المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر شى من نسخ البشاير - كنز الدرر وجامع الغرر - جـ ٨

[ابن الدواداري]

فهرس الكتاب

- ‌ذكر ابتدا الدوله التركيه ادام الله ايامسلطانها وعز نصره

- ‌ذكر سلطنه الملك المعز اول ملوك التركاعز الله نصر صاحب عصرها وادام ايامه

- ‌ذكر تمليك الملك الاشرف مظفر الدين موسى بن الملك المسعود

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع واربعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر قتلة الفارس اقطاى

- ‌(24) ذكر المدينه الخضراء

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(27) ذكر [حوادث] سنه خمس وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر قتلة الملك المعز المشار اليه

- ‌(29) ذكر تملك نور الدين علىّ الملك المنصور بن الملك المعز

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر اخذ التتار لبغداد وقتل الخليفه

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سلطنه الملك المظفر سيف الدنيا والدين قطز رحمه الله

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(42) ذكر وقعه عين جالوت وكسره التتار

- ‌ذكر قتلة الملك المظفر رحمه الله وسلطنة الملك الظاهر

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نسبة الفتوة

- ‌(75) ذكر [حوادث] سنة ستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر ما نقله ابن شداد من دلك

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر بيعه الامام الحاكم بامر الله ابى العباس المشار اليه وخبره

- ‌(84) دكر اخد الكرك من الملك المغيث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وستين وستمايه

- ‌(91) ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر غازيه الخناقه

- ‌ذكر [حوادث] سنه ثلث وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حواث] سنة اربع وستين وستمايه

- ‌ذكر فتح صفد المحروسه

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر الشقيف وفتحها

- ‌ذكر انطاكيه وفتحها ومبتدا امرها

- ‌ذكر بغراس ومبدا امرها

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح حصن الاكراد

- ‌ذكر نبد من اخبار حصن الاكراد

- ‌(140) دكر فتح حصن عكّار

- ‌ذكر غرقة دمشق هده السنه

- ‌ذكر فتح القرين فى هده السنه

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر شئ من بلاد الحبشه

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نوبه سيس وماتم فيها

- ‌(160) دكر شى من بلاد سيس واخبارها

- ‌(161) دكر استيلا بيت لاون صاحب سيس عليها

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح القصير

- ‌ذكر من غزا النوبه من أول الاسلام

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر دخول السلطان الروم

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاه السلطان الملك الظاهر

- ‌ذكر فتوحاته رحمه الله

- ‌(195) ذكر السلطان الملك السعيد ونسبه وما لخّص من سيرته وخبره

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سلطنه مولانا السلطان الملك المنصورسيف الدنيا والدين قلاوون

- ‌ذكر تملك الملك الكامل شمس الدين سنقر الاشقروما لخص من خبره

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وقعه حمص المعروفه بمنكوتمر

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(233) دكر وصول الشيخ عبد الرحمن دمشق

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر قتلة الملك احمد اغا وتمليك ارغون بن ابغا بن هلاوون

- ‌ذكر بعض شئ من محاسنه رحمه الله

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(238) دكر فتح حصن المرقب

- ‌(241) دكر المولد الشريف السلطانى الملكى الناصرى عزّ نصرهبشاير النصر لاوحد ملوك العصر:

- ‌[البشارة] الأوله

- ‌البشاره الثانيه

- ‌البشاره الثالثه

- ‌(244) البشاره الرابعه

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(248) ذكر [حوادث] سنه ست وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح طرابلس الشام

- ‌ذكر شى من نسخ البشاير

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاته رحمه الله تعالى

- ‌ذكر بعض شى من محاسنه رحمه الله وصفته

- ‌ذكر سلطنة السلطان الملك الاشرف صلاح الدنيا والدين خليل

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نبد من اخبار هده القلاع

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(284) دكر فتح قلعه الروم

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(302) ذكر استشهاد السلطان الملك الاشرف

- ‌ذكر بعض شى من محاسنه رحمه الله

- ‌ذكر سلطنه مولانا السلطان الاعظم الملك الناصر عز نصره وهى الاوله

- ‌ذكر قتلة الشجاعى وسببها

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر تغلب الملك العادل زين الدين كتبغا المنصورى على الملك

- ‌ذكر دخول الاوراتيه مصر

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌[دكر العلاء العظيم فى هده السنه-لا اعاده الله]

- ‌ذكر خلع الملك العادل كتبغا وولايه الملك المنصور لاجين

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(326) دكر سبب تقفيز الامراء الى غازان

