الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
262- من باب من قال: أربع ركعات
214-
عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن
أُبيِّ بنِ كعبً قال:
انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن النبي صلى الله عليه وسلم صلى
بهم، فقرأ بسورة من الطُّول، وركع خمس ركعات، وسجد سجدتين، ثم
قام الثانية، فقرأ سورة من الطُول، وركع خمس ركعات، وسجد سجدتين،
ثم جلس كما هو مستقبل القبلة يدعو؛ حتى انجلى كسوفها.
(قلت: إسناده ضعيف؛ أبو جعفر الرازي لين، وقوله: خمس ركعات.
منكر- كما قال الذهبي-، والمحفوظ عنه صلى الله عليه وسلم عن غير واحد من أصحابه:
ركوعان وسجدتان. أخرجه الشيخان وغيرهما، وانظر الأحاديث (1070-
1072)) .
إسناده: حدثنا أحمد بن الفرات بن خالد أبو مسعود الرازي: أخبرنا محمد
ابن عبد الله بن أبي جعفر الرازي عن أبيه عن أبي جعفر الرازي.
قال أبو داود: " حُدِّثْتُ عن عمر بن شقيق: ثنا أبو جعفر الرازي.- وهذا لفظه
وهو أتم- عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أُبيِّ بنِ كعب ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ من أجل أبي جعفر هذا، قال الحافظ:
" صدوق سيئ الحفظ ".
والحديث أخرجه الحاكم (1/333) من طريق أخرى عن محمد بن عبد الله
ابن أبي جعفر الرازي
…
به.
ووصله عبد الله بن أحمد من طريق عمر، فقال (5/134) : ثنا روح بن
عبد المؤمن المقري: ثنا عمر بن شقيق
…
به.
وأخرجه البيهقي من طريق عبد الله وجماعة عن روح. وقال:
" إسناده لم يحتج بمثله صاحبا الصحيح ". وهذا كلام لا يشفي؛ إذ لا يفيد
تضعيفاً صريحاً، ولا تحسيناً، وقد فهم بعضهم منه تقويته- كما في "نيل الأوطار"-.
وأما الحاكم فقال:
" رواته صادقون ". فرده الذهبي بقوله:
" خبر منكر، وأبو جعفر لين ".
قلت: ووجه النكارة أنه تواتر من رواية جماعة عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه صلى في
الكسوف ركعتين، في كل ركعة ركوعان، وكل ما خالف ذلك معلول؛ كما فصلته
في كتاب لي في "الكسوف "(*) ، وانظر الكتاب الآخر.
215-
عن حبيب بن أبي ثابت عن طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه صلى في كسوفِ، فقرأ، ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم قرأ، ثم
ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم سجد. والأخرى مثلها.
(قلت: وهذا إسناد معلول، ومن غير محفوظ؛ قال البيهقي: " وحبيب بن
أبي ثابت وإن كان من الثقات، فقد كان يدلس، ولم أجده ذكر سماعه عن
طاوس، ويحتمل أن يكون حمله عن غير موثوق به عن طاوس ". وقال ابن
(*) وقد طبع بعد وفاة الشيح رحمه الله تعالى. (الناشر) .
حبان (4/224) : " هذا الحديث ليس بصحيح؛ لأن ابن أبي ثابت لم يسمعه
من طاوس ". والمحفوظ من طرق ثلاث عن ابن عباس: ركوعان وسجدتان.
وهو في الكتاب الآخر (1072)) .
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا يحيى عن سفيان: ثنا حبيب بن أبي ثابت.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ ولكن له علة وهي:
عنعنة حبيب بن أبي ثابت؛ فإنه مدلس. قال الحافظ برهان الدين الحلبي في
"التبيين لأسماء المدلسين "(ص 7) :
" قال ابن حبان: كان مدلساً. وروى أبو بكر بن عياش عن الأعمش قال: قال
لي حبيب بن أبي ثابت: لو أن رجلاً حدثني عنك ما باليت أن أرويه عنك ".
وقال الحافظ العسقلاني في "الطبقة الثالثة " من رسالته (ص 12) :
" تابعي مشهور، يكثر التدليس، وصفه بذلك ابن خزيمة والدارقطني
وغيرهما ".
قلت: كالبيهقي، وقد نقلت لفظه آنفاً.
قلت: ثم إن متنه شاذ؛ فإن المحفوظ- من طرق ثلاث- عن ابن عباس:
ركعتان في كل ركعة ركوعان؛ وليس أربعة.
وقد خرجت طرقه في الكتاب السابق الذكر، وإحداها في الكتاب الآخر.
والحديث أخرجه الطحاوي (1/193) ، والبيهقي (3/327) من طرق أخرى
عن مسدد
…
به.
وأخرجه مسلم (3/34) ، والنسائي (1/215) ، والترمذي (2/446) ، وأحمد
(1/346) من طرق أخرى عن يحيى بن سعيد
…
به.
