المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما لخص من الحوادث - كنز الدرر وجامع الغرر - جـ ٨

[ابن الدواداري]

فهرس الكتاب

- ‌ذكر ابتدا الدوله التركيه ادام الله ايامسلطانها وعز نصره

- ‌ذكر سلطنه الملك المعز اول ملوك التركاعز الله نصر صاحب عصرها وادام ايامه

- ‌ذكر تمليك الملك الاشرف مظفر الدين موسى بن الملك المسعود

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع واربعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر قتلة الفارس اقطاى

- ‌(24) ذكر المدينه الخضراء

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(27) ذكر [حوادث] سنه خمس وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر قتلة الملك المعز المشار اليه

- ‌(29) ذكر تملك نور الدين علىّ الملك المنصور بن الملك المعز

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر اخذ التتار لبغداد وقتل الخليفه

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سلطنه الملك المظفر سيف الدنيا والدين قطز رحمه الله

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(42) ذكر وقعه عين جالوت وكسره التتار

- ‌ذكر قتلة الملك المظفر رحمه الله وسلطنة الملك الظاهر

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نسبة الفتوة

- ‌(75) ذكر [حوادث] سنة ستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر ما نقله ابن شداد من دلك

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر بيعه الامام الحاكم بامر الله ابى العباس المشار اليه وخبره

- ‌(84) دكر اخد الكرك من الملك المغيث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وستين وستمايه

- ‌(91) ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر غازيه الخناقه

- ‌ذكر [حوادث] سنه ثلث وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حواث] سنة اربع وستين وستمايه

- ‌ذكر فتح صفد المحروسه

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر الشقيف وفتحها

- ‌ذكر انطاكيه وفتحها ومبتدا امرها

- ‌ذكر بغراس ومبدا امرها

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح حصن الاكراد

- ‌ذكر نبد من اخبار حصن الاكراد

- ‌(140) دكر فتح حصن عكّار

- ‌ذكر غرقة دمشق هده السنه

- ‌ذكر فتح القرين فى هده السنه

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر شئ من بلاد الحبشه

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نوبه سيس وماتم فيها

- ‌(160) دكر شى من بلاد سيس واخبارها

- ‌(161) دكر استيلا بيت لاون صاحب سيس عليها

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح القصير

- ‌ذكر من غزا النوبه من أول الاسلام

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر دخول السلطان الروم

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاه السلطان الملك الظاهر

- ‌ذكر فتوحاته رحمه الله

- ‌(195) ذكر السلطان الملك السعيد ونسبه وما لخّص من سيرته وخبره

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سلطنه مولانا السلطان الملك المنصورسيف الدنيا والدين قلاوون

- ‌ذكر تملك الملك الكامل شمس الدين سنقر الاشقروما لخص من خبره

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وقعه حمص المعروفه بمنكوتمر

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(233) دكر وصول الشيخ عبد الرحمن دمشق

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر قتلة الملك احمد اغا وتمليك ارغون بن ابغا بن هلاوون

- ‌ذكر بعض شئ من محاسنه رحمه الله

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(238) دكر فتح حصن المرقب

- ‌(241) دكر المولد الشريف السلطانى الملكى الناصرى عزّ نصرهبشاير النصر لاوحد ملوك العصر:

- ‌[البشارة] الأوله

- ‌البشاره الثانيه

- ‌البشاره الثالثه

- ‌(244) البشاره الرابعه

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(248) ذكر [حوادث] سنه ست وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح طرابلس الشام

- ‌ذكر شى من نسخ البشاير

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاته رحمه الله تعالى

- ‌ذكر بعض شى من محاسنه رحمه الله وصفته

- ‌ذكر سلطنة السلطان الملك الاشرف صلاح الدنيا والدين خليل

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نبد من اخبار هده القلاع

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(284) دكر فتح قلعه الروم

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(302) ذكر استشهاد السلطان الملك الاشرف

- ‌ذكر بعض شى من محاسنه رحمه الله

- ‌ذكر سلطنه مولانا السلطان الاعظم الملك الناصر عز نصره وهى الاوله

- ‌ذكر قتلة الشجاعى وسببها

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر تغلب الملك العادل زين الدين كتبغا المنصورى على الملك

- ‌ذكر دخول الاوراتيه مصر

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌[دكر العلاء العظيم فى هده السنه-لا اعاده الله]

- ‌ذكر خلع الملك العادل كتبغا وولايه الملك المنصور لاجين

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(326) دكر سبب تقفيز الامراء الى غازان

