الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلم يجسر احد أن يشير عليه بشئ. فقال السلطان: «هدا يحبس فى مكان لا يجتمع به أحد، فيكون مثل من قبر» . فقالوا: «راى السلطان المبارك» . فاعتقله، وكان دلك فى ثالث عشر شوال سنه احدى وسبعين وستمايه.
وتوفى [الشيخ خضر] فى تاريخ ما دكرناه، وقد نيف عن الخمسين سنه.
وكان قد اطلق له الاطعمه الفخره، والملبوس، والتغيير، والفواكه، والاشربه.
وقيل ان الصاحب بها الدين اتفق مع الملك السعيد، فى غيبه السلطان، على خنقه فى السجن فخنق، والله اعلم. وكان السلطان لما عاد من الروم ووصل (200) الى دمشق تدكره بمنام راعه. فسير بريدا باطلاقه واحضاره اليه، فوجده قد توفى.
فحصل للسلطان من دلك اليوم التغير حتى لحقه بعد احد وعشرين يوم (9) -حسبما دكرناه.
وفيها توفى الامير جمال الدين اقوش المحمدى، وعز الدين الدمياطى، والامير بدر الدين الخزندار، رحمهم الله تعالى.
ذكر [حوادث] سنة سبع وسبعين وستمايه
النيل المبارك فى هده السنه: الما القديم سبعه ادرع واحد وعشرين (13) اصبعا.
مبلغ الزياده ثمانيه عشر دراعا وثلثه اصابع.
ما لخص من الحوادث
الخليفه الامام الحاكم بامر الله ابو العباس امير المومنين. والسلطان الملك السعيد سلطان الاسلام بالديار المصريه والبلاد الشاميه الى حدود الفراه (17).
(9) يوم: يوما
(13)
وعشرين: وعشرون
(17)
الفراه: الفرات
وفيها قتل الامير شمس الدين الفارقانى، عملوا عليه الخاصكيه حتى قتلوه. ثم تولى النيابه الامير شمس الدين سنقر الالفى المظفرى، فنظر الى احوال غير مرضيه، والنظام مفسود، والاحوال مختله بتحكم الصبيان من الخاصكيه، فطلب الاقاله من النيابه، فاقيل.
وولى النيابه الامير سيف الدين كوندك احدى (5) الخاصكيه. وكان مع الملك السعيد فى المكتب، وكان دكيا فطنا، ولم يزل فى النيابه الى حين خروجهم [الى](6) الشام فى دى القعده، حسبما ياتى من دكر دلك. ورسم للصاحب ان يجلس بين يديه ولا يوقع إلاّ بقلمه. ومكنه تمكينا لم يكن لاحد من قبله.
ثم توجه [الملك السعيد] بالعساكر الى الشام، فوصل الى دمشق، ودخلها يوم الثلثا خامس دى الحجه، وصحبته والدته بنت بركه خان، واخوه الملك المسعود نجم الدين خضر. وكان دخوله الى دمشق يوم عظيم (11) ما راى الناس مثله. ثم انه جرّد عشره آلاف (201) فارس من المصريين والشاميين، وقدّم عليهم الامير بدر الدين بيسرى، ثم أردفه بالمقر السيفى قلاوون الالفى، وامرهم بالتوجه الى سيس كما ياتى تتمه خبرهم فى سنه ثمان وستين (14).
وفيها توفى الصاحب بها الدين ابن (15) حنا، واحتاطوا على ولده تاج الدين بدمشق واخد خطه بمايه الف دينار، وخط اخوه (16) زين الدين بمايه الف دينار، وخط ابن عمه عز الدين بن محيى الدين بمايه الف دينار. وسيروا الجميع الى مصر تحت الحوطه.
وتولى الوزاره الصاحب برهان الدين السنجارى.
(5) احدى: أحد
(6)
أضيف ما بين الحاصرتين من م ف
(11)
يوم عظيم: يوما عظيما
(14)
وستين: وسبعين
(15)
ابن: بن
(16)
اخوه: أخيه