الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسير الى ابغا ودكر له امور (1) توجب ان يستدعى آجاى اليه، فسير ابغا وطلب آجاى، فتوجه اليه.
ووافق خروج آجاى من البلاد دخول السلطان الملك الظاهر الى الشام.
فافاق البرواناه على نفسه، واستدرك الفارط، وسير يقول للسلطان:«اقصد هده السنه سيس، ففى السنه الاتيه املكك البلاد» . فقصد السلطان سيس، حسبما دكرناه.
ولما استدعا (7) ابغا لاخيه آجاى وصحبته صمغوا، سير الى الروم بقو نوين، ومعه اربعين الف (8) من خواصه. وامره ان يكتب جميع اموال الروم ويضبطها، وان البرواناه لا يحكم بالروم الا بحضور بقو نوين. فلما وصل الى الروم حضر اليه جميع امرا الروم، وقدموا اليه الهدايا والتحف، الا البرواناه، فانه لم يهتم بأمره. وحصل بقو نوين الاموال، ويعدّها (11) الى ابغا. فلما راى معين الدين تمكّن بقو نوين، دل واستكان ودخل تحت الطاعة.
قلت: ولما دكرنا دخول العساكر سيس، اردنا ان نتلوا (13) دلك بشئ من دكر بلاد سيس واحوالها ومبدا شانها، حسب الطاقه.
(160) دكر شى من بلاد سيس واخبارها
اما مصّيصه، فبناها عبد الله بن عبد الملك بن مروان-دكر دلك بن عساكر (16) فى تاريخه الكبير-ودلك فى ايام ابيه فى سنه اربع وثمانين هجريه. وامّا طرسوس، فانها من المدن القديمه، وقبر المامون بها؛ فانه كان غزاها مره بعد مره، فمات بمكان
(1) امور: أمورا
(7)
استدعا: استدعى--صمغوا: صمغو؛ انظر ص 164 حاشية 11 - -بقونوين؛ انظر حاشية 1 لبلوشيه فى P .O .XIV ص 391
(8)
الف: ألفا
(11)
ويعدها: ونفذها، م ف--دل: ذل
(13)
نتلوا: نتلو
(16)
بن عساكر: ابن عساكر
يعرف بالبدندون (1) -قريب من طرسوس-فى سنه ثمان عشره ومايتين هجريه. وقد تقدم دكر دلك فى الجزء المختص بدكر بنى اميه-وهو الجزء الثالث من هدا التاريخ.
وطرسوس وادنه وما يليهما يسميا (3) باللسان الارمنى قيلقيا. والمصيصه بلد ابقراط الحكيم. ويقال بل ان بلده حمص-والله اعلم-ذكر ذلك ابن الروميه فى شرح كتاب ديسقوريدس (5).
واما نهر جاهان، فهو نهر جيحان، والارمن [تجعل](6) الحاء هاء. وهدا النهر اجلّ الانهار الثلث (7)، وهم سيحان وجيحان وبردان، وهى انهار طرسوس والمصيصه وادنه، دكر دلك هبة الله بن الاكليلى فى كتاب صفه الارض. واما جيحون فهو نهر منحدر متبحرا الى خوارزم. واوله جرفا (9) ينحدر نحو الجنوب، حتى يمرّ بمدينه سيسمه من بلاد الروم، [و] يمر بين جبلين منحرفا عن (10) المغرب الى ان يصير الى مدينتين كانتا للروم، يقال لهما برسا وزبطره، فيمرّ فيما بينهما، ثم يمر بين جبلين راجعا الى ما كان عليه من قصد ناحيه الجنوب، حتى يمرّ بثغر المصيصه، ثم يصب الى البحر الشامى. وطول هدا النهر من اوله الى مصبّه سبع مايه وثلثون ميلا.
والجبال المحيطه بسيس وبلادها هو (14) جبل اللكام، طوله مايه ميل. والميل من الارض منتها (15) مدّ البصر. والفرسخ ثلثه اميال-والله اعلم.
(1) بالبدندون: فى الأصل «بالبدندوب» ، انظر حاشية 2 لبلوشيه فى P .O .XIV ص 392 - -ثمان: ثمانى
(3)
يسميا: تسمى--قيلقيا: ورد الاسم فى م ف وابن الفرات ج 7 ص 26 «قيليقيا» ؛ وفى ابن عبد الظاهر، الروض الزاهر، ق 178 ب، تحقيق الخويطر ص 1239 «قيليقا»
(5)
ديسقوريدس: فى الأصل «دتسقوريدس»
(6)
أضيف ما بين الحاصرتين من م ف وابن عبد الظاهر وابن الفرات
(7)
الثلث: الثلاثة-- وهم: وهى
(9)
جرفا: جرف
(10)
عن: كذا فى الأصل وم ف؛ فى ابن عبد الظاهر ق 178 ب، تحقيق الخويطر ص 1239، وابن الفرات ج 7 ص 26 «نحو»
(14)
هو: هى
(15)
منتها: منتهى