وفي "المسند " أيضاً (1/225) ، ومسلم والنسائي والطحاوي من طرق أخرى
عن سفيان الثوري
…
به.
وقد اختلفوا في هذا الإسناد؛ فصححه مسلم، وقال الترمذي:
" حديث حسن صحيح ".
وأعله البيهقي وابن حبان- بما قد نقلناه عنهما آنفاً، وهو الصواب، وقول ابن
حبان أخذته من "التلخيص "(2/90) -.
وللحديث وجوه أخرى من العلل، تراجع في كتابي الخاص في "صلاة
الكسوف ".
216-
عن ثعْلبة بن عِبادٍ العبْدِي- من أهل البصرة-: أنه شهد خطبةً
يوماً لسمُرة بن جندبٍ قال: قال سمرة:
بينما أنا وغلام من الأنصار نرمي غرضيْنِ لنا، حتى إذا كانت الشمس
قيد رمحين أو ثلاثة- في عين الناظر من الأفق-، اسودت حتى آضتْ
كأنها تنّومةٌ؛ فقال أحدنا لصاحبه: انطلق بنا إلى المسجد؛ فوالله! ليحْدِثن
شأنُ هذه الشمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته حدثاً، قال:
فدفعنا فإذا هو بارز، فاسْتقْدم فصلى، فقام بنا كأطول ما قام بنا في
صلاة قط، لا نسمع له صوتاً، قال: ثم ركع بنا كأطول ما ركع بنا في صلاة
قط، لا نسمع له صوتاً، ثم سجد بنا كأطول ما سجد بنا في صلاة قط، لا
نسمع له صوتاً، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، قال:
فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية، قال:
ثم سلم، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه، وشهد أن لا إله إلا الله، وشهد
أنه عبده ورسوله. ثم ساق أحمد بن يونس خطبة النبي صلى الله عليه وسلم.
(قلت: إسناده ضعيف؛ ثعلبة هذا مجهول كما قال الذهبي وغيره) .
إسناده: حدثنا أحمد بن يونس: ثنا زهير: ثنا الأسود بن قيس: حدثني
ثعلبة بن عِباد العبدي.
قلت: وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير ثعلبة بن عباد
العبدي، وهو مجهول؛ كما قال ابن حزم في "المحلى"(5/94) ، وتبعه ابن القطان،
ونقلوا مثله عن ابن المديني والعجلي.
وأما ابن حبان فذكره في "الثقات "! وتعقبه الحافظ في "التلخيص "(2/92) :
" مع أنه لا راوي له إلا الأسود بن قيس ". ولهذا قال في "التقريب ":
" مقبول ". يعني: عند المتابعة؛ وإلا فلين الحديث عند التفرد. وقد تفرد
هنا.
والحديث أخرجه الطحاوي (1/197) من طريق أخرى عن أحمد بن
يونس
…
به مختصرا.
وأخرجه النسائي (1/218- 219) ، وابن حبان (598) ، والحاكم (1/329-
330) ، والبيهقي (3/339) ، وأحمد (6/15) من طرق أخرى عن زهير بن
معاوية
…
به.
وتابعه سفيان عن الأسود بن قيس
…
به مختصراً جداً.
أخرجه الترمذي (2/451) ، وابن ماجه (1/382) ، والطحاوي، والحاكم
(1/334) والبيهقي وقال الترمذي:
" حديث حسن صحيح ". وقال الحاكم في "الموضعين ":
" صحيح على شرط الشيخين "! ووافقه الذهبي في الموضع الأول! وهذا
منهما خطأ فاحش، وقد تنبه له الذهبي بعْدُ؛ فقال في الموضع الآخر:
" قلت: ثعلبة مجهول، وما أخرجا له شيئاً ".
وفي الحديث نكارة ظاهرة: وهو اقتصاره على ذكر ركوع واحد في كل ركعة،
والصواب الذي تواترت به الأحاديث: ركوعان في الركعة- كما تقدم-.
وفيه أنه أسر بالقراءة، وقد صح عن عائشة: أنه صلى الله عليه وسلم جهر بها، وهو في
الكتاب الآخر (1074) .
217-
عن أبي قِلابة عن قبيصة الهلالي قال:
كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فخرج فزِعاً يجر ثوبه وأنا
معه- يومئذ بالمدينة-، فصلى ركعتين، فأطال فيهما القيام، ثم انصرف
وانجلت، فقال:
" إنما هذه الآيات يُخوِّفُ الله بها، فإذا رأيتموها؛ فصلوا كأحدث صلاة
صليتموها من المكتوبة ".
(قلت: هذا إسناد ضعيف، له علتان:
الأولى: عنعنة أبي قلابة فقد ذُكِر بالتدليس.
