المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر نبد من اخبار هده القلاع - كنز الدرر وجامع الغرر - جـ ٨

[ابن الدواداري]

فهرس الكتاب

- ‌ذكر ابتدا الدوله التركيه ادام الله ايامسلطانها وعز نصره

- ‌ذكر سلطنه الملك المعز اول ملوك التركاعز الله نصر صاحب عصرها وادام ايامه

- ‌ذكر تمليك الملك الاشرف مظفر الدين موسى بن الملك المسعود

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع واربعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر قتلة الفارس اقطاى

- ‌(24) ذكر المدينه الخضراء

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(27) ذكر [حوادث] سنه خمس وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر قتلة الملك المعز المشار اليه

- ‌(29) ذكر تملك نور الدين علىّ الملك المنصور بن الملك المعز

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر اخذ التتار لبغداد وقتل الخليفه

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سلطنه الملك المظفر سيف الدنيا والدين قطز رحمه الله

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(42) ذكر وقعه عين جالوت وكسره التتار

- ‌ذكر قتلة الملك المظفر رحمه الله وسلطنة الملك الظاهر

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نسبة الفتوة

- ‌(75) ذكر [حوادث] سنة ستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر ما نقله ابن شداد من دلك

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر بيعه الامام الحاكم بامر الله ابى العباس المشار اليه وخبره

- ‌(84) دكر اخد الكرك من الملك المغيث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وستين وستمايه

- ‌(91) ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر غازيه الخناقه

- ‌ذكر [حوادث] سنه ثلث وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حواث] سنة اربع وستين وستمايه

- ‌ذكر فتح صفد المحروسه

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر الشقيف وفتحها

- ‌ذكر انطاكيه وفتحها ومبتدا امرها

- ‌ذكر بغراس ومبدا امرها

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح حصن الاكراد

- ‌ذكر نبد من اخبار حصن الاكراد

- ‌(140) دكر فتح حصن عكّار

- ‌ذكر غرقة دمشق هده السنه

- ‌ذكر فتح القرين فى هده السنه

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر شئ من بلاد الحبشه

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نوبه سيس وماتم فيها

- ‌(160) دكر شى من بلاد سيس واخبارها

- ‌(161) دكر استيلا بيت لاون صاحب سيس عليها

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح القصير

- ‌ذكر من غزا النوبه من أول الاسلام

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر دخول السلطان الروم

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاه السلطان الملك الظاهر

- ‌ذكر فتوحاته رحمه الله

- ‌(195) ذكر السلطان الملك السعيد ونسبه وما لخّص من سيرته وخبره

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سلطنه مولانا السلطان الملك المنصورسيف الدنيا والدين قلاوون

- ‌ذكر تملك الملك الكامل شمس الدين سنقر الاشقروما لخص من خبره

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وقعه حمص المعروفه بمنكوتمر

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(233) دكر وصول الشيخ عبد الرحمن دمشق

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر قتلة الملك احمد اغا وتمليك ارغون بن ابغا بن هلاوون

- ‌ذكر بعض شئ من محاسنه رحمه الله

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(238) دكر فتح حصن المرقب

- ‌(241) دكر المولد الشريف السلطانى الملكى الناصرى عزّ نصرهبشاير النصر لاوحد ملوك العصر:

- ‌[البشارة] الأوله

- ‌البشاره الثانيه

- ‌البشاره الثالثه

- ‌(244) البشاره الرابعه

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(248) ذكر [حوادث] سنه ست وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح طرابلس الشام

- ‌ذكر شى من نسخ البشاير

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاته رحمه الله تعالى

- ‌ذكر بعض شى من محاسنه رحمه الله وصفته

- ‌ذكر سلطنة السلطان الملك الاشرف صلاح الدنيا والدين خليل

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نبد من اخبار هده القلاع

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(284) دكر فتح قلعه الروم

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(302) ذكر استشهاد السلطان الملك الاشرف

- ‌ذكر بعض شى من محاسنه رحمه الله

- ‌ذكر سلطنه مولانا السلطان الاعظم الملك الناصر عز نصره وهى الاوله

- ‌ذكر قتلة الشجاعى وسببها

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر تغلب الملك العادل زين الدين كتبغا المنصورى على الملك

- ‌ذكر دخول الاوراتيه مصر

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌[دكر العلاء العظيم فى هده السنه-لا اعاده الله]

