الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتحف. وكدلك قدم رسول صاحب سيس، وصحبته اشيا عظيمه من الاموال والتحف والتقادم مصانعة عن بلاده ومملكته. ثم ورد مرسوم بتوجه العساكر الى حمص، وهم المجردين (3) مع الاميرين المذكورين، فاقاما بحمص. ورجع كتبغا من حمص الى دمشق.
وفيها توفى الملك السعيد ايل غازى صاحب ماردين، وهو شمس الدين داود.
وملك اخوه الملك المنصور، وتوفى أيضا فى تلك السنه.
ذكر [حوادث] سنة ست وتسعين وستمايه
النيل المبارك فى هده السنه: الما القديم.
ما لخص من الحوادث
الخليفه الامام الحاكم بامر الله ابى (10) العباس امير المومنين. والسلطان المتغلب الملك العادل كتبغا، وهو مقيم بدمشق الى ان خلع من الملك فى هده السنه.
ودلك انه خرج من دمشق متوجها الى الديار المصريه فى ثالث عشر (12) المحرم من هده السنه، فوصل الى منزله بدّعرش. فلما كان يوم الاثنين الثامن والعشرين (13) من الشهر المدكور وقت القايله، ركب (321) نايبه الامير حسام الدين لاجين، وشمس الدين قراسنقر، وسيف الدين قفجق مع جماعه كبيره من الامرا كانوا تحالفوا عليه، فوصلوا الى الدهليز السلطانى. فلما أحسّ بهم كتبغا، ركب فرسا كان يسمى عنده ابن قمر، وهرب نحو الشام، وطردوه من الملك طردا. ولو قصد لاجين قتله قتله،
(3) المجردين: المجرّدون
(10)
ابى: أبو
(12)
ثالث عشر: فى ز ت، وابن الفرات ج 8 ص 220، والمقريزى ج 1 ص 818 «ثانى عشرين»
(13)
والعشرين: والعشرون
لكن دكر له صنيعه معه، ففسح له فى الهرب. وقتلوا مماليكه، منهم بكتوت الازرق وبتخاص.
وفى تلك الساعه جلس الامير حسام الدين لاجين بدست الملك. واحضرت الختمه الشريفه، والسيف والخبز، وحلّف لنفسه. فاول من وضع يده على المصحف المطهر الامير بدر الدين بيسرى. فلما فرغ من يمينه اخد السلاح، وحمله على راس لاجين. ثم تقدم شمس الدين قراسنقر وحلف. ولما فرغ اخد العصاه، ووقف فى منزله النيابه فى صفه امير جاندار. ثم طلب الامير سيف الدين قفجق ليحلف، فقال:
«والله، ما احلف ان (8) تحلف لى ان اكون نايبك بدمشق» . فحلف [لاجين] له على دلك، وحلف قفجق بعد دلك. ثم حلفت الامرا وساير الجيوش، ولقب بالملك المنصور، وركب فى دست الملك، وطلب الديار المصريه.
واما كتبغا فانه لم يتبعه احد من الجيش، ولم يزل على وجهه حتى دخل دمشق.
ونزل القلعه، وكتب كتبا الى ساير الامرا مثل الامير حسام الدين استادار، والامير بدر الدين امير سلاح، وركن الدين الجالق، فلم يلتفت احد اليه ولا اجابه.
وكتب كتابا الى الطباخى، فلم يفتح الكتاب ولا قراه جمله كافيه. وكان دلك خدلان (14) من الله عز وجل، فنعود (15) بالله من زولان النعم.
ثم ان الامراء المجردين استصحبوا معهم من وافقهم من الامرا الشاميين وتوجهوا من حمص طالبين الديار المصريه على طريق بعلبك على وادى التيم.
ووصل السلطان لاجين (322) الى الديار المصريه سلطانا مستقلا، وجلس على تخت الملك، وتصرف تصرف الملوك. ولما وصل الامير حسام الدين استادار وبدر الدين امير سلاح، تلقاهما السلطان لاجين ملتقا (20) حسنا، وقام لهما قايما واكرمهما
(8) ان: أو
(14)
خدلان: خذلان
(15)
فنعود: فنعوذ
(20)
ملتقا: ملتقى
اكراما زايدا، وقال للامير حسام الدين استادار:«لا تبث (1) هده الليله حتى تعود وتنفى كتبغا عن دمشق وتعطيه (2) صرخد» ، فامتثل دلك. وخرج كتبغا من دمشق يوم الثلثا تاسع عشر ربيع الاول، ووصل الى صرخد بعد ما اخلوها من العدد والمجانيق والحواصل. فسبحان من لا يزول ملكه.
ورايت فى مسوداتى (5) ان لما فتح هلاوون البلاد ووصل الى حلب، احضر شخص منجما يسمى نصير الدين الطوسى، وقال:«تنظر من من الاسماء من مقدمين (6) عساكرى وقرابتى وعظمى يملك مصر، فان البخشى قال لى انى لا املكها انا» . قال:
فنظر فلم يجد من الاسما من يملك مصر غير كتبغا. وكان كتبغا نوين صهر هلاوون، فانفده على العسكر الدى كسره الله تعالى على عين جالوت، نوبة السلطان الشهيد الملك المظفر قطز. قال: ولم يحسبوا فى اى وقت يكون تملك هدا الاسم مصر، فكان بين كتبغا نوين داك وكتبغا هدا من المده خمس وثلثين (11) سنه. وملك هدا الاسم لكن من ملوك الاسلام، وإن كان كان من التتار فقد شرفه الله بالاسلام، فلله الحمد والمنه.
وكان مده ملك كتبغا سنتان كاملتان (13) وسبعه عشر يوم، والله اعلم.
وفيها كان نيابه الامير قفجق المنصورى دمشق، دخلها نايبا سادس عشر ربيع الاول.
وفيها تولى الوزاره الامير شمس الدين سنقر الاعسر الوزاره الثانيه عوضا عن الصاحب فخر الدين بن الخليلى، وسلّم اليه، وأخد خطه مع اتباعه بمايه الف دينار.
(1) تبث: تبت
(2)
وتعطيه: وتعطه
(5)
ورايت فى مسوداتى: فى تاريخ الجزرى (مخطوطة جوتا 1561، ق 50 آ)«حكى لى الشيخ ابو الكرم النصرانى» ، انظر أيضا ابن تغرى بردى، النجوم، ج 8 ص 55 - -شخص: شخصا
(6)
مقدمين: مقدمى
(11)
وثلثين: وثلاثون
(13)
سنتان كاملتان: سنتين كاملتين--يوم: يوما