- ‌(329) ذكر قتلة السلطان لاجين رحمه الله والسبب فى دلك

- ‌ذكر الساده الاجلاء الايمه الفضلاء الدين ادركهم العبد بالمولد

- ‌الشيخ صدر الدين المعروف بابن المرحّل رحمه الله

- ‌(341) الشيخ شمس الدين بن تازمرت المغربى

- ‌الشيخ اثير الدين ابو حيان المغربى

- ‌(342) القاضى ناصر الدين شافع بن عبد الظاهر-رحمه الله

- ‌(343) القاضى شهاب الدين محمود كاتب الانشا-رحمه الله

- ‌(344) القاضى فتح الدين بن سيّد الناس-رحمه الله

- ‌(346) الحكيم شمس الدين بن دانيال رحمه الله

- ‌(347) الحكيم شهاب الدين الصفدى

- ‌القاضى شهاب الدين بن النويرى رحمه الله

- ‌(348) شرف الدين بن أسد

الفصل: ‌ذكر شى من نسخ البشاير

واحد عشر يوم (1). ومن الاتفاق: اخدها الفرنج من المسلمين يوم الثلثا، واستعادها المسلمون من الفرنج يوم الثلثا. وامرها يوم داك لخليفه مصر، وفاتحها الآن ملك مصر. فلله الحمد.

ومن نظم محمد بن الحسن بن سبّاع العزارى [الصايغ](4) فى فتح طرابلس يقول <من الكامل>:

طلبت (6)

طرابلس الشآم ببحرها

منك الخلاص فأبدت الناموسا

فجعلت خندقها كطود شامخ

وشققته فتلوت معجز موسى

وصدمته بحرا ببحر معلن

بمحمد، فقهرت ملّة عيسى

مهلا سليمان الزمان فإنها

كانت (9) كما [قد] قيل عن بلقيسا

فعلى لسان المنجنيق وعدتها

هدما فاصبح عرشها منكوسا

وفيها سافر شمس الدين بن السلعوس من دمشق الى مصر لخدمه السلطان الملك الاشرف. وكان دخوله القاهره فى اواخر المحرم من هده السنه.

‌ذكر شى من نسخ البشاير

إنشاء الساده الموالى، فضلاء العصر، الدى (14) جلت بلاغتهم عن الاحصاء والحصر. فمن دلك ما انشاه المولى تاج الدين بن الاثير رحمه الله تعالى، وكتبه بخطه للملك المظفر صاحب اليمن ما هدا نسخته:

(1) واحد عشر يوم: واحد عشر يوما

(4)

أضيف ما بين الحاصرتين من الجزرى، حاشية ق 27 ب

(6)

طلبت: فى الجزرى «ظنت»

(9)

كانت: فى الجزرى «جاءت» --أضيف ما بين الحاصرتين من الجزرى

(14)

الدى: الذين

ص: 287

«بسم الله الرحمن الرحيم. أعز الله نصر المقام العالى المولوى السلطانى الملكى المظفرى الشمسى، ولا زالت أولياه (2) فى نصرة الإسلام، مشمرة الذيل، ملحقة الخيل بالخيل، مقبلة على الجهاد إقبال السيل، مايلة إلى جهة النصر كلّ الميل، عاقدة سنابك جيادها سماء نجومها الأسنة وعجاجها الليل، تنشد للإسلام صواكم الشوارد، (255) وتخلى من أعدايه المعاقل، وتحلّ منهم المعاقد، وتجلوا (5) عليهم مواقف الحروب مستعرة المواقد، وتبعث إليهم من الرعب خيلا فى المراقب وخيالا فى المراقد، إلى أن يبلغ أقاصى المراد، ويملك نواصى العباد، ويفترع صياصى البلاد، ويطيع (8) من فى الأرض عواصى التلاع والوهاد.

التهانى من عاداتها ان تستدعى سرور القلوب، وتستخرج من الحمد خبايا الألسنة إذا استخرج سواها خبايا الجيوب. وتسرى فى النفوس سرىّ الأرواح فى الأجسام، ويقبل على الأملاك (11) إقبال الأنوار على الأظلام. لا سيّما تهنية دلّت على إدالة الحقّ على الباطل، وأعادت الحلى إلى العاطل، وتقاضت الديون المنسية، وأذكرت الإسلام وقايعه الأمسية. واستأدت (13) من فى خدّه صعر، أو فى أنفه شمم، أو فى لحظه حور، أو فى لوثه لمم.

فإذا كانت بهذا الوصف كانت فى المدح أبرع، وإلى القلوب (16) أسرع، ولمرعى القلوب أمرع، ترتاح إليها الأسماع والأبصار، وتودّ كل جارحة لو كانت فيها من المهاجرين والأنصار. ومن حقّها أن ترتفع (17) لها الحجب، وترفل بها المحامل أرقاب النجب (18). وتستدعى المزيد من لطف الله بدينه الذى ارتضاه، وتحمده على الإعانة (18_) بسيفه الذى جرده لنصره وانتضاه.

