الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها تسلم نواب السلطان الملك المنصور قلعه الشوبك من اصحابها بالامان، وهدمت. وكان انتقل منها صاحبها نجم الدين خضر بن السلطان الملك الظاهر الى عند اخيه الملك السعيد بالكرك من قبل منازلة العسكر المنصورى لها.
وفيها توفى الامير بدر الدين محمد بن بركه خان، رحمه الله.
ذكر [حوادث] سنة تسع وسبعين وستمايه
النيل المبارك فى هده السنه: الما القديم (6). . . مبلغ الزياده سته عشر دراعا وعشرون اصبعا.
ما لخص من الحوادث
الخليفه الامام الحاكم بامر الله ابى (9) العباس امير المومنين. والسلطان الشهيد الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون الالفى الصالحى سلطان الاسلام. والمتغلب على الشام باسم الملك سنقر الاشقر، والملقب بالملك الكامل. وبقيه الملوك حسبما تقدم من دكرهم.
ولما استهلت هده السنه بيوم الخميس ركب سنقر الاشقر من قلعه دمشق الى الميدان الاخضر بدست الملك. ثم رجع الى القلعه، وكان يوما مشهودا.
(210)
وكان لما خرج من باب السرّ والامراء مشاه بين يديه، اشار الى العامه بيده مسلّما عليهم، فدعوا له دعاء كثيرا.
وفى ثانى عشر المحرم، وصل الامير سيف الدين المعروف «الله كريم (16)» رسولا من جهه السلطان الملك المنصور، وعلى يده كتاب فيه عتب كثير على ما اعتمده،
(6) القديم. . .: بياض فى الأصل
(9)
ابى: أبو
(16)
سيف الدين المعروف «الله كريم» : كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن الفرات ج 7 ص 168 «سيف الدين بلبان الكريمى العلائى» ؛ انظر أيضا حاشية 1 لبلوشيه فى P .O .XIV ص 478
وطلب الصلح والدخول تحت الطاعه. فلما احسّ بمجيه (1)، طلع الى لقايه، واكرمه، وانزله عنده فى القلعه. واكثر دلك خشيه منه لا يجتمع باحد من الامراء الشاميين فيفسده عليه.
ثم تجهزت العساكر المصريه، وخرجت الى الشام. ووصل البريد يخبر بوصول العساكر الى غزه، والمقدم عليهم الامير علم الدين سنجر الحلبى، والامير بدر الدين بيسرى، والامير علا الدين كشتغدى الشمسى، والامير بدر الدين بكتاش النجمى، والامير بدر الدين بكتوت العلايى.
ثم عاد الحبيشى من الحصون الشاميه. واخبر انه حلّف جميع القلاع، وولى فى كل قلعه نايبا من جهته.
ولما كان خامس عشر شهر صفر التقا (10) عسكر مصر وعسكر الشام. فعند ما وقعت العين فى العين، خرج عسكر حماه والحلبيين (11) مع جماعه من الامراء الشاميه وطلب العساكر المصريه، مخامرين على سنقر الاشقر، وداخلين فى طاعه السلطان الملك المنصور. وكان الدين لم يقفزوا من الامراء الشاميين الى المصريين الحاج ازدمر، وعلا الدين الكبكى، وقرا سنقر لنعزى، والحبيشى.
وكان قبل دلك من عشيه الجمعه [رابع عشر صفر](15) قد سير سنقر الاشقر خزاينه والاولاد (16) الدى له مع استاداره الى قلعه صهيون، ثم ان الكسره كانت عليه. فلما انكسر اخدوه (17) العرب من الوقعه، وساروا به فى الغوطه، ودخلوا المرج، وقصدوا به بيوت الامير شرف الدين مهنا، فنزل عليه واستجار به، فاجاره. ثم توجه به الى الرحبه.
(1) بمجيه: بمجيئه
(10)
التقا: التقى
(11)
والحلبيين: والحلبيون-- وطلب: وطلبوا
(15)
أضيف ما بين الحاصرتين من ابن الفرات ج 7 ص 170
(16)
والاولاد: فى الأصل «والاواد» --الدى: الذين
(17)
اخدوه: أخذه
ثم ان سنقر الاشقر (211) كاتب علا الدين الجوينى، صاحب الديوان ببغداد والمستولى على بلاد العراق، فكاتب الجوينى بخبره الى ابغا. وسير الجوينى الجواب لسنقر الاشقر، يطيب خاطره، ويعده، ويمنيه حتى يعود جواب القان بما يعتمده.
فاستشار شرف الدين مهنا، فلامه فى دلك مع من كان معه، وقالوا له:«انت قد انقدك (5) الله من الكفر، ومنّ عليك بالاسلام، تعود ترجع الى الكفر معتمدا لدلك، وتكون سببا لمجى (6) الكفار الى المسلمين لاجل هوى نفسك ومصلحتك، ولا بد من الموت فكيف تلقا (7) الله عز وجل؟ والمصلحه ان تطلع الى صهيون الدى فيه اهلك واولادك» . فسمع هدا الكلام، وعاد طالبا الى صهيون. وطلع الحاج ازدمر الى قلعه شيزر، والكبكى الى قلعه بلاطنس. وشرع يسعى فى الصلح مع السلطان كما يأتى دلك.
