الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في تطييب المساجد وكنسها وبنائها
251 -
عن عائشة رضي الله عنها قالت: أمرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ببناءِ المساجدِ في الدُّورِ وأن تُنَظَّفَ وتُطَيَّبَ. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصحح إرساله.
رواه أبو داود (455) والترمذي (594) وابن ماجه (758) وأحمد 6/ 279 والبيهقي 2/ 439 - 440 كلهم من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكرته.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب كما في "مجموع مؤلفاته" 8/ 335 رواه الخمسة إلا النسائي وسنده حسن. اهـ.
قلت: اختلف في وصله وإرساله.
فقد رواه عن هشام بن عروة بالسند السابق كلٌّ من عامر بن صالح الزبيري عند الترمذي وأحمد والبيهقي.
وعامر هذا متروك بل كذبه ابن معين.
وتابعه أيضًا مالك بن سعير عند ابن ماجه، وهو من رجال البخاري ومسلم، وحاله لا بأس بها.
ومثله أيضًا متابعة زائدة عند أبي داود.
وخالف هؤلاء عبدة ووكيع وأرسلاه.
فقد رواه الترمذي (595) قال: حدثنا هناد حدثنا عبدة ووكيع عن هشام عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر
…
فذكر نحوه.
ورجح المرسل الترمذي حيث قال لما ذكر المرسل 2/ 185: وهذا أصح من الحديث الأول. اهـ.
وتابع عبدة ووكيع على إرساله: سفيان بن عيينة كما هو عند الترمذي (596).
فائدة: قال الترمذي 2/ 185: قال سفيان قوله: بناء المساجد في الدور، يعني القبائل. ونحوه قال البيهقي 2/ 440.
ولما ذكر عبد الحق في "الأحكام الوسطى" 1/ 286 حديث عائشة وحديث سمرة قال: الأول أشهر إسنادًا وإن كان قد روي مرسلًا عن عروة. اهـ.
وتعقبه ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 5/ 138 فقال: كذا قال، ويقتضي ظاهره بأن حديث سمرة شيء ملتفت إليه بحيث يفاضل بينه وبين حديث عائشة، وهذا لا شيء، فإن حديث عائشة لا شك في صحته، رفعه مسندًا جماعة من أصحاب هشام بن عروة ولا يضره إرسال ابن عيينة إياه عن هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأما حديث سمرة فإسناده مجهول البتة وفيه جعفر بن سعد بن سمرة وخبيب بن سليمان بن سمرة وأبوه سليمان بن سمرة، وما من هؤلاء من تعرف له حال وقد أجهد المحدتون فيهم جهدهم. اهـ.
قلت: حديث سمرة المشار إليه رواه البزار كما في "كشف الأستار" 1/ 201 والطبراني في "الكبير" 7/ 254.
أولًا: أحاديث الحث على تطييب المساجد وتنظيفها.
في الباب عن ابن عمر وأنس وأثر عن عمر وعن معاذ وواثلة وأبي هريرة وأنس.
نذكر أولًا: الأحاديث الدالة على تطييب المساجد.
أولًا: حديث ابن عمر رواه ابن خزيمة 2/ 270 قال: حدثنا أبو طاهر حدثنا محمد بن سهل بن عسكر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم حتها بيده -يعني النخامة أو البزاق- ثم لطخها بالزعفران، دعا به. قال: فلذلك صنع الزعفران في المساجد.
قلت: إسناده صحيح.
ورواه أبو داود (479) من طريق حماد عن أيوب به بنحوه، وفيه قال: وأحسبه قال: فدعا بزعفران فلطخه به.
قال أبو داود 1/ 183. رواه إسماعيل وعبد الوارث عن أيوب عن نافع، ومالك وعبيد الله وموسى بن عقبة عن نافع، نحو حماد، إلا أنه لم يذكروا الزعفران، ورواه معمر عن أيوب وأثبت الزعفران فيه، وذكر يحيى بن سليم عن عبيد الله عن نافع الخلوق. اهـ.
ثانيًا: حديث أنس بن مالك رواه النسائي 2/ 52 وابن خزيمة 270/ 2 كلاهما من طريق عائذ بن حبيب حدثنا حميد الطويل عن أنس
قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة في قبلة المسجد فاحمر وجهه، فجاءته امرأة من الأنصار فحكتها، فجعلت مكانها خلوقًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما أحسن هذا".
