الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: وجود الأذى في النعلين ونحوهما في الصلاة
219 -
وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءَ أحدُكم المسجدَ فَلينظُرْ فإن رأى في نَعلَيهِ أذىً أو قَذَرًا فَليَمسَحْهُ وليُصَلِّ فيهما" أخرجه أبو داود وصححه ابن خزيمة.
رواه أبو داود (650) وأحمد 3/ 20، 92 والبيهقي 2/ 402، 431 والحاكم 1/ 391 وابن خزيمة 2/ 107 وابن حبان "الموارد"(360) وأبو داود الطيالسي (154) كلهم من طريق حماد عن أبي نعامة السعدي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري به مرفوعًا ووقع عند أبي داود "حماد بن زيد" والصواب بن سلمة كما صرح به أحمد وأبو داود الطيالسي والبيهقي والحاكم.
قال الحاكم 1/ 391: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي.
ورواه البيهقي 2/ 403 من طريق معمر عن أيوب عن أبي نضرة عن أبي سعيد به بنحوه.
قال البيهقي: هذا الحديث يعرف بحماد بن سلمة عن أبي نعامة عبد ربه السعدي عن أبي نضرة وقد روي عن الحجاج بن الحجاج عن أبي عامر الخزاز عن أبي نعامة، وليس بالقوي، وروي من وجه
آخر غير محفوظ عن أيوب السختياني عن أبي نضرة، وقال: وكأن الشافعي رحمه الله رغب عن حديث أبي سعيد لاشتهاره بحماد بن سلمة عن أبي نعامة السعدي عن أبي نضرة، وكل واحد منهم مختلف في عدالته وكذلك لم يحتج البخاري في "الصحيح" بواحد منهم، ولم يخرجه مسلم في كتابه مع احتجاجه بهم في غير هذه الرواية. اهـ.
وفي هذا نظر لأن حماد بن سلمة مجمع على إمامته.
وأبو نعامة أيضًا ثقة فقد وثقه ابن معين وأبو حاتم.
وأما أبو نضرة اسمه المنذر بن مالك فهو ثقة.
ولهذا تعقب ابن التركماني البيهقي كما في "الجوهر النقي": بأن حماد بن سلمة إمام جليل ثقة ثبت لم يتهم بلون من الألوان.
وأما أبو نعامة فقد وثقه ابن معين وأما أبو نضرة فقد وثقه ابن معين وأبو زرعة، وأخرج مسلم للثلاثة، ولا يلزم من ترك البخاري الاحتجاج بشخص أن يكون للاختلاف في عدالته لأنه لم يلتزم هو ولا مسلم التخريج عن كل عدل لا كلام فيه.
وأيضًا لم ينفرد به حماد بل توبع، فقد رواه ابن خزيمة 1/ 384 من طريق محمد بن عقيل نا حفص حدثني إبراهيم عن الحجاج عن أبي نعامة به بنحوه.
قلت: هذا إسناد لا بأس به، ورجاله كلهم ثقات وحفص بن عبيد الله السلمي صدوق، وقد اختلف في وصله.
قال الحافظ في "تلخيص الحبير" 1/ 297: اختلف في وصله وإرساله. اهـ.
قلت: والذي يظهر ترجيح الموصول كما رجحه أبو حاتم.
فقد قال ابن أبي حاتم في "العلل"(330) سألت أبي عن حديث
رواه حماد بن سلمة عن أبي نعامة عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن
النبي صلى الله عليه وسلم: أنه صلى في نعليه ثم خلع نعليه فخلع الناس نعالهم.
وذكر الحديث فقال أبي: رواه حماد بن زيد عن أيوب عن أبي نعامة عن أبي نضرة أن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل قال أبي: أيوب أحفظ، وقد وهن أيوب رواية هذا الحديث، حديث حماد بن سلمة، ورواه إبراهيم بن طهمان عن حجاج الأحول عن أبي نعامة عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمتصل أشبه لأنه اتفق اثنان عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
والحديث صححه النووي في "المجموع" 2/ 179، 3/ 132.
