الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: التسبيح للرجال والتصفيق للنساء
223 -
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التَّسبيحُ للرجالِ، والتَّصفيقُ للنساءِ" متفق عليه، زاد مسلم "في الصلاة".
رواه البخاري (1203) ومسلم 1/ 318 وأبو داود (939) وابن ماجه (1034) والنسائي 3/ 11 والبغوي في "شرح السنة" 3/ 271 والبيهقي 2/ 246 كلهم من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة به مرفوعًا.
ورواه البيهقي 2/ 247 من طريق حفص بن عبد الله حدثني إبراهيم بن طهمان عن سليمان الأعمش عن طهمان عن سليمان الأعمش عن ذكوان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا استؤذن على الرجل وهو يصلي فإذنه التسبيح، وإذا استؤذن على المرأة وهي تصلي فإذنها التصفيق".
قال الألباني حفظه الله في "السلسلة الصحيحة" 1/ 816: هذا إسناد صحيح على شرط البخاري. اهـ.
ورواه مسلم 1/ 319 والترمذي (369) كلاهما من طرق عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: "التسبيح للرجال والتصفيق للنساء".
ورواه أيضًا مسلم 1/ 319 والبيهقي 3/ 247 كلاهما من طريق عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه مرفوعًا بمثله.
وروى أبو داود (944) والدارقطني 2/ 83 والبيهقي 2/ 262 وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ"(211) وابن الجوزي في "العلل" 1/ 430 كلهم من طريق محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن أبي غطفان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "التسبيح للرجال والتصفيق للنساء، ومن أشار في صلاته إشارة تفهم عنه، فليعدها" يعني الصلاة.
قلت: في إسناده ابن إسحاق مدلس وقد عنعن كما سبق (1).
قال: ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، ابن إسحاق مجروح، قد كذبه مالك وهشام بن عروة، وأبو غطفان مجهول. اهـ. وفيما قاله نظر.
لهذا قال ابن عبد الهادي في "التنقيح" 2/ 932: أبو غطفان هو ابن طريف ويقال: ابن مالك المري، قال ابن معين والنسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وروى له مسلم في "صحيحه"، وذكر ابن القطان أن راوي هذا الحديث غير راوي لا يعرف، وليس كما قال .. اهـ.
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة عند أحمد 2/ 241، 376، 432، 440، 473، 479، 492، 507، 529.
وفي الباب عن سهل بن سعد وابن عمر وجابر وأبي سعيد الخدري وعلي بن أبي طالب.
(1) راجع باب: ما جاء في الاستنجاء بالماء من التبرز.
أولًا: حديث سهل بن سعد رواه البخاري (1204) ومسلم 1/ 316 وابن ماجه (1035) وأبو داود (941) والبيهقي 2/ 246 كلهم من طريق أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليُصلح بينهم، فحانت الصلاة، فجاء المؤذن إلى أبي بكر، فقال: أتصلي بالناس فأقيم؟ قال: نعم، قال: فصلى أبو بكر فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة، فتخلص حتى وقف في الصف فصفق الناس، وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة، فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مكانك، فرفع أبو بكر يديه، فحمد الله عز وجل على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى، ثم انصرف فقال:"يا أبا بكر! ما منعك أن تثبت إذ أمرتك"، قال أبو بكر: ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيق؟ من نابه شيء في صلاته فليسبح، فإنه إذا سبح التفت إليه، وإنما التصفيق للنساء"، هذا لفظ مسلم، وقطعه البخاري في عدة مواضع.
ثانيًا: حديث ابن عمر رواه ابن ماجه (1036) قال: حدثنا سويد بن سعيد ثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل وعبيد الله عن نافع أنه كان يقول: قال ابن عمر: رخّص رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء في التصفيق، وللرجال في التسبيح.
قال البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه" 1/ 199: إسناده حسن. اهـ.
وفيه نظر فقد قال ابن أبي حاتم في "العلل"(478): سألت أبي عن حديث رواه سويد بن سويد بن سعيد عن يحيى بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن أمية وعبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء في التصفيق في الصلاة وللرجال في التسبيح، قال أبي: هذا حديث منكر بهذا الإسناد. اهـ.
قلت: شيخ ابن ماجه سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار الهروي وثقه الإمام أحمد.
وقال أبو حاتم: كان صدوقًا، وكان يدلس ويكثر. اهـ.
وقال البخاري: كان قد عمي فيلقن، ما ليس من حديثه. اهـ.
وقال البرذعي: رأيت أبا زرعة يسيء القول فيه، فقلت له: فأيشٍ حاله، قال: أما كتبه فصحاح، وكنت أتتبع أصوله فأكتب منها، فأما إذا حدث من حفظه فلا. اهـ.
وقال يعقوب بن شيبة: صدوق، مضطرب الحفظ ولا سيما بعدما عمي. اهـ.
وقال صالح بن محمد: صدوق إلا أنه كان عمي فكان يلقن أحاديث ليست من حديثه. اهـ.
ثالثًا: حديث جابر رواه أحمد 3/ 357 قال: حدثنا عبيدة بن حميد حدثني محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي الزبير عن
جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "التسبيح في الصلاة للرجال والتصفيق للنساء".
