الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في أن الشفق: الحمرة
168 -
وعن ابن عمرَ - رضي الله تعالى عنهما - أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "الشَّفَقُ الحُمرَةُ" رواه الدارقطني وصححه ابن خزيمة، وغيرُه وَقَفَهُ على ابنِ عمرَ.
رواه الدارقطني 1/ 269 والبيهقي 1/ 373 كلاهما من طريق علي بن عبد الصمد الطيالسي نا هارون بن سفيان ثنا شقيق بن يعقوب ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشفق الحمرة، فإذا غاب الشفق وجبت الصلاة".
ورواه الدارقطني 1/ 269 موقوفًا، فقال ثنا محمد بن مخلد الحساني ثنا وكيع ثنا العمري عن نافع عن ابن عمر قال:"الشفق الحمرة".
ورواه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 14/ 409 من طريق الدراوردي عن عبد الله العمري به موقوفًا.
قال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" 3/ 165: رواه البيهقي بإسناد صحيح. اهـ.
قلت: ولعل المحفوظ وقفه كما رجحه الأئمة.
لهذا قال البيهقي في "السنن" 1/ 373: الصحيح موقوف. اهـ.
وقال ابن عبد الهادي في "التنقيح" 1/ 627: رواه الدارقطني أيضًا موقوفًا من قول ابن عمر وهو أشبه. اهـ.
وقال الزيلعي في "نصب الراية" 1/ 233: قال الحافظ أبو القاسم: رواه موقوفًا على ابن عمر عبيدُ الله بن عمر بن حفص العمري، وعبد الله بن نافع مولى ابن عمر جميعًا عن نافع عن ابن عمر، قال: ورواه أبو القاسم أيضًا من حديث علي بن جندل ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ثنا أبو حذافة ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الشفق الحمرة" قال أبو القاسم: تفرد به علي بن جندل الوراق عن المحاملي عن أبي حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي وقد رواه عتيق بن يعقوب عن مالك، وكلاهما غريب، وحديث عتيق أمثل إسنادًا. اهـ.
وقال الحافظ في "تلخيص الحبير" 1/ 186: رواه ابن عساكر من حديث أبي حذافة عن مالك، وقال: حديث عتيق أمثل إسنادًا، وذكر الحاكم في "المدخل" حديث أبي حذافة وجعله مثالًا لما رفعه المجروحين من الموقوفات. اهـ.
وفي الباب عن أبي هريرة وعبد الله بن عمرو وعن عبادة بن الصامت وشداد بن أوس.
أولًا: حديث أبي هريرة رواه الدارقطني 1/ 369 قال: ثنا القاضي الحسين بن إسماعيل ثنا عباس الدوري، نا يعقوب بن محمد الزهريّ نا محمد بن إبراهيم بن دينار أبو الفضل مولى طلحة بن عمر بن عبيد الله عن ابن أبي لبيبة عن أبي هريرة قال: الشفق الحمرة.
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة.
قال ابن معين: ليس حديثه بشيء. اهـ.
وقال الدارقطني: ضعيف. اهـ.
وكذلك في إسناده يعقوب بن محمد الزهريّ.
قال أحمد: ليس بشيء لا يسوى شيئًا. اهـ.
وقال أبو زرعة: واهي الحديث. اهـ.
وكان ابن المديني يتكلم فيه.
وقال أبو حاتم: هو عندي عدل أدركته، فلم أكتب عنه. اهـ.
ثانيًا: حديث عبد الله عمرو رواه ابن خزيمة 1/ 82: قال: أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمار بن خالد الواسطي نا محمد -وهو ابن يزيد، وهو الواسطي- عن شعبة عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وقت الظهر إلى العصر ووقت العصر إلى اصفرار الشمس ووقت المغرب إلى أن تذهب حمرة الشفق
…
".
قلت: أصل الحديث في "صحيح مسلم" كما سبق في أول باب المواقيت من طريق شعبة به.
لكن بلفظ: "ووقت المغرب ما لم يسقط ثور الشفق".
أما رواية ابن خزيمة "إلى أن تذهب حمرة الشفق" فقد تفرد بها محمد بن يزيد الواسطي.
قال ابن خزيمة 1/ 183: فلو صحت هذه اللفظة في الخبر، لكان في هذا الخبر بيان أن الشفق الحمرة، إلا أن هذه اللفظة تفرد بها
محمد بن يزيد، إن كانت حفظت عنه، وإنما قال أصحاب شعبة في هذا الخبر:"ثوو الشفق" مكان ما قال محمد بن يزيد: "حمرة الشفق" اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 87: محمد بن يزيد صدوق. اهـ.
قلت: الأمر في قبول الزيادة هو القرائن، ولا يكفي كون الراوي ثقة كما هو منهج الأئمة المتقدمين كأمثال عبد الرحمن بن مهدي وابن معين والإمام أحمد وغيرهم.
ثالثًا: أثر عبادة بن الصامت وشداد بن أوس رواه الدارقطني 1/ 269 قال: حدثنا أبو بكر الشافعي ثنا محمد بن شاذان نا معلى، نا يحيى بن حمزة عن ثور بن يزيد عن مكحول عن عبادة بن الصامت وشداد بن أوس قالا: الشفق شفقان: الحمرة والبياض، فإذا غابت الحمرة حلت الصلاة.
ومن طريقه رواه البيهقي 1/ 373.
وروي موقوفًا على مكحول.
وقال البيهقي في "المعرفة" 1/ 409: ورويناه عن عمر وابن عباس وعبادة بن الصامت وشداد بن أوس وأبي هريرة ولا يصح فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء. اهـ.
* * *