المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(284) دكر فتح قلعه الروم - كنز الدرر وجامع الغرر - جـ ٨

[ابن الدواداري]

فهرس الكتاب

- ‌ذكر ابتدا الدوله التركيه ادام الله ايامسلطانها وعز نصره

- ‌ذكر سلطنه الملك المعز اول ملوك التركاعز الله نصر صاحب عصرها وادام ايامه

- ‌ذكر تمليك الملك الاشرف مظفر الدين موسى بن الملك المسعود

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع واربعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر قتلة الفارس اقطاى

- ‌(24) ذكر المدينه الخضراء

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(27) ذكر [حوادث] سنه خمس وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر قتلة الملك المعز المشار اليه

- ‌(29) ذكر تملك نور الدين علىّ الملك المنصور بن الملك المعز

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر اخذ التتار لبغداد وقتل الخليفه

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سلطنه الملك المظفر سيف الدنيا والدين قطز رحمه الله

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(42) ذكر وقعه عين جالوت وكسره التتار

- ‌ذكر قتلة الملك المظفر رحمه الله وسلطنة الملك الظاهر

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وخمسين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نسبة الفتوة

- ‌(75) ذكر [حوادث] سنة ستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر ما نقله ابن شداد من دلك

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر بيعه الامام الحاكم بامر الله ابى العباس المشار اليه وخبره

- ‌(84) دكر اخد الكرك من الملك المغيث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وستين وستمايه

- ‌(91) ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر غازيه الخناقه

- ‌ذكر [حوادث] سنه ثلث وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حواث] سنة اربع وستين وستمايه

- ‌ذكر فتح صفد المحروسه

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر الشقيف وفتحها

- ‌ذكر انطاكيه وفتحها ومبتدا امرها

- ‌ذكر بغراس ومبدا امرها

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وستين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح حصن الاكراد

- ‌ذكر نبد من اخبار حصن الاكراد

- ‌(140) دكر فتح حصن عكّار

- ‌ذكر غرقة دمشق هده السنه

- ‌ذكر فتح القرين فى هده السنه

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر شئ من بلاد الحبشه

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نوبه سيس وماتم فيها

- ‌(160) دكر شى من بلاد سيس واخبارها

- ‌(161) دكر استيلا بيت لاون صاحب سيس عليها

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح القصير

- ‌ذكر من غزا النوبه من أول الاسلام

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر دخول السلطان الروم

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاه السلطان الملك الظاهر

- ‌ذكر فتوحاته رحمه الله

- ‌(195) ذكر السلطان الملك السعيد ونسبه وما لخّص من سيرته وخبره

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سلطنه مولانا السلطان الملك المنصورسيف الدنيا والدين قلاوون

- ‌ذكر تملك الملك الكامل شمس الدين سنقر الاشقروما لخص من خبره

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وسبعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وقعه حمص المعروفه بمنكوتمر

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(233) دكر وصول الشيخ عبد الرحمن دمشق

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر قتلة الملك احمد اغا وتمليك ارغون بن ابغا بن هلاوون

- ‌ذكر بعض شئ من محاسنه رحمه الله

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(238) دكر فتح حصن المرقب

- ‌(241) دكر المولد الشريف السلطانى الملكى الناصرى عزّ نصرهبشاير النصر لاوحد ملوك العصر:

- ‌[البشارة] الأوله

- ‌البشاره الثانيه

- ‌البشاره الثالثه

- ‌(244) البشاره الرابعه

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(248) ذكر [حوادث] سنه ست وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح طرابلس الشام

- ‌ذكر شى من نسخ البشاير

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسع وثمانين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاته رحمه الله تعالى

- ‌ذكر بعض شى من محاسنه رحمه الله وصفته

- ‌ذكر سلطنة السلطان الملك الاشرف صلاح الدنيا والدين خليل

- ‌ذكر [حوادث] سنة تسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نبد من اخبار هده القلاع

- ‌ذكر [حوادث] سنة احدى وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(284) دكر فتح قلعه الروم

- ‌ذكر [حوادث] سنة اثنتين وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثلث وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(302) ذكر استشهاد السلطان الملك الاشرف

- ‌ذكر بعض شى من محاسنه رحمه الله

- ‌ذكر سلطنه مولانا السلطان الاعظم الملك الناصر عز نصره وهى الاوله

- ‌ذكر قتلة الشجاعى وسببها

- ‌ذكر [حوادث] سنة اربع وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر تغلب الملك العادل زين الدين كتبغا المنصورى على الملك

- ‌ذكر دخول الاوراتيه مصر

- ‌ذكر [حوادث] سنة خمس وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌[دكر العلاء العظيم فى هده السنه-لا اعاده الله]

- ‌ذكر خلع الملك العادل كتبغا وولايه الملك المنصور لاجين

- ‌ذكر [حوادث] سنة ست وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة سبع وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر [حوادث] سنة ثمان وتسعين وستمايه

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌(326) دكر سبب تقفيز الامراء الى غازان

- ‌(329) ذكر قتلة السلطان لاجين رحمه الله والسبب فى دلك

- ‌ذكر الساده الاجلاء الايمه الفضلاء الدين ادركهم العبد بالمولد

- ‌الشيخ صدر الدين المعروف بابن المرحّل رحمه الله

- ‌(341) الشيخ شمس الدين بن تازمرت المغربى

- ‌الشيخ اثير الدين ابو حيان المغربى

- ‌(342) القاضى ناصر الدين شافع بن عبد الظاهر-رحمه الله

- ‌(343) القاضى شهاب الدين محمود كاتب الانشا-رحمه الله

- ‌(344) القاضى فتح الدين بن سيّد الناس-رحمه الله

- ‌(346) الحكيم شمس الدين بن دانيال رحمه الله

- ‌(347) الحكيم شهاب الدين الصفدى

- ‌القاضى شهاب الدين بن النويرى رحمه الله

- ‌(348) شرف الدين بن أسد

الفصل: ‌(284) دكر فتح قلعه الروم

(284) دكر فتح قلعه الروم

لما كان حادى عشرين شهر ربيع الاول من هده السنه عمل بالمدرسه المنصوريه بالقاهره المحروسه مهما عظيما (3)، وقريت الختمه الشريفه. ونزل السلطان الملك الاشرف صبحة تلك الليله، وزار ضريح والده السلطان الشهيد، وتصدق بمال جليل.

