال سعد
…
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير ابن إسحاق
- وهو: محمد بن إسحاق بن يسار، صاحب "السيرة"- وهو مدلس، ولم يصرح
بالتحديث كما ترى. وبه أعله المنذري في "مختصره "(2/299) .
والحديث أخرجه الحاكم (1/452) ، والبيهقي (5/38- 39) من طريق وهب
ابن جرير
…
به. وقال الحاكم: