الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيخ صدر الدين المعروف بابن المرحّل رحمه الله
قرّة العيون، وسلوة المحزون، وجامع الفنون، الدره اليتيمه، وجامع اخبار الامم الحديثه الى الامم القديمه. (338) فمن قوله يتشوق للامير جمال الدين الافرم <من السريع>:
قد زادنى العذل عليكم جنون (5)
…
وصبوة تعجّب منها العاذلون
ماذا يريد العذل من مغرم
…
متيّم حلف الأسا (6) والشجون
سكّان أهل السفح أجريتم
…
لمّا نأيتم من عيونى عيون
هوّنتم الهجر وحاشا بأن
…
أصعب ما يروى عليكم يهون
غبتم فلا والله ما غبتم
…
بقدر ما تطرف منّى الجفون
وظلت فى (10)
…
الأطلال من بعدكم
أعلّل القلب بما لا يكون
لا تحسبوا أنّى سلوت الهوى
…
لا عاش من يسلوا (11) ولا من يخون
ومن قوله فى الغزل-عفا الله عنه- <من الطويل>:
سقا (13)
…
الله ذاك الشعب من أرض حاجرى
من المزن منهلّ السحايب هامرى
وحيّا ربا (14)
…
نجد فلى بربوعه
لويلات وصل والحبيب مسامرى
ولى بالحمى من آل خاقان أهيف
…
له مقلة تغنيه عن حمل باترى
(5) جنون: جنونا--البيت الثانى مضطرب الوزن
(6)
الأسا: الأسى
(10)
فى: فى المتن «من» والكلمة مصححة بالهامش
(11)
يسلوا: يسلو
(13)
سقا: سقى
(14)
ربا: ربى
نبىّ جمال والملاح صحابة
…
وصاحب برهان وناه وآمرى
مشرّع شرع الحبّ والقول قوله
…
فما ضرّه لو كان يوما مناظرى
إذا كان خصمى حاكمى كيف حيلتى
…
وإن رام خذلانى فمن لى ناصرى
ومن قوله ايضا فى الغزل <من الكامل>:
وافا (5)
…
يصول بصارم الأجفان
ويتيه من هيف على القضبانى
صاح يميل بعطفه سكر الصبا
…
أسمعتم بالصاحى السكران
قاس على العشّاق يثنى قدّه
…
لين الصبا أحوى لطيف معانى
أو ما رأيت قوامه لمّا انثنى
…
من لينه خجلت غصون البان
ولقد وقفت لكى أشاهد نظرة
…
فضممت أحشايى من الخفقانى
(339)
فرأيت بدرا (10)
…
لاح تحت دجنّة
يمشى به غصنا من الأغصان
لله ورد فوق وجنته التى
…
شقّت قلوب شقايق النعمان
إذ لم أسحّ عليه فيض مدامعى
…
من سحب أجفانى فما أجفانى
ومن قوله ايضا فى الغزل <من البسيط>:
يا ليلة السفح ألاّ عدت ثانية
…
سقا (14) زمانك هطّال من الديمى
ماض من العيش لو يفدا (15)
…
بذلت له
كرايم المال من حلّ ومن نعمى
ردّوا علينا ليالينا التى سلفت
…
لم أنسهنّ وما فى العهد من قدمى
بتنا ضجيعين فى يومى هوى وتقا (17)
…
يضمّنا الشوق من فرق إلى قدم
(5) وافا: وافى--القضبانى: فى المتن «الاغصان» والكلمة مصححة بالهامش
(10)
بدرا: فى الأصل «بدر»
(14)
سقا: سقى
(15)
يفدا: يفدى
(17)
تقا: تقى
وبات بارق ذاك الثغر يوضح لى
…
مراشف اللّثم فى داج من الظلم
وبتّ ألثم (2)
…
خدا ليس يعرفه
غير العفاف وغير الجود والكرم
ومن قوله ايضا فى الغزل <من الكامل>:
إن كان دينك فى الصبابة دينى
…
أرح المطىّ بزملتى تبرينى
والثم ترا (5)
…
لو عاينته مقلتى
يوم الفراق لثمته بجفونى
إن كان قد ضاعت عهودى عندكم
…
فأنا الذى استودعت غير أمينى
أو رحت مغبونا فما أنا فى الهوى
…
منكم بأوّل عاشق مغبونى
ونشيدتى بين الخيام وإنما
…
عرّضت عنها بالضبا (8) العينى
ومن قوله ايضا فى الغزل <من الطويل>:
سرا (10)
…
وستور الهمّ بالكأس تهتك
وساكن قلبى بالغنى يتحرّك
وأقسم لولا نار قلبى ترفّعت
…
له فى الدياجى ما اهتدى كيف يسلك
وعاطيته خمرا فحيّا بمثله
…
ومازج ذاك الخمر ريقا ممسك
ودارت علينا الراح حتّى تملّكت
…
عقول رجال مثلها ليس تملك
(340)
ولما رأيت القوم بالكأس صرعا (14)
…
وأنّ ابنة المطران بالقوم تفتك
أرقت دما الراووق حلاّ لأنّنى
…
رأيت صليبا فوقه فهو مشرك
وسالت دموع العين منه فكلّما
…
جرى بالدما ممّا جرى منه أضحك
فيا لك من لذّات دهر قطعتها
…
على مثلها يفنى التقا (17) والتنسّك
(2) ألثم: فى الأصل «اللثم»
(5)
ترا: ترى
(8)
بالضبا: بالظبا
(10)
سرا: سرى
(14)
صرعا: صرعى
(17)
التقا: التقى
قلت: وهدا الشعر جميعه مما يكون فى طبقه المقبول ولعل فيه ابيات (1) تحتمل ان تكون فى طبقه المطرب، وليس فيه شئ يصل الى طبقه المرقص. ومما يجوز ان يكون فى طبقه المطرب ايضا قوله عفا الله عنه <من الكامل>:
قبّلته ولججت فى تقبيله
…
حتى استحالت صبغة الرحمن
يا خدّه عذرا إليك فإنّنى
…
أذبلت فيك شقايق النعمان
وقوله <من الوافر>:
أراق دمى بسيف اللّحظ عمدا
…
وها أثر الدماء بوجنتيه
فلمّا خاف من طلبى لثأرى
…
أقام عذاره زردا عليه
ومن مستطرفاته، وقد امطرت دمشق حتى كادت تغرق، فقال <من الرمل>:
إن يدم ذا الغيث شهرا واحدا
…
جاء بالطّوفان والبحر المحيط
ما هم من قوم نوح يا سما
…
أقلعى عنهم فهم من قوم لوط
وله فى من عدر (12) وكان عن الوصل استعدر <من المتقارب>:
أتاك العذار على بغتة
…
فإن كنت فى غفلة فانتبه
وقد كنت تأبا (14)
…
زكاة الجمال
فهذا شجاع طوقت به
وقوله <من البسيط>:
لإن (16)
…
غاب عنى شخصك يأسولى فمسكنه
على الدوام بقلب الواله العانى
هو المقدّس لمّا أن حللت به
…
لكنّه ليس فيه عين سلوان
نجز ما اختير من شعره-عفا الله عنه.
(1) ابيات: أبياتا
(12)
عدر: عذر--استعدر: استعذر
(14)
تابا: تأبى
(16)
لإن: كذا فى الأصل والشطر الأول مضطرب الوزن ولعلّ الصيغة الصحيحة هى «إن غاب شخصك يأسو لى فمكنه»