- ‌(329) ذكر قتلة السلطان لاجين رحمه الله والسبب فى دلك

- ‌ذكر الساده الاجلاء الايمه الفضلاء الدين ادركهم العبد بالمولد

- ‌الشيخ صدر الدين المعروف بابن المرحّل رحمه الله

- ‌(341) الشيخ شمس الدين بن تازمرت المغربى

- ‌الشيخ اثير الدين ابو حيان المغربى

- ‌(342) القاضى ناصر الدين شافع بن عبد الظاهر-رحمه الله

- ‌(343) القاضى شهاب الدين محمود كاتب الانشا-رحمه الله

- ‌(344) القاضى فتح الدين بن سيّد الناس-رحمه الله

- ‌(346) الحكيم شمس الدين بن دانيال رحمه الله

- ‌(347) الحكيم شهاب الدين الصفدى

- ‌القاضى شهاب الدين بن النويرى رحمه الله

- ‌(348) شرف الدين بن أسد

الفصل: ‌ما لخص من الحوادث

‌ذكر [حوادث] سنة احدى وثمانين وستمايه

النيل المبارك فى هده السنه: الما القديم (2). . . مبلغ الزياده سبع عشر دراعا وسبع عشر اصبعا.

‌ما لخص من الحوادث

الخليفه الامام الحاكم بامر الله ابى (5) العباس امير المومنين. والسلطان الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون الالفى-تغمده الله برحمته-، سلطان الاسلام من دنقله الا (7) حدود الفراه. وما ورا دلك فى مملكه التتار. والملك المجاور للاسلام من بيت هلاوون، احمد أغا.

ووصل رسل من جهته، وهم قطب الدين محمود الشيرازى قاضى سيواس، وبها الدين اتابك السلطان مسعود صاحب الروم، وشمس الدين محمد بن التيتى وزير ماردين، وعلى يدهم كتاب الملك احمد اغا، وهو بلا عنوان ولا ختم، وفيه طمغات حمر ثلثه (12) عشره طمغه، يتضمن ما هذا نسخته:

«بسم الله الرحمن الرحيم. بقوة الله، بإقبال [قآن](13)، هذا فرمان أحمد إلى سلطان مصر. أمّا بعد: فإنّ الله سبحانه وتعالى لسابق عنايته، ونور هدايته، وعظيم رعايته، قد كان أرشدنا فى عنفوان الصبا وزمان (15) الحداثة إلى الإقرار بربوبيته، والاعتراف بوحدانيته، والشهادة بمحمد-صلى الله عليه وسلم

(2) القديم. . .: بياض فى الأصل--سبع: سبعة

(5)

ابى: أبو

(7)

الا: إلى-- الفراه: الفرات

(12)

ثلثه: ثلاث

(13)

أضيف ما بين الحاصرتين من م ف وابن عبد الظاهر، تشريف الأيام والعصور فى سيرة الملك المنصور (ط. القاهرة 1961)، ص 6

(15)

وزمان: كذا فى الأصل وفى م ف؛ فى ابن عبد الظاهر، تشريف الأيام، ص 6 «وريعان»

ص: 249

والتصديق برسالته وبنبوته، وحسن الاعتقاد فى اوليايه (223) الصالحين من عباده فى بريّته {فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ} (2). كلّ ذلك ببركات محمد عليه أفضل الصلاة والسلم (3).

فلم نزل نميل إلى إعلاء كلمة الدين، وإصلاح أمور الإسلام والمسلمين، إلى أن قبض أبينا (5) الملك الجليل وأخينا الكبير، وأفضا (5_) الملك إلينا. فأفاض علينا من جلابيب ألطافه ما حقّق به آمالنا فى جزيل آلايه وعوارفه. وجلى (6) هدى المملكة علينا، وأهدى عقيلتها إلينا.

فاجتمع عندنا فى قوريلتالى (8) المبارك-وهو المجمع الذى تنقدح فيه آراى-جميع الإخوان والأولاد والأمراء الكبار ومقدّموا (9) العساكر وزعماء البلاد، واتفقت كلمتهم على تنفيذ ما سبق به حكم أخينا الكبير، فى إنفاذ الجمّ الغفير من عساكرنا التى ضاقت بهم الأرض برحبها من كثرتها، وامتلأت رعبا لعظيم صولتها، وشديد بطشهم إلى تلك الجهة. بهمّة تخضع لها شمّ الأطواد وعزمة تلين لها الصمّ الجلاد (13).