(2) أولياه: أولياؤه

(5)

وتجلوا: وتجلو

(8)

ويطيع: فى الأصل «وتطيع» ، انظر الجزرى، مخطوطة جوتا 1561، ق 29 آ--التلاع: فى المتن «القلاع» وصححه المؤلف فى الهامش

(11)

الأملاك: فى الجزرى ق 29 آ «الآمال»

(13)

واستأدت من: فى الجزرى «واستفادت ممن»

(16)

القلوب: فى الجزرى «القبول»

(17)

ترتفع: فى الجزرى «ترفع»

(18)

وترفل. . . النجب: فى الجزرى «وترقل بها المحامل إرقال النجب»

(18_) الإعانة: فى الجزرى «الإغاثة»

ص: 288

وهذه الخدمة تقصّ من إنباء البشرى كلّما يسرى ويسرّ، ويمرى أخلاف النصر ويمرّ (2). ويظهر منه عناية الله بهذه الأمة التى خصّها منّه [بالمقة]، وخص عدوها بالمقت، وأنّ حقوقها لا تضاع وإن اغتصبت فى وقت. وهو الهناء بما تسنّى من فتح طرابلس الشام وانتقالها بعد الكفر إلى الإسلام. وهذا فتح طال عهد (256) الإسلام بمثله، وقدح زناد (5) فى عضد الشرك وأهله. ولم نجد أمره فى خلد ولا فكر، ولا ترقّت اليه همة عوان ولا بكر، طريدة دهر ساقتها (6) العزايم، ما نشدتها الأمانى إلاّ عادت عنها وقد جردت (7) ذيول الهزايم، مرت عليها الأيام والليالى، وعجزت عنها الملوك فى العصور (8) الخوالى، لم تزل تتحاماها وإذا أحضرتها الظنون فى بال تخشى أن تمرّ بحماها (9).

وكنا لما أفضا (10) الله تعالى [الينا] بالملك وأنقذ بنا من هلك، عاهدناه على أن نغزوا (11) أعداءه برا وبحرا، ونوسع من كفر به قتلا وأسرا، ونجعل شعاير الجهاد منصوبة، ونسترجع حقوقا للإسلام مغصوبة (12)، ونجليهم عن البلاد، كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم-بإجلاء طوايف المشركين عن جزيرة العرب. فلما (13) أمكننا الله تعالى منهم بالفرصة (14)، وأخذناهم بالعزيمة فى أمرهم دون الرخصه، بمثل السيل إذا طما، والسحاب إذا هما، والبحر وأمواجه، والبر وفجاجه، والليل وهجومه،

(2) ويمر: فى الأصل «ويمرى» --مكان ما بين الحاصرتين بياض فى الأصل، والإضافة من الجزرى ق 29 آ

(5)

زناد: فى الجزرى «فت» --نجد: فى الجزرى «يجد»

(6)

ساقتها: مصحح بهامش المتن

(7)

جردت: فى الجزرى ق 29 ب «جرت» -- وعجزت: فى الجزرى «وعجز»

(8)

العصور: فى الجزرى «القصور» --أحضرتها: فى الجزرى، ق 29 ب «أخطرتها»

(9)

تمرّ بحماها: فى الجزرى «تحلّ حماها»

(10)

أفضا: أفضى--ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش

(11)

نغزوا: نغزو

(12)

حقوقا للإسلام مغصوبة: فى الجزرى «حقوق الإسلام المغصوبة»

(13 - 14) فلما أمكننا. . . بالفرصة: فى الجزرى «فلما أمكنت الفرصة»

ص: 289

والضباب وغيومه. فزلزلنا أقدامهم، وأزلنا إقدامهم. وأذقناهم بأسنا مرّة ومرّة، وعرفناهم أن ما كلّ بيضاء شحمة، ولا كلّ سوداء فحمة، ولا كلّ حمرة ثمرة (2)، ولا كلّ حمراء خمرة. وبرزنا إليهم لشقايهم وسباقهم (3)، وسددنا عليهم أنفاق نفاقهم. وقصدناهم فى وقت جمعت (4) فيه أشتات الشتاء، ولبّت الأندية نداء الانداء، فى طرق خفيّة المدارج، أبيّة المخارج، ملتبسة المسالك، ممتنعة على السالك، صيفها شتاء، وصباحها مساء، شايبة المفارق بالثلوج، مزرّرة (6) الجيوب على أكمام الغيوم [التى ما لملابسها](7) من فروج.

ولم تزل (8) أقران الزحف فى غدران (257) الزعف، نرميهم بالقوارص، ونأتيهم من البأس (9) بما ترعد من هوله الفرايص. ونقلب لهم ظهر المجنّ، ونطرق أقبيتهم من الحرب بكلّ فنّ. ونقرب الأسواء من الأسوار، ونمزج لهم الأدواء فى الأدوار. ونبعث إليهم السهام برسل المنايا، ونحذّرهم أن يغتروا بما يسمعونه من حنوّ (12) الحنايا. ونجمع لهم من جفوة الجفاتى وزيارات الزيارات. ونريهم من قساوة القسىّ ما شغلهم (13) عن مدارات نوب النوب المدارات. ونسلك بهم من المضايقة كلّ مسلك، ونجلو عليهم صور المنازلة، فنخرجهم من مطلب إلى مهلك (14) إلى أن وهى سلكها، ودنا هلكها، وسفل منها ما علا، ورخص بها ما غلا.

