الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشمسى وفارس الدين احمد بن ازدمر اليغمورى دواداريه، والقاضى كمال الدين محمد بن عز الدين السنجارى وزيرا، (70) وشرف الدين ابا حامد كاتبا. واخرج معه خزانه وسلاح خانه ومماليكا (3) جمداريه، وارباب وضايف عده اربعين نفرا. وامر له بمايه فرس، وعشر (4) قطر بغال وعشر قطر جمال، وفرشخاناه وطشتخاناه وشربخاناه، واماما ومودنا (5). وكتب لمن وفد معه من العراق تواقيعا باقطاعات، وادن له فى الركوب والحركه حيث شاء وانا (6) اراد.
ثم تجهز السلطان فى هده السنه الى الشام، فبرز الدهليز المنصور تاسع عشر رمضان المعظم. ورغب السلطان فى لباس الفتوّه، فالبسه [الخليفة](8) قبل سفره.
ذكر نسبة الفتوة
من الامام على بن ابى طالب-كرّم الله وجهه-، لسلمان الفارسى، لعلى النوى (10)، للحافظ الكندى، لعوف العتائى (11) لابى العز النقيب، لابى مسلم الخرسانى، لهلال البنهافى (12)، لجوشن الفزارى، للامير حسان، لابى الفضل، للقايد شبل، لفضل الرقاشى، لابى الحسن النجار، للملك ابى كنجار (13)، لوزيره الفارسى، للامير وهزان، للقايد عيسى، لمهنّا العلوى، لعلى (14) الصوفى، لمعمر بن البن، لابى القسم بن جنه،
(3) ومماليكا: ومماليك--وضايف: وظائف
(4)
عشر: عشرة
(5)
ومودنا: ومؤذنا-- تواقيعا: تواقيع
(6)
انا: أنى
(8)
أضيف ما بين الحاصرتين من المقريزى، السلوك، ج 1 ص 459
(10)
لعلى النوى: كذا فى الأصل؛ فى ابن واصل، مفرج الكروب (مخطوطة باريس رقم 1702) ق 412 «لأبى على المولى» ؛ فى م ف «لعلى النونى»
(11)
العتائى: فى ابن واصل «الغسانى»
(12)
البنهافى: فى اليونينى، ذيل مرآة الزمان، ج 1 ص 450، وفى م ف «النبهانى» --شبل: فى ابن واصل «شبل بن المكرم» ، وفى م ف «شبل بن المكارم»
(13)
كنجار: كذا فى الأصل وفى م ف؛ فى ابن واصل «كنجيار» --لوزيره: فى ابن واصل واليونينى «لروزبه» وفى م ف «لزويره»
(14)
لعلى: فى ابن واصل «لأبى على» --جنه: كذا فى الأصل وفى ابن واصل؛ فى م ف «حنا»
لنفيس (1) العلوى، لبقا بن الطباخ، لحسن بن السربار، لابى بكر بن الخميس، لعمر بن الرصاص، لعبد الله بن القير، لابن دغيم، لعبد الله الجبّار، للامام الناصر، لولده الظاهر، للامام المستنصر بالله امير المومنين، للسلطان الملك الظاهر.
وفيها خرج الملك الصالح اسماعيل بن بدر الدين لولو صاحب الموصل من جميع ملكه ولم يتبعه شى. وسبب دلك خوفا (5) من التتار، فانهم كانوا شرعوا يختلقوا له دنوبا يريدون بدلك القبض عليه. فاستشعر منهم الغدر، فخرج ووصل الى قرقيسيا (6)، وكتب الى اخيه الملك المجاهد (71) سيف الدين اسحق-وكان بالجزيره العمريه-فخرج ايضا اليه، وتبعه بعد وصول الملك الصالح اسماعيل الى الديار المصريه لخدمه السلطان الملك الظاهر، ودلك فى اواخر شهر رجب. وخرج السلطان اليه والتقاه واكرمه واحترمه وانعم عليه بمال. ثم وصل اخوه الملك المجاهد فى الثانى من شهر رمضان، فخرج اليه ايضا وفعل معه من الجميل كفعل أخيه، ورتب لهما ولمن معهما الرواتب الحسنه، واقطعهما الاقطاعات الجياد. وفيها تزوج الامير بدر الدين الخزندار باختهما باشاره السلطان لهما فى دلك.
