الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في زخرفة المساجد والمباهاة بها
263 -
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقومُ الساعةُ حتَّى يتَباهَى الناسُ في المساجدِ" أخرجه الخمسة إلا الترمذي، وصححه ابن خزيمة.
رواه أبو داود (449) وابن ماجه (739) والنسائي 2/ 32 وأحمد 3/ 145، 152، 230 والدارمي 1/ 327 وابن خزيمة 2/ 281 - 282 والبغوي في "شرح السنة" 2/ 350 وابن حبان "الموارد":(307) وفي "صحيحه" 4/ 493 كلهم من طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس به مرفوعًا.
قلت: إسناده صحيح.
قال النووي في "الخلاصة" 1/ 305: رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح. اهـ.
وقد رواه عن حماد بن سلمة جمع منهم عبد الله بن المبارك عند النسائي.
ومحمد بن عبد الله الخزاعي عند أبي داود.
وعفان عند أحمد والدارمي.
والمؤمل بن إسماعيل عند ابن خزيمة.
ويونس وحسن بن موسى وعبد الصمد عند أحمد.
ورواه أيضًا أحمد 3/ 145 عن حماد به.
فيظهر أنه سقط اسم شيخه في المطبوع.
لهذا قال الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" 1 / رقم (658): حديث "لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد" عن عبد الصمد وأبي سعيد ويونس وحسن بن عفان كلهم عن حماد عن أيوب عنه به. اهـ. ولم يذكر وواية أحمد عن حماد مباشرة.
* * *
264 -
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أُمِرتُ بتشييد المساجدِ" أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان.
رواه أبو داود (448) وابن حبان في "صحيحه"(1613) والبيهقي 2/ 438 - 439 والبغوي في "شرح السنة" 2/ 348 كلهم من طريق محمد بن الصباح في أبي فزارة عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أمرت بتشييد المساجد" قال ابن عباس: "لتزخرفُنَّها كما زخرفت اليهود والنصارى".
قلت: رجاله ثقات، وإسناده قوي وأبو فزارة هو العبسي اسمه راشد بن كيسان الكوفي، وللمدرج منه طرق سيأتي بعضها في آخر هذا الباب.
قال النووي في "الخلاصة" 1/ 305: إسناد صحيح على شرط مسلم. اهـ.
ورواه ابن حبان 4/ 493 من طريق سفيان الثوري عن أبي فزارة به.
وفي الباب عن عثمان بن عفان وعمر بن الخطاب وابن عباس وأنس وأثر عنه وعن ابن عمر وابن عباس.
أولًا: حديث عثمان بن عفان رواه البخاري (450) ومسلم 1/ 370 كلاهما من طريق بكير عن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه أنه سمع عبيد الله الخولاني أنه سمع عثمان بن عفالت يقول عند قول الناس فيه حين بنى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم أكثرتم، وإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"من بنى لله مسجدًا -يبتغي به وجه الله- بنى الله له مثله في الجنة".
ورواه مسلم 1/ 370 من طريق محمود بن لبيد: أن عثمان بن عفان، زاد بناء المسجد، فكره الناس ذلك، فأحبوا أن يدعه على هيئته فقال: ....
والشاهد: كراهية الصحابة لفعله، ولا ينفي كراهيتهم تأويله رضي الله عنه.
ولهذا لما ذكر الحافظ في "الفتح" 1/ 448 أثر عمر "أكن الناس من المطر
…
" قال: وهو طرف من قصة تجديد المسجد النبوي. اهـ.
ثانيًا: حديث عمر بن الخطاب رواه ابن ماجه (741) قال: حدثنا جبارة بن المغلس ثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم".
قلت: جبارة بن المغلس الحماني شيخ ابن ماجه اتهم.
قال البخاري: حديثه مضطرب. اهـ.
وقال ابن أبي حاتم: كان أبو زرعة حدث عنه في أول أمره ثم ترك حديثه بعد ذلك. اهـ.
وقال ابن نمير: ما هو عندي ممن يتعمد الكذب. اهـ.
وقال الدارقطني: متروك. اهـ.
