الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: الدعاء بين الأذان والإقامة
204 -
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يُرَدُّ الدعاءُ بين الأذانِ والإقامةِ" رواه النَّسائيّ وصححه ابن خزيمة.
رواه التِّرمذيُّ (212) والنَّسائيُّ في "عمل اليوم والليلة"(68) وأبو داود (521) وأحمد 3/ 119 والبيهقيّ 1/ 410 والبغوي في "شرح السنة" 2/ 289 كلهم من طريق سفيان عن زيد العَمي عن أبي إياس معاوية بن قُرة عن أنس بن مالك به مرفوعًا.
قال البغوي في "شرح السنة": هذا حديث حسن. اهـ.
قلت: رجاله رجال الشيخين عدا زيد العمي هو ابن الحواري، وهو ضعيف.
ضعفه ابن معين وقال مرَّة: لا شيء. اهـ.
وقال أخرى: صالح. اهـ.
وقال أبو زرعة: ليس بقوي واهي الحديث ضعيف. اهـ.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به. اهـ.
وقال النَّسائيّ: ضعيفٌ. اهـ.
ولما ذكر عبد الحق في "الأحكام الوسطى" الحديث وأتبعه بتحسين التِّرمذيِّ، تعقبه ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام"
3/ 349 فقال: ولم يبين لِمَ لم يصح، وذلك أنَّه من رواية زيد بن الحواري العمِّي عن أنس وهو عندهم ضعيف.
قال أبو زرعة: واهي الحديث، وكان شعبة لا يحمد حفظه، وقال ابن معين: لا شيء، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال فيه ابن حنبل: صالح، فالخلاف في هذا الرجل قيل في الحديث: حسن، فاعلم ذلك. اهـ.
وقال أيضًا ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 5/ 227: إنَّه ضعيف لضعف زيد العمي. اهـ.
لكن الحديث له طرق أخرى.
فقد رواه أحمد 3/ 155 والنَّسائيُّ في "عمل اليوم والليلة"(67) وابن خزيمة 1/ 222 وابن حبان "الموارد"(296) كلهم من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن بُريد بن أبي مريم السلولي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب فادعوا".
قال ابن القطان في كتابه "بيان الوهم والإيهام" 5/ 227: هذا إسناد جيد وبُريد ثقة فأعلمه. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 374: هذا حديث حسن وهو غريب من هذا الوجه
…
قال أبو الحسن بن القطان: وإنَّما لم نصححه لضعف زيد العمي، وأمَّا بريد فهو موثق، وينبغي
أن يصحح من طريقه وقال المنذري: طريق بريد أجود من طريق معاوية، وقد رواه قتادة عن أنس موقوفًا، ورواه سليمان التَّيميُّ عن أنس مرفوعًا. اهـ.
ثم نقل الحافظ ابن حجر عن النووي أنَّه نقل عن التِّرمذيِّ أنَّه صحَّحه ثم قال الحافظ ابن حجر: ولم أر ذلك في شيء من النسخ التي وقفت عليها، ومنها بخطِّ الحافظ أبي علي الصَّيرفيُّ ومنها بخطِّ أبي الفتح الكروخي، وكلام ابن القطان، والمنذري يعطي ذلك، ويبعد أنَّ التِّرمذيَّ يصححه مع تفرد زيد العمي به وقد ضعفوه، نعم طريق بريد التي أشار إليها صححها ابن خزيمة وابن حبان. اهـ.
قلت: نقل الشَّيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على "سنن التِّرمذيِّ" أنَّه جاء تصحيح الترمذي لهذا الحديث في نسختين من النسخ التي اعتمدها في التحقيق.
ورواه الإمام أحمد 1/ 225 قال: حدَّثنا إسماعيل بن عمر قال ثنا يونس ثنا بريد بن أبي مريم به بمثله.
قلت: إسناده قوي ورجاله رجال مسلم غير بريد بن أبي مريم وهو ثقة.
وقال الحاكم 1/ 314: حدَّثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب ثنا علي بن الحسن الهلالي ثنا إبراهيم بن منقذ الخولاني بمصر، حدثني إدريس بن يَحْيَى ثنا الفضل بن المختار عن حميد الطَّويل
عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء مستجاب ما بين النداء".
قلت: إسناده ضعيف جدًّا لأن فيه الفضل بن المختار المعروف أبو سهل البصري.
قال أبو حاتم: أحاديثه منكرة، يحدث بالأباطيل. اهـ.
وقال ابن عدي: أحاديثه منكرة، عامتها لا يتابع عليها. اهـ.
وقال الأزدي: منكر الحديث جدًّا. اهـ.
ورواه أبو يعلى كما في "المقصد العلي"(218) من طريق يزيد الرقاشي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أذن المؤذِّن فتحت أبواب السماء".
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه يزيد الرقاشي.
وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 334.
وعمومًا إسناد أحمد السابق إسناد قوي ويزيده قوة كثرة طرقه وإن كانت ضعيفة
وقد صحَّحه التِّرمذيُّ فقال 1/ 280: حديث أنس حديثٌ حسن صحيح. اهـ. وفي بعض النسخ: حسن. اهـ.