فلما كان يوم السبت ثامن ربيع الآخر توجه الركاب الشريف السلطانى الى نحو الشأم بجميع العساكر، وصحبته الصاحب شمس الدين بن السلعوس، ودخل دمشق يوم السبت سادس شهر جمادى الاولى. وفى ثامن الشهر المدكور فتح الخزاين، ونفق فى الجيوش المنصوره المصريه والشاميه، ووصل صاحب حماه، ثم اعرض الجيوش، وسيرهم أمامه.

وخرج السلطان من دمشق يوم الاثنين سادس عشر جمادى الاولى، ودخل حلب فى الثامن والعشرين منه، ثم توجه منها رابع شهر جمادى الاخره، ونزل على قلعه الروم يوم الثلثا ثامن الشهر المدكور، ووقع الحصار، وكان بها يوميد خليفه الارمن. فلم يزل الحصار والقتال الشديد الدى لا عليه مزيد الى يوم السبت حادى عشر شهر رجب، ففتحها الله تعالى على يديه بمنه وكرمه عليه. وكتبت البشاير الى ساير الممالك الاسلاميه.

فمن دلك ما كتب به الى الامير شمس الدين سنقر الاعسر، وهو يوميد النايب بدمشق، (18)[وكتاب الى قاضى القضاه بدمشق، وهو يوميد القاضى شهاب الدين الخويّى،](19) نسخته:

(3) مهما عظيما: مهم عظيم

(18 - 19) ما بين الحاصرتين مذكور بالهامش

ص: 323

«بسم الله الرحمن الرحيم. أخوه خليل بن قلاوون. هذه المكاتبة إلى المجلس السامى القاضى الأجلّ الكبير، الإمام العالم العامل، الفاضل الأثير، الأكمل الأوحد، الرئيس الزاهد العابد، شهاب الدين جمال الإسلام، فخر الأنام، شرف العلماء، جلال الرؤساء، عز الأكابر، شمس الشريعة، صفوة الملوك والسلاطين، خصه الله بأنواع التهانى، وأتحفه بالمسرّات التى تعود بالسبع (285) المثانى، وأورد على سمعه بشاير نصرنا وظفرنا ما يستوعب فى وصفه الألفاظ والمعانى. نبشّره بما فتح الله به على الإسلام، ما سطّرته فى صدور الطروس الأقلام، مما لم تسطّر إلى الأقاليم بأعظم من بشايره، ولا سرت برد المسرّات بأحسن من إشاراته وأشايره، ولا تفوّهت ألسنة خطباء هذا العصر من النصر على المنابر بأفصح من معانيه فى سالف الدهر وغابره، وذلك البشرى بفتح قلعة الروم، والهناء لكلّ من رام للإسلام نصرا ببلوغ ما رام وما يروم.

ومن أحسن قصص هذا الفتح المبين، والمنح الذى تباشر به ساير المؤمنين، وتساوى فى الإعلان والإعلام به كلّ من قرّ عينا من الأبعدين والأقربين، ويخصّ (14) فى ذلك بشرا تسرّ به الحكام، ثم تعمّ البشرا عامة الناس، ويفرض لكلّ ذى مرتبة عليّة منه نصيب يجمع من الابتهاج الأنواع والأجناس. وذلك أنّا ركبنا بنية غزوها من مصر لقصد عداها، وقد كان [من](16) قبلنا من الملوك يستبعد مداها، ويناديها فلا يجيب إلاّ بالصدّ والإعراض صداها، ويسايل النسيم عن جبالها فيحيل (17)

(14) ويخص. . . عامة الناس: فى الجزرى، حوادث الزمان (مخطوطة باريس 6739، نشر، (Sauvaget،Chronique de Damas،S 901 - 011 وفى النويرى ج 29 ص 65 (انظر ملحق 11 لسلوك المقريزى ج 1 ص 1005 - 1007)، وفى ز ت «ويخص بمسرى مسرّاته الحكام ليعموا بنشرها عامة الناس» --البشرا: البشرى

(16)

أضيف ما بين الحاصرتين من الجزرى ص 110، والنويرى ص 65، وز ت

(17)

فيحيل: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «فتحيل»

ص: 324

فى الجواب على النسور المحوّمة (1)، ويستشيروا أولى الرأى فى حصرها فلا يسمع إلاّ الأقوال المتلوّنة والآراء المتلوّمة.

وما زلنا نصل السرى بالسير، ونرسل الأعنّة إلى نحوها فتمدّ (3) الجياد أعناقها إليها مدا ينقطع بين قوّتها وقوّته السير، واستقبلنا من جبالها كلّ صعب المرتقى، وعز المتقى (4)، شاهق لا يلقى به مسلك ولا يلتقى. فما زالت العزايم الشريفة تسهّل حزونه، والشكايم تفجر بوقع السنابك [من حجارته](6) عيونه، والجياد ترتقى مع امتطاء متونها بدروع الحديد شؤونه (7). فلما أشرف عليها منّا أشرف سلطان جعل جبلها دكّا، وحاصرناهم حصار (8)(286) ألحقها بعكّا وأخواتها، وإن كانت أحصن من عكّا، ونصبنا عليها عدة مجانيق تنقضّ حجارتها انقضاض النسور، وتقتنص الأرواح من الأجسام، وإن ضرب بينها وبينهم بسور، ونفترس (10) أبراجها بصقور صخور، افتراس الأسد الهصور.