وفتحناها وأبحناها، وخليناها وقد أخليناها مقفرة المغانى، خالية الألفاظ من المعانى، {خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها} (17)، موحشة من أنيسها، آنسة بوحوشها.

(2) ثمرة: تمرة

(3)

لشقايهم وسباقهم: فى الجزرى ق 29 ب «بشقايهم لشقاقهم»

(4)

جمعت: فى الجزرى «تجمعت» --ولبت: فى الأصل «لبست» ، والصيغة المثبتة من الجزرى

(6)

مزررة: فى الجزرى ق 29 ب «مزوّرة»

(7)

أضيف ما بين الحاصرتين من الجزرى

(8)

ولم تزل: فى الجزرى «ولم يزل» --نرميهم: فى الجزرى «ترميهم»

(9)

البأس: فى الجزرى «الناس»

(12)

حنوّ: فى الجزرى «حنين»

(13)

ما شغلهم: فى الجزرى «ما يشغلهم» --مدارات: مداراة

(14)

إلى مهلك: فى الجزرى ق 29 ب «ويدخلهم فى مهلك»

(17)

القرآن 2:259

ص: 290

وقد أمست ك {الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ} (1)، وأصبحت {حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} (2).

وأمّا ما (3) بقى من العدو بالساحل، فقد تركناهم مسلوبين المزايا، مشغولين بالزّزايا، أذلهم عدم النصير، وأصارهم الخوف حتى (4) نصير. وتبدلوا بليل الهم الطويل عن يوم اللهو القصير.

وهذه المدينة لها ذكر فى البلاد، ومنعة كانت قد ضربت دون القصد بالاسداد.

فتحت فى صدر الإسلام، فى زمن الصحابة الكرام، فى ولاية [معوية](7) ابن أبى سفيان. وتنقلت فى أيدى الملوك من ذلك الزمان. وعظمت فى زمن بنى عمّار، حتى اشتهت ولو بتطليق الأعمار، وبنو (9) بها دار العلم المشهورة.

فلما كان فى آخر الماية الخامسة المذكورة، (258) ظهرت طوايف الفرنج بالشأم، واستولوا على البلاد، وعادوا بها حكام (11). ولم تزل هذه المدينة بأيديهم إلى الآن.

وكانت الخلفاء والملوك فى ذلك الوقت كلّ منهم فى شأن، ما منهم إلا من هو مشغول بنفسه، مرابط على (14) مجلس أنسه، يصطبح فى لهوه ويعتبق، ويجرى فى مضمار لعبه ويستبق. يرى السلامة غنيمة، وإذا عنّ له وصف الحرب يوما لم يسأل منها إلاّ على طرق الهزيمة. قد بلغ أمله من الرتبة، وقنع من ملكه كما يقال: بالسكة والخطبة.

أموال تنهب، وممالك تذهب، ونفوس قد تجاوزت الحد فى إسرافها. وبلاد يأتيها (16) الأعداء، فتنقصها من أطرافها، لا يبالون بما سلبوا. وهم كما قيل فيهم وفى أمثالهم:

(1) القرآن 2:285.

(2)

القرآن 10:24

(3)

ما: فى الجزرى «من»

(4)

حتى نصير: فى الجزرى ق 29 ب «شرّ يصير»

(7)

أضيف ما بين الحاصرتين من الجزرى ق 30 آ

(9)

وبنو: وبنوا--المشهورة: فى الجزرى «المشهورة فى التواريخ»

(11)

حكام: حكاما--وعادوا بها حكام: فى الجزرى ق 30 آ «امتنعت هذه المدينة عليهم مدّة ثم ملكوها فى سنة ثلثو خمسماية»

(14)

على: فى الجزرى ق 30 آ، والسيوطى، تاريخ الخلفاء (ط. القاهرة 1959) ص 482 «عن»

(16)

يأتيها: فى الجزرى والسيوطى «تأتيهم»

ص: 291

إن قاتلوا قتلوا، أو طاردوا طردوا

أو حاربوا حربوا، أو غالبوا غلبوا

إلى أن أوجد الله من ادّخره (2) لنصرة دينه، وإذلال الشرك وشياطينه، فأحيا فريضة الجهاد بعد موتها، وردّ ضالّة العزّ للإسلام بعد فوتها. ونرجوا (3) من الله ولطفه أن نفترع ممالكهم ذروة ذروة، ونأتى إلى عقد قراهم (4) فنحلّها عقدة عقدة، ونخلى ديارهم من ناسهم، ونطهر الأرض من أدناسهم وأرجاسهم، ونجدد للأمة قوة سلطانها، ونعيد كلمة الإيمان إلى أوطانها، إلى أن نلقى الله عز وجل بيض الوجوه، ونجد فى مجازاته ما نرجوه.

