المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر نسبة الفتوة - كنز الدرر وجامع الغرر - جـ ٨

[ابن الدواداري]

فهرس الكتاب

- ‌ذكر ابتدا الدوله التركيه ادام الله ايامسلطانها وعز نصره

- ‌ذكر سلطنه الملك المعز اول ملوك التركاعز الله نصر صاحب عصرها وادام ايامه

- ‌ذكر تمليك الملك الاشرف مظفر الدين موسى بن الملك المسعود

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع واربعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر قتلة الفارس اقطاى

- ‌(24) ذكر المدينه الخضراء

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(27) ذكر [حوادث] سنه خمس وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر قتلة الملك المعز المشار اليه

- ‌(29) ذكر تملك نور الدين علىّ الملك المنصور بن الملك المعز

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر اخذ التتار لبغداد وقتل الخليفه

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سلطنه الملك المظفر سيف الدنيا والدين قطز رحمه الله

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(42) ذكر وقعه عين جالوت وكسره التتار

- ‌ذكر قتلة الملك المظفر رحمه الله وسلطنة الملك الظاهر

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نسبة الفتوة

- ‌(75) ذكر [حوادث] سنة ستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر ما نقله ابن شداد من دلك

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر بيعه الامام الحاكم بامر الله ابى العباس المشار اليه وخبره

- ‌(84) دكر اخد الكرك من الملك المغيث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وستين وستمايه

- ‌(91) ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر غازيه الخناقه

- ‌ذكر [حوادث] سنه ثلث وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حواث] سنة اربع وستين وستمايه

- ‌ذكر فتح صفد المحروسه

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر الشقيف وفتحها

- ‌ذكر انطاكيه وفتحها ومبتدا امرها

- ‌ذكر بغراس ومبدا امرها

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح حصن الاكراد

- ‌ذكر نبد من اخبار حصن الاكراد

- ‌(140) دكر فتح حصن عكّار

- ‌ذكر غرقة دمشق هده السنه

- ‌ذكر فتح القرين فى هده السنه

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر شئ من بلاد الحبشه

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نوبه سيس وماتم فيها

- ‌(160) دكر شى من بلاد سيس واخبارها

- ‌(161) دكر استيلا بيت لاون صاحب سيس عليها

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح القصير

- ‌ذكر من غزا النوبه من أول الاسلام

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر دخول السلطان الروم

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاه السلطان الملك الظاهر

- ‌ذكر فتوحاته رحمه الله

- ‌(195) ذكر السلطان الملك السعيد ونسبه وما لخّص من سيرته وخبره

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سلطنه مولانا السلطان الملك المنصورسيف الدنيا والدين قلاوون

- ‌ذكر تملك الملك الكامل شمس الدين سنقر الاشقروما لخص من خبره

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وقعه حمص المعروفه بمنكوتمر

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(233) دكر وصول الشيخ عبد الرحمن دمشق

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر قتلة الملك احمد اغا وتمليك ارغون بن ابغا بن هلاوون

- ‌ذكر بعض شئ من محاسنه رحمه الله

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(238) دكر فتح حصن المرقب

- ‌(241) دكر المولد الشريف السلطانى الملكى الناصرى عزّ نصرهبشاير النصر لاوحد ملوك العصر:

- ‌[البشارة] الأوله

- ‌البشاره الثانيه

- ‌البشاره الثالثه

- ‌(244) البشاره الرابعه

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(248) ذكر [حوادث] سنه ست وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح طرابلس الشام

- ‌ذكر شى من نسخ البشاير

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاته رحمه الله تعالى

- ‌ذكر بعض شى من محاسنه رحمه الله وصفته

- ‌ذكر سلطنة السلطان الملك الاشرف صلاح الدنيا والدين خليل

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نبد من اخبار هده القلاع

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(284) دكر فتح قلعه الروم

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(302) ذكر استشهاد السلطان الملك الاشرف

- ‌ذكر بعض شى من محاسنه رحمه الله

- ‌ذكر سلطنه مولانا السلطان الاعظم الملك الناصر عز نصره وهى الاوله

- ‌ذكر قتلة الشجاعى وسببها

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر تغلب الملك العادل زين الدين كتبغا المنصورى على الملك

- ‌ذكر دخول الاوراتيه مصر

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌[دكر العلاء العظيم فى هده السنه-لا اعاده الله]