ولما كان التاسع عشر من رمضان، خرج السلطان الملك الظاهر من القاهره المحروسه وصحبته الخليفه. وجعل النايب بالديار المصريه الامير عز الدين الحلى، ووصل الى دمشق المحروسه، ونزل السلطان القلعه، ونزل الخليفه جبل قاسيون فى التربه الناصريه. ثم بعد ذلك وصل الملك الاشرف صاحب حمص والملك المنصور صاحب حماه، فاكرمهما السلطان، واحسن اليهما، وكتب لهما تواقيعا (18) بما فى ايديهما، وزاد الاشرف تل باشر.
(1) لنفيس: كذا فى الأصل وفى م ف، فى ابن واصل «للعس» --السربار: فى ابن واصل «الساربار» ، فى اليونينى «الساربا»؛ فى م ف «الشرابدار» -- الخميس: فى ابن واصل واليونينى وم ف «الجحيش»
(5)
خوفا: خوف
(6)
قرقيسيا: فى الأصل «قرقيسا»
(18)
تواقيعا: تواقيع (6 - 8)
وفى ثالث عشر ذى القعده سافر الخليفه بمن تبعه نحو العراق، وصحبته الملوك اولاد صاحب الموصل، فنزلوا على الرحبه، فوافوا عليها الامير على بن حديثه (2) من آل فضل فى اربع مايه فارس من العرب، وفارقوه (3) أولاد صاحب الموصل من الرحبه، وكان قد التمس توجّههم صحبته، فقالوا:«لم يكن معنا من السلطان مرسوم بدلك» .
فاستمال الخليفه جماعه من مماليك ابيهما نحو ستين نفر (5)، فانضافوا اليه. ولحقهم على الرحبه الامير عز الدين بركه وصحبته ثلثين (6) فارسا.
ثم رحل (72) الخليفة بجميع من اجتمع اليه ونزل مشهد علىّ عليه السلام، فاتاه هناك الامام الحاكم بأمر الله، وقيل انه وصل اليه وهو على عانه نازلا. وكان الحاكم فى سبع مايه فارس من التركمان، كان الامير شمس الدين البرلى قد جهزهم معه من حلب.
فبعث الخليفه المستنصر واستمال التركمان اليه، فلما جاوزوا الفراه (10) فارقوا الحاكم واتوا الى المستنصر. ثم بعث المستنصر الى الحاكم يطلبه ويؤمّنه على نفسه، ورغّب اليه فى اجتماع الكلمه على اقامه الدوله العباسيه، ولاطفه وساسه، فاجاب الى دلك ورحل اليه. ووفا (13) له المستنصر وانزله عنده فى دهليزه.
وكان الحاكم لما نزل على عانه امتنع اهلها عليه وقالوا: «انه قد اتصل بنا ان السلطان صاحب مصر قد بايع خليفه وهو واصل، فلا نسلمها الاّ اليه» . فلما وصل المستنصر نزل اليه واليها وناظرها، وسلموها له، وحملوا له الاقامات، واقطعها للامير ناصر الدين غلمش اخو (17) الامير علم الدين سنجر الحلبى، وهو احد من كان معه من الأمرا. ثم رحل [الخليفة] عنها الى حديثه، فلما وصل اليها فتحوا له ودانوا له بالطاعه، فجعلها خاصا له.