وقال الألباني في "الإرواء" 1/ 314: صحيح
…
وقد أعل بالإرسال وليس بشيء
…
اهـ.
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز -حفظه الله- في "الفتاوى" 4/ 67: إسناد حسن. اهـ.
وقد أخرجه عبد الرزاق 1/ 388 عن معمر عن أيوب عن رجل حدثه عن أبي سعيد الخدري بنحوه.
وفيه رجل لم يسم.
والحديث صححه أيضًا النووي فقال في "المجموع" 3/ 132: رواه أبو داود بإسناد صحيح. اهـ.
وسئل الدارقطني في "العلل" 11 / رقم (2316) عن حديث أبي نضرة عن أبي سعيد: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلع نعليه
…
فقال: يرويه أبو نعامة عن أبي نضرة عن أبي سعيد حدث به حماد بن سلمة والحجاج بن الحجاج وأبو عمر الخزاز وعمران القطان، وروي عن أيوب السختياني عن أبي نعامة مرسلًا، ومن قال فيه: أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة فقد وهم، والصحيح أيوب سمعه من أبي نعامة ولم يحفظ إسناده فأرسله، فالقول قول من قال: عن أبي سعيد. اهـ.
* * *
220 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وَطِئَ أحدُكم الأذَى بخُفَّيهِ فطُهورُهما الترابُ" أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان.
رواه أبو داود (386) والبيهقي 2/ 430 وابن حبان "الموارد"(249) وابن خزيمة 1/ 148 كلهم من طريق محمد بن كثير -يعني الصنعاني- عن الأوزاعي عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعًا.
قلت: إسناده ضعيف لأن في إسناده محمد بن كثير بن أبي عطاء الثقفي مولاهم أبو أيوب الصنعاني نزيل مصيصة، قال البخاري: ضعفه أحمد. اهـ.
وقال عبد الله بن أحمد: ذكر أبي محمد بن كثير فضعفه جدًّا. اهـ.
وقال صالح بن أحمد عن أبيه: لم يكن عندي ثقة. اهـ.
وقال علي بن المديني: كنت أشتهي أن أرى هذا الشيخ -يعني محمد بن كثير- فالآن لا أحب أن أراه. اهـ.
وقال أبو حاتم: دُفِع إلى محمد بن كثير كتابٌ من حديثه عن الأوزاعي، فكان يقول في كل حديث منها: ثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي. اهـ.
وقال أيضًا: كان رجلًا صالحًا سكن المصيصة وأصله من صنعاء اليمن وفي حديثه بعض الإنكار. اهـ.
وقال النسائي: ليس بالقوي كثير الخطأ. اهـ.
وقال أبو داود: لم يكن يفهم الحديث. اهـ.
وبه أعله ابن التركماني في "الجوهر النقي مع السنن" 2/ 430.
ورواه أبو داود (385) والبيهقي 2/ 430 من طريق العباس بن الوليد بن مزيد عن أبيه عن الأوزاعي به.
والعباس بن الوليد بن مزيد ثقة، وكذلك أبوه الوليد بن مزيد ثقة ثبت.
وأيضًا قال الأوزاعي في إسناده: أنبئت أن سعيد بن أبي سعيد، فالذي يظهر أن الإسناد فيه راوٍ مجهول.
ثم أيضًا اختلف في إسناده.
فقد رواه ابن حبان (248) من طريق الوليد عن الأوزاعي به، ولم يذكر أبيه.
وإسناد ابن حبان إن كان هو المحفوظ، فإن رجاله ثقات.
وذكر الدارقطني في "العلل" 8 / رقم (1469) الاختلاف في إسناده، فقال: اختلف فيه عن سعيد المقبري، فرواه عياض بن عبد الله عن سعيد المقبري عن أبي هريرة.