- ‌ذكر خلع الملك العادل كتبغا وولايه الملك المنصور لاجين

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(326) دكر سبب تقفيز الامراء الى غازان

- ‌(329) ذكر قتلة السلطان لاجين رحمه الله والسبب فى دلك

- ‌ذكر الساده الاجلاء الايمه الفضلاء الدين ادركهم العبد بالمولد

- ‌الشيخ صدر الدين المعروف بابن المرحّل رحمه الله

- ‌(341) الشيخ شمس الدين بن تازمرت المغربى

- ‌الشيخ اثير الدين ابو حيان المغربى

- ‌(342) القاضى ناصر الدين شافع بن عبد الظاهر-رحمه الله

- ‌(343) القاضى شهاب الدين محمود كاتب الانشا-رحمه الله

- ‌(344) القاضى فتح الدين بن سيّد الناس-رحمه الله

- ‌(346) الحكيم شمس الدين بن دانيال رحمه الله

- ‌(347) الحكيم شهاب الدين الصفدى

- ‌القاضى شهاب الدين بن النويرى رحمه الله

- ‌(348) شرف الدين بن أسد

الفصل: ‌ذكر نسبة الفتوة

الشمسى وفارس الدين احمد بن ازدمر اليغمورى دواداريه، والقاضى كمال الدين محمد بن عز الدين السنجارى وزيرا، (70) وشرف الدين ابا حامد كاتبا. واخرج معه خزانه وسلاح خانه ومماليكا (3) جمداريه، وارباب وضايف عده اربعين نفرا. وامر له بمايه فرس، وعشر (4) قطر بغال وعشر قطر جمال، وفرشخاناه وطشتخاناه وشربخاناه، واماما ومودنا (5). وكتب لمن وفد معه من العراق تواقيعا باقطاعات، وادن له فى الركوب والحركه حيث شاء وانا (6) اراد.

ثم تجهز السلطان فى هده السنه الى الشام، فبرز الدهليز المنصور تاسع عشر رمضان المعظم. ورغب السلطان فى لباس الفتوّه، فالبسه [الخليفة](8) قبل سفره.

‌ذكر نسبة الفتوة

من الامام على بن ابى طالب-كرّم الله وجهه-، لسلمان الفارسى، لعلى النوى (10)، للحافظ الكندى، لعوف العتائى (11) لابى العز النقيب، لابى مسلم الخرسانى، لهلال البنهافى (12)، لجوشن الفزارى، للامير حسان، لابى الفضل، للقايد شبل، لفضل الرقاشى، لابى الحسن النجار، للملك ابى كنجار (13)، لوزيره الفارسى، للامير وهزان، للقايد عيسى، لمهنّا العلوى، لعلى (14) الصوفى، لمعمر بن البن، لابى القسم بن جنه،

(3) ومماليكا: ومماليك--وضايف: وظائف

(4)

عشر: عشرة

(5)

ومودنا: ومؤذنا-- تواقيعا: تواقيع

(6)

انا: أنى

(8)

أضيف ما بين الحاصرتين من المقريزى، السلوك، ج 1 ص 459

(10)

لعلى النوى: كذا فى الأصل؛ فى ابن واصل، مفرج الكروب (مخطوطة باريس رقم 1702) ق 412 «لأبى على المولى» ؛ فى م ف «لعلى النونى»

(11)

العتائى: فى ابن واصل «الغسانى»

(12)

البنهافى: فى اليونينى، ذيل مرآة الزمان، ج 1 ص 450، وفى م ف «النبهانى» --شبل: فى ابن واصل «شبل بن المكرم» ، وفى م ف «شبل بن المكارم»

(13)

كنجار: كذا فى الأصل وفى م ف؛ فى ابن واصل «كنجيار» --لوزيره: فى ابن واصل واليونينى «لروزبه» وفى م ف «لزويره»

(14)

لعلى: فى ابن واصل «لأبى على» --جنه: كذا فى الأصل وفى ابن واصل؛ فى م ف «حنا»

ص: 80

لنفيس (1) العلوى، لبقا بن الطباخ، لحسن بن السربار، لابى بكر بن الخميس، لعمر بن الرصاص، لعبد الله بن القير، لابن دغيم، لعبد الله الجبّار، للامام الناصر، لولده الظاهر، للامام المستنصر بالله امير المومنين، للسلطان الملك الظاهر.

