الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب: ما جاء في التثويب في الفجر
179 -
زاد أحمدُ في آخرِه قصةَ قولِ بلالٍ في أذانِ الفجر: "الصلاةُ خيرٌ مِن النومِ".
رواه أحمد 4/ 42 - 43 وابن خزيمة 1/ 193 كلاهما من طريق ابن إسحاق قال: وذكر محمد بن مسلم الزهري عن عبد الله بن زيد ابن عبد ربه، وذكر قصة الرؤيا في آخره قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذه لرؤيا حق إن شاء الله " ثم أمر بالتأذين فكان بلال مولى أبي بكر يؤذن بذلك ويدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة. قال: فجاءه فدعاه ذات غداة إلى الفجر، فقيل له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نائم فصرخ بلال بأعلى صوته: "الصلاة خير من النوم " قال سعيد بن المسيب: فأدخلت هذه الكلمة في التأذين إلى صلاة الفجر.
قلت: في إسناده انقطاع كما سيأتي.
وابن إسحاق كذلك لم يصرح بالتحديث.
ورواه ابن ماجه (716) من طريق معمر عن الزهري به بنحوه مختصر.
قلت: في إسناده انقطاع قال البوصيري في تعليقه على "زوائد ابن ماجه " 1/ 153: إسناده ثقات، إلا أن فيه انقطاعًا، سعيد بن المسيب لم يسمع من بلال. اهـ.
وقد روي مرسلًا كما سيأتي في آخر هذا الباب.
180 -
ولابن خزيمة عن أنس رضي الله عنه قال: من السُّنَّةِ إذا قال المؤذن في الفجر: حي على الفلاح، قال: الصلاةُ خيرٌ مِن النومِ.
رواه ابن خزيمة 1/ 202 والدارقطني 1/ 243 والبيهقي 1/ 423 كلهم من طريق أبي أسامة ثنا ابن عون عن محمد بن سيرين عن أنس قال:
…
فذكره.
قلت إسناده قوي، وصححه ابن خزيمة، وقال البيهقي 1/ 423: إسناده صحيح. اهـ.
تنبيه: وقع في إسناد ابن خزيمة -ابن عوف- والصواب أنه -ابن عون- كما أثبتناها، وهكذا عند الدارقطني والبيهقي، وهو الذي ذكره ابن عبد الهادي في "التنقيح" 1/ 704 ثم إن ابن عوف المشهور هو الصحابي.
وفي الباب عن أبي محذورة وأبي هريرة وبلال وعائشة وابن عمر وأثر عنه أيضًا ومرسل عن سعيد بن المسيب.
أولًا: حديث أبي محذورة رواه أبو داود (500) وأحمد 3/ 408 - 409 والبيهقي 1/ 421 - 422 كلهم من طريق الحارث بن عُبيد عن محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله، علِّمني سنة الأذان قال: فمسح مقدم رأسي، وقال: تقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ترفع بها صوتك، ثم تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا
رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، تخفض بها صوتك، ثم ترفع صوتك بالشهادة أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، فإن كان صلاة الصبح قلت: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله".
قلت: إسناده ضعيف لأن فيه الحارث بن عبيد أبا قدامة الأيادي.
قال أحمد: مضطرب الحديث. اهـ.
وقال ابن معين: ضعيف. اهـ.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج به. اهـ.
وقال النسائي: ليس بذاك القوي. اهـ.
وأما محمد بن عبد الملك بن أبي محذورة المؤذن، فلم يوثقه غير ابن حبان.
وقال عبد الحق: لا يحتج بهذا الإسناد. اهـ.
وقال ابن القطان: مجهول الحال لا نعلم روى عنه إلا الحارث. اهـ.
وأما والده فكذلك فيه جهالة.
ورواه أبو داود (501) وابن خزيمة 1/ 200 والبيهقي 1/ 422 كلهم من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج قال: أخبرني عثمان بن
السائب أخبرني أبي وأم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو الخبر السابق، وفيه قال:"الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم " في الأولى من الصبح.
قلت: عثمان بن السائب الجمحي قال ابن القطان عنه: غير معروف. اهـ.
وكذلك والده السائب الجمحي قال الذهبي: لا يعرف. اهـ.
وكذلك أم عبد الملك فيها جهالة.
ثانيًا: حديث أبي هريرة رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 15 - 16 قال: حدثنا علي بن سعيد ثنا سلمة بن الخليل الكلاعي الحمصي ثنا مرواد بن ثوبان قاضي حمص ثنا النعمان بن المنذر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن بلالًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم عند الأذان في الصبح فوجده نائمًا، فناداه: الصلاة خير من النوم، فلم ينكره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدخله في الأذان، فلا يؤذن لصلاة قبل وقتها غير صلاة الفجر.
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن الزهري إلا نعمان تفرد به مروان. اهـ.
قلت: مروان بن ثوبان قاضي حمص لم أجد له ترجمه.
وبه أعله الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 330.
وكذلك شيخ سلمة بن الخليل لم أجد له ترجمة.
