الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
145- باب في عُقُوبةِ الغالِّ
468-
عن صالح بن محمد بن زائدة- قال أبو داود: " وصالح هذا أبو
واقد "- قال:
دخلت مع مسْلمة أرض الروم، فأُنِي برجل قد غل؛ فسأل سالماً عنه؟
فقال: سمعت أبي يحدث عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا وجدْتُم الرجل قد غلّ فأحرقوا متاعه واضرِبُوه ".
قال: فوجدْنا في متاعِه مُصْحفاً؛ فسأل سالماً عنه؟ فقال: بِعْه، وتصدقْ
بثمنه.
(قلت: إسناده ضعيف؛ صالح هذا ضعفهُ الجمهور. وقال البخاري: " تركه
سليمان بن حرب. منكر الحديث "، ثم ذكر له هذا الحديث. وقال
الدارقطني: " أنكروه عليه، ولا أصْل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ") .
إسناده: حدثنا النُفيْلِيُّ وسعيد بن منصور قالا: ثنا عبد العزيز بن محمد- قال
النفيلي: الأنْدراورْدِيُ- عن صالح بن محمد بن زائدة.
قلت. وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير صالح هذا، فإنه
ضعيف اتفاقاً- إلا قول أحمد: " ما أرى به بأساً "-؛ بل قال البخاري في "التاريخ
الكبير":
" تركه سليمان بن حرب. منكر الحديث. يروي عن سالم عن ابن عمر عن
عمر- رفعه-:
" منْ غلّ؛ فأحرِقُوا متاعه ". وقال ابن عباس عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في
الغلُول، ولم يحرق ".
وحديث عمر الذي أشار إليه: أخرجه مسلم (1/75) وغيره، وفيه أن رجلاً
قيل فيه: فلان شهيد، فقال صلى الله عليه وسلم:
" كلا! إني رأيته في النار في برْدة غلّها- أو عباءة- ". الحديث.
وبصالح هذا أعله المنذري، ونُقِل عن الدارقطني ما ذكرته آنفاً.
والحديث أخرجه الترمذي (1461) ، والحاكم (2/127- 128) ، والبيهقي
(9/102- 103) ، وأحمد (1/22) من طرق عن الدّراورْدِي
…
به. وقال الترمذي:
" حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ".
ثم حكى عن البخاري معنى ما نقلته عنه آنفاً، وكذلك فعل البيهقي، وزاد
" أصحابنا يحتجون بهذا في الغلول؛ وهذا باطل ليس بشيء ".
469-
وفي رواية عنه قال:
غزوْنا مع الوليد بن هشام- ومعنا سالم بن عبد الله بن عمر، وعمر بن
عبد العزيز-، فغل رجلٌ متاعاً؛ فأمر الوليد بمتاعِه؛ فأحْرِق، وطِيْف به، ولم
يُعْطِه سهْمه.
قال أبو داود: " وهذا أصح الحديثين؛ رواه غير واحد: أن الوليد بن
هشام حرّق رحْل زياد بن سعد- وكلان قد غلّ-، وضربه ".
(قلت: وهو مقطوع) .
إسناده: حدثنا أبو صالح محْبُوب بن موسى الأنطاكي قال: أخبرني أبو
إسحاق عن صالح بن محمد قال: غزونا
…
قلت: إسناده ضعيف؛ لما عرفت آنفاً من حال صالح بن محمد، وأبو إسحاق
- هو الفزارِيُ، واسمه إبراهيم بن محمد- ثقة حافظ، ومحبوب ثقة أيضاً، وقد توبع
كما يأتي.
ثم إن الحديث مقطوع موقوف على الوليد بن هشام- وهو الوليد بن هشام بن
الوليد-؛ وهو مجهول، مات سنة ثلاث وعشرين- كما في "الجرح والتعديل "
(9/20)، ويعني: بعد المائة-، ولم يذكره ابن كثير ولا غيره في وفيات هذه
السنة. والله أعلم.
والحديث أخرجه البيهقي (9/103) من طريق المؤلف، وأخرجه عبد الرزاق
(5/247/9510) عن إبراهيم بن محمد
…
به نحوه.