- ‌ذكر خلع الملك العادل كتبغا وولايه الملك المنصور لاجين

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(326) دكر سبب تقفيز الامراء الى غازان

- ‌(329) ذكر قتلة السلطان لاجين رحمه الله والسبب فى دلك

- ‌ذكر الساده الاجلاء الايمه الفضلاء الدين ادركهم العبد بالمولد

- ‌الشيخ صدر الدين المعروف بابن المرحّل رحمه الله

- ‌(341) الشيخ شمس الدين بن تازمرت المغربى

- ‌الشيخ اثير الدين ابو حيان المغربى

- ‌(342) القاضى ناصر الدين شافع بن عبد الظاهر-رحمه الله

- ‌(343) القاضى شهاب الدين محمود كاتب الانشا-رحمه الله

- ‌(344) القاضى فتح الدين بن سيّد الناس-رحمه الله

- ‌(346) الحكيم شمس الدين بن دانيال رحمه الله

- ‌(347) الحكيم شهاب الدين الصفدى

- ‌القاضى شهاب الدين بن النويرى رحمه الله

- ‌(348) شرف الدين بن أسد

الفصل: ‌ذكر نبد من اخبار هده القلاع

فقتل منهم عالم لا يحصى بعدد الرمل والحصى، وهلك فى المراكب خلق عظيم.

وعادوا يقتلون بعضهم بعضا لازدحامهم، وقرب حمامهم. وهجموا (2) المسلمون الديار، ووضعو السيف فيمن تبقى من الكفار. وسبوا النسا الاحرار، وهتكوا منهم (3) الاستار. واسروا الاولاد الصغار، واعادوهم مماليكا (4) وامهاتهم جوار.

فسبحان من قضى وحكم، الجارى قضاه (5) وحكمه على ساير الامم من العرب والعجم. والحمد لله الدى مكن ايدى المومنين من صياصى نواصى الكافرين وملكت عكا. والحمد لله رب العالمين.

وشرع فى هدم اسوارها من اول يوم السبت صبحه الفتح المبارك، وابدل الله الكفر بالايمان، وضرب الناقوس بصوت الاذان (9). وفى نهار الاحد تاسع عشره وردت البشاير بتسليم مدينه صور، وهروب الفرنج منها. وفى العشرين منه وردت البشاير بتسليم صيدا. (274) وفى حادى عشرين منه جرد السلطان لشمس الدين نبا (12) ابن المحفدار، وهو يوميد امير جاندار، وامره بهدم صور ولا يدع بها سور (13).

‌ذكر نبد من اخبار هده القلاع

نقل عن الشيخ عماد الدين الاصفهانى-رحمه الله-من تاريخه ان فى سنه ثمان عشر (16) وخمس مايه هبت ريح حملت رمل الرصافه الى قلعه جعبر. وفى تلك السنه

(2) وهجموا: وهجم

(3)

منهم: منهن

(4)

مماليكا: مماليك--جوار: جوارى

(5)

قضاه: قضاؤه

(9)

الادان: الأذان

(12)

نبا: فى المتن «تبا» ، والصيغة المثبتة من تاريخ الجزرى، مخطوطة جوتا 1560، ق 91 آ (وفيات سنة 692)، وتاريخ ابن الفرات ج 8 ص 113 - -ابن: بن

(13)

سور: سورا

(16)

ثمان عشر: ثمانى عشرة

ص: 310

فتحت الفرنج مدينه صور. وكان واليها يسمى عز الدين نبا (1)، من قبل الخلفا المصريين، فهرب الى دمشق. ثم كان هدمها على يد نبا، سمى دلك الوالى. واخدت من صاحب مصر، واستعادها صاحب مصر، فهدا من الاتفاق.

ولما توجه السلطان الى دمشق زينت زينه عظيمه، ودخل فى دست سعيد ووقت مبارك، وصحبته الصاحب شمس الدين بن السلعوس.

وكان مدة حصار عكا، حتى يسر الله، اربعه واربعين يوم (6). واستشهد عليها من الامرا: الامير علا الدين كشتغدى الشمسى، وبدر الدين بيليك المسعودى، وجمال الدين أقوش الغتمى، وعز الدين ايبك العزى نقيب الجيوش المنصوره، واستقر عوضه الامير سيف الدين بلبان الفاخرى. وقتل ايضا شرف الدين قيران السكزى، ومن مقدمى الحلقه المنصوره اربع نفر (10)، وجماعه قليله من الجند بالحلقه المنصوره.