وصححه أيضًا ابن خزيمة.
وقال ابن القيِّم في "زاد المعاد" 2/ 394: حديث صحيح. اهـ.
* * *
205 -
وعن جابر رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن قال حين يَسمعُ النداءَ اللَّهمَّ رَبَّ هذه الدعوة التامَّةِ والصَّلاةِ القائمةِ، آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلةَ وابعثْهُ مقامًا محمودًا الذي وَعَدتَهُ، حَلَّتْ له شَفاعتِي يومَ القيامةِ" أخرجه الأربعة.
رواه البُخاريّ (614) والنَّسائيُّ 1/ 27 والترمذي (211) وأبو داود (529) وابن ماجة (722) وأحمد 3/ 354 وابن خزيمة 1/ 220 كلهم من طريق علي بن عياش عن شعيب بن أبي حمزة عن محمَّد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله به مرفوعًا.
ورواه أحمد 3/ 337 بلفظ آخر قال: ثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الزُّبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين ينادي المنادي: اللَّهم وب هذه الدعوة التامة والصلاة النافعة صَلِّ على محمَّد وارْضَ عنه رضًا لا سَخَطَ بعده استجاب الله له دعوته".
قلت: إسناده ضعيف لأنَّ فيه ابن لهيعة وسبق الكلام عليه (1).
وفي الباب عن سهل بن سعد وجابر وعمرو بن العاص وسعد بن أبي وقاص وأثر عن أبي هريرة.
أولًا: حدثني سهل بن سعد رواه أبو داود (2540) وابن خزيمة 1/ 219 والحاكم 1/ 313 والبيهقيّ 1/ 410 كلهم من طريق الحسن بن علي ثنا ابن أبي مريم ثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن أبي
(1) راجع باب: نجاسة دم الحيض.
حازم عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثنتان لا تردان، أو قلما تردان: الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضًا".
قلت: رجاله رجال الشيخين غير موسى بن يعقوب الزمعي اختلف فيه.
قال ابن معين: ثقة. اهـ.
وكذا قال ابن القطان.
وقال ابن المديني: ضعيف الحديث، منكر الحديث. اهـ. وقال أحمد: لا يعجبني حديثه. اهـ.
وقال النَّسائيّ: ليس بالقوي. اهـ.
وقال ابن عدي: لا بأس به عندي ولا برواياته. اهـ.
وقد تفرد بهذا الحديث.
قال الحاكم 1/ 314: هذا حديثٌ ينفرد به موسى بن يعقوب، وقد يروى عن مالك عن أبي حازم، وموسى بن يعقوب ممن يوجد عنه التفرد. اهـ.
وقال الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 379: هذا حديثٌ حسن صحيح
…
ورجاله رجال الصَّحيح إلَّا موسى وهو مدني مختلف فيه. اهـ.
قلت: وقد خالفه الإمام مالك فرواه موقوفًا وهو الأظهر.
فقد رواه مالك في "الموطأ" 1/ 70 وعنه عبد الرَّزاق في "المصنف" 1/ 495 والبيهقيّ 1/ 411 من طريق أبي حازم بن دينار به موقوفًا.
ولما روى البيهقي المرفوع 1/ 410 قال: رفعه الزمعي ووقفه مالك بن أنس الإمام. اهـ.
وقد رواه أيوب بن سويد الرملي عن مالك به مرفوعًا، وهو وهم.
فقد أخرجه ابن حبان "الموارد"(297) قال: أخبرنا عبد الرحمن ابن عبد المؤمن أنبأنا مؤمل بن إهاب، حدَّثنا أيوب بن سويد، حدَّثنا مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ساعتان لا ترد على داع دعوته
…
" فذكره.
قلت: إسناده ضعيف جدًّا لأن فيه أيوب بن سويد الرملي.
قال أحمد: ضعيف. اهـ.
قال ابن معين: ليس بشيء، كان يسرق الأحاديث. اهـ.
وقال البُخاريّ: يتكلمون فيه. اهـ.
وقال ابن المبارك: أيوب بن سويد ارم به. اهـ.
وقال أبو داود: ضعيف. اهـ.
ورواه ابن حبان في "صحيحه" 3/ 110 (1717) من طريق إسماعيل بن عمر الواسطيِّ عن مالك بن أنس عن أبي حازم به مرفوعًا بلفظ: "ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء: عند حضور الصَّلاة وعند الصف في سبيل الله".
قلت: رجاله ثقات.
ورواه الطّبرانيّ في "الكبير" 6 / رقم (5847) من طريق عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم به بنحو اللفظ الأوَّل.
قلت: إسناد أيضًا ضعيفٌ، لأن عبد الحميد بن سليمان الخزاعي ضعيف.
ثانيًا: حديثٌ جابر رواه أحمد 3/ 342 قال: حدَّثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الزُّبير عن جابر أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ثوب بالصلاة فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء".