والأخرى: الاضطراب عليه في إسناده على وجوه كثيرة؛ فمرة قال: عن
قبيصة الهلالي. ومرة قال: عن النعمان بن بشير. ومرة زاد فقال: أو غيره. ومرة
أدخل بينهما رجلاً. وبه أعله البيهقي فقال:
" هذا مرسل؛ أبو قلابة لم يسمعه من النعمان بن بشير، إنما رواه عن رجل
عن النعمان، وليس فيه هذه اللفظة الأخيرة ". يعني: قوله: " كأحدث صلاة
صليتموها من المكتوبة ". قلت: وهي منكرة لأن الأحاديث الصحيحة تأمر
بالصلاة حتى تنجلي، وهذا يستلزم أن تكون أطول من أطول صلاة مكتوبة
- وهي الصبح- بأضعاف مضاعفة، وهكذا صلاها صلى الله عليه وسلم حتى قرأ في القيام
الأول سورة (البقرة) ، مع العلم أن فيها أربع قيامات وأربع ركوعات، وأربع
سجدات، وهي في الطول قريب بعضها من بعض، فأين هذا من الصلاة
المكتوبة؟!) .
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: ثنا وهيب: ثنا أيوب عن أبي قلابة عن
قبيصة.
قلت: وهذا إسناد رجال ثقات رجال الشيخين؛ إلا أنه أعل بعلتين:
الأولى: عنعنة أبي قلابة، فقد ذكر بالتدليس؛ ولو يسيراً.
والأخرى: الاضطراب في إسناده على أيوب؛ فرواه وهيب عنه هكذا.
وتابعه عبيد الله بن الوازع- عند النسائي (1/219) -، وعبد الوهاب الثقفي
- عند أحمد (5/60) -، وعبد الوارث- عند البيهقي (3/334) -.
وخالفهم عبيد الله بن عمر فقال: عن أيوب عن أبي قلابة عن النعمان بن
بشير، أو غيره 0
وقال مرة: عن قبيصة الهلالي، أو غيره.
أخرجه الطحاوي (1/195) .
وخالفهم عباد بن منصور فقال: عن أيوب عن أبي قلابة عن هلال بن عامر:
أن قبيصة الهلالي حدثه.
أخرجه المصنف كما يأتي بعده.
وقال عبد الوارث عند أحمد (4/267) : ثنا أيوب عن أبي قلابة عن رجل عن
النعمان بن يشير.
وكذلك أخرجه البيهقي (3/333) .
وخالفه الحارث بن عمير؛ فأسقط الرجل من بينهما- كما يأتي في الكتاب
بعد حديث-.
وقد توبع أيوب على هذا الوجه من جماعة- ذكرتهم فما "كتاب الكسوف "-
وأعله البيهقي فقال:
" هذا مرسل؛ أبو قلابة لم يسمعه من النعمان بن بشير، إنما رواه عن رجل
عن النعمان، وليس فيه هذه اللفظة الأخيرة ".
قلت: يعني قوله:
" كأحدث صلاة مكتوبة ".
قلت: وهي لفظة منكرة كما بينته آنفاً.
وقد اختلف على أيوب في متنه أيضاً؛ كما شرحته فما الكتاب المفرد في
"صلاة الكسوف "، فليرجع إليه من شاء التوسع.
والحديث أخرجه الحاكم (1/333) ، وعنه البيهقي (3/334) من طريق أخرى
عن موسى بن إسماعيل
…
به. وقال الحاكم:
" صحيح على شرط الشيخين، والذي عنده أنهما عللاه بحديث ريحان بن
سعيد عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن هلال بن عامر عن قبيصة،
وحديث يرويه موسى بن إسماعيل عن وهيب لا يعلله حديث ريحان عن عباد ".
يعني: الرواية التي بعدها.
وأقول: وهذا رد صحيح، ولذلك وافقه الذهبي؛ ولكن فاتهما الاضطراب على
أيوب وأبي قلابة في إسناده- الذي سبق بيانه آنفاً-، فهو علة الحديث، مع ما فيه
من الاضطراب في متنه المشار إليه، والنكارة التي سبق بيانها آنفاً.
218-
وفي رواية عن عباد بن منصور عن أيوب عن أبي قلابة عن
هلال بن عامر: أن قبيصة الهلالي حدثه:
أن الشمس كسفت
…
بمعناه. قال: حتى بدت النجوم.
(قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ هلال بن عامر: لا يعرف- قاله الذهبي-.
وعباد بن منصور: ضعيف. وخالفه عبد الوارث فقال: عن أيوب عن أبي قلابة
عن رجل عن النعمان بن بشير- كما مضى في الذي قبله-. وقوله: حتى بدت
النجوم.. منكر أيضاً) .
إسناده: حدثنا أحمد بن إبراهيم: ثنا ريحان بن سعيد: ثنا عباد بن منصور.
قلت: وهذا إسناد ضعيف. هلال بن عامر قال الذهبي في "الميزان ":
" لا يعرف ". وقال الحافظ:
" مقبول، وقيل: له رؤية ".
وعباد بن منصور ضعيف من قبل حفظه، وقد خولف في إسناده- كما تقدم
بيانه في الذي قبله-.