470-
عن الوليد بن مسلم قال: ثنا زهير بن محمد عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر حرّقوا متاع الغالِّ وضربوه- زاد في
رواية: ومنعوه سهْمه-.
(قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ زهير بن محمد- وهو الخراساني المكيُ-
ضعيف في رواية الشاميين عنه- وهذه منها-، والوليد بن مسلم شامي يدلس
تدليس التسوية. وضعف البيهقي الحديث) .
إسناده: حدثنا محمد بن عوْفِ قال: ثنا موسى بن أيوب قال: ثنا الوليد بن
مسلم
…
قال أبو داود: " وزاد فيه علي بن بحْرٍ عن الوليد- ولم أسمعه منه-: ومنعوه
سهْمه ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ علته زهير بن محمد هذا- وهو الخراساني الكي
التميمي-، وهو مختلف فيه، والراجح التفصيل الذي صرح به الإمام البخاري
وغيره:
" ما روى عنه أهل الشام فإنه مناكير، وما روى عنه أهل البصرة فإنه صحيح ".
قلت: والوليد بن مسلم شامي، ثم هو معروف بأنه كان يدلس تدليس
التسوية، ولم يصرح بتحديث زهير عن عمرو؛ فهذه علة أخرى، وقد قيل: إن
زهيراً هذا هو غير المكي.. فإن ثبت ذلك؛ فهو مجهول. فالحديث على كل حال
ضعيف، وبه جزم البيهقي.
والحديث أخرجه ابن الجارود (1082) ، والحاكم (2/130- 131) - وعنه
البيهقي (9/102) - من طريقين عن علي بن بحْرِ
…
به؛ وفيه الزيادة. وقال
الحاكم:
" حديت غريب صحيح "! ووافقه الذهبي! مع أنه ترجم لزهير بنحو ما ذكرته
عن البخاري، وقال في "الكاشف ":
" ثقة يغْرِب، ويأتي بما ينْكر ".
وأما البيهقي فصرح بتضعيف الحديث، واستدل بأحاديث أوردها في الباب
ليس فيها أمر بالتحريق- أحدها عند المصنف في الباب الذي قبل هذا، وهو
في "الصحيح " برقم (2429) -، وأعله بالوقف والجهالة؛ كما يأتي في الرواية
التالية.
471-
وفي رواية أخرى عن الوليد عن زهير بن محمد عن عمرو بن
شعيب
…
قوله.
(قلت: وهذا- مع ضعف إسناده- مقطوع) .
إسناده: وحدثنا الوليد بن عتبة وعبد الوهاب بن نجْدة قالا: ثنا الوليد
…
لم
يذكر عبد الوهاب بن نجْدة الحوْطِيُ منْع سهْمِه.
قلت: وهذا إسناد كالذي قبله ضعْفاً؛ ولكنه مقطوع موقوف على عمرو بن
شعيب متناً، ولعل هذا الاختلاف في إسناده مما يؤكد ضعف زهير وسوء حفظه.
والله أعلم.
والحديث أخرجه البيهقي (9/102) من طريق المؤلف، وقال عقبه:
" ويقال: إن زهيراً مجهول؛ وليس بالمكي ".
قلت: هذا خلاف ما جرى عليه العلماء في تراجم الرجال! فإنهم:
أولاً: لم يذكرواو (زهيْريْن) اثنين: مكياً.. وغير مكي.
وثانياً: قد ذكروا في شيوخ المكي عمرو بن شعيب، وفي الرواة عنه الوليد
ابن مسلم؛ كما تراه في "تهذيب الكمال " للمزي، و "الكاشف " للذهبي
وغيرهما.
بل إن المزي قد ذكر الحديث نفسه في ترجمة زهير بن محمد التميمي- وهو
المكي؛ كما تقدم من كتابه "تحفة الأشراف "(6/314) -؛ فثبت أنه معروف وليس
بمجهول، ولكنه ضعيف؛ على التفصيل الذي سبق بيانه.