ففكرنا فيما تمخّضت زبدة عزايمهم عنه، واجتمعت أهواهم وآراهم (14) عليه، فوجدناه مخالفا لما فى ضميرنا من أنباء (15) الخير العامّ الذى هو عبارة عن تقوية شعاير الإسلام، وأن لا يصدر عن أوامرنا-ما أمكننا-إلا ما يوجب حقن الدماء،

(2) القرآن 6:125

(3)

والسلم: والسلام

(5)

إلى. . . الينا: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر، تشريف الأيام، ص 6 «إلى أن أفضى بعد أبينا الجيد وأخينا الكبير نوبة الملك إلينا»

(5_) وأفضا: وأفضى

(6)

وجلى: وجلا

(8)

قوريلتالى: قوريلتاى--آراى: آراء

(9)

ومقدّموا: ومقدّمو

(13)

الصم الجلاد: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر، تشريف الأيام، ص 7 «صمّ الصلاد»

(14)

أهواهم وآراهم: أهواؤهم وآراؤهم

(15)

أنباء: كذا فى الأصل وم ف؛ فى تشريف الأيام «اقتناء» --شعاير: شعار

ص: 250

وتسكين الدهماء، ويجرى به فى الأقطار رجاء (1) تسليم الأمن والأمان، وتستريح به المسلمون فى ساير الأقطار (2) فى مهاد الشفقة والإحسان، تعظيما لأمر الله، وشفقة على خلق الله. فألهمنا الله تعالى إطفاء تلك النايرة، وتسكين الفتن الثايرة، وإعلام من أشار بذلك الرأى بما أرشدنا الله اليه: من تقديم ما يرجى به شفاء مزاج العالم من الأدواء، وتأخير مما (5) يجب أن يكون آخر الدواء.

وإننا لا نحبّ المسارعة (224) إلى هزّ النصال للنضال (6) إلا بعد إيضاح الحجة، ولا نأذن لها إلا بعد تبيين الحقّ وتركيب الحجّة. وقوّى عزمنا على ما ريناه (7) من دواعى الصلاح، وتنفيذ ما ظهرنا (8) به من وجوه النجاح، إذكار شيخ الإسلام قدوة العارفين كمال الدين عبد الرحمن-الذى هو نعم العون لنا فى أمورنا-أشار بذلك رحمة من الله لمن دعاه، ونقمة على من أعرض عنه وعصاه، فأنفذنا أقضى القضاة قطب الدين، والأتابك بهاء الدين، إذ هما من ثقاة (11) هذه الدولة الزاهرة والمملكة القاهرة، ليعرفاهم طريقتنا، ويتحقق عندهم ما تنطوى عليه لعموم المسلمين [جميل](13) نيتنا.

وبيّنّا لهم أننا من الله على بصيرة، وأن الإسلام يجبّ ما قبله، وأن الله تعالى ألقى فى روعنا أن نتبع الحق وأهله. ويشاهدون نعمة الله على الكافّة بما دعانا اليه من تقديم أسباب الإحسان، فلا يحرموها [بالنظر إلى سالف الأحوال](16) ف {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} (17). فإن تطلّعت نفوسهم إلى دليل يستحكم بسببه دواعى الاعتماد؛

(1) رجاء تسليم: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر ص 7 «رخاء نائم»

(2)

الأقطار: الأمصار، م ف

(5)

مما: ما

(6)

هز النصال: فى الأصل وم ف «هذه المضال» والصيغة المثبتة من ابن عبد الظاهر ص 7 - -الحجة: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر «المحجة»

(7)

ريناه: رأيناه

(8)

ما ظهرنا: انظر فى ابن عبد الظاهر ص 7 «ما ظهر لنا» --إذكار: فى الأصل «ادكان» ؛ انظر ابن عبد الظاهر

(11)

ثقاة: ثقات

(13)

أضيف ما بين الحاصرتين من م ف وابن عبد الظاهر ص 8

(16)

أضيف ما بين الحاصرتين من ابن عبد الظاهر ص 8

(17)

القرآن 55:29

ص: 251

وحجّة نبلغ بها غاية المراد، فلينظر (1) إلى ما ظهر من أمرنا، ممّا اشتهر خبره، وعمّ أثر.

فإننا ابتدأنا-بتوفيق الله تعالى-بإعلاء أعلام الدين وإظهاره فى إيراد كلّ أمر، وإصداره، وإقامة نواميس الشرع المحمّدى على مقتضى [قانون](4) العدل الأحمدى، إجلالا وتعظيما، وتبجيلا وتكريما. وأدخلنا السرور على قلوب الجمهور، وعفونا عن كلّ من اجترح سيئة أو اقترف، قابلناه بالصفح وقلنا: عفا الله عما سلف.