هذا والنقوب تسرى فى بدناتها سريان الجبال (12) وإن كانت جفونها المسهّدة، وعمدها الممدّة (13)، وحفظتها المجنّدة، ورواسيها على جبل الفرات موطّدة. وقد خندقوا عليها خندقا جرت فيه الفرات من جانب، ونهر مرزبان من جانب، ووضعها واضعها

(1) المحوّمة: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «المهوّمة» --ويستشيروا: ويستشير

(3)

فتمدّ: كذا فى الأصل وز ت والنويرى وابن الفرات ص 138، بينما فى الجزرى «فتميل»

(4)

وعز المتقى: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «وعر المنتقى»

(6)

ما بين الحاصرتين مكتوب بالهامش--والجياد: فى الجزرى: ص 110، والنويرى ص 65، وابن الفرات ص 138، وز ت «والجياد المطهرة» .

(7)

شؤونه: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «متونه»

(8)

حصار: حصارا

(10)

ونفترس: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «وتفترس»

(12)

الجبال: كذا فى الأصل، بينما فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «الخيال»

(13)

الممدة: الممددة، انظر الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت

ص: 325

على ذروة جبل تزاحم الجوزاء بالمناكب، وسفح صرحها الممرّد فكأنّه عرش لها على الماء، وإذا رمتها (2) طرف رأيها اشتبهت عليه بأنجم السماء.

وما زالت المضايقة تقصّ من جبلها أطرافه، وتستدرّ بحلبها أحلافه، وتقطع بمسايل جلاد مقاولها (4) وجداله خلافه، ونورد عليها من سهامها كلّ إيراد لا يجاوب إلاّ بالتسليم، ونقضى عليها بكلّ حكم لا يقابل ثبوته إلاّ بالتحكيم.

ولمّا أذن الله بالفتح الذى أغلق على الأرمن والتتار أبواب الصواب، والمنح الذى أضفا (7) على أهل الإيمان من المجاهدين أثواب الثواب، فتحت هذه القلعه بقوّة الله ونصره فى يوم السبت حادى عشر رجب الفرد، فسبحان من سهّل صعبها، ويسّر كسبها، وأمكن منها ومن أهلها، وجمع شمل الممالك الإسلامية بشملها.

فالمجلس السامى يأخذ حظّه من هذه البشرى التى بشّرت بها ملايكة السماء ملك البسيطة وسلطان الأرض، وثكاثر (11) على شكرها كل من أرضى الله طاعته، وأغضب من لم يرض من ذوى الإلحاد، وممن حادّ الله حادّ، وممن ينتظر من هذا الإيعاد إنجاز الميعاد (13)، فلا ينجيه الأقصا (13_) هربا ولا الإبعاد. فإنّه بفتح هذه القلعة وتوقّلها، (287) وحيازة نقرها (14) ومعقلها، تحقق من بسيحون وجيحون أنّهم-بعد فتح باب الفراه (15) بكسر أقفالها إقفال هذه القلعة-لا يرجون أنهم ينجون. وما يكون بعد

(2) رمتها: كذا فى الأصل؛ فى الجزرى ص 111، والنويرى ص 65، وابن الفرات ص 138، وز ت «رمقها» --رأيها: رائيها

(4)

مقاولها وجداله: كذا فى الأصل؛ فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «معاولها وجدالها»

(7)

أضفا: أضفى

(11)

وثكاثر: وتكاثر--كل: فى الأصل «دل على» والصيغة الصحيحة المثبتة من الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت

(13)

الإيعاد إنجاز الميعاد: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «الإيعاز إنجاز الإيعاد»

(13_) الأقصا: الأقصى، بينما فى الجزرى «الأفظا» [كذا]، وفى النويرى وز ت «الإفضاء»

(14)

نقرها: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «ثغرها»

(15)

الفراه: الفرات--بكسر: فى الأصل «تكسر» ، انظر النويرى وابن الفرات وز ت

ص: 326

هذا الفتح انشاء الله إلا فتح المشرق والروم والعراق، وملك البلاد من مغرب الشمس إلى مطلع الإشراق. والله تعالى يمدّنا من دعواته الصالحة بما يغدوا (2) به عقود الأيمان (3) حسنة الإنساق، إنشاء الله تعالى. كتب فى يوم الفتح المبارك، حسب المرسوم الشريف».

وكدلك كتب الامير علم الدين الشجاعى الى القاضى المدكور كتاب (5) نسخته:

«بسم الله الرحمن الرحيم. ضاعف الله منار (6) الجناب العالى المولوى القضايى الإمامى، العالمى العاملى، العادلى الزاهدى، العابدى الورعى، الشهابى ضياء الإسلام، شمس الشريعة، قاضى القضاة، مفتى الأمّة، حجّة الأيمّة، سيّد الحكّام، قدوة العلماء، ولىّ أمير المؤمنين. ولا زالت وفود البشاير إليه تترا، وعقود التهانى تفض لديه نظما ونثرا، وفواتح الفتح تتلى عليه بكلّ آية نصرا، يسجد لها القلم فى الطرس شكرا، وتشتمل على أسرار الظفر فتأتى الأسماع من غرابتها بما لم تحط به خبرا، وتتحفه بظهور أثر المساهمة بالهمّة فتهدى إليه سرورا وأجرا.

