الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فى كل وقت». فاعجب غازان دلك منه، واجيب اليه. ودكر ان قبجق وجد ابوه (1) وجدّه واخوته يعيشون، وهم سلاح داريه قازان. ثم استمر بهم الحال عند قازان مكرمين الى حين عودهم الى الشام-حسبما ياتى دلك ودكره فى تاريخه انشا الله تعالى.
(329) ذكر قتلة السلطان لاجين رحمه الله والسبب فى دلك
كان السلطان لاجين رحمه الله لما تولى الملك عاد متدينا، كثير الخير، مواضب (6) الصوم، زايد التقشّف، وآلا (7) على نفسه انه لا يوذى لاحد الا ببينة واضحه.
وكان قد استناب الامير سيف الدين منكوتمر، وفوّض اليه الامور كلها.
وكان منكوتمر صبى العقل، عظيم الكبر، طامع النفس فى الملك، لا يرى احدا من الامرا عنده بشئ متسلطا على الاذى والوساطه الرديه (10) عند السلطان؛ فمقتته الانفس من الامرا وغيرهم، وكرهوا ايام استاده بسببه لا غير. وجرى من منكوتمر اشياء فضيعه (12) فى حقوق الامراء واعيان الناس، أضربت عنها طلبا للاختصار.
فلما زاد البلاء على الناس من جهه منكوتمر اجتمع راى جماعه من الامراء على قتل السلطان لاجين، لا لدنب (14) سبق منه لاحد الا لاجل نايبه منكوتمر فقط.
واطّلع منكوتمر على دلك، فاطلع السلطان عليه، فربما نهره السلطان وقال له:
«كل هدا من نحس تدبيرك، وقله احسانك الى الناس، وقصدك انى اهلك الناس على السماع دون الحقيقه» . فعاد منكوتمر يعبر الى الخدمه ووجهه عبوس مقطب ويخرج كدلك. وعاد السلطان لاجين بين مكدب ومصدق لاجله المحتوم، وعاد قليل الركوب محترزا على نفسه يفكر فيما يفعله، وهو يطاول الامر لفروغ الاجل.
(1) ابوه: أباه
(6)
مواضب: مواظب
(7)
وآلا: وآلى
(10)
الرديه: الرديئة
(12)
فضيعه: فظيعة
(14)
لدنب: لذنب--فقط: الكلمة مكتوبة فوق السطر
حدثنى الامير بهاء الدين ارسلان الدوادار-رحمه الله-وكان بينى وبينه اخوه من حال الصغر، قال: لما كان يوم الاربعا تاسع ربيع الاخر من هده السنه انقطع منكوتمر دلك اليوم عن الخدمه وادعى انه متوجع. (330) وركب السلطان يوم الخميس، ولم يركب منكوتمر. واطّلع السلطان على ان ما به وجع (4) الاّ تغير خاطر وتشويش باطن. فلما طلع السلطان الى القلعه بعد الركوب، طلب سيف الدين سلار-وكان يوميد امير مجلس وكان يعرف بالحاج سلار-فقال له:«يا حاج اشتهى تروح الى هدا الصبى العقل منكوتمر، وتقول له ما سبب انقطاعك وتعبيسك ودخولك معبس (8) وخروجك كدلك؟ قد فوضت اليك ساير الامور، وانا معك شبيه الماسك البقره وانت تحلبها، فايش هده الفعايل وهدا الخلق الردى (10)» . قال [الأمير بهاء الدين]: فتوجه اليه سلار وبلغه الرساله. فقال له منكوتمر: «يا حاج، كيف لا اعبس وروحى وروحه رايحه، والله قد اتفقوا على قتله وقتلى بعده» . فقال سلار: «يا خوند، فان سالنى السلطان من هم، من ادكر؟» وكان هدا من سلار مكر (13) بمنكوتمر، فانه كان يعلم منه الصبى وقله العقل.