وفيها خرج الملك الصالح اسماعيل بن بدر الدين لولو صاحب الموصل من جميع ملكه ولم يتبعه شى. وسبب دلك خوفا (5) من التتار، فانهم كانوا شرعوا يختلقوا له دنوبا يريدون بدلك القبض عليه. فاستشعر منهم الغدر، فخرج ووصل الى قرقيسيا (6)، وكتب الى اخيه الملك المجاهد (71) سيف الدين اسحق-وكان بالجزيره العمريه-فخرج ايضا اليه، وتبعه بعد وصول الملك الصالح اسماعيل الى الديار المصريه لخدمه السلطان الملك الظاهر، ودلك فى اواخر شهر رجب. وخرج السلطان اليه والتقاه واكرمه واحترمه وانعم عليه بمال. ثم وصل اخوه الملك المجاهد فى الثانى من شهر رمضان، فخرج اليه ايضا وفعل معه من الجميل كفعل أخيه، ورتب لهما ولمن معهما الرواتب الحسنه، واقطعهما الاقطاعات الجياد. وفيها تزوج الامير بدر الدين الخزندار باختهما باشاره السلطان لهما فى دلك.

ولما كان التاسع عشر من رمضان، خرج السلطان الملك الظاهر من القاهره المحروسه وصحبته الخليفه. وجعل النايب بالديار المصريه الامير عز الدين الحلى، ووصل الى دمشق المحروسه، ونزل السلطان القلعه، ونزل الخليفه جبل قاسيون فى التربه الناصريه. ثم بعد ذلك وصل الملك الاشرف صاحب حمص والملك المنصور صاحب حماه، فاكرمهما السلطان، واحسن اليهما، وكتب لهما تواقيعا (18) بما فى ايديهما، وزاد الاشرف تل باشر.

(1) لنفيس: كذا فى الأصل وفى م ف، فى ابن واصل «للعس» --السربار: فى ابن واصل «الساربار» ، فى اليونينى «الساربا»؛ فى م ف «الشرابدار» -- الخميس: فى ابن واصل واليونينى وم ف «الجحيش»

(5)

خوفا: خوف

(6)

قرقيسيا: فى الأصل «قرقيسا»

(18)

تواقيعا: تواقيع (6 - 8)

ص: 81

وفى ثالث عشر ذى القعده سافر الخليفه بمن تبعه نحو العراق، وصحبته الملوك اولاد صاحب الموصل، فنزلوا على الرحبه، فوافوا عليها الامير على بن حديثه (2) من آل فضل فى اربع مايه فارس من العرب، وفارقوه (3) أولاد صاحب الموصل من الرحبه، وكان قد التمس توجّههم صحبته، فقالوا:«لم يكن معنا من السلطان مرسوم بدلك» .

فاستمال الخليفه جماعه من مماليك ابيهما نحو ستين نفر (5)، فانضافوا اليه. ولحقهم على الرحبه الامير عز الدين بركه وصحبته ثلثين (6) فارسا.

ثم رحل (72) الخليفة بجميع من اجتمع اليه ونزل مشهد علىّ عليه السلام، فاتاه هناك الامام الحاكم بأمر الله، وقيل انه وصل اليه وهو على عانه نازلا. وكان الحاكم فى سبع مايه فارس من التركمان، كان الامير شمس الدين البرلى قد جهزهم معه من حلب.

فبعث الخليفه المستنصر واستمال التركمان اليه، فلما جاوزوا الفراه (10) فارقوا الحاكم واتوا الى المستنصر. ثم بعث المستنصر الى الحاكم يطلبه ويؤمّنه على نفسه، ورغّب اليه فى اجتماع الكلمه على اقامه الدوله العباسيه، ولاطفه وساسه، فاجاب الى دلك ورحل اليه. ووفا (13) له المستنصر وانزله عنده فى دهليزه.

وكان الحاكم لما نزل على عانه امتنع اهلها عليه وقالوا: «انه قد اتصل بنا ان السلطان صاحب مصر قد بايع خليفه وهو واصل، فلا نسلمها الاّ اليه» . فلما وصل المستنصر نزل اليه واليها وناظرها، وسلموها له، وحملوا له الاقامات، واقطعها للامير ناصر الدين غلمش اخو (17) الامير علم الدين سنجر الحلبى، وهو احد من كان معه من الأمرا. ثم رحل [الخليفة] عنها الى حديثه، فلما وصل اليها فتحوا له ودانوا له بالطاعه، فجعلها خاصا له.