والله تعالى يثبت (8) فى صحايف المولى أجر السرور بهذه المتجددات التى يعظم بها أجر الحامد الشاكر. ويجعل له أوفا (9) نصيب من ثواب الغزوات التى أنجد فيها بهمته العالية، والإنجاد بالهمم مثل الإنجاد بالعساكر، إنشاء الله تعالى».

(259)

ومن انشا المولى فتح الدين ابن (11) عبد الظاهر-رحمه الله-لصاحب اليمن أيضا فى بشاره كسر التتار على حمص. أخّرناها حتى اثبثناها هاهنا (12) لتكون هده البشاير تتلو بعضها بعضا فى مكان واحد بحول الله وقوته.

«بسم الله الرحمن الرحيم. أعزّ الله أنصار المقام العالى المولوى الملكى المظفرى الشمسى، وأعلا (15) مناره، وضاعف اقتداره. إعلامه أنه لمّا كان بتاريخ الرابع عشر من شهر رجب الفرد سنة ثمانين وستماية، فتح الله بنصر المسلمين على أعداء الدين <من الكامل>:

من كلّ (18)

من لولا تسعّر بأسه

لاخضرّ جود فى يديه الأسمرى.

(2) ادّخره: فى الجزرى «أوجده»

(3)

ونرجوا: ونرجو

(4)

قراهم: فى الجزرى ق 30 آ «قواهم» --عقدة عقدة: فى الجزرى «عروة عروة»

(8)

يثبت: يثبت

(9)

أوفا: أوفى

(11)

ابن: بن

(12)

اثبتناها هاهنا: اثبتناها ههنا

(15)

وأعلا: وأعلى

(18)

من كل: فى الأصل «بكل» ، والصيغة المثبتة من القلقشندى، صبح الأعشى، ج 7 ص 360 - -جود: جودا

ص: 292

فصدرت هذه التهنية رواية الصدق الأبرّ، عن اليوم المحجّل الأغرّ <من الكامل>:

يوم غدا بالنقع فيه يهتدى (3)

من ضلّ فيه بأنجم الخرصانى.

ففى عرنين الدهر من نقعه شمم، وفى أذن البدر من وقعه صمم. ترفعه راوية الأسل عن الأسنّة، وتسنده مجرا (5) العوالى عن مجرا الأعنّة.

وأما النّص (6) الذى شهد الضرب بصحّته، والطعن بتصحيحه أنّ التتار-خذلهم الله تعالى-استطالوا على الآنام حتى خاضوا بلاد الشأم، واستجاشوا بقتالهم على الإسلام <من الطويل>:

سعى (9)

الطمع المردى لهم بحتوفهم

ومن يمتثل أمر المطامع يعطبوا.

فعتاضوا (10) عن الصحّة بالمرض، وعن الجوهر بالعرض، وقد أرخت الغفلة فى زمامهم (11)، حتى عثروا بخطامهم، وعاد كيدهم فى نحرهم، وذاقوا من العاجلة وبال أمرهم {وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ (12)} لَمْ يَنالُوا خَيْراً، وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ (13). <من البسيط>:

راموا أمورا فمذ لاحت عواقبها

بضدّ ما أملوا بالورد والصدر

(260)

ضلّوا حيارا (15)

وكأس الموت دايرة

عليهم بزعاف الرعب والحذرى

وأضعف الرعب أيديهم فطعنهم

بالسمهرىّ كمثل الوغز (16) بالإبرى

(3) يهتدى: فى الأصل «مهتدى» والصيغة المثبتة من القلقشندى--الخرصانى: فى القلقشندى «المرّان»

(5)

مجرا: مجرى، فى القلقشندى «مجرّ»

(6)

النص: فى القلقشندى «النصر» --بتصحيحه: فى القلقشندى ص 361 «بنصيحته»

(9)

سعى: فى الأصل «يدنى» ، والصيغة المثبتة من القلقشندى--بحتوفهم: فى الأصل «بحتفهم» ، والصيغة المثبتة من القلقشندى

(10)

فعتاضوا: فاعتاضوا

(11)

فى زمامهم: كذا فى الأصل؛ فى القلقشندى «زمامهم»

(13)

القرآن 33:25

(12)

بغيظهم: فى الأصل «بغيضهم»

(15)

ضلوا حيارا: ظلوا حيارى

(16)

الوغز: الوخز

ص: 293

لا جرم أنهم لأسنّة الندم قارعون، وعلى مقابلة إحساننا بالإساءة نادمون.

{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} (2). <من البسيط>:

تدرّعوا ثوب نعى ساء ملبسه

والمرء (3)[يحصد] من دنياه ما زرعا.

اقتعدت بهم طلايع الضلال، فأقلعت بهم مراكب أمانيهم فى بحار الآمال.