فقال له منكوتمر: «وما تتعرفهم، يا حاج، هم فلان وفلان وفلان» ، وعدّد جماعه، ثم قال:«وانت والله، يا حاج، معهم ومطلع على جميع امورهم» . فقال سلار:
«لا حول ولا قوة الاّ بالله العلى العظيم، ادا كان الامير يتهمنى انا ايضا، فكيف العمل» . وخرج من عنده، واعاد الرساله على السلطان، وقال عن نفسه ايضا. فقال السلطان:«وهم من صبيته ايضا اتهامك انت، يا حاج، فما علمتك الا شفوق ناصح (18)» .
قال: فقبل الارض وخرج اجتمع بالامرا وقال لهم: «تعشوا به قبل ان يتغدى بكم، والسلام» . يقول بهاء الدين ارسلان صاحب هدا النقل، وكان يوميد بشمق دار (20) عند الامير سيف طقجى ومطلع (21) على (331) جميع الاحوال.
(4) وجع: وجعا
(8)
معبس: معبسا
(10)
الردى: الردئ
(13)
مكر: مكرا
(18)
شفوق ناصح: شفوقا ناصحا
(20)
بشمق دار: بشمق دارا
(21)
ومطلع: ومطلعا
فلما كان عشيه تلك الليله-وهى ليله يسفر صباحها عن يوم الجمعه حادى عشر شهر ربيع الآخر من هده السنه-بعد صلاه عشا الاخره، كان السلطان لاجين صايما دلك اليوم. دخل عليه كرجى مقدم المماليك البرجيه، وعند السلطان قاضى القضاه حسام الدين الحنفى وابن العسّال المقرى، والسلطان لاجين يلاعب ابن العسال بالشطرنج. وكان كرجى قد اتقن الامر مع البرجيه ومع جماعه من الخاصكيه وسلاح دار النوبه، واوقف اكثر البرجيه فى الدهليز. فلما وقف بين يدى السلطان، ساله عما صنع، فقال:«بيّتت (7) المماليك البرجيه وغلقت عليهم» . فشكره السلطان واثنى عليه وكدلك الحاضرين. ثم انه تقدم ليصلح الشمعه، وكان السلطان قد قام لصلاه عشاء الاخره. فتناول كرجى النمشاه، وضرب السلطان لاجين وهو مولى عنه، فقطع كتفه حتى حله. فبادر السلطان من حلاوة الروح يطلب النمشاه، فلم يجدها، فقبض على كرجى وعاركه، وقيل انه رماه تحته، فضربه السلحدار قطع رجله، فانقلب يخور فى دمه. ثم ان كرجى ثنى عليه فقتله. فقال القاضى:«هدا ما يحلّ» ، فارادوا قتله، ثم عفوا عنه. وقيل ان الضرب الدى كان فى السلطان الشهيد الملك الاشرف-رحمه الله-وجدوه فى السلطان لاجين لا يختل ضربه واحده. فلما فرط الامر اغلقوا عليه الباب وتركوه ومضوا الى برا باب القله.
نكته: كان السلطان لاجين متزوجا بنت السلطان الملك الظاهر، وكانت من الديانات الخيرات. فحدثنى من اثق به انها فى تلك الليله-وهى ليله الخميس التى صبيحتها قتل السلطان-فى عشيته رأت فى (332) منامها كأن السلطان جالس فى المكان الدى قتل فيه، وكأن عده غربان سود على اعلا (19) المكان. وقد نزل منهم غراب فضرب عمامة السلطان رماها عن راسه، وهو يقول:«كرّج كرّج (20)» .
(7) بيتت: بيتّ، انظر م ف وز ت
(19)
اعلا: أعلى
(20)
كرّج كرّج: كذا فى الأصل وابن تغرى بردى ج 8 ص 101، وفى المقريزى، السلوك، ج 1 ص 862 «كرجى»
فلما اصبحت، واراد السلطان يخرج تلك الليله من عندها، وكان صايما حسبما دكرنا، فقالت:«يا خوند، اشتهى الليله تفطر عندنا ولا تخرج مكان (2)» . فقال:
«يا خوند، ايش السبب؟ فما عندى غير القاضى حسام الدين وابن العسّال المقرى» .
فقالت: «رايت منام (4)، وانا وجله منه» ، وقصّته عليه. فقال:«ما يكون الاّ ما يريد» . هدا حديث القاضى مجد الدين حرمى (5) وكيل بيت المال المعمور ووصى بيت الملك الظاهر، ينقل دلك عن بنت الملك الظاهر صاحبه المنام. ثم انها لم تعش بعده-السلطان-الا يسيرا وتوفت (7) الى رحمة الله تعالى.