قلت: في إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف مطلقًا كما سبق (1)، وباقي رجاله ثقات.
ثالثًا: حديثٌ عمرو بن العاص رواه مسلم 1/ 288 والنسائي 2/ 25 كلاهما من طريق كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنَّه سمع النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا عليَّ فإنَّه من صلَّى عليَّ صلاة صلَّى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنَّها منزلة في الجنَّة لا تنبغي إلَّا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة".
الشاهد: هو أنَّ الصَّلاة على النَّبيِّ من الدعاء وكذلك سؤال الوسيلة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وروى أبو داود (524) قال: حدَّثنا ابن السَّرْحِ ومحمد بن سلمة قالا. ثنا ابن وهب عن حُيَيِّ، عن أبي عبد الرحمن -يعني الحُبُلي- عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رجلًا قال: يا رسول الله إن
(1) راجع باب نجاسة دم الحيض.
المؤذنين يفضلوننا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قل كما يقولون فإذا انتهيت فسلْ تعطَهْ". اهـ.
ورواه النَّسائيّ في "اليوم والليلة"(44) وابن حبان 3/ 101 (1693) من طريق ابن وهب به.
قلت: حُيي بن عبد الله بن شريح المعافري مختلف فيه.
قال أحمد: أحاديثه مناكير. اهـ.
وقال البُخاريّ: فيه نظر. اهـ.
وقال النَّسائيّ: ليس بالقوي. اهـ.
وقال ابن معين: ليس به بأس. اهـ.
وقال ابن عدي: أرجو أنَّه لا بأس به إذا روى عنه ثقة. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 377: هذا حديثٌ حسن .. ورجاله موثقون من رجال الصَّحيح إلَّا حُيَيَّ -وهو بضم المهملة وفتح المثناة التحتية وبعدها مثلها مثقلة- ابن عبد الله معافري مصري مختلف فيه، ضعفه البُخاريّ ولينه أحمد والنَّسائيُّ، وقال ابن معين وابن عدي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وتابعه عمر مولى غُفْرة -بضم المعجمة وسكون الفاء- عن الحبلي، أخرجه الطّبرانيّ في "الدعاء" أيضًا بسند ضعيف. اهـ.
فقد أخرج هذه المتابعة الطّبرانيّ في كتاب "الدعاء" 2/ 1005 (445) من طريق رشدين بن سعد عن عمر مولى غفرة عن أبي عبد الرحمن الحبلي به.
قلت: رشدين بن سعد ضعيف كما سبق في أول كتاب الطهارة.
رابعًا: حديثٌ سعد بن أبي وقاص رواه مسلم 1/ 290 وأبو داود (525) والترمذي (210) وابن ماجة (721) كلهم من طريق اللَّيث عن الحكيم بن عبد الله بن قيس القرشي عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد بن أبي وقاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربًا وبمحمد رسولًا وبالإسلام دينًا، غفر له ذنبه".
قال ابن رمح في روايته: "من قال حين يسمع المؤذن: وأنا أشهد" ولم يذكر قتيبة قوله: "وأنا" هذا اللفظ لمسلم.
وقد ورد بيان وقت هذا الذكر فقد رواه أبو عوانة في "مستخرجه على صحيح مسلم" 1/ 340 بإسناده عن سعد بن أبي وقاص بلفظ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سمع المؤذن"، قال: وقال ابن عامر: "من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلَّا الله، قال: أشهد أن لا إله إلَّا الله، رضيت بالله ربًا
…
" فهذا اللفظ صريح على أنَّ السامع يقول هذا الذكر بعد جواب المؤذن على الشهادتين كما أشار إليه النووي في "شرح مسلم" 4/ 117 وفي "دليل الفالحين" 3/ 543 وأيضًا ابن القيِّم في "زاد المعاد" 2/ 391 وابن قدامة في "المغني" 2/ 87.
الشاهد من هذا الحديث ليس صريحًا، لكن قد يؤخذ من مفهومه.
خامسًا: أثر أبي هريرة رواه البغوي في "شرح السنة" 2/ 291 من طريق حميد بن زنجوية نا محمَّد بن عبيد، حدثنا طلحة عن عطاء وقال: كان أبو هريرة يقول: إن أبواب السماء تفتح عند زحف الصفوف في سبيل الله وعند نزول الغيث، وعند الإقامة للصلاة المكتوبة، فاغتنموا الدعاء.
قلت. إسناده واهٍ جدًّا لأنَّ فيه طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي.
قال أحمد: لا شيء متروك الحديث. اهـ.
وقال ابن معين: ليس بشيء ضعيف. اهـ.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي لين عندهم. اهـ.
وقال البُخاريّ: ليس بشيء. اهـ.
وقد ضعفه أيضًا أبو داود والنَّسائيُّ وغيرهم.
وفي الباب أحاديث أخرى لها علاقة بالذكر بعد النداء وسنذكرها في الباب القادم.
وسبق أيضًا ذكر بعض الأحاديث في باب: ما يقال إذا سمع المنادي.
* * *