وكان دخول السلطان دمشق المحروسه يوم الاثنين ثانى عشر جمادى الاخره.

وتولى نيابه الشام الامير علم الدين الشجاعى عوضا عن الامير حسام الدين لاجين.

وزاد اقطاع النيابه قريه حرستا (13)، وهى من خواص ضياع الشام، ولم تبرح فى خاص المملكه الى دلك الوقت. ورسم له ان يطلق من الخزانه بقلمه مهما اختار من غير اعتراض عليه.

(1) عز الدين نبا: فى الأصل وفى م ف «عز الدين تبا» والصيغة المثبتة من تأريخ ابن الفرات ج 8 ص 113، بينما ورد الاسم فى تاريخ ابن الأثير ج 10 ص 488،620 «عز الملك الأعز»

(6)

يوم: يوما--واستشهد. . .: من هنا الى نهاية الجزء الثامن من ابن الدوادارى يطابق النص-الى حدّ كبير-النص الوارد فى؛ Zettersteen،Beitrage وسوف يشير المحقق الى نص Zettersteen بحر فى زت

(10)

اربع: أربعة

(13)

حرستا: فى الأصل «حربا» ، وفى م ف «خرتبا» ؛ والصيغة الصحيحة المثبتة من Sauvaget،La chronique de Damas d'al-Jazari،S .6،No .53

ص: 311

وفى يوم الاحد ثامن عشر جمادى الاخره تولى الامير شمس الدين سنقر (275) الاعسر شاد الدواوين بالشام الولايه الثانيه على عادته. وسببه انه توصّل بالصاحب شمس الدين بن السلعوس وتزوج ابنته، فاعاده الى رتبته.

وفى يوم الاربعا تاسع عشر رجب توجه السلطان من دمشق طالب (4) الديار المصريه. وكان لما فتح عكا جعل على هدمها الامير علم الدين الشجاعى والامير سيف الدين طغريل الشبلى. ثم تجهز الشجاعى الى صيدا وبيروت وبقيه بلاد الساحل، ففتحها ونضف (7) الساحل من الفرنج-حسبما دكرناه. وعده الحصون التى اخدت فى هده السفره المباركه سبع (8)، وهم: صيدا، بيروت، عتليت، انطرطوس، جبيل، صور.

وأما عكا فهم (9) أم هده الحصون. وفى هده السنه لم يبق للفرنج بالساحل حصن ولا معقل.

وملك الله الاسلام ممالك عبدة الصلبان والاصنام ببركة النبى عليه السلام.

وكان دخول السلطان الى القاهره المحروسه، وقد زينت زينه عظيمه لم يعهد قبلها مثلها، يوم الاثنين تاسع شهر شعبان المكرم. وكان دخوله من باب النصر وخروجه من باب زويله، فى يوم مشهود لم يروا (13) الناس مثله.

وفيها ثامن عشر شعبان افرج الله تعالى عن الامير بدر الدين بيسرى من الحبس، وكان له مدة تسع سنين معتقل (15). واعاد [السلطان] اليه اقطاعه وامرته التى كانت فى ايام السلطان الشهيد الملك المنصور. وفى رابع رمضان افرج الله عن جماعه من الامرا، وهم: الامير شمس الدين سنقر الاشقر، والامير حسام الدين لاجين، وركن الدين طقصوا (18)، وشمس الدين سنقر الطويل، وردّ عليهم اقطاعاتهم.

(4) طالب: طالبا

(7)

ونضف: ونظف

(8)

سبع: سبعة، فى المتن «خمس» ، والعدد مصحح «سبع» بالهامش--وهم: وهى--عتليت: عثليث

(9)

فهم: فهى

(13)

يروا: ير

(15)

معتقل: معتقلا

(18)

طقصوا: طقصو

ص: 312

وفيها قطع [السلطان] جماعه من الامرا عند عودته من عكا وهم: سيف الدين طغريل الشبلى، وفخر الدين اياز المقرى، وسيف الدين بكتمر الساقى العزيزى، وصاحب العباسه، وعز الدين الاطروش، (276) وشرف الدين قيران الشهابى، وعلم الدين سنجر المسرورى المعروف بالخياط، وجمال الدين بن نهار، وجمال الدين الهمام الحاجب.

ثم رتب لهم راتب (5) جيد، كفايتهم من جميع ما يحتاجون اليه. وكدلك قطع الامير علم الدين سنجر الحلبى.

