الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
36- باب إقطاع الأرضِيْن
545-
عن فِطْرٍ: حدثني أبي عن عمرو بن حريث قال:
خط لي رسول الله صلى الله عليه وسلم داراً بالمدينة بقوس، وقال:
" أزيدُك؟ أزيدُك؟ "
(قلت: إسناده ضعيف؛ أبو فطر- واسمه خليفة- مجهول، وقال الذهبىِ:
"حديث منكر") .
إسناده: حدثنا مسدد: ثنا عبد الله بن داود عن فطر: حدثني أبي عن عمرو
ابن حريث.
فلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فطر هو: ابن خليفة الخزومي، وهو صدوق من
رجال البخاري، لكن والده مجهول؛ كما يشير إلى ذلك قول الذهبي في "ميزانه ":
" ما روى عنه سوى ابنه فطر بن خليفة، ذكره ابن حبان في "الثقات " على
قاعدته! ".
وأشار الذهبي إلي تضعيف توثيقه في "الكاشف "، وقال- كما في "التهذيب "-:
" هذا حديث منكر؛ لأن عمرو بن حريث يصْغر عن ذلك؛ مات النبي صلى الله عليه وسلم
وهو ابن عشر سنين، أو نحوها ". قال الحافظ:
" وهذا الكلام تلففه الذهبيُّ من ابن القطان؛ فإنه ضعف هذا الحديث بها لما
تعقبه على عبد الحق، وأعله بأن خليفة مجهول الحال ".
والحديث أخرجه المزي في ترجمة خليفة هذا من طريق الطبراني، قال: ثنا
معاذ بن المثنى قال: حدثنا مسدد
…
به.
وأخرجه البيهقي (6/145) من طريق أخرى عن فِطْرِ بنِ خليفة
…
به.
546-
عن غير واحد:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقْطع بلال بن الحارث المزني معادن القبلِية، وهي
من ناحية (الفُرْع) ؛ فتلك المعادن لا يؤخذ منها إلا الزكاة إلى اليوم.
(قلت: إسناده ضعيف؛ لارساله. وبه أعله المنذري. وضعفه الإمام
الشافعي والبيهقي) .
إسناده: حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن
عن غير واحد.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ غير شيوخ ربيعة؛ فإنهم لم يُسموْا.
والظاهر أنهم من التابعبن؛ فهو مرسل، وبه أعله المنذري- تبعاً للشافعي
والبيهقي-، وقد ذكرت كلامهما في "الإرواء"(3/312) ، وضعفه أبو عبيد أيضاً
في "الأموال "(342) ، وابن عبد البر في "التمهيد"(7/33) .
وقد روي مسندا من طريق أخرى عن ربيعة عن الحارث بن بلال بن الحارث
عن أبيه، ولا يصح. وقد خرجته وبينت علته هناك.
547/1- عن الحنيْني قال: قرأته غير مرة- يعني: كتاب قطيعة النبي
صلى الله عليه وسلم.
(قلت: إسناده ضعيف؛ لضعف الحُنيْني،- واسمه إسحاق بن إبراهيم-.
والكتاب المشار إليه عند المصنف في الكتاب الآخر برقم (2692 و 2693)) .
إسناده: حدثنا محمد بن النّضْر قال: سمعت الحُنيْني
…
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ علته الحنيني، واسمه إسحاق بن إبراهيم، قال
الذهبي في "الكاشف ":
" ضعفوه ". وقال في " الميزان ":
" صاحب أوابد. وكان ذا عبادة وصلاح ". وقال الحافظ في "التقريب ":
"ضعيف ".
547/2- حدثنا هارون بن عبد الله قال: قال محمد بن الحسن المخزومي:
ما لم تنلْهُ أخفاف الابل- يعني: أن الابل تأكل منتهى رؤوسها،
ويُحمى ما فوقه- (*) .
(ضعيف جداً مقطوع) .
