الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كثير الاحسان. كان ادا ركب فرسه لا يشاكله غيره لحسن ركبته وتمام قعدته.
وكان كثير الحلم، عظيم الوقار، دو (2) سطوه وباس على مماليكه، لا يحسن لهم فعل قبيح (3) قط. وكان قليل سفك الدماء، قليل الغضب، ضحوك السن، كثير الانعام على الامرا الكبار، وعلى المشايخ القدما من المقدمين واعيان الحلقه، يخلع عليهم من على كتفه البغالطيق الخارا بالفرو السرسيناه وغيره، وعلى المماليك كثير الانعام، شفوق (6) على الرعيه. وكان ادا غضب على احد اعتقله ولا يرى قتله.
جمع اولاد البحريه من ساير الاماكن، حتى من باب اللوق ومن حانوت (268) الشرايجى ومن مستوقد الحمام، واطلعهم القلعه، وانعم عليهم بلبس القماش والحوايص والسيوف، واجرا (9) لهم الجوامك، وانعم عليهم بالاخباز فى الحلقه المنصوره، واجلسهم على باب القلعه، وسماهم البحريه باسماء آباهم (10). وكان دلك كله بغير رضى الامير حسام الدين طرنطاى، فانه كان يكره اولاد الناس.
ولو دكرت جمله محاسنه رحمه الله لخرجت عن شرط الاختصار. رحمه الله وبرّد ضريحه وجعل الجنه مأواه بمحمد وآله.
ذكر سلطنة السلطان الملك الاشرف صلاح الدنيا والدين خليل
لما كان الخامس عشر من دى القعده سنه تسع وثمانين وستمايه ركب السلطان الملك الاشرف صلاح الدنيا والدين خليل بن مولانا السلطان الشهيد سيف الدنيا والدين قلاوون الالفى الصالحى كعاده ركوب المملكه من قلعه الجبل المحروسه الى الميدان تحت القلعه، بعد ان اخلع على جميع الامرا والمقدمين والقضاه واعيان الناس من كل طبقه. وجددت الأيمان، وطلع وجلس فى الايوان على تخت الملك.
(2) دو: ذا
(3)
فعل قبيح: فعلا قبيحا
(6)
شفوق: شفوقا
(9)
واجرا: وأجرى
(10)
آباهم: آبائهم
(1)
[نكته: لما ركب السلطان الملك الاشرف ونزل من القلعه لابس! (1_) الخلعه الخليفتيه السوداء ووقف تحت القلعه، وترجل الجيش بكماله، وقبلوا الارض جمله واحده، فكانت ساعه عظيمه مهوله. وكان شخص فقير يسمى الشيخ على ويعرف بالجمال، فلما عاين تلك العظمه صاح باعلا (4) صوته «لله، لله، لله» ، ووقع ميتا لوقته.
فحمل وغسل ودفن، رحمة الله عليه] (5).
فلما كان سادس يوم مسك الامير حسام الدين طرنطاى والامير زين الدين كتبغا.
وفى دلك النهار هرب امير على بن قرمان، ونزل بصاحب كان يعتقد عليه، من عرب العايد بالاعمال الشرقيه من عمل بلبيس يقال له غراره. فوثق [أمير على] به، فنهط (10) عليه، بعد ما غيب عنه خيله، وقتلوه. قتله شخص من العرب العايد يسمى عشيش بعد ما قتل امير على غراره مع عده من العرب بالنشاب. ثم حملت راسه الى السلطان الملك الاشرف.
وامّا ما كان من الامير حسام الدين طرنطاى فانه قتل عاجلا، واوقع الحوطه على بيته وعلى جميع موجوده فى ساير البلاد. واقام ثمانيه ايام فى محبسه ميتا، ثم اخرج من القلعه (269) ليله الجمعه سادس وعشرين دى القعده محمول (15) على جنويه الى زاويه (16) سيدى الشيخ ابى السعادات بن ابى العشاير، والشيخ بها يوميد على رفيق الشيخ عمر (17). فغسل، وكفّن، ودفن ظاهر الزاويه. فلما ملك الامير زين الدين كتبغا نقله الى مدرسته التى بجوار داره بخط المسطاح بالقاهره المحروسه.
(1 - 5) ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش
(1_) لابس: لابسا
(4)
باعلا: بأعلى
(10)
فنهط: فنهض
(15)
محمول: محمولا
(16 - 17) سيدى. . . عمر: الشيخ عمر المسعودى، م ف