تلك آمال خايبة، ومراكب الضنون (5) عاطبة. من كلّ مرعى عزمه وهمومه روض الأمانى لم يزل مهزولا. هذا وقد استعدّوا للبر بمواكبه، وللبحر بمراكبه. وساروا وللشيطان فيهم وساوس تغرّهم منه الضنون (7) الحوادس. وقد جعلوا حرمتهم على كلّ مرقب، فما وسوس الشيطان كفرا إلاّ وأحرقه الإيمان بكوكب. ومع ذلك، وعساكر المسلمين فى مواطنها رابظة (9) آسادها فى غيل آجامها، كامنة عقبانها فى وكور آكامها. وما تزلزل لمؤمن قدم إلاّ وقدم إيمانه راسخة، ولا أثبت أحدا (10) لأحد حجّة إلاّ وكانت الجمعة له (11) ناسخة. ولا عقد برجمه ناقوس إلاّ وأحلّه الأذان، ولا نطق لهم كتاب إلاّ أخرسه القرآن.

ولم تزل أخبار المسلمين تنتقل إلى الكفّار (13) على ألسنة جواسيسهم الفجار، واخبار الكفّار تنتقل إلى المسلمين على ألسنة الناصحين من المؤمنين، إلى أن تراءت العين بالعين، وأضرمت نار الحرب بين الفريقين، وصاح بالقوم غراب البين.

فلم ترا (16) إلاّ ضرب يجعل البرق نضوا، ويترك فى كلّ بطن من المشركين شلوا، إلى أن صارت المفاوز دلاصا، ومراتع الضباء (17) للضبا عراصا. واقتنصت آساد

(2) القرآن 26:227

(3)

والمرء: فى الأصل «للمرء» --أضيف ما بين الحاصرتين من القلقشندى ص 361

(5)

الضنون: الظنون

(7)

الضنون: الظنون

(9)

رابظة: رابضة؛ فى المتن «كامنه» والكلمة مصححة بالهامش

(10)

أحدا: أحد.

(11)

له: لها: انظر القلقشندى ص 361 - -برجمة: فى الأصل «ترجمة»

(13)

الكفار: فى المتن «المسلمين» ، والكلمة مصححة بالهامش

(16)

ترا: تر--ضرب: ضربا-- البرق: فى الأصل «الزق» ، والصيغة المثبتة من القلقشندى ص 362

(17)

الضباء للضبا: الظباء للظبى

ص: 294

(261)

المسلمين لخنازير المشركين اقتناصا، ولم يجدوا لهم من أيديهم خلاص (1)، ولا ذوا فلم يكن لهم من القتل مناص (2).

وازدحمت الكتايب فى ذلك الفضاء، فجعلته مضيقا. وعاد الفارس بالدماء غريقا، وحال تلوّن (4) حصباء الأرض عقيقا، وضرب النقع فى السماء طريقا. وعاد الوجود من القتلا (5) ملا، وضاقت الأرض حتى ضلّ هاربها وكلّ شئ رآه ظنّه رجلا. وقتل من المغل كل جبّار عنيد، وذلك بما قدّمت يداه {وَما رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ} (6).

ولم ينجو (7) منهم سوى نفر يسير. ولكن كيف، من منسر الرمح الى جناح السيف.

وعادت خيولهم خالية من ركابها، تجمز عن جيفهم جمزا، ف {هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ (9_)} رِكْزاً (9). وحمايم الحمام فوق رؤسهم حايمة، ومصابتهم لشدّة المصاب قايمة. قد ضربت عليهم الذلّة والمسكنة، وضاقت بهاربهم الأمكنة.

واختطفوا من كلّ مكان، وبدلوا بعد العزّ بأشرّ الهوان. وسنأخذ إنشاء الله تعالى بالسيف معاقلهم، ونؤاخذ عاقلهم بجاهلهم وجاهلهم بعاقلهم. ونترك ديارهم كالرمس، خاوية {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} (13). <من الكامل>:

ونبيد قوم (14)

بعد قوم منهم

ويعضّ كلّ مصمصم فى الهام

وتقمن ربّات الخدود حواسرا

يمسحن عرض ذوايب الأيّام

فليأخذ حظّه من هذه البشرى، لا زال السرور يسرى به كلّ مسرا (16)».

ومن نظم المولى شهاب الدين محمود كاتب الانشا، يمدح السلطان الملك المنصور عند فتحه طرابلس، فقال <من الطويل>:

(1) خلاص: خلاصا

(2)

مناص: مناصا

(4)

تلوّن: فى الأصل «بلور» ، والصيغة المثبتة من القلقشندى ص 362

(5)

القتلا: القتلى

(6)

القرآن 41:46

(7)

ينجو: ينج

(9)

القرآن 19:98

(9_) لهم: فى الأصل «له»

(13)

القرآن 10:24

(14)

قوم: قوما--مصمصم: فى الأصل «مصصمم»

(16)

مسرا: مسرى

ص: 295

علينا لمن أولاك نعمته الشكر

لأنّك للإسلام ياسيفه ذخر

ومنّا لك الإخلاص فى صالح الدعا

إلى من له فى أمر نصرتك الأمر (2)

(262)

فلله فى اعلام (3)