(2) حديثه: فى اليونينى، ذيل مرآة الزمان، ج 1 ص 454، والمقريزى، السلوك، ج 1 ص 462 «حذيفة»

(3)

وفارقوه: وفارقه

(5)

نفر: نفرا

(6)

ثلثين: ثلاثون

(10)

الفراه: الفرات

(13)

ووفا: ووفى

(17)

اخو: أخى

ص: 82

وكان ببغداد من نواب التتار اثنين (1)، احدهما يسمى قرابنا والاخر بهادر، وكان الشحنه علىّ الخوارزمى، وعندهم خمسه آلاف من المغل. وكان لعلىّ الخوارزمى الشحنه ولدا (3) يسمى محمد قجاه، فسيره الى هيت متشوفا لما يرد من اخبار الخليفه لما بلغهم انه متوجها (4) اليهم، وقرر مع ولده انه ادا وصل بالقرب منه بعث المراكب الى الشط الاخر واحرقها.

فلما وصل الخليفه المستنصر الى هيت غلقوا (6) اهلها الباب دونه، فنزل عليها وحاصرها (73) وفتحها، ودخل اليها فى اخر ذى الحجه، ونهب من كان فيها من اليهود والنصارا (8)، ثم رحل عنها فنزل الدور، وبعث طليعة من عسكره مقدمها الامير اسد الدين محمود نايبا عن الامير سابق الدين ابو زبا (9) الصيرمى، وبات بجانب الانبار تلك الليله وهى ليله الاحد. فلما راى قرابغا الطليعه امر لمن معه من العساكر العبور اليهم فى المخايض، فلما اسفر الصبح افرد قرابغا من كان معه من عسكر بغداد خوفا لا (12) يكونوا عليه. ورتب الخليفه اثنا عشر طلبا، فعمل العرب والتركمان ميمنه وميسره، وباقى العساكر قلبا. ثم حمل [الخليفه] بنفسه مبادرا، وحمل من كان معه من العرب والتركمان، فكسروا بهادر، ووقع بعض عسكره الما (14). ثم خرج كمينا للتتار، فلما راوه (15) العرب والتركمان هربوا، واحيط بعسكر الخليفه، ووقع القتال. ثم افرجوا للخليفه فخرج فى عشره نفر وهم: الامام الحاكم، وناصر الدين [بن](16) مهنا، وابن صيرم، وسابق الدين ابو زبا، وبلبان الشمسى، واسد الدين محمود، وجماعه من الاجناد نحو من خمس (18) نفر. وقتل نجم الدين وفتح الدين بن اليغمورى، ولم يظهر احد،

(1) اثنين: اثنان

(3)

ولدا: ولد

(4)

متوجها: متوجه

(6)

غلقوا: غلق

(8)

والنصارا: والنصارى

(9)

ابو زبا الصيرمى: أبو زبا الصيرفى، م ف؛ انظر ما سبق ص 79:13 حيث ورد الاسم «بوزبا الصيرمى»

(12)

لا: أن--اثنا: اثنى

(14)

الما: كذا فى الأصل وم ف، والمقصود «فى الماء» --كمينا: كمين

(15)

راوه: رآه

(16)

أضيف ما بين الحاصرتين من المقريزى، السلوك، ج 1 ص 467

(18)

خمس: خمسة

ص: 83

بعدها، للخليفه المستنصر على خبر، ولا علم اى ارض اخدته، فمنهم من ادّعى انه لم يزل يقاتل حتى قتل فى المعمعه، ومنهم من قال: خرج ونجا مجروحا فمات، وجمله الحال انه عدم والله اعلم.