ثالثًا: حديث بلال رواه ابن ماجه (715) والترمذي (198) كلاهما من طريق أبي إسرائيل عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن بلال قال: أمرني رسول الله أن أثوب في الفجر، ونهاني في أن أثوب في العشاء. هذا لفظ ابن ماجه.
وعند الترمذي بلفظ: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تثوبن في شيءٍ من الصلوات إلا في صلاة الفجر".
وقال الترمذي 1/ 251: حديث بلال لا نعرفه إلا من حديث أبي إسرائيل الملائي، وأبو إسرائيل إنما رواه عن الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة، وأبو إسرائيل اسمه إسماعيل بن أبي إسحاق، وليس هو بذاك القوي عند أهل الحديث. اهـ.
وقال العقيلي عنه: في حديثه وهم، واضطراب. اهـ.
وقال البخاري: تركه ابن مهدي وكان يشتم عثمان. اهـ
وقال النسائي: ضعيف. اهـ.
والحديث منقطع، فإن عبد الرحمن لم يلق بلالًا كما سيأتي.
ورواه البيهقي 1/ 424 من طريق عبد الوهاب بن عطاء أنا شعبة عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال أمر بلال
…
فذكر بنحوه.
ورواه البيهقي 1/ 424 من طريق عطاء بن السائب عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن بلال بمثله.
قال البيهقي 1/ 424: وهذا أيضًا مرسل فإن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يلق بلالًا، ورواه الحجاج بن أرطاة عن طلحة بن مصرف
وزبيد عن سويد بن حنظلة: أن بلالًا كان لا يثوب إلا في الفجر فكان يقول في أذانه: حيَّ على الفلاح الصلاة خير من النوم.
وقال النووي في "الخلاصة" 2/ 287: حديث ضعيف مرسل. اهـ.
رابعًا: حديث عائشة رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين" 2/ 16 قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر ثنا أبي عن جدي ثنا عمرو بن صالح الثقفي نا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: جاء بلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه بصلاة الصبح فوجده نائمًا فقال: الصلاة خير من النوم، فأقرت في أذان الصبح.
قال الطبراني عقبه: لم يروه عن الزهري إلا ابن أبي الأخضر ولا عنه إلا عمرو تفرد به عامر بن إبراهيم أبو عامر. اهـ.
قلت: صالح بن أبي الأخضر اليمامي مولى هشام بن عبد الملك تكلم فيه.
قال ابن معين: ليس بالقوي. اهـ.
وقال مرة ضعيف وزمعة بن صالح أصلح منه. اهـ.
وقال سعيد بن عمرو البردعي قلت لأبي زرعة: زمعة بن صالح وصالح بن أبي الأخضر واهيان؟ قال. أما زمعة فأحاديثه عن الزهري كأنه يقول: مناكير، وأما صالح فعنده عن الزهري كتابان، أحدهما عرض والآخر مناولة فاختلطا جميعًا وكان لا يعرف هذا من هذا. اهـ.
وقال ابن أبي حاتم عن أبي زرعة: ضعيف الحديث. اهـ.
وقال البخاري وأبو حاتم: لين. اهـ.
وقال النسائي: ضعيف. اهـ. وكذا قال الترمذي.
ولهذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 1/ 330: فيه صالح بن أبي الأخضر، اختلف في الاحتجاج به، ولم ينسبه أحد إلى الكذب. اهـ.
خامسًا: حديث ابن عمر رواه ابن ماجه (707) قال: حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي ثنا أبي عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سالم عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم استشار الناس لما يُهمَّهُم إلى الصلاة، فذكروا البوق، فكرهه من أجل اليهود، ثم ذكروا الناقوس، فكرهه من أجل النصارى، فأُري النداء تلك الليلة رجل من الأنصار يقال له عبد الله بن زيد وعمر بن الخطاب، فطرق الأنصاري رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلًا، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالًا به فأذن قال الزهري: وزاد بلال في نداء صلاة الغداة: الصلاة خير من النوم، فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت: إسناده ضعيف من أجل محمد بن خالد الواسطي ضعفه الإمام أحمد وأبو زرعة وابن معين.
ثم إن زيادة: الصلاة خير من النوم، في هذا الإسناد ظاهرها أنها معلقة علقها الزهري عن بلال ولم يسندها.
سادسًا: أثر ابن عمر رواه البيهقي 1/ 423 والدارقطني 1/ 243 وعبد الرزاق 1/ 473 كلهم من طريق سفيان عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر أنه قال لمؤذنه: إذا بلغت حيَّ على الفلاح في الفجر فقل: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم.
قلت: إسناده قوي.
وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 1/ 212. سنده حسن. اهـ.
سابعًا: مرسل سعيد بن المسيب، رواه عبد الرزاق 1/ 472 عن معمر عن الزهري عن المسيب، أن رسول الله قال:"إن بلالًا يؤذن بليل .. " فذكر الحديث، وفي آخره قال: ثم جاء يُؤْذِن النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: إنه نائم فنادى بلال. الصلاة خير من النوم، فأقرت في الصبح.
قلت: رجاله ثقات.
ورواه البيهقي 1/ 422 من طريق أبي اليمان أخبرني شعيب عن الزهري به، فذكر نحوه.
* * *