وتقدمنا بإصلاح أمور أوقاف المسلمين من المساجد والمشاهد والمدارس وعمارة بقاع البرّ والربط الدوارس، وإيصال حاصلها بموجب عوايدها القديمة على القاعدة المستقيمة لمستحقّها بشروط واقفها (225) بعد إصلاح تالفها. ومنعنا أن يلتمس شئ مما استحدث عليها، ولا يغيّر (10) شئ مما قرّر أولا فيها، وأسند إليها.

وأمرنا بتعظيم أمر الحاجّ، وتأمين سبلها فى ساير الفجاج، وتجهيز وفدها وإطلاق سبلها، وتسيير قوافلها، وتسهيل فعلها. وأطلقنا أيضا سبيل التجار، الذين هم عمارة ساير الأمصار، وكذلك المتردّدين إلى البلاد ليسافروا بحسب اختيارهم تطمينا للعباد، آمنين على أنفسهم من حوادث الفساد. وحرّمنا على العساكر والقراول والشحانى فى الأطراف التعرّض بهم فى مصادرهم ومواردهم، وأن يمشون (15) حيث شاؤا (16) على أحسن ما كانت عادتهم من قواعدهم.

وقد كان صادف قراول لنا جاسوسا فى زىّ الفقر (17). كان سبيل مثله أن يهلك، إذ سعا (18) إلى حتفه قدمه، فلم نهرق دمه، تحرمة مّا حرّم الله تعالى. ولا يخفى عنهم

(1) فلينظر: فلينظروا، م ف

(4)

أضيف ما بين الحاصرتين من م ف وابن عبد الظاهر

(10)

ولا يغير: وان لا يغير، م ف

(15)

يمشون: يمشوا

(16)

شاؤا: شاؤوا

(17)

الفقر: الفقير، م ف

(18)

سعا: سعى--تحرمة: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر ص 9 «لحرمة»

ص: 252

ما كان فى إنفاذ الجواسيس من الضرر العامّ للخاصّ والعامّ من فقراء المسلمين وعباد الله الصالحين. فإن عساكرنا طال ما (2) رأوهم فى زىّ الفقراء والنسّاك وأهل الصلاح، فساءت ظنونهم حتى قتلوا من قتلوا من هذه الطوايف بغير حرمة ولا جناح. فإذا ارتفعت الحاجة بحمد الله تعالى إلى ذلك، تأمنت الطرق والمسالك، وتردّد التجار وغيرهم، وتطمأن (5) القلوب من الفكر فى هذه الأمور، ويأمن ساير الجمهور. وترتفع دواعى المضرة، التى كانت توجب المخالفة، فإنها إن كانت بطريق الدين والذبّ عن حوزة المسلمين، فقد ظهر بفضل الله تعالى فى دولتنا الفوز (7) المبين. وإن كانت لما سبق من الأسباب، ممن يجرى (8) الآن طريق الصواب، ف {إِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ} (9).

(226)

والآن فقد رفعنا الحجاب، وعرّفناهم ما عزمنا عليه بنية خالصة لله تعالى، لنعلم ما عندهم من الجواب. وحرّمنا على جميع عساكرنا العمل بخلافها، لنرضى الله والرسول، ويلوح على صفحاتها آثار الإقبال والقبول، وتستريح من اختلاف الكلمة هذه الأمه، وتنجلى بنور الإسلام (13) ظلمة الاختلاف والغمّة. فتسكن فى سابغ ظلها البوادى والحواضر، وتقرّ القلوب التى بلغت من الجهد الحناجر، وتعفى عن ما (14) سلف من الهنات والجراير، ونريح المسلمين من فكر تفتّت المراير.

فإن وفّق الله سلطان مصر لاختيار ما فيه صلاح العالم، وانتظام أمور بنى آدم، فقد وجب علينا التمسك بالعروة الوثقى، وسلوك الطريقة المثلى، بفتح أبواب الطاعات والإنجاد (18)، وبذل الإخلاص بحيث تنعمر الممالك والبلاد. وتسكن الفتنة الثايرة،

(2) طال ما: طالما

(5)

وتطمأن: وتطمئنّ

(7)

الفوز: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر ص 9 «النور»

(8)

ممن يجرى: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر ص 9 «فمن تحرّى»

(9)

القرآن 38:25

(13)

الإسلام: كذا فى الأصل؛ فى م ف وابن عبد الظاهر ص 9 «الائتلاف»

(14)

عن ما: عما

(18)

والإنجاد: كذا فى الأصل؛ فى م ف وابن عبد الظاهر ص 10 «والاتحاد»

ص: 253

وتغمد السيوف الباترة، وتحلّ الكافّة أرض الهوينا وروض الهتون (1)، وتخلص أرقاب (2) المسلمين من أغلال الذلّ والهون. فالحمد لله على الموافقة وإخماد البارقة.

