الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: استحباب صلاة المغرب في أول وقتها
157 -
وعن رافع بنِ خَديج رضي الله عنه قال: كنا نُصلِّي المَغرِبَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فينصرِفُ أحدُنا وإنَّه ليبصِرُ مواقع نبله، متفق عليه.
رواه البخاري (559) ومسلم 1/ 441 وابن ماجه (687) والبيهقي 1/ 446 - 447 كلهم من طريق الأوزاعي حدثني أبو لنجاشي قال: سمعت رافع بن خديج فذكره.
وفي الباب عن سلمة بن الأكوع وجابر وكعب بن مالك وزيد بن خالد ورجل من أسلم وأنس وعلي بن أبي طالب.
أولًا: حديث سلمة بن الأكوع رواه البخاري (561) ومسلم 1/ 441 وأبو داود (417) والترمذي (164) وابن ماجه (688) وأحمد 4/ 54 والبيهقي 1/ 446 وابن حبان 4/ 389 كلهم من طريق يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي المغرب إذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب.
ثانيًا: حديث جابر رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 1/ 433 قال: حدثنا محمد بن خليد العبدي حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي حدثنا محمد بن ميمون الزعفراني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخر صلاة المغرب لعَشَاء ولا لغيره.
قلت: محمد بن ميمون الزعفراني وثقه ابن معين وأبو داود وقال البخاري والنسائي: منكر الحديث. اهـ.
وقال أبو زرعة: كوفي لين. اهـ.
وقال أبو حاتم: لا بأس به. اهـ.
وقال الدارقطني: ليس بشيء. اهـ.
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا. اهـ.
قلت: وأما عباد بن يعقوب الرواجني فهو ثقة في حديثه متهم في دينه.
وكذلك شيخ الطبراني لم أجد له ترجمة.
ورواه أبو داود (3758) من طريق محمد بن ميمون عن جعفر به بلفظ "لا تؤخر الصلاة لطعام ولا لغيره".
وروى حديث جابر الشافعي في "مسنده"(158) وأحمد 3/ 382 وابن خزيمة 1/ 173 والطحاوي 1/ 213 كلهم من طريق ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن القعقاع بن حكيم قال: دخلنا على جابر بن عبد الله وقال جابر: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم ننصرف فنأتي بني سلمة فنبصر مواقع النبل.
قلت: إسناده لا بأس به، وقد تابعه يزيد بن هارون عند الإمام أحمد 3/ 382.
ورواه أحمد 3/ 399 من طريق سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر به.
قلت: عبد الله بن محمد بن عقيل اختلف فيه كما سبق (1).
ثالثًا: حديث كعب بن مالك رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 1/ 432 قال: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء ثنا المعافي بن سلمان ثنا موسى بن أعين عن إسحاق بن راشد عن الزهريّ أخبرني ابن كعب بن مالك عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي المغرب، فيصلي معه رجال من بني سلمة، ثم ينصرفون إلى بني سلمة، وهم يبصرون مواقع النبل.
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن إسحاق إلا موسى. اهـ.
قلت: رجاله ثقات.
لكن في رواية إسحاق بن راشد عن الزهريّ بعض الوهم وهو في الأصل ثقة، ولهذا قال ابن معين: لما سئل عن إسحاق بن راشد والنعمان بن راشد فقال: ليس هما في الزهري بذاك. اهـ.
وضعف روايته عن الزهريّ أيضًا الذهلي كما نقله عنهم ابن رجب في "شرح العلل" 2/ 809.
وقال الحافظ في "التقريب"(350): في حديثه عن الزهريّ بعض الوهم. اهـ.
ورواه ابن أبي شيبة كما في "المطالب"(260) قال: حدثنا بكر بن عبد الله ثنا عيسى بن المختار عن ابن أبي ليلى عن إسماعيل بن أمية
(1) راجع باب: اختصاص هذه الأمة بالتيمم وباب ما يميز به دم الحيض.
عن الزهريّ عن عبد الله بن كعب عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
فذكره.
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سير الحفظ كما سبق (1).
ورواه ابن أبي حاتم في "العلل"(249) من طريق أحمد بن عثمان الأودي قال: ثنا بكر بن عبد الرحمن به فذكره ولم يذكر في الإسناد ابن أبي ليلى ويظهر أنه سقط في الإسناد.