ولنعود (7) الى دكر نبد القلاع المدكوره: امّا عكا ففى سنه سبع وستين واربع مايه فتوحها كان على يد التركمان من الفرنج، ثم عادوا (8) الفرنج غلبوا عليها فملكوها. فلما كان فى سنه اثنتين وثمانين واربع مايه، جهز بدر الجمالى-المقدم دكره فى دوله العبيديين المعروف بامير الجيوش نصير الدوله-فى جيوش كثيفه الى الساحل ففتح عكا وصور وصيدا وجبيل، ونزل على بعلبك. وفى تلك السنه فتح تاج الدوله تتش حمص بالامان من ابن ملاعب. واستمرت عكا فى ايدى المسلمين الى سنه ست وتسعين واربع مايه، نزل عليها الملك بغدوين، صاحب القدس يوم داك، فحاصرها وضايقها فملكها يوم الجمعه خامس عشر جمادى الاولى بالسيف عنوة. واستقرت فى ايدى الفرنج الى حين فتحها السلطان صلاح الدين-حسبما سقناه فى الجزء المختص بدكر ملوك بنى ايوب.

ومن عجيب الاتفاق ان السلطان صلاح الدين ابن (16) ايوب فتحها من الفرنج يوم الجمعه فى شهر جمادى، والسلطان صلاح الدين الملك الاشرف هدا فتحها يوم الجمعه فى شهر جمادى، وكدلك اخدوها (18) الفرنج من المسلمين من قبل دلك فى يوم الجمعه فى شهر جمادى. فيكون ما بين تسليمها للفرنج واستقرارها بايديهم عند اخدهم لها

(5) راتب جيد: راتبا جيدا

(7)

ولنعود: ولنعد

(8)

عادوا: عاد

(16)

ابن: بن

(18)

اخدوها: أخذها

ص: 313

فى يوم الجمعه سابع عشر جمادى الاخره سنه سبع وثمانين وخمس مايه، الى حين فتحها مولانا السلطان الشهيد الملك الاشرف من المده: مايه سنه وسنه واحده (277) واحد عشر شهر (3) ويوم واحد.

وهده عكا يعظموها النصارا (4) جميعهم من ساير طوايفهم فى المله النصرانيه لاجل الناصرة؛ وهى القريه التى خرج منها المسيح-عليه السلام-وامه مريم-عليها السلام.

والناصره قريه بظاهر عكا، فلهدا السبب لا يزال الفرنج يقصدونها ويطلبوا (6) اخدها من المسلمين وتعظمونها (7) كتعظيمهم بيت المقدس. وبها ايضا عين ماء تسمى عين البقر تزورها (8) المسلمون والنصارا واليهود، يقولون ان البقره التى ظهرت لآدم عليه السلام فحرت (9) عليها، انما خرجت له من هده العين. وفيها ايضا مشهد صالح النبى عليه السلام.

وكان فتحها فتحا مبينا وامرا عظيما.

وأما صور، فبقيت فى ايدى المسلمين الى سنه ثمان (11) عشره وخمس مايه، فضعف امر المسلمين الدى (12) كانوا بها، وعلموا بدلك الفرنج-خدلهم الله-فتأهبوا لفتحها ونزلوا عليها وضايقوها حتى عدم القوت عند اهلها. وكان بها يوم داك ظهير الدين، فلما علم ان لا قدرة له بهم وتحقق عجزه عن حفظها، كاتب الفرنج وقرر امره معهم ان يسلمهم البلد بالامان؛ على ان من اراد الخروج منها لا يمنع ومن اراد الاقامه بها لا يكره.

ثم فتح الباب ونادى فى الناس بدلك، فخرج اهلها وقد حمل كل منهم ما قدر على حمله وترك الباقى، ولم يبق بها الا ضعيف لا يطيق الحركه. وتسلمها الفرنج، فلم تزل فى ايديهم الى ان فتحها السلطان صلاح الدين بن ايوب-حسبما سقناه من دكر دلك.

ودكرنا سبب عودها الى الفرنج بما يغنى اعادته هاهنا، والله اعلم.