ملكك فى الورى

مراد وفى التأييد يوم الوغا سرّ

ألا هكذا يا وارث الملك فليكن

جهاد العدى قهرا (4) ما بقى الدهر

ومثل الذى أعطاك ربّك فابتهل

إليه يكون الفتح إن قست والنصر

فإن تك [قد](6)

فاتتك بدر فهذه

بما أنزل الرحمن من نصرة بدر

نهظت (7)

إلى عليا طرابلس التى

أقلّ عناها أنّ خندقها البحر

وقد ضمّها كالطوق إلاّ بقيّة

كنحر وأنت السيف لاح له نحر

ممنّعة بكر وهل (9)

فى جميع ما

تملّكته إلاّ ممنّعة بكر

وكم من حصون قد فتحت شواهق

مصابيحها فى الأفق أنجمه زهر

ومن دون سوريها عقاب منيعة

تزلّ إذا ما رام أوطاءها الذرّ

وما برحت ثغرا ولكن على العدا (12)

عليها بحكم الدهر فانثغر الثغر

وكانت بدار العلم تعرف قبلها

فمن أجل ذا للسيف فى نظمها نثر

ولما غدت لا فخر مثل افتتاحها

أبى (14) الله إلاّ أن يكون له الفخر

ولا أجر عند الله مثل فكاكها

فبشراك يا من خصّه ذلك الأجر

وكم مؤمن دهرا وما مسّها أذى

وكم راح من عصر وما راعها حصر

(2) الأمر: فى المتن «النصر» والكلمة مصححة بالهامش

(3)

اعلام: فى الجزرى، حوادث الزمان، مخطوطة جوتا 1561، ق 30 آ «إعلاء» --الوغا: الوغى

(4)

قهرا ما بقى الدهر: فى الجزرى ق 30 آ «لا ما توالى به الدهر»

(6)

أضيف ما بين الحاصرتين من الجزرى

(7)

نهظت: نهضت

(9)

وهل: يضيف المؤلف هنا كلمة «كان» فى الهامش؛ والصيغة الصحيحة المثبتة من الأصل والجزرى

(12)

العدا: العدى

(14)

أبى: فى الأصل «الى»

ص: 296

وكم ليث غاب رامها فى جيوشه

وراح ولم يبرد له بالمنا (1) صدر

ففاجيتها (2)

بالجيش كالمرج فانثنت

تميد وقد أربى على بحرها البرّ

فظلّت لدى بحرين أنكاهما (3)

لها

وأقتله العذب الذى جرّه النصر

وأقسم ما فاجأتها (4)

بل تقدّمت

إليها سرايا جيشك، الرعب والذعر

وأنذرها ما كان من فتح غيرها

وحذّرها لو كان ينفعها الحذر

وما كتمتها (6)

ركض جيشك أرضها

ولا سكتت إلاّ وفى نفسها أمر

بلى إن تكن لم تسمع (7)

الركض كونها

مسالكها صمّ، فذاك لها عذر

(263)

كأنّ المجانيق التى أوترت ضحى

عليها لها فى شمّ أبراجها وتر

تحلّق فى وجه (9)

السماء وترتمى

اليهم كما ينقضّ من حالق نسر

أصابعها (10)

تومى اليهم فيسجدوا

فيقبل منها دون سكّانها الجدر

وتمطرهم من كلّ قطر حجارة

لقد خاب قوم جادهم ذلك القطر

مسلّطة ورهاء تقتل (12)

فى العدى

وليس على أحجارها [منهم] حجر

وليست بخنساء (13)

العزائين إن بدت

لناظرها يوما وفى قلبها صخر

لها شرر كالقصر ترمى عليهم

ولا برج يستعلى عليه ولا قصر

تخلّق وجه السور منهم كأنّما

غدت وعليها فى الذى فعلت نذر

(1) بالمنا: بالمنى

(2)

ففاجيتها: ففاجأتها

(3)

انكاهما: فى الأصل «انكا»

(4)

فاجأتها: فى الأصل «واجتها» ؛ والصيغة المثبتة من الجزرى ق 30 ب

(6)

كتمتها: فى الأصل «لتمها» ، والصيغة المثبتة من الجزرى--سكتت: فى الأصل «سلبت» ، والصيغة المثبتة من الجزرى

(7)

تكن لم تسمع: فى الأصل «يكن لم تستمع» والصيغة المثبتة من الجزرى

(9)

وجه: فى الجزرى ق 30 ب «جو»

(10)

أصابعها: فى الأصل «اصانعها» -- تومى: فى الأصل «يومى» ؛ فى الجزرى «ترمى»

(12)

تقتل: فى الجزرى «يفتكّ» -- وليس: فى الأصل «وليس لها»، انظر الجزرى ق 3 ب--أضيف ما بين الحاصرتين من الجزرى

(13)

بخنساء: فى الأصل «بجيش» --العزائين: العزاءين

ص: 297

ومن تحتها تلك الثغور (1)