ولما خرجوا من بعد قتلة السلطان-رحمه الله-كان سيف الدين طغجى قد جلس مع البرجيه فى الدركاه ينظر ما يفعلوه (9). فلما حضروا قال لهم: «قضيتم الشغل؟» قالوا: «نعم» . ثم توجهوا باجمعهم الى دار النيابه التى كان بها منكوتمر، فطرقوا عليه الباب، وقالوا له:«اجب السلطان الساعه» ، فانكر حالهم وتحقق انهم فعلوها كما كان مقرر (12) عنده. فقال لهم:«بالله عليكم، قتلتوا السلطان؟» فقال له كرجى: «نعم، يا مأبون، قتلناه وقد جينا اليك نلحقك به» فقال: «ما اسلّم نفسى حتى يجيرنى الامير سيف الدين طغجى» ، فاجاره وحلف له انه لا ياديه (15) ولا يمكن من اديته.
وكان عند منكوتمر فى دلك الوقت نيف واربع مايه ضارب سيف، كلهم معتدين (17)، لكن خدله الله تعالى، فنعود بالله من الخدلان. ثم فتح الباب وخرج بسلام، فاخدوه ومضوا به الى الجبّ، فانزلوه عند الامرا (333) المحبوسين.
(2) مكان: مكانا
(4)
منام: مناما
(5)
القاضى مجد الدين حرمى: فى ابن تغرى بردى ج 8 ص 101 «الشيخ مجد الدين الحرمى»
(7)
وتوفت: وتوفيت
(9)
يفعلوه: يفعلونه
(12)
مقرر: مقرّرا--قتلتوا: قتلتم
(15)
ياديه: يؤذيه--اديته: أذيته
(17)
معتدين: معتدّون--خدله: خذله--فنعود: فنعوذ--الخدلان: الخذلان
فيقال ان الاعسر قام اليه وتلقاه، وان عز الدين الحموى قام اليه وشتمه واراد قتله، فمنعه الاعسر، فان منكوتمر كان سبب مسك الامرا. واستقر منكوتمر فى الجب ساعه رمليه. وراح طغجى الى داره يتوضى (3)، فاغتنم كرجى غيبته فتوجه، وصحبته جماعه من البرجيه، الى باب الجب. واحتال على منكوتمر وقال لشخص معه «قول (4) له:
اطلع اجب الامير سيف الدين طغجى حتى ياخدك الى بيته لا يقتلوك (5) هاهنا بغير امره، واسرع قبل ان يعلم بك كرجى». فطلع فى اسرع من لمحه، فدبحه كرجى بيده على باب الجب، ثم نهبوا داره وامواله.
ورجع [كرجى] فعتبه طغجى، فقال:«نحن ما قتلنا السلطان الا لاجل هذا المابون فندعه، والا ايش فعل معنا السلطان من الردى (9)» . ثم اجالوا الحديث بينهم فيمن يكون ملكا، فاتفق رايهم ان يكون الملك لمولانا السلطان الاعظم الملك الناصر عز نصره، وينفدوا يحضروا (11) ركابه الشريف من الكرك المحروس، ويكون طغجى نايبا له. وحلفوا على دلك تلك الليله واصبحوا يوم الجمعه يحلّفوا (12) الناس على دلك.
وركب طغجى يوم السبت فى دست النيابه والتفّت عليه العساكر، ثم طلع الى القلعه وجلس فى دار النيابه، ومد الاخوان (14) على جارى العاده ثم ان كرجى نقض دلك وقال:«انا قتلت السلطان ونايبه وخاطرت بنفسى، فاذا كان طغجى نايبا والملك الناصر سلطانا، فايش يكون وضعى انا؟» فاختلفوا، ثم وقع الاتفاق ان يكون طغجى سلطانا مستقلا وكرجى نايبا له.