قلت: إسناده لا بأس به.
وأصل الحديث في "الصحيحين" عن ابن عمر وغيره كما سبق في باب النهي عن البصاق في الصلاة برقم (245).
وروى أبو داود (461) والترمذي (2916) من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن ابن جريج عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس مرفوعًا: "عُرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبًا أعظم من سورة من القرآن أُوتيها رجل ثم نسيها".
قلت: إسناده ضعيف.
قال الترمذي: حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه اهـ.
وقال البخاري: لا نعرف للمطلب سماعًا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
وفيه أيضًا ابن جريج وهو مدلس ولم يصرح بالتحديث.
بل قال الدارقطني: لم يسمع من المطلب شيئًا. اهـ
لهذا ضعف الحديث النووي في "الخلاصة" 1/ 307.
ثالثًا: أثر عمر بن الخطاب رواه أبو يعلى كما في "المقصد العلي"(233) قال: حدثنا عبيد الله حدثنا زهير حدثنا عبد الرحمن بن
مهدي عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن عمر كان يُجَمِّر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كل جمعة.
قلت: إسناده ضعيف من أجل عبد الله بن عمر العمري، فهو ضعيف كما سبق (1).
وقد أشار الهيثمي إلى إعلال الأثر به كما في "المجمع" 2/ 11.
رابعًا: حديث معاذ سوف يأتي ضمن باب: النهي عن إقامة الحدود في المساجد.
خامسًا: حديث واثلة بن الأسقع سوف يأتي ضمن باب. النهي عن إقامة الحدود في المساجد.
وأما الأحاديث الدالة على تنظيف المساجد فنذكر منها ما يلي.
سادسًا: حديث أبي هريرة رواه البخاري (458) من طريق حماد بن زيد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة: أن رجلًا أسود أو امرأة سوداء، كان يقُمُّ المسجد فمات فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقالوا: مات، قال:"أفلا آذنتموني به، دُلّوني على قبره" أو قال: "قبرها" فأتى قبرها فصلى عليها.
والشاهد منه: سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عنه وصلاته عليه، كل هذا بسبب عمله وهو تنظيف المسجد ولهذا وضعه البخاري تحت باب: كنس المسجد، والتقاط الخرق والعيدان.
(1) راجع باب: تخليل اللحية.
سابعًا: حديث أنس بن مالك رواه أبو داود (461) والترمذي (2917) وابن خزيمة 2/ 271 والبيهقي 2/ 440 والبغوي في "شرح السنة" 2/ 364 كلهم من طريق عبد الوهاب بن عبد الحكم الخزاز أخبرنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روَّاد عن ابن جريج عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عرضت عليَّ أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبًا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها".
قلت: الحديث معلول من جهة السند والمتن.
أما من جهة السند فقد قال الترمذي 8/ 118: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
قال: وذاكرت به محمد بن إسماعيل، فلم يعرفه، واستغربه، قال محمد: ولا أعرف للمطلب بن عبد الله سماعًا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم
…
قال: سمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول: لا نعرف للمطلب سماعًا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال عبد الله: وأنكر علي بن المديني أن يكون المطلب سمع من أنس. اهـ.
قلت: وكذلك في إسناده ابن جريج وهو مدلس كما سبق وقد عنعن.
وأيضًا عبد العزيز بن أبي رواد يخطئ أحيانًا كما قال ابن عدي.
وقد وثقه ابن معين.
وقال النسائي: ليس به بأس. اهـ.
وقال أحمد: كان رجلًا صالحًا، وكان مرجئًا وليس هو في التثبت مثل غيره. اهـ.
وأما إعلاله من جهة المتن، فلأن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت أنه نسي آية، ولهذا كان من القواعد الشرعية أن النسيان غير مؤاخذ به.
ثانيًا: أحاديث الحث على بناء المساجد.
في الباب عن عثمان بن عفان وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وجابر وواثلة وأبي ذر وأنس بن مالك.