(3) شهر: شهرا--ويوم واحد: ويوما واحدا

(4)

يعظموها النصارا: يعظمها النصارى

(6)

ويطلبوا: ويطلبون

(7)

وتعظمونها: ويعظمونها

(8)

تزورها: يزورها--والنصارا: والنصارى

(9)

فحرت: فحرث--مشهد صالح النبى عليه السلام: مشهد الامام على بن أبى طالب كرم الله وجهه، ز ت

(11)

ثمان: ثمانى

(12)

الدى: الذين--وعلموا: وعلم

ص: 314

ومن ما ورد من المدايح الحسنه فى السلطان الملك الاشرف على ما يسره الله على يديه من فتح عكا، نظم محمد ابن الحسن بن سباع-رحمه الله-قوله (2) [من جمله قصيده طويله] (3) <من الكامل>:

(278)

يا أشرف الدنيا تهنّ فإنّه

فتح سواك بمثله لم يحلم (4)

أشبهت معتصم الخلايف همّة

بالروم فيك ديارها لم تعصم

فأريت (6)

عكّا ما بعمّوريّة

رأت الفوارس بالزمان الأقدم

قابلت بلق جيوشه (7)

بسوابق

غرّ عليها الرمح لم يتقدّم

ولأنت من صبح دليل لم تزل

تردى الكماة بأشهب وبأدهم (8)

كم رعتها بسواد ليل أليل

فصدمتها ببياض يوم أيوم

وأعدتها للمسلمين ولم يكن

منهم يرى القطمير إلاّ بالدّم

ولئن صلاح الدين بكرا نالها

فالبكر فى التجريب دون الأيّم

فالجمعة الغرّاء كان صباحها

وجه الزمان بمثله لم يرقم

لم تمل خندقها وقد داروا به

طعنا بغير شظا (13) القنا المتحكّم

فغدت ومن فيها بما أوليتها

خبرا يقصّ لمنجد أو متهم

ومن نظم المولى شهاب الدين محمود كاتب الانشا الشريف-رحمه الله <من البسيط>:

الحمد لله زالت (17)

دولة الصلبى

وعزّ بالتّرك دين المصطفى العربى

(2 - 3) ما بين الحاصرتين مكتوب بالهامش

(4)

يحلم: يحكم، ز ت

(6)

فأريت: فى الأصل «فأرايت» --بعمورية: كلّ حدّ باتر، ز ت

(7)

جيوشه: ذكر ابن الدوادارى فى الهامش أمام هذه الكلمة «قلت لعلها خيوله» --الرمح: الريح، ز ت

(8)

وبأدهم: فى الأصل «وبالأدهم»

(13)

شظا: شظى

(17)

زالت: كذا فى الأصل وفى ابن الفرات ج 8 ص 115؛ بينما فى ز ت وابن شاكر الكتبى، فوات الوفيات (ط. القاهرة 1951)، ج 1 ص 305 «ذلت»

ص: 315

هذا الذى كانت الآمال لو طلبت

رؤياه فى النوم لاستحيت من الطلبى

ما بعد عكا وقد هدّت قواعدها

فى البحر للشرك عند البرّ أربى

عقيلة ذهبت أيدى الخطوب بها

دهرا وشدّت عليها كفّ مغتصبى

لم يبق من بعدها للكفر اذ خربت

فى البرّ والبحر ما ينجى سوا (4) الهرب

كانت تخيّلنا آمالنا فترى

أنّ التفكّر فيها (5) أعجب العجب

أمّ (6)

الحروب فكم قد أنشأت فتنا

شاب الوليد بها هولا ولم تشب

سوران برّ وبحر حول ساحتها

دارا وأدناهما أنأى (7) من القطبى

خرقاء أمنع سوريها وأحصنه

قلب (8) الكماة وأقواه على النوبى

(279)

مصفّح بصفاح حولها شرف

من الرماح وأبراج من القضبى (9)

مثل الغمامة تهدى من صواعقها

بالنبل أضعاف ما تهوى (10) من السحبى

كأنّما كلّ برج حوله فلك

من المجانيق ترمى الارض بالشهبى

ففاجأتها (12)

جنود الله يقدمها

غضبان لله لا للملك والنشبى

ليث أبا (13)

أن يردّ الوجه عن أمم

يدعون ربّ الورى سبحانه بأبى

كم رامها ورماها قبله ملك

جمّ الجيوش فلم يظفر ولم يصبى

لم يلهه ملكه بل فى أوايله

نال الذى لم تنله الناس فى الحقبى

لم ترض همّته إلاّ التى قعدت

للعجز عنها ملوك العجم والعربى

(4) سوا: سوى

(5)

فيها: فى الأصل «فيها من» ؛ والصيغة الصحيحة المثبتة من ز ت، وابن الفرات ج 8 ص 116، وابن شاكر ج 1 ص 305

(6)