المملوك يستفتح من حمد الله على ما منح من الايه، وفتح على أوليايه، ورهب أعدايه (14)، ويسرّ من الظفر الذى أيّد فيه بنصره وبملايكة سمايه، ما يستديم الإنجاد بحوله، ويستزيد به الإمداد من فضله وطوله، ويوالى من الصلاة على سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما يستدّ (16) به أخلاف الفتوح، ويسترهب بيمنه الصوارم

(2) يغدوا: يغدو

(3)

الأيمان: فى الجزرى ص 112، والنويرى ص 66، وابن الفرات ص 138، وز ت «الآمال»

(5)

كتاب: كتابا

(6)

منار: فى الجزرى، نشر Sauvage ; ص 112، والنويرى ج 29 ص 66 (انظر ملحق 11 لسلوك المقريزى ج 1 ص 1007 - 1010)، وابن الفرات ج 8 ص 139، وز ت «مسارّ»

(14)

ورهب أعدايه: فى الجزرى «ورهب من الاعدا على اعدايه» ، بينما فى ز ت والنويرى وابن الفرات «ووهب من الاعداء على اعدايه»

(16)

يستدّ: كذا فى الأصل والجزرى ص 113، بينما فى ز ت والنويرى وابن الفرات «يستدرّ» --ويسترهب: كذا فى الأصل وفى حواشى؛ Zettersteen S .14 بينما فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «ويسترهف» -- بيمنه: فى الأصل «نيمنه»

ص: 327

التى هى [على](1) من كفر بالله ورسوله دعوة نوح، ويهدى من البشاير ما يتشرف به أعطاف المنابر سرورا، (288) وينقطر (2) بذكره أفواه المحابر حبورا، وترشف الأسماع موارد وارده فتستحيل فى قلوب الأعداء نارا، وفى قلوب (3) الأولياء نورا، ويبادر مساهمة الحاضر فى استماعه كل ناد فينقلب إلى أهله مسرورا.

وينهى أنّه أصدرها والنصر قد خفقت بنوده، وصدقت وعوده، وسار بمخلقات البشاير فى كلّ قطر بريده. والأعلام الشريفة السلطانية قد امتطت من قلعة الروم صهوة لم تذلّ لراكب، وحلّت من قبّتها وقلبها (7) بين الذروة والغارب، وأراقت من أسنّتها (8) من دماهم (8_) ما ترك الفرات لا تحلّ لشارب. ومدّ الإيمان بها أطنابه، وأعجلت السيوف المنصورة للشرك أن يضمّ للرحلة ثيابه (9). واستقرّت بها قدم الإسلام ثابتة [إلى] الأبد، بأرجايها بسيوف أهل الحمية (10)، حتّى رقّ أهل السبت لأهل الأحد، فأذهب الله عنها رسوم التثليث حتّى كاد حكم الثلاثة أن يسقط من العدد، وتبرّأ منهم من كان يمدّهم بإمداده حتّى الفراة (12) بمجاورتهم أودّت النقص خوفا أن يطلق على زيادتها اسم المدد. ونطق بها الأذان، فخرس الجرص (13)، وعلت بها كلمة الإيمان، فأصبحت لها بعد الابتدال آية الحرس، وأسمعت دعوة الحقّ ما حولها من الجبال فسمعت وهى صمّ، ولبّت الداعى بلسان الصدى الناطق عن شوامخها الشمّ.

(1) أضيف ما بين الحاصرتين من الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت

(2)

وينقطر: وينقطر؛ فى الجزرى والنويرى وابن الفرات «يتعطر» --وترشف: فى الجزرى «وترتشف»

(3)

قلوب: فى المتن «القلوب» ، والكلمة مصححة بخط ابن الدوادارى بالهامش

(7)

وقلبها: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «وقلتها»

(8)

من أسنتها: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «أسنتها»

(8_) دماهم: دمائهم

(9)

ثيابه: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «أثوابه» --أضيف ما بين الحاصرتين من الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت

(10)

بأرجايها بسيوف أهل الحمية: فى الجزرى ص 113 «وسطت بارجايها سيوف اهل الجمعة» ، وفى النويرى وز ت «وقتلت بأرجائها سيوف اهل الجمعة»

(12)

الفراة: الفرات--بمجاورتهم: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «لمجاورتهم» -- أودّت: كذا فى الأصل؛ بينما فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز وت «ودّت»

(13)

الجرص: الجرس

ص: 328

وكانت هذه القلعة المذكورة للثغور الإسلامية بمنزلة الشجا فى الحلق، والتشويه فى الخلق، والغلّة فى الصدر، والخسوف الطارئ على طلعة البدر، لا تخلوا (2) من غلّ تضمره، فى لين تظهره، وغدر تستره، فى عذر تورده وتصدره، وقد سكن أهلها إلى مخادعة الجار، وموادعة التتار، وممالأتهم على الإسلام بالنفس والمال، ومساواتهم (289) لهم حتى فى الزىّ والحال، يمدّونهم بالهدايا والألطاف، ويدلّونهم على عورات الأطراف. وهم يتقون (6) بمسالمة الأيام، ويدّعون أنّ قلعتهم لم تزل من الحوادث فى ذمام، ويغترّون بها ولولا السطوات الشريفة لحق مثلها (7) أن يغترّ، ويسكنون إلى حصانتها كلّما أومض فى ذلك (8) السحب برق ثغرها المفترّ.

وهو حصن صاعد متحدّر، بارز متستّر (9)، لا يطأ إليه السالك إلاّ على المحاجر، ولا تنظره العيون حتى تبلغ القلوب الحناجر، كأنّه فى ضماير الحال حيث يقبل (10) وهو كامن، ويحرق (11) وهو باطن، قد أرخت عليه الجبال الشواهق ذوايبها، ومدّت عليه الغمايم أطنابها ومضاربها، وقد تنافست فيه الرواسى الرواسخ، والشم الشوامخ (12)، وتقاسمته العناصر فهو فى الرفعة (13_) والثبات مجاوزا للفرات، (13)[مشترك بين النار والهواء والماء والأرض. وقد امتدّت الفرات](14) من شرقها كالسيف فى كفّ طالب ثأر، واكتنفها

(2) تخلوا: تخلو

(6)

يتقون: كذا فى الأصل وفى النويرى ص 66؛ فى الجزرى ص 114، وابن الفرات ج 8 ص 140 «يثقون»

(7)

مثلها: فى الجزرى «لمثلها» ، فى النويرى وابن الفرات وز ت «بمثلها»

(8)

ذلك: فى الجزرى والنويرى وز ت «خلل» ، بينما فى ابن الفرات «حلك»

(9)