ثم قال أبو حاتم: هذا خطأ إنما يروى عن الزهريّ عن ابن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم
…
الحديث مرسل به. اهـ.
وروى الطبراني في "الكبير" 19 / رقم (118) من طريق يونس عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أن رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخبره
…
قال الطبراني: هكذا رواه يونس عن ابن شهاب عن ابن كعب أخبرني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 311: رجاله ثقات اهـ.
رابعًا: حديث زيد بن خالد الجهني رواه الشافعي في "مسنده"(156) وأحمد 4/ 114، 115، 117 وأبو داود الطيالسي (1335) والبيهقي 1/ 370 وعبد بن حميد في "المنتخب" 1/ 254 كلهم من طريق ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن زيد بن خالد
(1) راجع باب: المني يصيب الثوب، وباب لحم الصيد للمحرم.
الجهني قال: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب ثم ننصرف فنأتي السوق، ولو رمي بنبل لرُئي مواقعها.
قلت: إسناده لا بأس به، وصالح مولى التوأمة اختلط بآخره لكن الأئمة قبلوا روايته عن القدماء كابن أبي ذئب وابن جريح، وسبق بيانه (1).
خامسًا: حديث رجل من أسلم رواه النسائي 1/ 259 قال: أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا شعبة عن أبي بشر قال: سمعت حسان بن بلال عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أنهم كانوا يصلون مع نبي الله صلى الله عليه وسلم المغرب ثم يرجعون إلى أهاليهم إلى أقصى المدينة يرمون ويبصرون مواقع سهامهم.
قلت: إسناده قوي.
سادسًا: حديث أنس بن مالك رواه أبو داود (416) والبيهقي 1/ 447 كلاهما من طريق حماد عن ثابت عن أنس بن مالك قال: كنا نصلي المغرب مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم نرمي فيرى أحدنا موضع نبله قلت: رجاله ثقات ولا يعرف عن أنس إلا من هذه الطريق.
لهذا قال البيهقي 1/ 447: غريب بهذا الإسناد. اهـ.
سابعًا: حديث علي بن بلال عن ناس من الأنصار رواه أحمد 4/ 36 قال: حدثنا هشيم عن أبي بشر عن علي بن بلال عن ناس
(1) راجع باب الصلاة على الميت في المصلى أو المسجد.
من الأنصار قالوا: كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب ثم ننصرف، فنترامى حتى نأتي ديارنا فما يخفى علينا مواقع سهامنا.
قلت: هشيم هو ابن بشير بن القاسم الواسطي، وهو ثقة غير أنه كثير التدليس وقد توبع كما سيأتي.
فالحديث رجاله ثقات غير أد علي بن بلال اختلف في اسمه فقيل هكذا وقيل: حسان بن بلال كما ذكره المزي في "تهذيب الكمال" وجعل هذا الحديث من مسنده.
فالأول مجهول والثاني ثقة.
وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 208 وقال: يروي المراسيل والمقاطيع. اهـ.
وذكره ابن أبي حاتم والبخاري وسكتا عليه.
وقال الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" ص 291: ليس بمشهور. اهـ
وقال الحافظ في "الفتح" 2/ 41: إسناده حسن. اهـ.
قلت: فالحديث إسناده قوي، وعلى فرض أن الصواب في الراوي علي بن بلال فهو من كبار التابعين وقد عاصر جمعًا من الصحابة كما صُرِّح به.
ولم أجد له غير هذا الحديث ولم أجد أحدًا أنكر عليه شيئًا.
وحديثه هذا قد وافق غيره كما في أحاديث الباب مع أن الراجح أنه حسان كما رواه النسائي 1/ 259 من طريق شعبة عن أبي بشر عن حسان به.
ورواه أحدد 4/ 36 قال: حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة حدثنا أبو بشر عن علي بن بلال به.
158 -
عن عائشة رضي الله عنها قالت: أعتَمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلةٍ بالعِشَاء، حتَّى ذهبَ عامَّةُ الليلِ، ثم خرج فصلَّى، وقال:"إنَّه لَوَقتُها لولا أنْ أشقَّ على أُمَّتِي" رواه مسلم.
سبق تخريجه ضمن باب: استحباب تأخير العشاء.
* * *