أمّ: كذا فى الأصل وابن الفرات؛ بينما فى ز ت، وابن شاكر «أما»

(7)

أنأى: فى الأصل «أناأى»

(8)

قلب: فى ز ت وابن الفرات «غلب»

(9)

القضبى: فى ز ت وابن الفرات وابن شاكر «اليلب»

(10)

تهوى: فى ابن الفرات وابن شاكر «تهدى»

(12)

ففاجأتها: فى الأصل «ففاجئتها»

(13)

أبا: أبى

ص: 316

فأصبحت وهى فى بحرين مايلة

ما بين مضطرم نار (1) ومضطربى

جيش من الترك ترك الحرب عندهم

عار وراحتهم ضرب من الوصبى

خاضوا إليها الرّدى والبحر (3)

فاشتبه ال

أمران واختلفا فى الحال والسببى

تسنّموها فلم يترك منايهم (4)

فى ذلك الأفق برجا غير منقلبى

تسلّموها فلم تخل الرقاب بها

من قتل (5) منتقم أو كفّ منتهى

أتوا حماها فلم تدفع وقد وثبوا

عنها مجانيقهم شيّا (6) ولم تثبى

يا يوم عكّا لقد أنسيت ما سبقت

به الفتوح وما قد خطّ فى الكتبى

لم يبلغ النطق جهد (8)

الشكر فيك فما

عسى يقوم به ذو الشعر والخطبى

كانت تمنّا (9)

بك الأيام من أمم

والحمد لله شاهدناك عن كثبى

أغضبت عبّاد عيسى إذ أبدتهم

لله أىّ رضا (10) فى ذلك الغضبى

وأطلع الله جيش النصر فابتدرت

طلايع الفجر (11) بين السمر والقضبى

وأشرف [المصطفى](12)

الهادى البشير على

ما أسلف الأشرف السلطان من قربى

فقرّ عينا بهذا الفتح وابتهجت

ببشره الكعبة الغرّاء فى الحجبى

(280)

وسار فى الأرض مسرى الريح سمعته

فالبرّ فى طلب والبحر فى هرب (14)

وخاضت البيض فى بحر الدماء فما

أبدت من البيض إلاّ ساق مختضبى

(1) نار: نارا

(3)

والبحر: كذا فى الأصل وفى ابن الفرات؛ بينما فى ز ت وابن شاكر ص 306 «والهجر» --فاشتبه--: فى الأصل «فاشتبها ل»

(4)

منايهم: كذا فى الأصل؛ بينما فى ز ت وابن شاكر «تسنمهم» ، وفى ابن الفرات «ثباتهم»

(5)

قتل: فى ز ت وابن الفرات «فتك»

(6)

شيا: شيئا--ثتبى: تثب

(8)

جهد: فى ز ت وابن الفرات وابن شاكر «حدّ»

(9)

تمنا: تمنى

(10)

رضا: رضى

(11)

الفجر: فى ز ت، وابن الفرات ج 8 ص 117 «الفتح» ، وفى ابن شاكر ج 1 ص 306 «النصر»

(12)

ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش

(14)

فى طلب والبحر فى هرب: فى ز ت وابن الفرات ج 8 ص 117 وابن شاكر ص 1 ج 306 «فى طرب والبحر فى حرب»

ص: 317

وغاض زرق القنا فى زرق أعينهم

كأنّها شطن تهوى إلى قلبى

توقّدت وهى تروى (2)

فى نحورهم

فزادها الرىّ فى الإشراق واللهبى

أجرت إلى البحر بحرا من دمايهم

فراح كالراح إذ غرقاه كالحبى

وذاب من حرّها عنهم حديدهم

فعبّدتهم به دعوى (4) يد الرهبى

تحكّمت فسطت فيهم قواضبها

قتلا وعفّت لحاويها عن السلبى

كم أبرزت بطلا كالطود قد بطلت

حواسّه فغدا كالمنزل الخربى

كأنّه وسنان الرمح يطلبه

برج هوى ووراه كوكب الذنبى

بشراك يا ملك الدنيا لقد شرفت

بك الممالك واستعلت على الرتبى

ما بعد عكا وقد لانت عريكتها

لديك شئ تلاقيه على تعبى

فانهض إلى الأرض فالدنيا بأجمعها

مدّت إليك نواصيها بلا نصبى (10)

كم قد دعت وهى فى أسر العدى زمنا

نحو (11) الملوك فلم تسمع ولم تجبى

لقيتها (12)