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ضعفه يحيى بن سعيد، وقال أحمد: كان سيئ الحفظ، مضطرب الحديث. اهـ.
وقال ابن المديني: كان سيئ الحفظ واهي الحديث. اهـ.
وقال شعبة: ما رأيت أحدًا أسوأ حفظًا من ابن أبي ليلى. اهـ.
وقال ابن معين: ليس بذاك. اهـ.
وقال أبو زرعة: ليس بالقوي. اهـ. وكذا قال النسائي.
وقد تابعه ابن لهيعة كما عند الإمام أحمد 3/ 348 لكن لا يفرح بها لأن ابن لهيعة ضعيف مطلقًا، كما سبق بيانه (1).
وهناك متابعة ثالثة عند الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 78 فقد رواه من طريق أشعث عن أبي الزبير به.
قلت: وأشعث هو ابن سوار الكندي وهو ضعيف كما سبق بيانه (2).
رابعًا: حديث أبي سعيد الخدري رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 78 قال: حدثنا أحمد بن قاسم بن مساور ثنا محمد بن إبراهيم أخو أبي معمر، نا عبد الله بن عبد القدوس
(1) راجع باب: نجاسة دم الحيض.
(2)
راجع باب: ما قيل في وجوب العمرة، وباب: من أدرك ركعة من الجمعة.
عن الأعمش عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التسبيح في الصلاة للرجال والتصفيق للنساء".
وقد وقع في إسناد الطبراني اسم الصحابي "أَبو سعد" والصواب أَبو سعيد الخدري، لأن أبا هارون معروف بالرواية عنه.
وأيضًا رواه ابن أبي شيبة كما في "المطالب"(565) قال: حدثنا مالك بن إسماعيل ثنا جعفر الأحمر عن أبي هارون عن أبي سعيد بمثله.
قلت: إسناده ضعيف جدًّا، لأن فيه أبا هارون اسمه عمارة بن جوين البصري، ضعفه شعبة.
وقال البخاري: تركه يحيى القطان. اهـ.
وقال أحمد: ليس بشيء. اهـ.
وقال ابن معين: كان عندهم لا يصدق في حديثه. اهـ.
وقال أَبو حاتم: ضعيف. اهـ. ونحوه قال أَبو زرعة.
وقال النسائي: متروك الحديث. اهـ.
ولهذا قال الحافظ في "التقريب"(4840): متروك، ومنهم من كذبه، شيعي. اهـ.
وبه أعله الحافظ ابن حجر في تعليقه على "المطالب العالية".
خامسًا: حديث علي بن أبي طالب رواه أحمد 1/ 98 قال: ثنا يحيى بن آدم ثنا ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة عن علي رضي الله عنه -
قال: كنت إذا استأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان في صلاة سَبَّحَ، وإن كان في غير ذلك أذِن.
ورواه عبد الله كما في زياداته على "المسند" 1/ 79 قال: حدثني أَبو كريب محمد بن العلاء ثنا ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر به، بنحوه.
قلت: إسناده ضعيف جدًّا لأن فيه عبيد الله بن زحر الضمري مولاهم الإفريقي ضعفه الإمام أحمد وابن معين.
وقال ابن المديني: منكر الحديث. اهـ.
ووثقه أحمد بن صالح وأَبو زرعة.
وقال النسائي: ليس به بأس. اهـ.
ونقل الترمذي في "العلل" عن البخاري أنه وثقه. اهـ
وقال البخاري: مقارب الحديث
…
اهـ.
وأيضًا في إسناده يحيى بن أيوب الغافقي.
قال أحمد: سيئ الحفظ، وهو دون حيوة وسعيد بن أيوب. اهـ.
وقال أَبو حاتم: محل يحيى الصدق، يكتب حديثه ولا يحتج به. اهـ.
وقال الدارقطني: في بعض حديثه اضطراب
…
اهـ.
وقد وثقه ابن معين وأَبو داود والنسائي في رواية.
وقال أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" 2/ 597 (598): إسناده ضعيف جدًّا. اهـ.
وقد اختلف في إسناده فقد، رواه أَبو يعلى كما في "المطالب" (562) قال: حدثنا إسحاق -هو ابن أبي إسرائيل- ثنا ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنه بنحوه.
قلت: في إسناده علي بر زيد بن جدعان وهو متروك كما سبق (1).
ورواه أحمد 1/ 77 قال: حدثنا أَبو سعيد ثنا عبد الواحد بن زياد الثقفي ثنا عمارة بن القعقاع عن الحارث بن يزيد العكلي عن أبي زرعة، عن عبد الله بن نُجَي عن علي بنحوه.
قال أحمد شاكر في تعليقه على "المسند" 2/ 568 (570): إسناده ضعيف، عبد الله بن نُجَي -بالتصغير- ابن سلمة الحضرمي. ثقة وثقه النسائي وابن حبان ولكنه لم يسمع من علي، بينه وبينه أَبوه كما جرم بذلك ابن معين فهذا منقطع. اهـ.
* * *
(1) راجع كتاب الطهارة باب: إذا وقع الذباب في الإناء.