متستر: فى ابن الفرات «مستنير» ، وفى النويرى وز ت «مستدير»

(10)

فى ضماير الحال حيث يقبل: فى الجزرى وفى ابن الفرات «فى ضماير الجبال حب يقتل» ، وفى ز ت والنويرى «فى ضمائر الخيال خبء يقتل»

(11)

ويحرق: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «ويحرف الظاهر»

(12)

والشم الشوامخ: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات «فأخفاه بعضها عن بعض»

(13_) فى الرفعة: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «للنكاية والرفعة» --مجاوزا للفرات: فى الجزرى ص 115، والنويرى ص 66، وابن الفرات ص 140، وز ت «ومجاورة الفرات»

(13 - 14) أضيف ما بين الحاصرتين من النويرى وابن الفرات وز ت؛ انظر أيضا حواشى Zettersteen S .14

ص: 329

من جهة الغرب نهرا (1) آخر مستدار نحوها كالستور، وانعطف معها كالسور. وفى قلّة قلّتها جبل يردّ الطرف وهو كليل، ويضلّ النظر فى تخيّل هضابه فلا يهتدى إلى تصوّرها بغير دليل، وكذلك من شرقها وغربها فلا تنظرها الشمس ولا القمر وقت الشروق، ولا يشاهدها وقت الأصيل، وحولها من الأودية خنادق لا يعرف فيها الهلال إلاّ بوصفه، ولا الشهر إلاّ بنصفه. وأمّا الطريق إليها فيزلّ الذرّ عن متنها ويكلّ طرف الطرف عن سلوك سهلها فضلا عن حزنها.

وبها من الأرمن عصب جمعهم التكفور، من كلّ فاجر كفور، ومن التتار فوق (8) زيادتهم قد بذلوا دونها النفوس، وتدرّعوا للذبّ عنها لبوس. وأقدموا على شرب كأس الحمام خوفا أن يكفرّهم التكفور أو يحرمهم (290) خليفتهم الحاكم بها كيتاغيوس (10). وإذ زيّن لهم الشيطان أعمالهم، وفسّح فى ميدان الضلالة آمالهم، {فَلَمّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ} (11)، وترك كلّ منهم يعضّ من الندم على يديه.

وحين أمر السلطان-خلّد الله ملكه-الجيوش المنصورة بالنزول عليها، والهجوم من خلفها ومن بين يديها، ذللّت مواطئ جيادها صهوات تلك الجبال، وأحاطت بها

(1) نهرا: نهر--مستدار: فى الجزرى ص 115، والنويرى ص 66، وابن الفرات ص 140، وز ت «استدار» --كالستور: كذا فى الأصل وز ت، بينما فى الجزرى والنويرى وابن الفرات «كالسور» --كالسور: كذا فى الأصل وز ت، بينما فى الجزرى والنويرى وابن الفرات «كالسوار» --قلة: فى الجزرى «قبلة» ، وفى النويرى وز ت «قنة» ، وفى ابن الفرات «قبة»

(8)

فوق: كذا فى الأصل وز ت؛ بينما فى الجزرى ص 115، والنويرى ج 29 ص 87، وابن الفرات ص 140 «فرق»

(10)

كيتاغيوس: فى الأصل وم ف «كيناعوس» ، والصيغة المصبتة من حواشى، Zettersteen S .14 بينما ورد الاسم فى الجزرى «كتباعنكوس» ، وفى النويرى «كعاعيكوس» ، وفى ابن--الفرات «كساعكوس» ، وفى ز ت «كيتاغيكوس» ؛ انظر حاشية 1 لبلوشية فى P .O .XIV ص 554 فى هذا الاسم

(11)

القرآن 8:48 - -كلّ: كلا

ص: 330

من كلّ جانب إحاطة الهالة بالهلال، وسلكوا إليها تلك المحارم (1)، وقد تقدّمهم الرعب هاديا، وأقدموا على قطع تلك المسالك والمهالك (2) بالأموال والأنفس ثقة منهم بأنهم {لا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ اادِياً} (3). فلم يكن بأسرع من أن طار إليهم الحمام فى أجنحة السهام، وخضبت الأحجار تلك الغادة (4) العذراء بالدماء للضرورة وللضرورات أحكام. وأزالت النقّابة عنها نقاب احتشامها، ودبّت فى مفاصلها دبيب السقم فى عظامها، مع أنّها مستقرّة على الصخر الذى لا مجال فيه للحديد، ولكن أعزّ الله بالنصر سلطاننا فجاءت أسباب الفتح كما (7) يريد. وأقيمت المجانيق المنصورة أمامها، فأيقنوا (8) بالعذاب الأليم، وشاموا بروق الموت من عواصف أحجارها التى ما تذر من شئ أتت عليه إلاّ جعلته كالرميم، وساهموها صلاة الحرب فلسهامها الركوع، ولبروجها (10) السجود، وللقلعة التسليم.

ولم نزل نشنّ عليهم غارة بعد غارة، ونسقهم (11) على الضمار عيون أحجارها وإنّ من الحجارة، وهى مع ذلك تظهر الجلد والجدّ، وتغضب غضب الأسير على القدّ، وتخفى ما تكابد من الألم، وتشكوا (13) بلسان الحال شكوى الجريح إلى الغربان والرخم، إلى أن جاءت (14) من الإنجاز ما كانوا يأملون، وسطت مجانيقنا على (291) مجانيقهم

(1) المحارم: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «المخارم»

(2)

والمهالك: فى الجزرى ص 116، والنويرى ص 87، وابن الفرات ص 140، وز ت «والممالك»

(3)

القرآن 9:121

(4)

الغادة: فى الأصل «الجاده» ، والصيغة المثبتة من الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت

(7)

كما: فى الجزرى ص 116، والنويرى ص 87، وابن الفرات ص 141، وز ت «على ما»

(8)

فأيقنوا: فى المتن «وساهموها» ، وصحح ابن الدوادارى الكلمة بالهامش

(10)