يا صلاح الدين معتقدا

بأنّ ظنّ صلاح الدين لم يخب

أسلت فيها كما سالت دمايهم (13)

من قبل إحرازها بحرا من الذهبى

أدركت ثأر صلاح الدين إذ عصيت (14)

لسرّ طواه الله فى اللقبى

وجئتها بجيوش كالسيول على

أمثالها بين آجام من القضبى

(2) تروى: فى المتن «تهوى» والفعل مصحح بالهامش بقلم ابن الدوادارى

(4)

فعبدتهم به دعوى: فى ز ت وابن الفرات وابن شاكر «فقيدتهم به ذعرا»

(10)

بلا نصبى: فى المتن «بلا تعبى» ، وكتب ابن الدوادارى فى الهامش «لعله بلا نصبى» ، وهى الصيغة الصحيحة، انظر ز ت وابن الفرات وابن شاكر

(11)

نحو: فى ز ت وابن الفرات وابن شاكر «صيد»

(12)

لقيتها: فى الأصل «لبقيها» ؛ بينما فى ز ت وابن شاكر «أتيتها» وفى ابن الفرات «لبيتها» ؛ والصيغة المثبتة من Zettersteen S 73

(13)

دمايهم: دماؤهم

(14)

عصيت: فى ز ت وابن الفرات «غضبت» ؛ وفى ابن شاكر ج 1 ص 307 «غصبت»

ص: 318

وحطّها (1)

بالمجانيق التى وقفت

أمام أسوارها فى جحفل لجبى

مرفوعة نصبوا معانها (2)

فبنت

للجزم والكسر منها كلّ منتصبى

ورضتها بنقوب ذلّلت سهما (3)

منها وأبدت محيّاها بلا نقبى

وبعد صبحتها بالزحف فاضطربت

رعبا وأهوت بخدّيها الى الترب

(281)

وغنّت البيض فى الأعناق فارتقصت

[أجسادها](5) لعبا منها مع اللعب

وخلّقت بالدم الأسوار فابتهجت

طيبا ولولا دماء القوم لم تطب

وأبرزت كلّ خود كاعب نثرت

لها الرؤوس وقد زفّت بلا طرب

بانت وقد جاورتنا ناشزا (8)

وغدت

طوع الهوى فى يدى جيرانها الجنب

ظنّوا بروج البيوت تعقلهم

فاستعقلتهم ولم تطلق ولم تهب

فأحرزتهم ولكن للسيوف لكى

لا يلتجى أحد منهم إلى هرب (10)

وجالت النار فى أركانها وغلت (11)

فأطفأت ما بصدر الدين من كربى

أضحت أبا لهب تلك البروج وقد

كانت بتعليقها {حَمّالَةَ الْحَطَبِ} (12)

وأفلت البحر منهم من يخبّر من

يلقاه من قومه بالويل والحربى

وتمّت النعمة العظمى (14)

وقد ملكت

بفتح صور بلا حصر ولا نصبى

(1) وحطها: فى ز ت وابن الفرات وابن شاكر «وحطتها» --لجى: فى الأصل «محبى» ؛ والصيغة المثبتة من ز ت وابن الفرات وابن شاكر

(2)

معانها: فى ز ت وابن الفرات «أضعافها»

(3)

سهما: فى ز ت وابن الفرات وابن شاكر «شمما»

(5)

أضيف ما بين الحاصرتين من ابن الفرات ومن حواشى؛ Zettersteen S .73 وفى ز ت وابن شاكر «أبراجها»

(8)

ناشزا: فى الأصل «ناشرا» والصيغة المثبتة من ز ت

(10)

للسيوف. . . هرب: كذا فى الأصل وابن الفرات ج 8 ص 118، بينما فى ز ت وابن شاكر ج 1 ص 307 «السيوف. . . الهرب»

(11)

أركانها وغلت: فى ز ت وابن الفرات وابن شاكر «أرجائها وعلت»

(12)

القرآن 111:4

(14)

العظمى: فى الأصل «العظماء» --ملكت: كذا فى الأصل وابن الفرات؛ بينما فى ز ت وابن شاكر «كملت»

ص: 319

أختان فى أنّ كلّ (1)

منهما جمعت

صليبة الكفر لا أختان فى النسبى

لمّا رأت أختها بالأمس قد خربت

كان الخراب لها أعدى من الجرب

إن لم يكن ثمّ لون البحر منصبغا

بها (3) إليها وإلاّ ألسن اللهبى

فالله اعطاك ملك البرّ (4)