ولما بلغ الامرا الكبار دلك، عظم عليهم، ووقع التشويش. وبعد خمسه ايام حضر الامرا المجردين (19) تقدمهم الامير بدر الدين بكتاش الفخرى امير سلاح مع عده
(3) يتوضى: يتوضأ، وفى ز ت «يقضى شغل»
(4)
قول: قل
(5)
لا يقتلوك: لئلا يقتلوك!
(9)
الردى: الردئ
(11)
يحضروا: يحضرون
(12)
يحلفوا: يحلفون
(14)
الاخوان: الخوان
(19)
المجردين: المجردون--الفخرى: فى الأصل «النجمى» ، والصيغة الصحيحة المثبتة من ز ت والمقريزى ج 1 ص 867
من الامرا المصريين والشاميين. وذلك (334) ان السلطان لاجين-رحمه الله كان سير فى حياته يحث على حضور امير سلاح. فانه كان خصيص (2) به، وقصد يستشيره فيما كان يريد يفعله فى امر الامرا الدين كان بلغه عنهم ما بلغه. وكان يتطاول المده الى حين حضوره، فعاجله الاجل قبل وصول امير سلاح.
فلمّا كان عشيه نهار الاحد ثالث عشره وصل امير سلاح بالعساكر الى مدينه بلبيس على ان يدخل يوم الاثنين، فوصل اليه جماعه من الامرا المصريين وخبروه بما جرى من قتل السلطان، وان هذا الامر لم يكن برضاهم ولا عن ادنهم (7).
واتفقوا معه على قتل طغجى وكرجى. ثم خرج الامرا الكبار من المصريين لملتقى امير سلاح، وهم: الحسام استادار، وبكتمر امير جاندار، وبيبرس الجاشنكير، والجالق، وسلار، واقوش، والافرم، وايبك الخزندار، وقتال السبع، وابن برواناه، وسنقر العلايى كشكار، مع جماعه من البرجيه. ولم يزالوا يحسنوا (11) لطغجى خروجه لملتقى امير سلاح حتى وافقهم بعد الامتناع. واما كرجى فوقف بباب القلعه تحت الطبلخاناه ومعه جمع كبير من البرجيه وغيرهم.
واجتمع الامراء جميعهم القادمين والمقيمين (14) عند قبة النصر. فقال امير سلاح لطغجى: «كان لنا عاده ان السلطان ادا قدمنا من السفر يخرج يلقانا (15)، وما اعلم دنبى النوبه (16) ما هو حتى انه لم يخرج الينا» . فقال له طغجى: «وما علمت ايش جرى، قد قتل السلطان» . قال: «من قتله؟» قال: «قتله المفسدين المخامرين (17)» .
قال: فتقدم كرت الحاجب وقال لطغجى: «انت الدى قتلت السلطان، وانت سبب جميع الفتنه» . فقال امير سلاح: «ايش هده الفعايل القبيحه، تريدوا (19)
(2) خصيص: خصيصا
(7)
ادنهم: اذنهم
(11)
يحسنوا: يحسنون
(14)
القادمين والمقيمين: القادمون والمقيمون
(15)
يلقانا: يتلقانا، ز ت
(16)
النوبه: فى هذه النوبه، م ف
(17)
المفسدين المخامرين: المفسدون المخامرون
(19)
تريدوا: تريدون
(335)
لكم كل يوم سلطان جديد (1). ابعد عنى، لا صح الله لكم بدن، لا تلتزق بى اصلا». وخرج عنه امير سلاح، فعلم طغجى انه مقتول. فاراد ان يخرج من الحلقه، فضربه قراقوش الظاهرى رماه، وقتل مكانه. وشالوه من هناك بعد دلك فى مزبلة حمار.
وتموا (5) الامرا على حميّه الى تحت القلعه، فوجدوا كرجى راكبا والبرجيه حوله، وقد لبسوا السلاح، لما بلغهم قتلة طغجى ساعة وعادت جموعه تنفل اولا فاولا، وعادوا ياتون الى نحو امير سلاح. فلما بقى فى نفر يسير ولى هاربا الى نحو القرافه، فلحقوه فقتلوه اخر القرافه الكبيره. وقيل ان الدى قتله شهاب الدين بن سنقر الاشقر.
وقتل معه انغاى (9) الكرمونى السلحدار الذى كان وافق على قتلة السلطان لاجين.