وإن غلب سوء الظنّ بما تفضل به واجب (3) الرحمة، ومنّع من معرفته قدر هذه النعمة، فقد شكر الله مساعينا، وأبلى عذرنا مقبولا {وَما كُنّا مُعَذِّبِينَ حَتّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (5). والله الموفق للرشاد والسداد، وهو الممتنّ على البلاد والعباد، وحسبنا الله وحده.

كتب فى أوسط جمادى الأولى. سنة إحدى وثمانين وستمايه».

الجواب إنشا محيى (8) بن عبد الظاهر-رحمه الله-عن السلطان الملك المنصور:

«بسم الله الرحمن الرحيم. بقوه الله تعالى، بإقبال دولة السلطان الملك المنصور.

كلام قلاوون إلى السلطان أحمد بن هلاوون.

أمّا بعد: (227) حمد الله الذى أوضح لنا وبنا الحق (11) منهاجا، وجاء بنا فجاء نصر الله، ودخل الناس فى الدين أفواجا. والصلاة على سيدنا محمد الذى فضّله الله على كلّ نبىّ نجا (13) به أمته، وعلى آله وصحبه وعترته.

فقد وصل الكتاب الكريم المتلقّا (14) بالتبجيل والتكريم، المشتمل على النبأ العظيم، من دخوله فى الدين، وخروجه عمن سلف من العشيرة والاقربين. ولما فتح هذا الكتاب بهذا الإخبار، عطر شذاه حتى ملأ الأقطار. فالحمد لله على الإسلام المعلّم المعظّم والحديث الذى صح عند الإسلام إسلامه، وأصحّ الحديث ماروى عن مسلم.

(1) الهتون: فى م ف وابن عبد الظاهر ص 10 «الهدون»

(2)

أرقاب: رقاب

(3)

واجب: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر «واهب»

(5)

القرآن 17:15

(8)

محيى: محيى الدين

(11)

الحق: كذا فى الأصل وم ف؛ بينما فى ابن عبد الظاهر، تشريف الأيام، ص 10 «للحقّ»

(13)

نجا: نجىّ

(14)

المتلقا: المتلقى

ص: 254

وتوجّهت الوجوه بالدعاء إلى الله سبحانه ان تبثّه (1) على ذلك بالقول الثابت، وأن ينبت حبّ هذا الدين فى قلبه كما أنبته أحسن النبت من أزكى المنابت.

وحصل التأمّل والفضل (3) المبدأ بذكره من حديث إخلاصه إليه فى أول العمر، وعنفوان الصبا إلى الإقرار بالوحدانية، ودخوله فى الملّة المحمّدية، بالاسم والقول والعمل والنيّة، فالشكر لله على أن شرح صدره للإسلام، وألهمه شريف هذا الإلهام، كحمدنا لله على أن جعلنا من السابقين الأولين لهذا الدين، وإلى هذا المقال، والمقام، وثبّت أقدامنا فى كلّ موقف اجتهادا وجهادا، وفعلا واعتمادا.

وأما إفضاء النوبة فى الملك وميراثه بعد والده وأخيه الكبير إليه، و [إفاضة](8) جلابيب هذه النعمة عليه، وتوقّله الأمر بالتى (9) طهّرها إيمانه، وأظهرها سلطانه، فلقد أورثها الله من اصطفاه من عباده، وصدّق المبشّرات له من كرامة أولياء الله وعبّاده.

وأمّا حكاية اجتماع الإخوان والأولاد والأمراء الكبار والعساكر وزعماء البلاد فى مجمع قورلتالى (12) الذى تنقدح فيه زند الآراء، وأنّ كلمتهم اتفقت (228) على ما سبقت به كلمة أخيه الكبير فى إنفاذ العساكر إلى هذا الجانب، وأنه فكّر فى ما (14) اجتمعت عليه آراؤهم، وانتهت إليه أهواهم، فوجده مخالفا لما فى ضميره؛ إذ قصده الصلاح ورأيه الإصلاح، وأنّه أطفى (15) تلك النايرة وسكن تلك الثايرة. فهذا فعل الملك المتّقى، المشفق من قومه على من بقى، المفكّر فى العواقب بالرأى الثاقب، وإلاّ فلو تركهم ورأيهم حتى تحملهم الغرّة لكانت هذه الكرّة هى الكرّة. لكن هو ل {مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى} (18) ولم يوافق قول، ولا هوى.