3/547- عن أبان بن عبد الله بن أبي حازم قال: حدثني عثمان بن
أبي حازم عن أبيه عن جده صخر:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا ثقيفاً، فلما أن سمع ذلك صخرٌ؛ ركب في خيل
يُمِد النبي صلى الله عليه وسلم، فوجد نبي الله صلى الله عليه وسلم قد انصرف، ولم يفتح، فجعل صخر
يومئذ عهد الله وذمته أن لا يفارق هذا القصر، حتى ينزلوا على حكم رسول الله
صلى الله عليه وسلم. فلم يفارقهم حتى نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه صخر:
أما بعد؛ فإن ثقِيْفاً قد نزلت على حُكْمِك يا رسول الله! وأنا مُقْبِلٌ
(*) هذا الأثر سقط من أصل الشيخ رحمه الله، وهو في "التازية" وغيرها، وقال الشيخ
رحمه الله في نسخته منها عن محمد بن الحسن المخزومي هذا: "هو ابن زبالة؛ كذبوه "، وقد
استدركناه هنا، ووضعنا حكم الشيخ عليه من "ضعيف سنن أبي داود"- طبعة المعارف-، وهو
رواية في الحديث رقم (2694) الذي في "الصحيح ".
إليهم، وهم في خيل.
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة جامعة، فدعا لأحمس عشْر دعوات:
" اللهم! بارك لأحمس في خيلها ورجالها ".
وأتاه القوم؛ فتكلم المغيرة بن شعبة، فقال: يا نبي الله! إن صخراً أخذ
عمتي، ودخلتْ فيما دخل فيه المسلمون؟! فدعاه فقال:
" يا صخرُ! إن القوم إذا أسلموا؛ أحرزوا دماءهم وأموالهم، فادفع إلى
المغيره عمته ".
فدفعها إليه، وسأل نبيّ الله صلى الله عليه وسلم:
" ما لبني سُليم قد هربوا عن الاسلام، وتركوا ذلك الماء؟ ".
فقال: يا نبيّ الله! أنْزِلْنِيْه أنا وقومي؟ قال:
" نعم "، فأنزله، وأسْلم- يعني: السُلمِيين- فأتوا صخراً، فسألوه أن
يدفع إليهم الماء؟ فأبى. فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا نبي الله! أسْلمْنا وأتينا
صخراً ليدفع إلينا ماءنا؛ فأبى علينا! فأتاه فقال:
" يا صخرُ! إن القوم إذا أسلموا؛ أحرزوا أموالهم ودماءهم؛ فادفع إلى
القوم ماءهم ".
قال: نعم يا نبي الله! فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير عند ذلك
حمْرةً؛ حياء من أخْذِهِ الجارية، وأخذه الماء.
(قلت: إسناده ضعيف؛ عثمان بن أبي حازم مجهولان) .
إسناده: حدثنا عمر بن الخطاب أبو حفص: ثنا الفِرْيابِي: ثنا أبان- قال عمر:
وهو: ابن عبد الله بن أبي حازم- قال
…
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو حازم بن صخر لم يوثقه أحد؛ فهو مجهول.
ومثله ابنه عثمان، فإنه لم يوثقه غير ابن حبان (7/192) ! وقال فيه الحافظ:
" مقبول ". وفي أبيه:
"مستور".
وأبان بن عبد الله وسط؛ كما يشير إلى ذلك قولُ الذهبي في "الكاشف ":
" وثقه ابن معين، ولينه غيره ".
وصرح في "الميزان " بأنه حسن الحديث. وقال الحافظ:
" صدوق في حفظه لين ".
قلت: وبه أعله المنذري؛ فما أصاب! لأن فوقه من عرفت من المجهولين.
548-
عن سبْرة بن عبد العزيز بن الربيع الجهنِي عن أبيه عن جده:
أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل في موضع المسجد تحت دوْمة، فأقام ثلاثاً، ثم خرج
إلى تبوك. وأن جهيْنة لحِقوه بالرّحْبة؛ فقال لهم:
" منْ أهْلُ ذي المرْوة؟ ".
فقالوا: بنو رِفاعة من جهينة. فقال:
" قد أقطعتُها لبني رِفاعة ".
فاقتسموها؛ فمنهم من باع، ومنهم من أمْسك فعمِل.
(قلت: إسناده ضعيف؛ لأن الربيع الجهنيّ جد سبْرة تابعي؛ فهو مرسل) .