كأنّما

إذا ما تمشّت فى ضمير النوى سرّ

بروض الثّرى كالرّاح فهى بلطفها

يلين لها القاسى ويستسلم الوعر

إلى أن غدت فوق الفضا وهى تحته

معلّقة فى الجوّ ليس لها قعر (3)

فزلزلتها بالرّكض فانهدّ ركنها

ولم يبق من دون المنايا لها ستر

وألقت أعاليها المجانيق تحتها

ففى كلّ قطر من خنادقها جسر

فهاجمتها فى أوّل الجيش فاحتوى

عليها وباقى الجيش خلفك لم يدروا (6)

وأطلقت فيها طاير السيف فاغتذى

وليس له إلا رؤوسهم وكر

كأنّ شعاع الشمس فوق احمراره

على زرقة فيه لناظره جمر

لقيتهم صفر الوجوه فما اتا (9)

لها الليل إلا وهى من دمهم حمر

ولا ذوا بباب البحر منك فما نجا

إليه سوى من جرّه من دم (10) نهر

ولم ينج إلاّ من يخبّر قومه

ليدروا وإلاّ من تغمّده (11) الأسر

فلله كم بيض وسمر كواعب

على رغمهم قد حارت البيض والسمر

وكم فارس من قيده ودمايه

مراكبه (13) دهم وألوانها شقر

(264)

تميل (14)

كما مال النزيف وإنّما

به سكرات الخوف والموت لا السّكر

تبلّج (15)

ثغر الدين فيها وأشرقت

أسرّته وانجاب عن نوره الكفر

(1) الثغور: فى الجزرى ق 30 ب «النقوب»

(3)

قعر: فى الأصل «قتر» ، والصيغة المثبتة من الجزرى ق 30 ب

(6)

يدروا: يدر

(9)

اتا: أتى

(10)

دم: فى الأصل «دمه» ؛ والصيغة المثبتة من الجزرى ق 30 ب

(11)

تغمده الأسر: فى الأصل «بعده القتل والأسر» ، والصيغة المثبتة من الجررى ق 30 ب

(13)

مراكبه: فى الجزرى ق 30 ب «مواكبه»

(14)

تميل: فى الجزرى ق 30 ب «يميل»

(15)

تبلج: فى الأصل «تفلج» ، الصيغة المثبتة من الجزرى ق 30 ب--نوره: فى الأصل «فورده» ، الصيغة المثبتة من الجزرى ق 32 آ

ص: 298

وولّى ضلال الشرك عنها ووجهه

عبوس ووافاها (1) الهدى ولها بشر

وفى نعتك «المنصور» سرّ لو انّهم

وعوه، لما قاموا أمامك بل فرّوا

وفى هلّكم يوم الثلاثا إشارة

الى أنّ فى الدارين تثليثهم (3) خسر

أما سمعوا إذ لم يروا كسرك العدى

بحمص إلى أن ليس يخشى لهم جبر (4)

وكانوا كموج البحر لا حدّ يحتوى

عليهم ولا يأتى على عدّهم حصر

وكان لهم فى الأرض صيت وسمعة

فلم يبق فى الدنيا لهم بعدها ذكر

بلى سمعوا اخبار جيشك قبلها

فلما التقوه صغّر الخبر الخبر

أمدّهم جيرانهم بحماتهم

ويعجب ذاك المدّ من دأبه الجزر

فلم يغن عنهم ذاك شيئا ولو أتوا

[إليهم](9) كموج البحر أفناهم البحر

قسمتهم شطرين غير غريقهم

فللسيف شطر والقيود لها شطر

محوت شعار الكفر عنها فما عسى

يقوم به فى وصف أفعالك الشعر

وماذا به يثنى عليك مفوّه

ولا قدره يأتى بذاك ولا عشر (12)

ولكن دعاء وابتهال فإنّه

يقرّ على رغم الأعادى لك النصر

وإن تملك الأقطار شرقا ومغربا

فلا برّ يستعصى عليك ولا بحر

ثم ان السلطان رحمه الله بعد خراب طرابلس قدم عليه رسل صاحب سيس يطلبون مرضاه الخواطر الشريفه بجميع ما يقدرون عليه، وان صاحبهم داخل فى كل ما يرسم له به. فاقبل عليهم السلطان وقال لهم: «يسلمنا القلاع المجاوره (17) لنا،

(1) ووافاها: فى الأصل «ووفا بنا» الصيغة المثبتة من الجزرى ق 32 آ

(3)

تثليثهم: فى الأصل «تقلبهم» ، والصيغة المثبتة من الجزرى ق 32 آ

(4)

يخشى لهم جبر: فى الأصل «يسمع له خبر» ، والصيغة المثبتة من الجزرى

(9)

أضيف ما بين الحاصرتين من الجزرى ق 32 آ

(12)

ولا قدره يأتى بذاك ولا عشر: فى الجزرى ق 32 آ «ولا قدره ياتى نداك ولا قدر»

(17)

القلاع المجاوره: القلعتين المجاورتين

ص: 299