الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في ضرب الخباء والنوم في المسجد
259 -
وعن عائشة قالت: أُصيبَ سَعْدٌ يومَ الخندقِ، فَضَرَبَ عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خيمةً في المسجد، ليعودَهُ مِن قريبٍ. متفق عليه.
رواه البخاري (463) ومسلم 3/ 1389 والنسائي 2/ 45 وأحمد 6/ 56 كلهم من طريق عبد الله بن نمير قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت:
…
فذكرته.
وفي الباب عن عائشة أيضًا وعثمان بن أبي العاص وأبي هريرة وقيس بن طخفة وأثر عن ابن عمر.
أولًا: حديث عائشة رواه البخاري (439) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل قال: حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة: أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب فأعتقوها فكانت معهم، قالت: فخرجت صبية لهم عليها وشاح أحمر من سيورٍ، قالت: فوضعته -أو وقع منها- فمرت به حُدَّياه، وهو مُلقى، فحسبته لحمًا فخطفته، قالت: فالتمسوه فلم يجدوه، قالت: فاتهموني به، قالت: فطفقوا يفتشون حتى فتشوا قُبلها، فقالت: والله إني لقائمة معهم إذ مرّت الحُدَّياة فألقته، قالت: فوقع بينهم، قالت: فقلت: هذا الذي اتهمتموني به زعمتم، وأنا منه بريئة، وهو ذا هو، قالت: فجاءت
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت، قالت عائشة: فكان لها خباءٌ في المسجد، أو خفشٌ، قالت: فكانت تأتيني فتحدث عندي، فلا تجلس عندي مجلسًا إلا وقالت:
ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا
…
إلا أنه من بلدةِ الكفر أنجاني
ثانيًا: حديث عثمان بن أبي العاص سبق تخريجه في باب جواز دخول المشرك المسجد، في قصة وفد ثقيف، ووضع الخباء لهم في المسجد.
ثالثًا: حديث أبي هريرة في قصة حبس ثمامة في المسجد، وسبق تخريجه في باب جواز دخول المشرك المسجد، والشاهد: أنه يلزم من حبسه في المسجد نومه فيه.
رابعًا: حديث سهل بن سعد رواه البخاري (441) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة، فلم يجد عليًّا في البيت، فقال:"أين ابن عمك؟ " قالت: كان بيني وبينه شيءٌ فغاضبني فخرج فلم يَقِل عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسانٍ:"اُنظر أين هو؟ " فجاء فقال. يا رسول الله هو في المسجد راقدٌ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع، قد سقط رداءه عن شِقِّهِ وأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه، يقول:"قم أبا تراب قم أبا تُراب".
خامسًا: حديث قيس بن طخفة وقيل: اسمه طخفة بن قيس الغفاري رواه ابن ماجه (752) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا
الحسن بن موسى ثنا شيبان بن عبد الرحمن عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن يعيش بن قيس بن طخفة حدثه عن أبيه وكان من أصحاب الصُّفة قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انطلقوا" فانطلقنا إلى بيت عائشة وأكلنا وشربنا فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن شئتم نمتم ها هنا، وإن شئتم انطلقتم إلى المسجد" قال: فقلنا: بل ننطلق إلى المسجد.
قلت: رجاله ثقات وقد اختلف في اسم طخفة بن قيس، وذكر الحافظ في "تهذيب التهذيب" 5/ 10 أن له حديثًا واحدًا في النهي عن النوم على البطن وذكر أنه وقع فيه اختلافٌ كثير.
وذكر المزي في "تحفة الأشراف" 4/ 209 / 210 رقم (4991) الاختلاف في إسناد الحديث.
سادسًا: أثر ابن عمر رواه البخاري (440) وابن ماجه (751) كلاهما من طريق عبيد الله قال: حدثني نافع قال: أخبرني ابن عمر: أنه كان ينام وهو شاب أعزب لا أهل له في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
تنبيه. جعلت حديث الباب الذي أورده الحافظ تحت باب: ضرب الخباء والنوم في المسجد، جمعًا بين تبويب البخاري والنسائي، كذلك في الحديث دلالة ظاهرة عليه، ولهذا قال الصنعاني في "السبل" 1/ 324: في الحديث دلالة على إباحة المبيت والمقيل في المسجد، وجواز ضرب الخيمة له ونحوها. اهـ. مختصرًا.
وسيأتي في باب الاعتكاف ذكر بعض الأحاديث.