ثم اتفق الحال على ان يحضر الركاب الشريف الناصرى-عز نصره-من الكرك المحروس. واستقرت الكتب والمراسيم تخرج بعلايم ثمان (11) امرا، وهم: الامير سيف الدين سلار، وركن الدين بيبرس الجاشنكير، وعز الدين ايبك الخزندار، وعبد الله السلحدار، وبكتمر امير جاندار، واقوش الافرم، والحسام استادار، وكرت الحاجب، الى حين حلول الركاب الشريف من الكرك المحروس حسبما ياتى ذكر ذلك فى الجزء الثامن المختص بسيرته المباركه.
واما ما كان بدمشق المحروسه، فان بلغاق كان لما حضر الى الديار المصريه برساله قبجق-حسبما سقناه من قبل-فوصل الى القاهره يوم السبت [ثانى عشر ربيع الآخر](17)، وطغجى راكب فى موكب النيابه بعد قتلة السلطان لاجين، فعرّفه صوره الحال فقال: «اقم حتى نكتب معك كتبا بتطييب قلوب الامرا، وعرّفهم ان الدى كانوا
(1) سلطان جديد: سلطانا جديدا--لا تلتزق: لا تلتصق، م ف
(5)
وتموا: وتمّ
(9)
انغاى: نغى، ز ت
(11)
ثمان: ثمانية
(17)
أضيف ما بين الحاصرتين من ز ت
يخشونه قد قتل». (336) فلما كان يوم الاثنين، وجرا (1) ما قد دكرناه من قتل طغجى وكرجى، كتبوا (2) الامرا المقدم دكرهم على يده كتاب الى الامير سيف الدين قبجق والى ساير الامرا-كل امير بمفرده كتاب (3) -بتطييب خواطرهم، وعلى كل كتاب ثمان (4) علايم حسبما دكرنا. ووصل [بلغاق] الى دمشق واخبر بقتل السلطان لاجين، ونايبه منكوتمر، وطغجى وكرجى، واتفاق الكلمه على مولانا السلطان الاعظم الملك الناصر عز نصره. وكان المثحدث (6) يوميد بدمشق الامير سيف الدين جاغان.
فقام الامير بهاء الدين قرا ارسلان واظهر الفرح، وثحدث (7) فى الدوله، ورسم على نواب طغجى وعلى والى البر حسام الدين لاجين، واحضر العسكر الشامى وحلّف لمولانا السلطان الملك الناصر عز نصره.
فلما كان يوم الثلثا ثانى عشرين ربيع الاخر مسك قرا ارسلان للامير (10) سيف الدين جاغان واحضره هو ولاجين والى البر الى القلعه، وسلمهما للامير علم الدين ارجواش فاعتقلهما. ولم تزل دمشق بغير نايب ولا مشد ولا من يحكم بها غير قرا ارسلان الى مستهل جمادى الاولى ثار عليه قولنج، وكان من قبل قد سقى وخلص، فنقض عليه، فتوفى يوم الاثنين ثانى الشهر. واستقرت دمشق بغير حاكم يحكم بها، والناس محفوظين (15) بعناية من الله تعالى الى حين حضور الامير جمال الدين اقوش الافرم، حسبما ياتى من دكره انشا الله تعالى.
وكان مده مملكه السلطان لاجين-رحمه الله-سنتان ونصف وشهران واثنين وعشرين يوم (18). ودلك انه جلس فى الثامن والعشرين من المحرم سنه ست وتسعين وستمايه، وقتل فى العشر الاول من ربيع الآخر.
(1) وجرا: وجرى
(2)
كتبوا: كتب--كتاب: كتابا
(3)
كتاب: كتابا
(4)
ثمان: ثمانى
(6)
المثحدث: المتحدث
(7)
وثحدث: وتحدث
(10)
للامير: الأمير
(15)
محفوظين: محفوظون
(18)
سنتان ونصف وشهران واثنين وعشرين يوم: سنتين ونصفا وشهرين واثنين وعشرين يوما، فى م ف:«سنتين ونصف وشهرين واثنين وعشرين يوما اظنها سنتين وشهر واحد وثلاثه وعشرين يوما»