الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخرى عن سليمان بن حرب
…
به. وقال الترمذي:
" حديثٌ غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث سليمان بن حرب عن حماد بن زيد.
وسألت محمداً (يعني: البخاري) عن هذا الحديث؟ فقال: حدثنا سليمان بن
حرب عن حماد بن زيد
…
بهذا، وإنما هو عن أبي هريرة موقوفٌ، ولم يُعْرفْ
حديث أبي هريرة مرفوعاً ". وقال النسائي:
" هذا حديث منكر ".
وأعله البيهقي بجهالة حالِ كثير مولى ابن سمُرة؛ فقال:
" لم يثبت من معرفته ما يوجب قبُول روايته، وقول العامة بخلاف روايته ".
وخالفهم الحاكم فقال:
" حديث غريب صحيح "! ووافقه الذهبي! وأيده ابن التركماني!! وفيه ما
سبق بيانه. والله أعلم.
14- باب في البتّةِ
380-
عن عبد الله بن علي بن السائِب عن نافع بن عجيْر بن عبد يزيد:
أن ركانة بن عبدِ يزيد طلق امرأته سهيمة البتّة. فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم
بذلك، وقال: والله! ما أردْتٌ إلا واحدةً. فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم:
" والله! ما أردْت إلا واحدةً؟ ".
فقال رُكانةُ: والله! ما أردْتُ إلا واحدةً. فردّها إليه رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم.
فطلقها الثانية في زمان عمر، والثالثة في زمانِ عثمان.
381-
وفي روايةٍ عنه عن نافع بنِ عُجيْرٍ عن ركانة بنِ عبد يزيد عن
النبيِّ صلى الله عليه وسلم
…
بهذا الحديث.
(قلت: إسناده ضعيف؛ لاضطرابه-؛ فمرةً أرسله، ومرةً وصله من (مسند
ركانة بنِ عبد يزيد) نفسِه، وهو- من نافعِ بنِ عجير، وهو مجهول الحال- كما
قال ابن القيم-، أو ابنِ السائب- وهو مستور؛ كما قال الحافظ-) .
إسنادهما: حدثنا ابنُ السّرْح وإبراهيمُ بنُ خالد الكلْبِيّ- في آخرين- قالوا:
ثنا محمد بن إدريس الشافعيُّ: حدثني عمي محمدُ بن علي بن شافع عن
عبد الله بن علي بن السائب.
حدثنا محمد بن يونس النسائيُّ: أن عبد الله بن الزبير حدثهم عن محمد بن
إدريس: حدثني عمي محمد بن علي عن ابن السائب.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ وله علتان: الجهالة، والاضطراب.
أما الجهالة: فهي جهالة حال نافع بن عُجيْر؛ لم يوثقه غير ابن حبان، وقد
روى عنه جمع. وقال ابن القيم:
" مجهول؛ لا يعرف حالهُ البتّة ".
ونحوه عبد الله بن علي بن السائب، روى عنه جمع؛ لكن لم يوثقه أحد،
وقال الحافظ فيه:
"مستور".
وأما الاضطراب: فهو أنه أرسله مرةً؛ كما في الرواية الأولى، ووصله مرةً؛
فجعله من (مسند ركانة بنِ عبد يزيد) ؛ كما في الرواية الأخرى.
وفيه وجه اخر من الاضطراب: فقد قيل: عن يزيد بن ركانة كما في الحديث
الآتي.
والحديث مخرج في "الإرواء "(2063) .
382-
وعن الزبير بن سعيد عن عبدِ اللهِ بن علي بنِ يزيد بن رُكانة عن
أبيه عن جده:
أنه طلّق امرأته البتة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
" ما أردْت؟ ". قال: واحدة. قال:
" آلله!؟ ". قال: آلله! قال:
" هو على ما أردْت ".
(قلت: إسناده ضعيف؛ مسلسل بالعلل:
جهالة حال علي بن يزيد بن ركانة.
واضطرابُه في إسناده؛ فمرةً قال: عن جدِّه- يعني: يزيد بن ركانة-؛ كما
هنا. ومرةً قال: عن جده ركانة بن عبد يزيد. ومرة أرسله؛ فلم يذكر أباه
وجده.
وابنه عبد الله بن علي: ضعيف. ومثله الزبير بن سعيد. وقال مرة: عن
عبد الله بن علي بن السائب.. مكان: عبد الله بن علي بن يزيد.
وقد رواه غيره عنه مخالفاً له في إسناده؛ كما في الحديث الذي قبله.
وقد أعله البخاري والعقيلي بالاضطراب. وقال البخاري: " لم يصح ".
وقال العجلي: " حديث منكر ") .
إسناده: حدثنا سليمان بن داود: ثنا جرير بن حازم عن الزبير بن سعيد.
قال أبو داود: " وهذا أصح من حديث ابن جريج: أن ركانة طلق امرأته ثلاثاً.
لأنهم أهل بيته؛ وهم أعلم به. وحديث ابن جريج رواه عن بعض بني أبي رافع
عن عكرمة عن ابن عباس
…
".
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه الجهالة والاضطراب والضعف المبين آنفاً وهو
خلاصة ما حققته على هذا الحديث في "الإرواء"(2063) ؛ فأغنى عن الإعادة.
وحديث ابن جريج الذي علقه المصنف- وقال: " إن حديث الباب أصح منه "-،
هو من حصة الكتاب الآخر (1906) ، وفي ذلك إشارة إلى أنه خلاف ما قال
المصنف، أعني: أنه أصح من حديث الباب، وذلك لأن بعض بني أبي رافع قد
توبع عليه؛ فارتقى الحديث بذلك إلى مرتبة الحسن، كما هو مبين هناك.
واعلم أن الدارقطنيّ أخرج الحديث من رواية المصنف بإسناده المتقدم عن نافع
ابن عجير
…
، وقال عقبه:
" قال أبو داود: وهذا حديث صحيح ".
ونقله المنذري عنه دون أن يعزوه إليه، ثم رده بقوله:
" وفيما قاله نظر؛ فقد تقدم عن الإمام أحمد أن طُرقه ضعيفة، وضعفه أيضاً
البخاري ". وتعقبه ابن القيم فقال:
" وفيما قاله المنذري نظر؛ فإن أبا داود لم يحكم بصحته، وإنما قال- بعد
روايته-: هذا أصح من حديث ابن جريج
…
، وهذا لا يدل على أن الحديث عنده
صحيح؛ فإن حديث ابن جريج ضعيف- وهذا ضعيف أيضاً-، فهذا أصح