ولبروجها: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «ولبروجهم»

(11)

ونسقهم: ونسقيهم--الضماء: الظمأ--عيون: فى الجزرى وابن الفرات وز ت «صوب»

(13)

وتشكوا: وتشكو--الغربان: كذا فى الأصل وفى الجزرى، بينما فى النويرى وابن الفرات وز ت «العقبان»

(14)

جاءت: فى الأصل والجزرى «جآت» ، بينما فى النويرى وز ت «خاب» --الإنجاز: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات «الإنجاد»

ص: 331

{فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ} (1). وكلّما سقطت أسوارها، وتهتّكت بيد النقوب أستارها، وتوهّم الناظر أنها هانت، ورآها المباشر فى تلك الحالة أشدّ ممّا (2) كانت، وثبتت على الرمى والارتماء، وعزّت على من اتّخذ نفقا فى الأرض أو سلّما (3) فى السّماء، واستغنت عن مكان السور (4)، وانقضّت أحجارها على أسود الحرب انقضاض النسور.

وكان الفتح المبارك فى صباح يوم السبت حادى عشر رجب الفرد سنة إحدى وتسعين وستماية بالسيف عنوة. فشفت الصوارم من أرجاس الكفر الغلل بقمع العدى وكبتها، وسطا خميس الأمة يوم السبت على أهل الأحد، فبارك الله لخميس الأمّة فى سبتها. فليأخذ حظّه من هذه البشرا (8) التى [أصبح] الدين بها عالى المنار، بادى الأنوار، ضاربا مضارب دعوته على الأقطار، ذاكرا بهذا (9) الفتوح أيّام الصدر الأول من المهاجرين والأنصار، وليشعها على رؤس (10) الأشهاد، ويجعلها فى صحف الفتوح السالفة بمنزلة المعنّا (11) فى القرينة والمثل فى الاستشهاد، ويملك الجيش بهمّته التى ترهف الهمم، وأدعيته التى تساعد المساعد، وتؤيّد السيد (12)، وتقدّم القدم، ويشارك بذلك فى الجهاد حتّى يكون فى نكاية الأعداء على البعد كسهم أصاب وراميه بذى سلم. ويستقبل البشاير بعدها ما تكون له هذه بمنزلة عنوان الكتاب (14)، والآحاد فى الحساب، وركعة النافلة بالنسبة إلى الخمس، والفجر الأوّل قبل طلوع الشمس. والله تعالى

(1) القرآن 7:118

(2)

مما: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «ما»

(3)

سلما: فى الأصل «سلم» ، انظر القرآن 6:35

(4)

عن مكان السور: فى الجزرى ص 117 «فكان السور عن السور» ، بينما فى النويرى ص 87، وابن الفرات ص 141، وز ت «بمكان السور»

(8)

البشرا: البشرى--أضيف ما بين الحاصرتين من الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت

(9)

بهذا: بهذه، فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «بموالاة»

(10)

رؤس: رؤوس

(11)

المعنا: المعنى--ويملك: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «ويمدّ»

(12)

السيد: كذا فى الأصل والجزرى؛ فى النويرى وابن الفرات وز ت «اليد»

(14)

عنوان الكتاب: فى الجزرى والنويرى وابن الفرات وز ت «العنوان فى الكتاب»

ص: 332

يجعل شهاب فضله لامعا، ونور علمه فى الآفاق ساطعا، ويتحفه من مفرّقات التهانى بكلّ ما يغدو والشمل (2) بالمسرّات جامعا-انشاء الله تعالى».

(292)

قال والدى-رحمه الله وسقى عهده (3): كان مده الحصار والمقام على قلعه الروم ثلثه وثلثين يوم (4). وعده ما نصب عليها من المناجنيق تسعه عشر، وهم افرنجيه خمس (5)، قرابغا وشيطانيه اربعه عشر، خارجا عن منجنيق صاحب حماه نصبه على راس الجبل المطل على القلعه بعد مشقه كبيره حتى نصب هناك وعاد يرمى فى وصط (6) القلعه.

وكان من جهه الفراه (7) -من بحرى-الامير عز الدين الافرم، ومن تلك الجهه منجنيقين (8)؛ ومن جهه الشرق واحد افرنجى، وهى منزله السلطان؛ وعلى جانب الفراه الامير بدر الدين بيسرى بمنجنيق واحد افرنجى؛ ومن جهه الغرب خمسه قرابغا وشيطانيه؛ وفى الوادى البقيه تكمله العده المدكوره.

واستشهد عليها الامير شرف الدين بن الخطير، وشهاب الدين احمد بن الركن امير جاندار، ومن البرد داريه (12) السلطانيه عز المصرى، وخليل بن شمعه، وراس نوبه- رحمهم الله تعالى-مع جماعه يسيره من اجناد الحلقه واجناد الامرا.

ولما عاد السلطان الى دمشق المحروسه بسطوا (14) له الدماشقه [الشقق الحرير]، ولم يكن لهم عاده بدلك الا عند قدومه من مصر، وانما استسنها ابن السلعوس. وكان دخوله دمشق ثانى ساعه من يوم الثلثا العشرين من شعبان المكرم، وبين يديه الاسرا من الارمن، وخليفتهم كيتاغيوس (17) صاحب قلعه الروم، ونزل السلطان بالقلعه.

(2) والشمل: فى الجزرى «الشمل»

(3)

قال والدى رحمه الله وسقى عهده: فى م ف وز ت «وحكى الأمير سيف الدين ابن المحفدار» ، انظر أيضا، Sauvaget،Chronique،S .51 - 61(Nr .78) وحاشية 2 لبلوشه فى P .O .XlV ص 553

(4)

يوم: يوما--وهم: وهى

(5)

خمس: خمسة

(6)

وصط: وسط

(7)

الفراه: الفرات

(8)

منجنيقين: منجنيقان--الفراه: الفرات

(12)

البردداريه: فى الأصل وكذلك فى م ف «البردادريه» والصيغة المثبتة من ز ت؛ انظر القلقشندى ج 5 ص 468 و Sauvaget S .16

(14)

بسطوا: بسط--أضيف ما بين الحاصرتين من م ف

(17)

كيتاغيوس: فى الأصل «كياعسوس» ، انظر ما سبق ص 330 حاشية 10

ص: 333

فلما كان العشرين (1) من رمضان رسم للضعفا من العسكر المنصور بالتوجه الى الديار المصريه. وكان حصل للامير بدر الدين بيدرا ضعف، ثم عوفى، وعمل ختمه شريفه بالجامع الاموى، واوقد الجامع شبه ليله النصف من شعبان.