(1) يتبثه: يثبته

(3)

والفضل المبدأ: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر ص 11 «وللفضل المبتدأ»

(8)

أضيف ما بين الحاصرتين من ابن عبد الظاهر ص 11

(9)

الأمر بالتى: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر «الأسرّة التى»

(12)

قورلتالى: قورلتاى

(14)

فى ما: فيما--أهواهم: أهواؤهم

(15)

أطفى: أطفأ

(18)

القرآن 79:40 - -قول: قولا

ص: 255

وأما القول فيه: إنّه لا يحبّ المسارعة إلى المقارعة، إلاّ بعد إيضاح المحجّة وتركيب الحجّة، فبانتظامه فى سلك الإيمان صارت حجّتنا وحجّته المتركّبة على من غدت طواغيته عن سلوك هذه المحجّة متنكّبة. فإن الله سبحانه والناس كافّة قد علموا أن قيامنا إنّما هو لنصر هذه الملّة، وجهادنا واجتهادنا، إنّما هو على الحقيقة لله. وحيث قد دخل معنا فى الدين هذا الدخول، فقد ذهبت الأحقاد وزالت الذحول، وبارتفاع المنافرة تحصل المضافرة. فالإيمان كالبنيان يشدّ بعضه بعض (6)، ومن أقام مناره فله أهل بأهل فى كل مكان، وجيران بجيران فى كل أرض.

وأمّا ترتيب هذه القواعد الحميدة على إذكار (8) شيخ الإسلام، قدوة العارفين، شجاع (9) الدين عبد الرحمن-أعاد الله من بركاته-قد أشار، فانّه نعم المستشار، فلم ير لولى قبله كرامة كهذه الكرامة. والرجاء ببركته وبركة الصالحين أن تفتح دار السلام وكلّ دار للإسلام وهى دار إقامة، حتى يتم شرايط الإيمان، ويعود شمل الإسلام مجتمعا كأحسن ما كان. ولا ينكر لمن لكرامته هذا الابتداء والتمكين فى الوجود أنّ كلّ حقّ إلى نصابه [ببركته](13) يعود.

(229)

واما إنفاذ قاضى القضاة قطب الدين، والأتابك بهاء الدين المؤثرون (14) فى نقلهما رسايل هذه البلاغة، فقد حضرا وأعادا من ألفاظهما من كلّ قول حسن ممّا يزهوا (16) بحسنه على الصياغة، ومن كلّ ما يشكر ويحمد ويتعنعن حديثها فيه عن مسند أحمد.

(6) بعض: بعضا

(8)

إذكار: فى الأصل وم ف «ادكان»

(9)

شجاع الدين: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر ص 12، وفى بيبرس المنصورى، زبدة الفكرة فى تاريخ الهجرة (مخطوطة المتحف البريطانى 1233) ج 9 ق 134 ب (انظر أيضا ملحق 7 لسلوك المقريزى، ج 1 ص 977 - 984)«كمال الدين» ، انظر ما سبق ص 251:8

(13)

أضيف ما بين الحاصرتين من م ف

(14)

المؤثرون: المؤثرين: فى ابن عبد الظاهر ص 12 «الموثوق»

(16)

يزهوا: يزهو

ص: 256

وأمّا الإشارة إلى أن النفوس إن كانت تتطلّع إلى إقامة دليل، يستحكم بسببه دواعى الودّ الجميل، فلينظر إلى ما ظهر من مآثره، فى موارد الأمر ومصادره من العدل والإحسان، بالقلب واللسان، والتقدم بإصلاح الأوقاف والمساجد والربط والمشاهد، وتسهيل السبل للحاج؛ فهذه صفات من لملكه الدوام. فلما ملك عدل، ولم يرجع إلى لؤم من عدى (5) ولا [لوم من] عذل، على أنها وإن كانت من الأفعال الحسنة والمثوبات التى تستنطق بالدعاء الألسنة، فهى واجبات تؤدّى، وقربات بمثلها يبدّا (7). وهو أكبر من أنه بإجراء [أجر] غيره يفتخر، وعليه يقتصر. إنما تفتخر الملوك الأكابر بردّ ممالك على ملوكها، ونظم ما كانت عليه من حسن سلوكها.

