الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: الخشوع في الصلاة
224 -
وعن مُطَرِّفِ بن عبد الله بن الشِّخِّيرِ عن أبيه، قال: رأيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يصلي، وفي صدره أزِيزٌ كأزيرِ المِرْجَلِ، مِن البكاءِ. أخرجه الخمسة إلا ابن ماجة، وصححه ابن حبان.
رواه أَبو داود (904) والنسائي 3/ 13 والترمذي في "الشمائل"(305) وأحمد 4/ 25 وابن حبان في "الموارد"(522) والبيهقي 2/ 251 والبغوي في "شرح السنة" 3/ 244 والحاكم 1/ 396 وابن خزيمة 2/ 53 كلهم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن مطرّف عن أبيه به مرفوعًا.
قلت: إسناده قوي ورجاله كلهم ثقات.
وقد صححه الحاكم وابن خزيمة وابن حبان.
وفي الباب عن أبي هريرة وشداد بن أوس وأبي الدرداء وعوف بن مالك وعمرو بن العاص والفضل بن العباس.
أولًا؛ حديث أبي هريرة رواه البيهقي 2/ 283 قال: أخبرنا أَبو عبد الله الحافظ قال: حدثني أَبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا أَبو شعيب الحراني أخبرني أبي أنبا إسماعيل ابن علية عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزلت: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)} [المؤمنون: 2] فطأطأ رأسه.
ورواه البيهقي 2/ 283 من طريق أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن محمد بمثله مرسلًا.
وقال البيهقي 2/ 283: ورواه حماد بن زيد عن أيوب مرسلًا، وهذا هو المحفوظ. اهـ.
ورواه البيهقي 2/ 283 من طريق يونس بن بكير عن عبد الله بن عون عن محمد بمثله مرسلًا.
قال البيهقي 2/ 283: وروي ذلك عن أبي زيد سعيد بن أوس عن ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة موصولًا، والصحيح المرسل. اهـ.
ورواه أيضًا البيهقي 2/ 283 من طريق أبي علي حامد بن الرفاء الهروي ثنا محمد بن يونس ثنا سعيد أَبو زيد الأنصاري، فذكره.
قلت: محمد بن يونس الذي يظهر أنه الكديمي وهو متهم.
ثانيًا: حديث شداد بن أوس رواه الطبراني في "الكبير" 7/ 295 قال: حدثنا محمد بن خالد الراسبي ثنا مهلب بن العلاء ثنا شعيب بن بيان ثنا عمران القطان عن قتادة عن الحسن عن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أول ما يرفع من الناس الخشوع".
قلت: في إسناده عمران بن داود القطان مختلف فيه.
فقد ضعفه ابن معين والنسائي.
ووثقه أحمد.
وللحديث شاهد كما سيأتي.
ثالثًا: حديث أبي الدرداء رواه الحاكم 1/ 179 قال: حدثنا أَبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل القاري، وأَبو الحسن أحمد بن محمد العنبري قالا: ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي الدرداء قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال: "هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء" قال: فقال زياد بن لبيد الأنصاري: يا رسول الله كيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن؟ فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبنائنا، فقال:"ثكلتك أمك يا زياد إني كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا يغني عنهم؟ ".
قال جبير: فلقيت عبادة بن الصامت، فقلت له: ألا تسمع ما يقول أخوك أَبو الدرداء؟ وأخبرته بالذي قال، قال: صدق أَبو الدرداء، إن شئت لأحدثك بأول علم يرفع من الناس: الخشوع، يوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه رجلًا خاشعًا.
قال الحاكم 1/ 179: هذا إسناد صحيح من حديث البصريين. اهـ. ووافقه الذهبي.
وحسن إسناده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 2/ 136.
قلت: في إسناده عبد الله بن صالح بن مسلم الجهني أَبو صالح كاتب الليث، وسبق الكلام عليه، وباقي رجاله ثقات.
وله طريق آخر من حديث عوف بن مالك كما سيأتي.
رابعًا: حديث عوف بن مالك رواه أحمد 6/ 26 - 27 قال: حدثنا علي بن بحر قال: ثنا محمد بن حمير الحمصي قال: حدثنا إبراهيم ابن أبي عبلة عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي قال: حدثنا جبير ابن نفير عن عوف بن مالك أنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فنظر في السماء، ثم قال:"هذا أوان العلم أن يرفع"، فقال له رجل من الأنصار يقال له: زياد بن لبيد: أيرفع العلم يا رسول الله وفينا كتاب الله، وقد عَلَّمناه أبناءنا ونساءنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن كنت لأظنك من أفقه أهل المدينة" ثم ذكر ضلالة أهل الكتابين، وعندهما ما عندهما من كتاب الله عز وجل، فلقي جبيرُ بن نفير شدادَ بن أوس بالمصلى فحدثه هذا الحديث عن عوف بن مالك فقال: صدق عوف،
…
ثم قال شداد بن أوس: وهل تدري أي العلم أول أن يُرفَع؟ قال: قلت: لا أدري، قال: الخشوع، حتى لا تكاد ترى خاشعًا.
قلت رجاله ثقات، وإسناده قوي.
ورواه الحاكم 1/ 178 - 179 من طريق يحيى بن عبد الله بن بكر حدثني الليث بن سعد عن إبراهيم بن أبي عبلة به.
قال الحاكم 1/ 179: هذا صحيح، وقد احتج الشيخان بجميع رواته، والشاهد لذلك فيه شداد بن أوس، فقد سمع جبير بن نفير الحديث منهما جميعًا، ومن ثالث من الصحابة وهو أَبو الدرداء. اهـ.
ورواه الطبراني في "الكبير" 18/ 43 من طريق عبد الله بن صالح حدثني الليث به.
قلت: وفي إسناده عبد الله بن صالح كاتب الليث وقد سبق الكلام عليه.
وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 200.
خامسًا: حديث عمرو بن العاص رواه مسلم 1/ 206 قال: حدثنا عبد بن حميد وحجاج بن الشاعر كلاهما عن أبي الوليد قال عبد: حدثني أَبو الوليد حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن العاص حدثني أبي عن أبيه قال: كنت عند عثمان فدعا بطهور، فقال: سمعت رسول الله يقول: "ما من مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة، وذلك الدهر كله".
سادسًا: حديث الفضل بن عباس رواه الترمذي (385) قال: حدثنا سويد بن نصرٍ حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا الليث بن سعد نا عبد ربه بن سعيد عن عمران بن أبي أَنس عن عبد الله بن نافع بن العمياء عن ربيعة بن الحارث عن الفضل بن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصلاة مثنى مثنى، تَشَهّد في كل ركعتين وتَخَشَّع وتَضرَّع وتمسكن وتَذرَّع وتُقنع يديك، يقول: ترفعهما إلى ربك مستقبلًا ببطونهما وجهك وتقول؛ يارب يارب ومن لم يفعل ذلك فهو كذا وكذا".
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه عبد الله بن نافع بن العمياء قال ابن المديني: مجهول. اهـ. وقال البخاري: لم يصح حديثه. اهـ.
كذلك أيضًا اختلف في إسناده.
فقد رواه أحمد 4/ 167 وابن خزيمة 2/ 220 كلاهما من طريق شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن ابن أبي أَنس عن عبد الله بن نافع عن عبد الله بن الحارث عن المطلب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وفي لفظ ابن خزيمة قصور.
* * *