ومن نظم المولى شهاب الدين محمود كاتب الانشا الشريف يمدح السلطان <من الطويل>:

لك الراية الصفراء يقدمها النصر

فمن كيقباذ إن رآها وكيخسروا (6)

(293)

إذا خفقت فى الأفق هدّت بنودها

هوى الشرك واستعلى الهدى وانجلا (7) الثغر

وإن نشرت مثل الأصايل فى وغا (8)

جلا النقع من لألاء مطلعها البدر

وإن يممّت زرق العدا (9)

سار نحوها

كتايب خضر دوحها البيض والسمر

كأنّ مثار النقع ليل وخفقها

بروق وأنت البدر والفلك الجتر

لها كلّ يوم أين

سار لوايها (11) هديّة تأييد يقدمها الدهر

وفتح اتا (12)

فى إثر فتح كأنّما

سماء بدت تترى كواكبها الزهر

فكم وطيت (13)

طوعا وكرها معاقلا

مدى الدهر عنها وهى عابسد بكر

بذلت لها عزما ولولا مهابة

كستها الحيا جاءتك تسعى ولا مهر

فإن رمت حصنا سابقت [ك](15)

كتايب

من الرعب أو جيشا يقدّمك النصر

ففى كلّ قطر للعدى وحصونهم

من الخوف أسياف تجرّد أو خضر (16)

(1) العشرين: العشرون

(6)

وكيخسروا: وكيخسرو

(7)

وانجلا: وانجلى

(8)

وغا: وغى--مطلعها: فى الأصل «مطالعها» ، انظر ابن شاكر الكتبى، فوات الوفيات، ج 1 ص 308، وز ت

(9)

العدا: العدى--نحوها: فى ابن شاكر وز ت «تحتها»

(11)

لوايها: لواؤها

(12)

اتا: أتى

(13)

وطيت: وطئت--مدى: كذا فى الأصل وحواشى، Zettersteen، S .34 بينما فى ز ت وابن شاكر «مضى» --عابسة: فى ز ت وابن شاكر «عانسة»

(15)

أضيف ما بين الحاصرتين من ز ت وابن شاكر-- جيشا يقدّمك: فى ز ت وابن شاكر «جيش تقدّمه»

(16)

خضر: كذا فى الأصل وابن شاكر؛ وفى ز ت «حصر»

ص: 334

ولا حصن إلاّ وهو سجن لأهله

ولا جسد إلاّ لأرواحهم قبر

يظنّون أنّ الصبح فى طرّة الدجا (2)

عجاج تراات فيه أسيافك الحمر

قصدت حما (3)

من قلعة الروم لم يبح

لغيرك أو غرّتهم المغل فاغترّوا

فوالوهم سرّا ليخفوا أذاهم

وفى آخر الأمر استوى السرّ والجهر

وما المغل أكفاء فكيف سواهم

ولكنّه غزو وكلّهم كفر

وأيضا لإرغام التتار الذى بهم

تمسّكهم إذ قهرهم لهم قهر

صرفت إليهم همّة لو صرفتها

إلى البحر لاستولى على مدّه جزر (7)

ففرّوا ومن كان [وا](8)

يرجّون نصرهم

وآلو لقد عزوهم ولقد برّوا

ومن كان يرجوا (9)

النصر من عند كافر

لقد خاب ذلك الرجاء وما النصر

وولّوا وقد ضاق الفضاء عليهم

إلى أن غدا فى الضيق كالخاتم البرّ

وما قلعة الروم التى حزت فتحها

وإن عظمت إلاّ إلى غيرها جسر

(294)

طليعة ما يأتى من الفتح بعدها

كما لاح قبل الشمس فى الأفق الفجر (12)

محجّبة بين الجبال كأنّها

إذا ما تبدّت فى ضمايرها سرّ

تفاوت مرقاها (14)

فللحوت فيهما

مجال وللنسر [ين] بينهما وكر

فبعض رسا حتّى علا الماء فوقه

وبعض سما حتّى هما دونه القطر

يخطّ (16)

بها نهران تبرز فيهما

كما لاح يوما فى قلايده النحر

(2) الدجا: الدجى--تراات: تراءت

(3)

حما: فى الأصل «حماء» --أو: فى ز ت «إذ»

(7)

جزر: فى ز ت «الجزر»

(8)

أضيف ما بين الحاصرتين من ز ت-- وآلو: وآلوا--عزوهم: فى ز ت «غرّوهم»

(9)

يرجوا: يرجو--ذلك: فى ز ت «فى ذاك»

(12)

الفجر: فى المتن «البدر» ، وصحح ابن الدوادارى الكلمة بالهامش

(14)

مرقاها: فى ز ت وابن شاكر ص 309 «وصفاها» --أضيف ما بين الحاصرتين من ز ت وابن شاكر

(16)

يخطّ: فى ز ت وابن شاكر «يحيط»

ص: 335

ويعصمها العذب الفرات وإنّه

لتحصينها كالبحر بل دونه البحر

سريع يفوت الطرف جريا وحدّه

كريح سليمان التى يومها شهر

لها قلّة لم ترض سقيا فراتها

وفى روضها ماء المجرّة ينجرّ

تحاض بنون (4)