وقد كان والده فعل شئ (9) من ذلك مع الملوك السلجوقيّة وغيرهم، وما كان أحد أخذ بدينه دين (10)، ولا دخل معه فى دين. واقرّ بهم فى ملكهم، بعد ما زحزحهم عن ملكهم (11). ويجب عليه أنه لا يرى حقّا مغتصبا ويأبا إلاّ ردّه، ولا باعا ممتدّا بالظلم ويرضى إلاّ صدّه، حتى ان أسباب ملكه تقوى، وأيّامه تتزيّن بأفعال التقوى.

وأمّا تحريمه على الشحانى والعساكر والقراولات فى الأطراف [التعرّض](13) إلى (14) الآخذ بالأيدى عن الأذى، وإصفاء موارد الواردين من شوايب العدا، فمن حين بلغنا أن تقدّموا بمثل ذلك، تقدّمنا أيضا بمثله، وقابلنا الجميل بالجميل من فعله. وأمرنا سائر النوّاب بالرحبة والبيرة (230) وعين تاب بأطراف ممالكنا بالكفّ عنما

(5) عدى: عدا--أضيف ما بين الحاصرتين من م ف، وابن عبد الظاهر ص 13

(7)

يبدا: يبدّى--أضيف ما بين الحاصرتين من ابن عبد الظاهر ص 13

(9)

شئ: شيئا

(10)

دين: دينا--بعد ما: كذا فى الأصل، فى ابن عبد الظاهر «وما»

(11)

ملكهم: فى الأصل «ملكم» --ويأبا: ويأبى

(13)

أضيف ما بين الحاصرتين من ابن عبد الظاهر ص 13

(14)

إلى. . . الأذى: كذا فى الأصل؛ فى ابن عبد الظاهر «إلى أحد بالأذى» -- العدا: العدى

ص: 257

كففتم عنه، وأن نسدّ هذا الباب. وإذا اتحد الإيمان وانعقدت الأيمان، تحتم هذه الحكاية، وترتب جميع الأحكام ممّا يجوز فى مجالس الحكّام.

وأمّا الجاسوس الفقير الذى أمسك وأطلق، وكان سبيله أن يهلك، وأنّ بسبب من تزيّا من الجواسيس بزىّ الفقراء قتل جماعة من الفقراء، الصلحاء رجما بالظنّ، فهذا باب من تلقى (5) ذلك الجانب كان فتحه، وزند من ذلك الطرف كان قدحه. وكم من مزىّ (6) بزىّ الفقر من ذلك الجانب سيّروه، وإلى الاطّلاع سوّروه، ممّا ظفر منهم بجماعة كبيرة، فرفع عنهم السيف، ولم يكشف ما غطّوه بخرقة الفقر بكم (7) ولا كيف.

وأمّا الإشارة التى أنّ باتّفاق الكلمة تنجلى ظلمة الاختلاف، وتدرّ بها من الجراير (9) الأخلاف، ويكون بها صلاح العالم، وانتظام شمل بنى آدم. فلا رادّ لمن فتح باب الاتّحاد وجنح للسلم، فقد جاد وما حاد. ومن ثنا (10) عنانه عن المكافحة كان كمن مدّ يده للمصافحة للمصالحة. والصلح وإن يكن سيّد الأحكام من أمور تبنى عليه قواعده، ويعلم من مداولته (12) فوايده. فالأمور المسطّرة فى كتابه هى كلّيات لازمة يعمر بها كلّ مغنى ومعلم. وثمّ أمور لا بدّ أن تعقد وتحكم، وفى سلكها عقود العهود تنظم، قد يحملها لسان المشافهة التى إذا وردت أقبلت عليها إنشاء الله النفوس، وأحرزتها صدور الرسايل كأحسن ما تحرز سطور الطروس.

وأمّا الإشارة إلى قوله تعالى {وَما كُنّا مُعَذِّبِينَ حَتّى نَبْعَثَ رَسُولاً} (16)، فما على هذا النسق السبيل ينهج، ولا الودّ ينسج، بل الأفضل للمقدم فى الدين [و](18) نصره عهود ترعا، وإفادات تستدعى. وما برح الفضل للأوّلية، وإن تناها

(5) تلقى: تلقاء

(6)

مزىّ: متزىّ--مما ظفر: فى ابن عبد الظاهر ص 14 «وأظفر الله»

(7)

بكم: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر ص 14 «بلم»

(9)

الجراير: فى ابن عبد الظاهر ص 14 «الخيرات»

(10)

ثنا: ثنى

(12)

مداولته: فى ابن عبد الظاهر ص 14 «مدلوله»

(16)

القرآن 17:15

(18)

أضيف ما بين الحاصرتين من ابن عبد الظاهر ص 15 - -ترعا: ترعى--تناها: تناهى

ص: 258

العدد (231) الواحد (1) الأول. ولو تأمّل مورد هذه الآية أنها فى غير مكانها لتروّى وتأوّل.