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة": في إسناده أبو إسحاق كان يدلس، وجبارة كذاب. اهـ.
وذكر الحديث النووي في "الخلاصة" 1/ 305 في قسم الضعيف.
ثالثًا: حديث ابن عباس رواه ابن ماجه (740) قال: حدثنا جبارة بن المغلس تنا عبد الكريم بن عبد الرحمن البجلي عن ليث عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أراكم ستشرفون مساجدكم بعدي كما شرفت اليهود كنائسها، وكما شرفت النصارى بيعها".
قلت: إسناده ضعيف جدًّا لأن فيه جبارة بن المغلس الحماني وهو متروك كما سبق قبل قليل.
وبه أعله البوصيري في "مصباح الزجاجة".
وكذلك في إسناده عبد الكريم بن عبد الرحمن البجلي لم أجد من وثقه غير ابن حبان.
وأيضًا ليث هو ابن أبي سليم صدوق اختلط أخيرًا ولم يتميز حديثه فترك.
والحديث ذكره النووي في "الخلاصة" في قسم الضعيف 1/ 305 فقال: حديث ضعيف. اهـ.
رابعًا: حديث أنس رواه ابن أبي شيبة 1/ 344 والبيهقي 2/ 439 كلاهما من طريق هريم عن ليث عن أيوب عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ابنوا المساجد واتخذوها جُمًّا" ومعنى "جُمًّا" قال البيهقي 2/ 439: الجم التي لا شرف لها وكذلك البناء إذا لم يكن له شرف فهو أجم وجمعه جُم. اهـ.
ورواه البيهقي 2/ 439 من طريق أبي حمزة السكري عن ليث به.
قلت: والذي يظهر أن ليثًا في الإسناد هو ليث بن أبي سليم وهو ضعيف (1)، لأن هريم بن سفيان البجلي صاحب رواية عن ليث بن أبي سليم، وقد ضعف الإمام أحمد ليثًا فقال: مضطرب الحديث.
وضعفه أبو حاتم وابن معين وقد سبق الكلام عليه مفصلًا.
خامسًا: أثر أنس بن مالك رواه ابن أبي شيبة 1/ 343 قال: حدثنا ابن علية عن أيوب قال: حدثني رجل عن أنس بن مالك قال: كان يقال: ليأتين على الناس زمان يبنون المساجد يتباهون بها ولا يعمرونها إلا قليلًا.
(1) راجع باب: صفة المضمضة والاستنشاق.
قلت: فيه رجل لم يسم وباقي رجاله ثقات.
وروى مسدد كما في "المطالب"(355) قال: حدثنا إسماعيل عن أيوب به.
سادسًا: أثر ابن عمر رواه البيهقي 2/ 439 وابن أبي شيبة 1/ 344 كلاهما من طريق هريم بن سفيان عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال: نهانا أو نهينا أن نصلي في مسجد مشرف.
قلت: في إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، وقد سبق الكلام عليه قبل قليل (1).
سابعًا: أثر ابن عباس رواه ابن أبي شيبة 1/ 344 قال: حدثنا ابن فضيل عن ليث عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال: لتزخرفن مساجدكم كما زخرفت اليهود والنصارى مساجدهم.
وقد تابع ليثًا أبو فزارة عند أبي داود (448) والبيهقي 2/ 438 كلاهما رواه من طريق محمد بن الصباح، عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم به.
وقد سبق الكلام عليه في أول الباب.
ورواه ابن أبي شيبة 1/ 343 قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي فزارة به بالموقوف فقط، وهذا الأثر له شواهد وأسانيد قوية، فهو إلى الصحة أقرب.
* * *
(1) راجع باب: صفة المضمضة والاستنشاق.
265 -
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عُرِضَتْ عليَّ أجورُ أُمَّتِي: حتَّى القَذَاةُ يُخرِجُها الرجُلُ مِن المسجدِ" رواه أبو داود والترمذي واستغربه، وصححه ابن خزيمة.
قلت: سبق تخريجه في أول كتاب المساجد في باب: ما جاء في تطييب المساجد وكنسها وبنائها.
* * *