إسناده: حدثنا سليمان بن داود المهْرِيُ: أخبرنا ابن وهب: حدثني سبْرةُ بن
عبد العزيز بن الربيع الجهني
…
ثم سألت أباه عبد العزيز عن هذا الحديث،
فحدثني ببعضه؛ ولم يحدثني به كله.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات، لكن الظاهر أنه مرسل؛ لأن جد سبرة بن
عبد العزيز، إنما هو الربيع الجهني، وهو تابعي يروي عن أبيه سبرة بن معْبد، وله
صحبة، ولم يذكر أبوه في السند- كما ترى-؛ ولذلك فهو مرسل، إلا أن يقال: إن
المراد بقوله: عن جده.. الجد الأعلى لعبد العزيز وهو: سبْرة. وعليه جرى المنذري
في "مختصره "(4/263) ؛ فقال:
" عن سبرة بن معْبد الجهني: أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل
…
" فذكر الحديث وسكت
عنه! وتبعه صاحب "العون "!
وعليه يكون الحديث منقطعاً؛ لأن عبد العزيز لم يذكروا له روايةً إلا عن أبيه
الربيع.
وله حديث في تحريم المتعة يرويه مسلم (4/133) عنه، قال: سمعت أبي
ربيع ابن سبْرة يحدث عن أبيه سبرة بن معبد
…
فالراجح أنه مرسل. والله
أعلم.
هذا وقد كنت حسّنْتُ إسناد هذا الحديث في بعض تعليقاتي، وكان ذلك
غفلة مني عن هذه العلة. فأسأًل الله تعالى أن يغفرها لي؛ (ربنا لا تؤاخذنا إن
نسينا أو أخطأنا) .
والحديث أخرجه البيهقي (6/149) من طريق المؤلف.
549-
عن عبد الحميد بن عبد الواحد: حدثتني أم جنُوب بنت
نُميْلة عن أمها سُويدة بنت جابر عن أمها عقِيْلة بنت أسْمر بن مُضرس عن
أبيها أسمر بن مضرس قال:
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته، فقال:
"من سبق إلى ما لم يسْبِقْه إليه مسلمٌ؛ فهو له ".
فخرج الناس يتفادون يتخاطون.
(قلت: إسناده ضعيف، مظلم؛ منْ دون أسْمر بن مُضرِّس؛ أربعتهم
مجهولون. ولذلك استغربه المنذري) .
إسناده: حدثنا محمد بن بشار: حدثني عبد الحميد بن عبد الواحد:
حدثتني ام جنوب بنت نُميْلة عن أمها سُويْدة بنت جابر عن أمها عقِيْلة بنت أسْمر
ابن مُضرسٍ عن أبيها أسمر بن مضرس.
قلت: وهذا إسناد ضعيف مظلم؛ ما بين صحابي الحديث وشيخ المؤلف فيه
ابنِ بشار؛ أربعتهم مجاهيل، لم يوثقهم أحد، اللهم! إلا عبد الحميد بن
عبد الواحد؛ فقد وثقه ابن حبان على قاعدته في توثيق المجهولين! كما أشار إلى
ذلك الذهبي- كما بينته في "التيسير"-؛ ولذلك قال المنذري:
" حديث غريب ".
والحديث أخرجه البيهقي من طريق المؤلف.
وهو مخرج في "الإرواء"(1553) .
550-
عن عبد الله بن عمرعن نافع عن ابن عمر:
أن النبي صلى الله عليه وسلم أقْطع الزبير حُضْر فرسه؛ فأجرى فرسه حتى قام، ثم
رمى بسوْطِه، فقال:
" أعطوه من حيث بلغ السوْط ".
(قلت: إسناده ضعيف؛ لضعف عبد الله بن عمر- وهو العُمري؛ المُكبر-.
وقال المنذري: " فيه مقال ". والحافظ ابن حجر: " ضعيف ") .
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: ثنا حماد بن خالد عن عبد الله بن عمر.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير أن عبد الله بن عمر
- وهو: ابن حفص العُمري؛ المكبر- فيه ضعف من قبل حفظه. وقد رمزوا له بأنه
من رجال مسلم؛ لكن ذكر ابن طاهر المقدسي في "الجمع بين رجال الصحيحين "
(1/270) أن مسلماً روى له مقروناً وتبعه على ذلك الذهبي في "الكاشف "،
وقال في "الميزان ":
" صدوق، في حفظه شيء ".
وجزم الحافظ في "التقريب " بأنه ضعيف، وهو الراجح؛ لشهادة جمع بأنه كان
ضعيف الحفظ، وألان المنذريُ القول فيه حين قال:
"فيه مقال "!
فقول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "المسند"(9/222) :
" إسناده صحيح "! فيه مبالغة لا تخفى على من وقف على كلام الأئمة
فيه.