وعند ما انتهينا إلى جواب ما لعلّه يجب عنه الجواب من فصول الكتاب، سمعنا المشافهة التى على لسان أقضى القضاة قطب الدين، فكانت مما تناسب ما فى الكتاب من دخوله فى الدين، وانتظام عقده بسلك المؤمنين، وما بسطه من معدلة وطحسان، مشكور بلسان كلّ إنسان. فالمنّة لله على ذلك، فلا يشبها منه بامتنان. وقد أنزل الله على رسوله فى حقّ من امتنّ بإسلامه {قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ} (8).

ومن المشافهة أن الله قد أعطاه من العطاء ما أغناه عن امتداد الطرف إلى ما فى يد غيره من أرض وماء من ممالك فسيحة تروى الظمأ، فإن حصلت للرغبة الموافقة، فالأمر حاصل. فالجواب أن ثمّ أمور (11) متى حصلت حصلت الموافقة، وابتنى على ذلك حكم المصاحبة والمصادقة، ورأى الله تعالى والناس كيف يكون تصافينا، وإذلال عدونا وإعزاز مصافينا، فكم من صاحب وجد حيث لا يوجود الأب والأخ والقرابة.

وما تمّ هذا الدين فى صدر الإسلام إلاّ بمظافرد (14) الصحابة. وإن كانت له رغبة مصروفة إلى الاتّحاد، وحسن الإعتقاد، وكبت الأعادى ولأضداد، والاستناد إلى من يشدّ به الأزر عند الستناد-والرأى إليه فى ذلك.

ومن المشافهد إن كانت الرغبة ممتدّة الأمل إلى ما فى يده من أرض وماء، فلاح حاجة إلى إنفاذ المغيرين الذين يؤذون المسلمين بغير فائدة. فالجواب عنه أنه إذا كفّ كفّ العدوان، وترك المسلمين وما لهم من ممالك، سكتت الدهماء

(1) الواحد: للواحد، انظر ابن عبد الظاهر ص 15

(8)

القرآن 49:17

(11)

أمور: أمورا

(14)

بمظافرة: بمضافرة، انظر ابن عبد الظاهر ص 15

ص: 259

وحقنت الدماء. وما أحقّه بأن لا ينه عن خلق (1) ويأتى مثله، (232) ولا يأمر ببرّ ويثنى (2) فعله. فهذا قنغرطاى بالروم، وهى بلاد فى أيديكم وخراجها يجبى إليكم، وقد سفك فيها وقتل (3)، وسبا وهتك، وأباع الأحرار، وأبا إلاّ التمادى على الإضرار والإصرار.

ومن المشافهة أنّه إذا حصل التصميم على أن لا تبطل هذه الغارات ولا تغيّر هذه الإثارات، يعيّن مكانا يكون فيه اللقاء، ويعطى الله تعالى فيه النصر لمن يشاء.

فالجواب عن ذلك أن الأماكن التى اتّفق فيها الملتقى للجمعان (7) مرّة ومرّة ومرّة قد عاف مواردها من سلم من أوليك القوم، وخاف أن يعاودها فيعاوده مصرع ذلك اليوم.

فوقت اللقاء لا يحصر، وما النصر إلاّ من عند الله، فلا يقدر. ولا نحن ممّن ينتظر فلتة، ولا ممّن له إلى غير ذلك لفتة. وما أمر الساعة بالنصر إلاّ كالساعة التى لا تأتى إلا بغتة. والله الموفّق لما فيه صلاح هذه الأمّة والقادر (11) على إتمام كلّ خير ونعمة».

وفيها فى خامس عشر ربيع الآخر توفى الصاحب نجم الدين بن الأصفونى رحمه الله. وفيها توفى القاضى شمس الدين بن خلكان صاحب التاريخ الحسن رحمه الله. وفيها استقرت الهدنة بين السلطان وبين أهل عكا مدة عشره (15) سنين.

(1) لا ينه عن خلق: فى الأصل «لا يابا [كذا] خلق [كذا]» ، والصيغة المثبتة من بيبرس المنصورى، زبدة الفكرة، ج 9 ق 136 ب

(2)

ويثنى: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر ص 16 «وينسى»

(3)

وقتل: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر ص 16 «وفتك» --وسبا: وسبى--وأبا: وأبى

(7)

للجمعان: للجمعين

(11)

والقادر: فى الأصل «والقاد»

(15)

عشره: عشر

ص: 260