(2) حديثه: فى اليونينى، ذيل مرآة الزمان، ج 1 ص 454، والمقريزى، السلوك، ج 1 ص 462 «حذيفة»
(3)
وفارقوه: وفارقه
(5)
نفر: نفرا
(6)
ثلثين: ثلاثون
(10)
الفراه: الفرات
(13)
ووفا: ووفى
(17)
اخو: أخى
وكان ببغداد من نواب التتار اثنين (1)، احدهما يسمى قرابنا والاخر بهادر، وكان الشحنه علىّ الخوارزمى، وعندهم خمسه آلاف من المغل. وكان لعلىّ الخوارزمى الشحنه ولدا (3) يسمى محمد قجاه، فسيره الى هيت متشوفا لما يرد من اخبار الخليفه لما بلغهم انه متوجها (4) اليهم، وقرر مع ولده انه ادا وصل بالقرب منه بعث المراكب الى الشط الاخر واحرقها.
فلما وصل الخليفه المستنصر الى هيت غلقوا (6) اهلها الباب دونه، فنزل عليها وحاصرها (73) وفتحها، ودخل اليها فى اخر ذى الحجه، ونهب من كان فيها من اليهود والنصارا (8)، ثم رحل عنها فنزل الدور، وبعث طليعة من عسكره مقدمها الامير اسد الدين محمود نايبا عن الامير سابق الدين ابو زبا (9) الصيرمى، وبات بجانب الانبار تلك الليله وهى ليله الاحد. فلما راى قرابغا الطليعه امر لمن معه من العساكر العبور اليهم فى المخايض، فلما اسفر الصبح افرد قرابغا من كان معه من عسكر بغداد خوفا لا (12) يكونوا عليه. ورتب الخليفه اثنا عشر طلبا، فعمل العرب والتركمان ميمنه وميسره، وباقى العساكر قلبا. ثم حمل [الخليفه] بنفسه مبادرا، وحمل من كان معه من العرب والتركمان، فكسروا بهادر، ووقع بعض عسكره الما (14). ثم خرج كمينا للتتار، فلما راوه (15) العرب والتركمان هربوا، واحيط بعسكر الخليفه، ووقع القتال. ثم افرجوا للخليفه فخرج فى عشره نفر وهم: الامام الحاكم، وناصر الدين [بن](16) مهنا، وابن صيرم، وسابق الدين ابو زبا، وبلبان الشمسى، واسد الدين محمود، وجماعه من الاجناد نحو من خمس (18) نفر. وقتل نجم الدين وفتح الدين بن اليغمورى، ولم يظهر احد،
(1) اثنين: اثنان
(3)
ولدا: ولد
(4)
متوجها: متوجه
(6)
غلقوا: غلق
(8)
والنصارا: والنصارى
(9)
ابو زبا الصيرمى: أبو زبا الصيرفى، م ف؛ انظر ما سبق ص 79:13 حيث ورد الاسم «بوزبا الصيرمى»
(12)
لا: أن--اثنا: اثنى
(14)
الما: كذا فى الأصل وم ف، والمقصود «فى الماء» --كمينا: كمين
(15)
راوه: رآه
(16)
أضيف ما بين الحاصرتين من المقريزى، السلوك، ج 1 ص 467
(18)
خمس: خمسة
بعدها، للخليفه المستنصر على خبر، ولا علم اى ارض اخدته، فمنهم من ادّعى انه لم يزل يقاتل حتى قتل فى المعمعه، ومنهم من قال: خرج ونجا مجروحا فمات، وجمله الحال انه عدم والله اعلم.