وابتدأت

لك السعادة ملك البحر فارتقبى

من كان مبدأه عكا وصور معا

فالصين أدنى إلى كفّيه من حلب

علا بك الملك حتى إنّ قبّته

على الثريّا غدت ممدودة الطنب

فلا برحت عزيز النصر مبتهجا

بكلّ فتح قريب المنح مرتقب

ومن مكاتبه السلطان الملك الاشرف لصاحب سيس يعلمه بفتح عكا:

«بسم الله الرحمن الرحيم. نعلم الملك أرجون سرمان وفّقه الله فى سرّه وجهره، وجعله ممّن يلتقى المصيبة فى أهل ملّته إذا عجز أن يلتقيها بصدره، أما بعد: فإنّا فتحنا عكا التى هى دين الصليب، (282) فى هذا الأمد القريب. فلو رأيت خندقها العميق مردوما، وكلّ برج كان بها منيعا قد عاد مهدوما، وفرسانها فى خنادقها جاثيه، قد أصبحوا بسيوفنا {صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ، فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ} (14). ولما احاط بها ركابنا المنصور، كما يحيط بها السور. أظهروا الجلادة فى القتال، ورموا بالمجانيق والنبال، وحسبوا أنّ بأسهم يصونهم، وأن مانعتهم حصونهم (16)، فما نفعهم الحديد، ولا كثرة العدد والعديد، لما قوّمنا لهم كل سنان،

(1) كل: كلا، انظر ز ت وابن شاكر

(3)

بها: بما، ز ت--ألسن: فى الأصل «الألسن» ، انظر ز ت

(4)

البرّ: فى المتن «المحر» ، والكلمة الصحيحة المثبتة «البر» ذكرها ابن الدوادارى فى الهامش وكذلك فى ابن الفرات

(14)

القرآن 69:7 - 8

(16)

مانعتهم حصونهم: قارن القرآن 59:2

ص: 320

وجاهم (1) الموت من كل مكان. أشرفنا عليهم من الأسوار، وأحطنا بهم كما يحيط بالزند السوار، فولّوا [من](2) بين أيدينا منهزمين، وأصبحوا على ما فعلوا نادمين. فكل منهم يرى طريحا او أسيرا، لما دمّرناهم وديارهم تدميرا.

وأما الديويد فما منعهم طارقة ولا جنويّة، وأما الاسبتار فأفناهم سيفنا البتّار، وأما الزنادقة البنادقة، ألقوا بأنفسهم فى البحر لمّا رأو (5) حملاتنا الصادقة. وأنت، أيّها الملك، إذ لم تعتبر بعكا لأنكيناك على أقصى وجودك، وأعدمناك بعد وجودك، وتندم ندامة أهل عكا حيث لا نفعهم الندم، وتصبح بعد الوجود فى العدم. فتحمل القطيعتين الأولة (8) والثانية، وتحضر بنفسك إلى أبوابنا العالية، وإن خالفت وأطعت إبليس لنطيلنّ حزنك على بلاد سيس، ويكون رأيك على نفسك وبيس (9). فكل منكم يقل (10): لم يبق بعد عكا إلا أنا، فانجو بنفسك قبل ان تقع فى الويل والعناء، وافهم هذا الكلام والسلام».

ومما وجد مكتوبا على ابواب كنايس عكا شعرا <من الكامل>:

جمع (13)

الكنايس إن [تكن] عبثت بكم

أيدى الحوادث أو تغيّر حال

(283)

فلطال ما سجدت على أبوابكم

شمّ الأنوف جحاجح الأبطال (14)

صبرا على هذا المصاب فإنّه

يوم بيوم والحروب سجال

وفيها توفى سلامش ابن (16) السلطان الشهيد الملك الظاهر بمدينه اصطنبول.

(1) وجاهم: وجاءهم--الموت: المنون، ز ت--بالزند: اليد، ز ت

(2)

أضيف ما بين الحاصرتين من ز ت

(5)

رأو: رأوا

(8)

الأولة: الأولى

(9)

وبيس: وبئس

(10)

يقل: يقول--فانجو: فانج

(13)

جمع: كذا فى الأصل وفى ز ت؛ بينما فى المقريزى، السلوك، ج 1 ص 767 «أدمى» --أضيف ما بين الحاصرتين من ز ت والمقريزى

(14)

الأبطال: كذا فى الأصل، بينما فى ز ت والمقريزى «أبطال»

(16)

ابن: بن

ص: 321