أولًا: حديث عثمان بن عفان رواه البخاري (450) ومسلم 1/ 370 كلاهما من طريق عمرو، أن بكيرًا حدثه، أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه، أنه سمع عبيد الله الخولاني يذكر أنه سمع عثمان بن عفان، عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم: إنكم قد أكثرتم وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من بنى مسجدًا لله تعالى -قال بكير: حسبت أنه قال: يبتغي به وجه الله- بنى الله له بيتًا في الجنة".
وفي رواية "مثله في الجنة".
ثانيًا: حديث عمر بن الخطاب رواه ابن ماجه (735) وأحمد 1/ 20 وابن حبان "الموارد": (300) كلهم من طريق عبد الله بن أسامة بن الهاد عن الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن عبد الله بن
سُراقة العدوي عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من بنى مسجدًا يُذكر فيه اسم الله، بنى الله له بيتًا في الجنة".
قلت: إسناده منقطع لأن عثمان بن عبد الله بن سُراقة العدوي لم يسمع من عمر بن الخطاب، بل ولم يدركه.
ولهذا قال البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه": حديث عمر مرسل فإن عثمان بن عبد الله بن سُراقة، روى عن عمر بن الخطاب وهو جده لأمه ولم يسمع منه قاله المزي في "التهذيب". اهـ.
وفي سنده أيضًا الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان المدني لين الحديث لكن يشهد له أحاديث الباب.
ثالتًا: حديث علي بن أبي طالب رواه ابن ماجه (737) قال: حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة حدثني أبو الأسود عن عروة عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بنى لله مسجدًا من ماله، بنى الله له بيتًا في الجنة".
ورواه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 180 من طريق الوليد بن مسلم حدثنا ابن لهيعة.
قلت: إسناده ضعيف، لأن فيه ابن لهيعة، وقد سبق الكلام عليه (1).
وقال أبو نعيم: غريب من حديث عروة، تفرد به عبد الله بن لهيعة رواه عنه الكبار ابن المبارك وابن وهب. اهـ.
(1) راجع باب: نجاسة دم الحيض.
وكذلك في إسناده الوليد بن مسلم وهو من المكثيرين من التدليس لكن صرح بالتحديث عند أبي نعيم.
وأعل الحديث أيضًا بالانقطاع فقد نقل العلائي في "جامع التحصيل" ص 236: أن أبا حاتم وأبا زرعة قالا عن عروة بن الزبير: حديثه عن أبي بكر الصديق وعمر وعلي رضي الله عنهم مرسل. اهـ.
رابعًا: حديث جابر بن عبد الله رواه ابن ماجه (738) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا عبد الله بن وهب عن إبراهيم بن نشيط عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من بنى مسجدًا لله، كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتًا في الجنة".
قلت: رجاله ثقات، وإسناده قوي.
وقد روي الحديث من مسند أبي ذر كما سيأتي.
وصحح إسناده النووي في "الخلاصة" 1/ 303.
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة": إسناده صحيح ورجاله ثقات. اهـ.
وقال الشوكاني في "نيل الأوطار" 2/ 212: إسناده جيد. اهـ.
خامسًا: حديث واثلة بن الأسقع رواه أحمد 3/ 490 والبخاري في "التاريخ" 2/ 71 والطبراني في "الكبير" 22 / رقم (213) كلهم من طريق الحسن بن يحيى الخشني عن بشر بن حيان قال: أتانا
واثلة بن الأسقع ونحن نبني مسجدًا فوقف علينا فسلم ثم قال: من بنى مسجدًا يصلى فيه بنى الله عز وجل له في الجنة أفضل منه.
قلت: في إسناده الحسن بن يحيى الخشني اختلف فيه.
قال العقيلي في "الضعفاء" 1/ 244: لا يتابع عليه. اهـ.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 7: فيه الحسن بن يحيى الخشني ضعفه الدارقطني وابن معين -في رواية- ووثقه دحيم وأبو حاتم. اهـ.
وقال أبو نعيم في "الحلية" 8/ 319: تفرد به الخشني عن بشر. اهـ.
وقال في "الكامل" 8/ 319: لا أعلم يروي هذا الحديث بهذا الإسناد غير الحسن بن يحيى الخشني. اهـ.
قلت: وبشر بن حيان الخشني القرشي ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 71 وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 354 ولم يوردا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 70 وقال: لم يرو عنه غير الحسن بن يحيى. اهـ.