وفيها توجه الملك المظفر قر ارسلان صاحب ماردين الى خدمه هلاوون، وصحبته هديه سنيه؛ من جملتها باطيه بجوهره قيمتها اربعه وثمانين (5) الف دينار. واجتمع [هلاوون] به وا كرمه ثم قال له:«بلغنى ان اولاد صاحب الموصل هربوا الى مصر، وانا اعلم ان (74) اصحابهم كانوا السبب فى خروجهم الى مصر، فدع اصحابك الدين وصلوا معك عندى، فانى لا آمنهم ان يحرّفوك عنى ويرغّبوك فى رواحك عن بلادك الى مصر» . فانعم له بدلك قهرا، وما صدق بخلاص نفسه، ثم انفصل عنه عايدا الى بلاده. فلما كان فى اثناء الطريق لحقته رسل هلاوون يامرونه بالعوده، فعاد اليه وفرايصه ترعد خوفا منه. فقال له:«ان اصحابك اخبرونى انك تريد الرواح الى صاحب مصر، وقد رايت ان يكون عندك من جهتى من يمنعك عن دلك» . ثم جهّز معه أمرا يقيمون عنده وزاده نصيبين والخابور، وامر ان يهدم شراريف القلعه. ولما فارقه ضرب ارقاب (14) جميع اصحابه، وكانوا سبعين نفرا، منهم: الملك المنصور ناصر الدين ابن (15) ارتق ابن الملك السعيد، ونور الدين محمد، واسد الدين البختى، وحسام الدين عزيز، وفخر الدين الحاجرى، وعلا الدين والى القلعه، وعلم الدين جندر، ولم يكن لأحد منهم دنبا (17) وانما اراد بدلك قصّ جناح الملك المظفر.
وفيها ارسل رضى الدين ابى (18) العلا ونجم الدين بن الشعرانى، المستولين على قلاع الاسماعيليه، هدية الى السلطان الملك الظاهر ورساله ضمنها تهديد ووعيد،
(5) وثمانين: وثمانون
(14)
ارقاب: رقاب
(15)
ابن: بن
(17)
دنبا: ذنب
(18)
ابى: أبو--العلا: فى اليونينى، ذيل مرآة الزمان، ج 1 ص 458 وج 2 ص 114 «المعالى» --المستوليين: المستوليان
وطلبوا (1) ما كان لهم من الاقطاعات فى دوله الناصر والرسوم، فاجابهما [السلطان الملك الظاهر] الى دلك. فلما عزموا (2) الرسل على العوده، قال لهم السلطان: بلغنى ان الرضى مات، وولّى احد الرسل مكانه، وكتب له بدلك منشورا. فتوجه، فوجد الرضى حيا فى عافيه، فكتم امره عشره أيام، والرضى مرض اياما قلايل وتوفى، فاخرج المنشور وتولى مكانه، فلم يرضوا (5) به الاسماعيليه فقتلوه والله اعلم.
(6)
[وفيها ولّى القضاء بالديار المصريه القاضى برهان الدين الخضر بن الحسين اخا (6_) القاضى بدر الدين يوسف السنجارى، مصر والوجه القبلى. واستقرت القاهره مع الوجه البحرى فى ولايه القاضى تاج الدين المعروف بابن بنت الاعز. وكدلك ولّى السلطان الملك الظاهر دمشق واعمالها القاضى شمس الدين بن خلكان صاحب التاريخ البديع، وكان من قبل دلك ينوب عن القاضى بدر الدين يوسف بن الحسين السنجارى بالقاهره المعزية لمّا كان القاضى بدر الدين متوليا بالديار المصريه، حسبما تقدم من ذكر ذلك.
وفى شهر ربيع الاخر، من هذه السنه، وردت الاخبار من ناحيه عكا وبلاد الافرنج ان سبع جزاير فى البحر خسف بها وباهلها. بعد ان نزل عليهم دم عدّة ايام، وهلك منهم خلايق كثيره قبل الخسف. وعادوا (15) اهل عكا لابسين السواد وهم ببكون، يجلدون ارواحهم باكمام الزرد الدى عليهم ويستغفرون لدنوبهم.
وفيها خرج على الغلال فار عضيم (17) جدا بارض حوران وارض الجولان واعمالهما، حتى قدّروا ما أكله فكان مقدار ثلثمايه الف غراره قمح غير الشعير. واتباعت (18) فى هده السنه الغراره القمح باربع مايه درهم بدمشق، والمكوك بحماه كدلك. وجلبت الافرنج الغلال واستاصلوا به اموال المسلمين] (20).
(1) وطلبوا: وطلبا--لهم: لهما
(2)
عزموا: عزم
(5)
يرضوا: يرض
(6 - 20) ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش
(6_) اخا: أخو
(15)
وعادوا: وعاد
(17)
عضيم: عظيم
(18)
واتباعت: وابتاعت