ورواه الأوزاعي عن الزبيدي عن المقبري عن أبيه عن أبي هريرة، واختلف عن الأوزاعي.
فرواه ابن أبي العشرين وعمرو بن أبي سلمة وبشر بن بكر ومحمد بن كثير عن الأوزاعي عن الزبيدي عن المقبري عن أبيه عن أبي هريرة، وأيد قول من قال عن المقبري عن أبيه. انتهى كلام الدارقطني.
وفي الباب عن أنس وعائشة وابن مسعود وأبي هريرة وابن عباس ومرسل عن عطاء.
أولًا: حديث أنس بن مالك رواه الحاكم 1/ 235 - 236 والبيهقي 2/ 404 والطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 63 والبزار في "كشف الأستار"(605) كلهم من طريق عبد الله بن المثنى الأنصاري عن ثمامة عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخلع نعليه في الصلاة قط إلا مرة واحدة، خلع فخلع الناس، فقال:"ما لكم؟ " قالوا: خلعتَ فخلعنا، فقال:"إن جبريل أخبرني أن فيهما قذرًا أو أذى".
قلت: رجاله لا بأس بهم.
قال البزار: لا نعلمه عن أنس إلا من هذا الوجه. اهـ.
وقال الحاكم 1/ 236: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، فقد احتج بعبد الله بن المثنى ولم يخرجاه. اهـ. ووافقه الذهبي والألباني في "الإرواء" 1/ 315.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 56: رجاله رجال الصحيح. اهـ.
ثانيًا: حديث عائشة رواه أبو داود (387) وعنه البيهقي 2/ 430 قال: ثنا محمود بن خالد ثنا محمد -يعني ابن عائذ- حدثني يحيى -يعني ابن حمزة- عن الأوزاعي عن محمد بن الوليد أخبرني أيضًا سعيد بن أبي سعيد عن القعقاع بن حكيم عن عائشة بمعناه، أي بمعنى حديث أبي هريرة.
قلت. رجاله ثقات، لكن أعله البيهقي في "المعرفة" بأن القعقاع بن حكيم لم يسمع من عائشة.
وتبعه على ذلك ابن التركماني في "الجوهر النقي مع السنن" 1/ 431.
ثالثًا: حديث ابن مسعود رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 63 قال: حدثنا محمد بن النضر نا أبو غسان ثنا زهير ثنا أبو حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: خلع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعليه وهو يصلي فخلع من خلفه نعالهم، فقال: "ما
حملكم على خلع نعالكم؟ " قالوا: رأيناك خلعت، فخلعنا، فقال: إن جبريل أخبرني أن في إحداهما قذرًا، فخلعتهما لذلك، فلا تخلعوا نعالكم".
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن أبي حمزة إلا زهير. اهـ.
قلت: أبو حمزة اسمه ميمون الأعور، قال أحمد: ضعيف الحديث. اهـ.
وقال مرة: متروك الحديث. اهـ.
وقال ابن معين: ليس بشيء لا يكتب حديثه. اهـ.
وقال البخاري: ليس بذاك. اهـ.
وقال مرة: ضعيف ذاهب الحديث. اهـ.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه. اهـ.
وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 56.
رابعًا: حديث أبي هريرة رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 64 قال: حدثنا مطلب ثنا عبد الله حدثني يحيى بن أيوب عن عباد بن كثير عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلع نعليه، فلما أحسَّ به الناس، خلعوا نعالهم، فلما فرغ من الصلاة، أقبل على الناس فقال:"إن الملك أتاني فأخبرني أن بنعلي أذى فإذا جاء أحدكم إلى باب المسجد فليقلب نعليه فإن رأى فيهما شيئًا فليمسحها ثم ليصلي فيهما، إن بدا له، أو ليخلعهما".
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن أيوب عن محمد إلا عباد تفرد به يحيى. اهـ.