سادسًا: حديث أبي ذر رواه البيهقي 2/ 437 وابن حبان "الموارد"(301) والطبراني في "الصغير" 2/ 138 وأبو نعيم في الحلية 4/ 217 كلهم من طريق قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بنى لله مسجدًا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتًا في الجنة".
قلت: رجاله ثقات.
ولهذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 7: رجاله ثقات. اهـ.
قلت: وقد رواه يعلى بن عبيد عن الأعمش به موقوفًا كما هو عند البيهقي 2/ 437، ويعلى بن عبيد ثقة، ولعل الحديث ورد هكذا على الوجهين، والله أعلم.
ورواه البزار كما في "كشف الأستار" 1/ 203 (401) وابن المنذر في "الأوسط" 5/ 123 (2508) والطحاوي في "المشكل" 1/ 485 والبيهقي 2/ 437 كلهم من طرق عن أحمد بن يونس حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر بمثله.
وسقط من إسناد البيهقي "عن أبيه".
زاد البيهقي والطحاوي، قال أحمد بن يونس: قيل لأبي بكر بن عياش: إن الناس يخالفونك في هذا الحديث لا يرفعونه.
فقال أبو بكر بن عياش: سمعنا هذا من الأعمش والأعمش شاب. اهـ.
ورواه أبو نعيم كما في "الحلية" 4/ 217 من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش به مرفوعًا.
ورواه الطحاوي في "المشكل" 1/ 485 وابن حبان 3/ 69 (1609) من طريق محمد بن حرب النشائي حدثنا محمد بن عبيد عن أخيه يعلى بن عبيد عن الأعمش به مرفوعًا.
واختلف في إسناده.
فرواه البيهقي 2/ 437 من طريق أبي محمد الحسن بن علي بن مؤمل حدثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري حدثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر بمثله موقوفًا.
ورواه أبو داود الطيالسي (461) من طريق قيس وهو ابن الربيع عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر موقوفًا.
قلت: قيس بن الربيع تكلم في حفظه لكن تابعه أبو معاوية كما عند ابن أبي شيبة 1/ 310.
ورواه الطحاوي في "المشكل" 1/ 485 من طريق هشيم حدثنا منصور بن زاذان عن الحكم عن يزيد بن شريك عن أبي ذر بمثله موقوفًا.
قلت: إسناده قوي.
ولعله أصح فقد قال ابن أبي حاتم في "العلل"(261): سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه علي بن حكيم عن شريك عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبي ذر رفعه فقالا: هكذا رواه عدة من أصحاب شريك فلم يرفعوه والصحيح عن أبي ذر من حديث شريك موقوف، قال أبي: ورواه أبو بكر بن عياش عن الأعمش رفعه، ونفس الحديث موقوف وهو أصح. اهـ.
وقال الدارقطني في "العلل" 6 / رقم (1134): هو حديث رواه الأعمش عن إبراهيم عن أبيه عن أبي ذر.
واختلف عن الأعمش فرواه شريك وقطبة بن عبد العزيز وأبو بكر بن عياش ويعلي بن عبيد -من رواية أخيه عنه- وجرير بن عبد الحميد -من رواية بشر بن آدم عنه- وشيبان، وقيل: عن شعبة ولا يثبت، فرووه عن الأعمش مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
واختلف عن الثوري، فرواه أبو السائب سلم بن جنادة عن وكيع عن الثووي عن الأعمش مرفوعًا.
وكذلك قال: مؤمل بن إسماعيل عن الثوري وخالفه أصحاب وكيع موقوفًا.
وكذلك رواه يحيى القطان وأبو حذيفة وغيرهما عن الثوري موقوفًا.
وكذلك رواه علي بن المديني وإسحاق بن راهويه عن جرير موقوفًا. اهـ.
سابعًا: حديث أنس بن مالك رواه الترمذي (319) من طريق نوح بن قيس عن عبد الرحمن مولى قيس عن زياد النميري عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من بنى لله مسجدًا صغيرًا كان أو كبيرًا بنى الله له بيتًا في الجنة".
قلت: عبد الرحمن مولى قيس مجهول كما قال الحافظ في "التقريب".
وزياد بن عبد الله النميري ضعيف.
* * *