وفيها توجه الملك المظفر قر ارسلان صاحب ماردين الى خدمه هلاوون، وصحبته هديه سنيه؛ من جملتها باطيه بجوهره قيمتها اربعه وثمانين (5) الف دينار. واجتمع [هلاوون] به وا كرمه ثم قال له:«بلغنى ان اولاد صاحب الموصل هربوا الى مصر، وانا اعلم ان (74) اصحابهم كانوا السبب فى خروجهم الى مصر، فدع اصحابك الدين وصلوا معك عندى، فانى لا آمنهم ان يحرّفوك عنى ويرغّبوك فى رواحك عن بلادك الى مصر» . فانعم له بدلك قهرا، وما صدق بخلاص نفسه، ثم انفصل عنه عايدا الى بلاده. فلما كان فى اثناء الطريق لحقته رسل هلاوون يامرونه بالعوده، فعاد اليه وفرايصه ترعد خوفا منه. فقال له:«ان اصحابك اخبرونى انك تريد الرواح الى صاحب مصر، وقد رايت ان يكون عندك من جهتى من يمنعك عن دلك» . ثم جهّز معه أمرا يقيمون عنده وزاده نصيبين والخابور، وامر ان يهدم شراريف القلعه. ولما فارقه ضرب ارقاب (14) جميع اصحابه، وكانوا سبعين نفرا، منهم: الملك المنصور ناصر الدين ابن (15) ارتق ابن الملك السعيد، ونور الدين محمد، واسد الدين البختى، وحسام الدين عزيز، وفخر الدين الحاجرى، وعلا الدين والى القلعه، وعلم الدين جندر، ولم يكن لأحد منهم دنبا (17) وانما اراد بدلك قصّ جناح الملك المظفر.

وفيها ارسل رضى الدين ابى (18) العلا ونجم الدين بن الشعرانى، المستولين على قلاع الاسماعيليه، هدية الى السلطان الملك الظاهر ورساله ضمنها تهديد ووعيد،

(5) وثمانين: وثمانون

(14)

ارقاب: رقاب

(15)

ابن: بن

(17)

دنبا: ذنب

(18)

ابى: أبو--العلا: فى اليونينى، ذيل مرآة الزمان، ج 1 ص 458 وج 2 ص 114 «المعالى» --المستوليين: المستوليان

ص: 84

وطلبوا (1) ما كان لهم من الاقطاعات فى دوله الناصر والرسوم، فاجابهما [السلطان الملك الظاهر] الى دلك. فلما عزموا (2) الرسل على العوده، قال لهم السلطان: بلغنى ان الرضى مات، وولّى احد الرسل مكانه، وكتب له بدلك منشورا. فتوجه، فوجد الرضى حيا فى عافيه، فكتم امره عشره أيام، والرضى مرض اياما قلايل وتوفى، فاخرج المنشور وتولى مكانه، فلم يرضوا (5) به الاسماعيليه فقتلوه والله اعلم.

(6)

[وفيها ولّى القضاء بالديار المصريه القاضى برهان الدين الخضر بن الحسين اخا (6_) القاضى بدر الدين يوسف السنجارى، مصر والوجه القبلى. واستقرت القاهره مع الوجه البحرى فى ولايه القاضى تاج الدين المعروف بابن بنت الاعز. وكدلك ولّى السلطان الملك الظاهر دمشق واعمالها القاضى شمس الدين بن خلكان صاحب التاريخ البديع، وكان من قبل دلك ينوب عن القاضى بدر الدين يوسف بن الحسين السنجارى بالقاهره المعزية لمّا كان القاضى بدر الدين متوليا بالديار المصريه، حسبما تقدم من ذكر ذلك.

وفى شهر ربيع الاخر، من هذه السنه، وردت الاخبار من ناحيه عكا وبلاد الافرنج ان سبع جزاير فى البحر خسف بها وباهلها. بعد ان نزل عليهم دم عدّة ايام، وهلك منهم خلايق كثيره قبل الخسف. وعادوا (15) اهل عكا لابسين السواد وهم ببكون، يجلدون ارواحهم باكمام الزرد الدى عليهم ويستغفرون لدنوبهم.

وفيها خرج على الغلال فار عضيم (17) جدا بارض حوران وارض الجولان واعمالهما، حتى قدّروا ما أكله فكان مقدار ثلثمايه الف غراره قمح غير الشعير. واتباعت (18) فى هده السنه الغراره القمح باربع مايه درهم بدمشق، والمكوك بحماه كدلك. وجلبت الافرنج الغلال واستاصلوا به اموال المسلمين] (20).

(1) وطلبوا: وطلبا--لهم: لهما

(2)

عزموا: عزم

(5)

يرضوا: يرض

(6 - 20) ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش

(6_) اخا: أخو

(15)

وعادوا: وعاد

(17)

عضيم: عظيم

(18)

واتباعت: وابتاعت

ص: 85