قلت: في إسناده عباد بن كثير الثقفي البصري قال أبو طالب: قال أحمد: هو أسوأ من الحسن بن عمارة وأبي شيبة، روى أحاديث كذب لم يسمعها، وكان صالحًا، قلت: فكيف روى ما لم يسمع؟ قال: البله والغفلة. اهـ.
وقال ابن معين ضعيف. اهـ.
وقال مرة: ليس بشيء. اهـ.
وقال أخرى: لا يكتب حديثه. اهـ.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وفي حديثه عن الثقات إنكار. اهـ.
وقال أبو زرعة: لا يكتب حديثه كان شيخًا صالحًا وكان لا يضبط الحديث. اهـ.
وقال البخاري: تركوه. اهـ.
وقال النسائي: متروك الحديث. اهـ.
قلت: وأيضًا عبد الله هذا إن كان هو عبد الله بن صالح كاتب الليث فهو ضعيف ضعفه أحمد وابن المديني وغيرهما، وإن كان غيره فلا أدري من هو، والذي يظهر أنه هو كاتب الليث.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 55: رواه البزار والطبراني في "الأوسط" وفي إسنادهما عباد بن كثير البصري ضعيف. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 278: إسناده ضعيف ومعلول أيضًا. اهـ. وسئل الدارقطني في "العلل" 8 / رقم (1437) عن حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة
…
فذكره، فقال: يرويه أيوب السختياني، واختلف عنه، فرواه عباد بن كثير عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة، ووهم فيه، ورواه معمر عن أيوب عن أبي نعامة عن أبي نضرة مرسلًا، ورواه حماد بن سلمة عن أبي نعامة عن أبي نضرة عن أبي سعيد وهو الصواب، ورواه داود العطار عن حسين المازني عن معمر عن أيوب عن أبي نضرة عن أبي سعيد. اهـ.
خامسًا: حديث ابن عباس رواه الدارقطني 1/ 399 من طريق فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قال: "لم خلعتم نعالكم؟ " قالوا: رأيناك خلعت فخلعنا قال: "إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: إن فيهما دم حَلَمَة" قلت: إسناده ضعيف جدًّا، لأن فيه فرات بن السائب وهو ضعيف كما سبق (1).
لهذا قال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 1/ 315: فرات ضعيف والصحيح ما قبل هذا. اهـ. يعني حديث أبي سعيد الخدري.
(1) راجع باب: المواضع التي نهي عن التخلي بها، وباب عدد التكبيرات على الجنازة.
سادسًا: مرسل عطاء رواه عبد الرزاق 1/ 388 رقم (1514) عن ابن جريج عن عطاء قال: حدثت: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في نعليه ثم خلعهما فوضعهما على يساره فلما انصرف قال: "لم خلعتم نعالكم؟ " فقالوا: رأيناك خلعت نعليك فخلعنا نعالنا قال: "إنما خلعتهما أن جبرائيل جاءني فقال: فيها خبثًا، فإذا جئتم أبواب المسجد أو المساجد فتعاهدُوها، فإن كان بها خبث فحكوها ثم ادخلوا فصلوا في نعالكم".
قلت: إسناده ضعيف قال ابن عبد البر في "التمهيد" 1/ 30: قالوا: مراسيل عطاء والحسن لا يحتج بها، لأنهما يأخذان عن كل أحد. اهـ.
سابعًا: مرسل بكر بن عبد الله رواه أبو داود (651) قال: حدثنا موسى -يعني ابن إسماعيل- ثنا أبان ثنا قتادة حدثني بكر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو حديث أبي سعيد الخدري وفيه قال: فيهما خبث.
قلت: رجاله ثقات، وأبان هو ابن يزيد العطار وهو ثقة.
ورواه الحارث كما في "المطالب"(384) قال: حدثنا الحسن بن قتيبة ثنا يزيد بن إبراهيم ثنا بكر بن عبد الله المزني بنحوه.
قلت: هو مع إرساله ضعيف لأن الحسن بن قتيبة ضعيف جدًّا.
* * *