واما ما كان من عسكر دمشق بعد هروب الامير شمس الدين سنقر الاشقر، فانهم التأموا بالمصريين. وتوجه الامير علم الدين الحلبى حتى نزل القصر الابلق بالميدان الاخضر، وعز الدين الافرم بداره التى على الميدان. ونزل كشتغدى الشمسى بالقلعه كونه كان استادارا، والايدمرى فى داره.
وثانى يوم الوقعه حضر الامير سيف الدين الجوكندار-متولى القلعه كان من جهة سنقر الاشقر-واطلق الامير حسام الدين لاجين المنصورى، والامير ركن الدين بيبرس الجالق، وتقى الدين توبه بعد ان حلّفهم انهم لا يودونه (17). ثم فتح باب القلعه، وأمن الناس.
ثم أن البشاير دقت، وزينت البلد. واستبشرت (19) الناس. ثم احتاطوا على وزير سنقر الأشقر، ابن كسيرات، وناظر الديوان جمال الدين بن صصرى. ورسموا
(5) انقدك: أنقذك
(6)
لمحبى: لمجئ
(7)
تلقا: تلقى
(17)
يودونه: يؤذونه
(19)
واستبشرت: واستبشر
على قاضى القضاة بدمشق شمس الدين بن خلكان، وعوقوه عند الامير علم الدين الحلبى بالميدان؛ (212) وسبب دلك انه كان افتى بقتال المصريين. ثم بعد دلك ورد كتاب بالعفو عن الجميع، بعد ما قيل فيه:«انتم جعلتمونا خوارج، فكان سنقر الاشقر من نسل العباس!» .
فلما كان يوم الاربعا حادى عشرين ربيع الاول وصل بريد، وعلى يده تقليد الامير حسام الدين لاجين المنصورى بنيابه دمشق، وتقى الدين توبه وزيرا بها.
ولبسوا الامير حسام الدين لاجين خلعة النيابه، ورجعوا به من الميدان الى تحت القلعه. فلما وصلوا باب السر، ترجلوا جميعهم. وترجّل الامير حسام الدين، وقبّل عتبه باب السر ثلاث مرار. ثم اراد الحلبى ان يعضده حتى يركب فابا (9)، وحلف براس السلطان ما يفعل تواضعا منه للامير علم الدين الحلبى.
وفيها فى يوم الاحد سادس عشر جمادى الاخره وصل اول الجفّل من حلب وحماه وحمص. وسبب دلك، لما وردت الاخبار بمجى (12) التتار والارمن الى حلب واحرقوا الجامع، واخد اهل سيس المنبر، ورجعوا سالمين.
ذكر تملك الملك الصالح ابن (14) السلطان الشهيد الملك المنصور رحمه الله
هو الملك الصالح علا الدين على بن مولانا السلطان الشهيد الملك المنصور سيف الدنيا والدين قلاوون الالفى النجمى الصالحى. ركب فى دست الملك فى حادى عشر شهر رجب (17) الفرد من هده السنه المدكوره، وجعله مولانا السلطان الشهيد ولى عهده.
وحلف له ساير الامراء والجيوش المنصوره بمصر والشام.
(9) فابا: فأبى
(12)
بمجى: بمجئ
(14)
ابن: بن
(17)
حادى عشر شهر رجب: فى ابن الفرات ج 7 ص 186 «سابع عشر جمادى الاخرة»
ثم تجهزت العساكر فى ركاب السلطان، وتوجهوا الى غزه بسبب تحرك التتار.
فلما ورد الخبر بعد دلك برجوعهم، رجع السلطان الى الديار المصريه، ولم يدخل دمشق.
وفيها فى يوم الجمعه (4) طلع الفرنج من المرقب، وكسروا بعض عسكر المسلمين.
(213)
وذلك ان كان قد جرّد من دمشق الف فارس الى ناحيه المرقب وحصن الاكراد. ونزل معهم الامير سيف الدين بلبان الطباخى فى عسكر حصن الاكراد ثمان مايه فارس، وثمان مايه من التركمان خيّاله، وتقدير الفى راجل. وتوجهوا نحو الفرنج، ودخلوا من مكان مضيق، فطلع عليهم الفرنج، فلم يلبثوا ان كسروا، وولوا (9) المسلمون منهزمين. وقتل منهم تقدير مايتى رجل.
وفيها ورد الخبر ان اولاد اخو (10) الملك بركه طلعوا على التتار من ابغا، واخدوا بيوتهم، وكسروهم مرتين، وان بيت ابغا وعساكره معهم فى انحس حال.
وفيها فى مستهل دى الحجه خرج السلطان الملك المنصور من الديار المصريه بالعساكر والجيوش، فنزل بمنزله الروحا، ووصل رسل عكا اليه. ثم اقام بهده المنزله حتى استهلت سنه ثمانين وستمايه. (14)[وفى يوم عرفة من سنه تسع وتسعين وقع بمصر برد كبار، فاتلف شى كثير (15_) من الغلال، وكان اكثره بالوجه البحرى](15).
(4) الجمعه: كذا فى الأصل دون ذكر للتاريخ، ولم تمدنا المصادر المتداولة بمعلومات عن تاريخ هذه الواقعة.
(9)
وولوا: وولى
(10)
اخو: أخى
(14 - 15) ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش
(15_) شى كثير: شيئا كثيرا