السحب فيها كأنّها

إذا ما استدارت حول أبراجها نهر

على هضب صمّ يكلّم صخرها ال

حديد وفيها عن إجابته وقر

لها طرق كالوهم أعيا سلوكها

على الفكر حتّى ما يخيّلها الفكر

إذا خطرت فيها الرياح تعثّرت

أو الذرّ يوما زلّ عن مثلها (7) الذرّ

يظلّ (8)

القطا فيها ويخشى عقابها ال

عقاب ويهفوا فى مراقبها النسر

فصبّحتها بالجيش كالروض بهجة

صوارمه أنهاره والقنا الزهر

وأخطأت لا بل كالنهار فشمسه

محيّاك والآصال راياتك الصفر

ليوث من الأتراك آجامها القنا

لها كلّ يوم فى ذرى ظفر ظفر

فلا الريح تسرى بينهم لاشتباكها

عليهم ولا ينهلّ من فوقهم قطر

عيون إذا الحرب العوان تعرّضت

لخطّابها بالنفس لم يغلها (13) مهر

ترى الموت معقود (14)

بهدب نبالهم

إذا ما رماها القوس والنظر الشزر

ففى كلّ سرج غصن بان مهفهف

وفى كلّ قوس مدّه ساعد (15) بدر

إذا ضربوا صمّ الجبال تزلزلت

وأصبح سهلا تحت خيلهم الوعر

(295)

ولو وردت ماء الفراة (17)

خيولهم

لقيل هنا [قد] كان فيما مضى نهر

أداروا بها نهر (18)

فأضحت كخنصر

لدى خاتم أو تحت منطقة خصر

(4) تحاض بنون: كذا فى الأصل؛ فى ابن شاكر «فخاض منون»

(7)

مثنها: متنها

(8)

يظل: يضل--ويهفوا: ويهفو

(13)

يغلها: فى ز ت «يعلها»

(14)

معقود: معقودا

(15)

مدّه ساعد: فى ز ت وابن شاكر ص 309 «مدّ ساعده»

(17)

الفراة: الفرات--أضيف ما بين الحاصرتين من ز ت وابن شاكر

(18)

نهر: نهرا، فى ز ت وابن شاكر ص 310 «سورا»

ص: 336

وأرخوا (1)

إليها من بحار أكفّهم

سحاب ردى لم يخل من قطره قطر

كأنّ المجانيق التى قمن حولها

رواعد سخط وبلها (2) النار والصخر

أقامت صلاة الحرب ليلا صخورها

فأكثرها شفع وأقتلها وتر

لها أسهم مثل الأفاعى (4)

طوالها

قواتل إلاّ أنّ أقتلها البتر

سهام حكت سهم اللحاظ لقتلها

وما فارقت جفنا وهذا هو السحر

تزور كناسا عندهم أو كنيسة

فلا دمية تبدى حذارا ولا حذر

ودارت بها تلك النقوب فأشرفت

وليس عليها فى الذى فعلت حجر

فأضحت بها كالصبّ يخفى غرامه

حذار أعاديه وفى قلبه جمر

وتبّت لها (9)

النيران حتّى تمزّقت

وباحت بما أخفته وانهتك الستر

فلاذوا بذيل العفو منك ولم يخب

رجاهم [و](10) لو لم يستبن قصدهم مكر

أمرت اقتدارا منك بالكفّ عنهم

ليلاّ (11) يرى فى غدرهم لهم عذر

فراموا به أمرين: تستير ما هوى

من الستر (12) أو عود التتار وقد فرّوا

لهم ويلهم إنّ القتار الذى رجوا

إعانتهم لم [يحو هاربهم](13) قفر

ألم يسمعوا إذ (14)

لم يرو حال مغلهم

بحمص وقد أفناهم القتل والأسر

إذا اندملت تلك الجراح فإنّهم

متى ذكروا [ما مرّ](15) ينغصها الذكر

(22 - 8)

(1) وأرخوا: فى ز ت وابن شاكر «وأجروا»

(2)

وبلها: كذا فى الأصل وابن شاكر؛ فى ز ت «ويلها»

(4)

مثل الأفاعى: فى الأصل «كالأفاعى» ؛ والصيغة الصحيحة المثبتة من ز ت--أنّ: فى الأصل «إن» --أقتلها: فى ز ت «أكثرها»

(9)

وتبت لها: فى ز ت «وشبت بها»

(10)

أضيف ما بين الحاصرتين من ز ت

(11)

ليلا: لئلا

(12)

ما هوى من الستر: فى ز ت «ما وهى من السور»

(13)

ما بين الحاصرتين بياض فى الأصل والإضافة من ز ت

(14)

إذ: فى ز ت «أو» --يرو: يروا

(15)

ما بين الحاصرتين بياض فى الأصل والإضافة من ز ت--ينغصها: فى ز ت «ينقضها»

ص: 337

وما كره المغل اشتغالك عنهم

بما عندنا فرّوا ولكنّهم سرّوا

وأحرزتها بالسيف قسرا (2)

وهكذى

فتوحك فيما قد مضى كلّه قسر

غدت بشعار الأشرف الملك الذى

له الأرض دار وهى من حسنها قصر

وأضحت بحمد الله ثغرا ممنّعا

تبيد الليالى والعدى وهو مفترّ

(296)

وكانت قذا (5)

فى باطن الدين فانجلى

وذخرا لأهل الشرك فانعكس الأمر

فيا أشرف الأملاك بشراك غزوة

تحصّل منها الفتح والذكر والأجر

ليهنيك عند المصطفى أنّ دينه

توالى به فى برّ دولتك النصر (7)

وبشراك أرضيت المسيح وأحمد (8)

وإن غضب التكفور فى ذاك والكفر

فرحت بما تختار والأرض كلّها

بحكمك والأمصار كلّ غدت (9) مصر

ودم وابق للدنيا ليحيى بك الهدى

ويزهى على ماضى العصور بك العصر

فلله فى تخليد ملكك نعمة

علينا وآلاء تضيق بها الشكر

وفيها فى شهر شعبان وصل الامير بدر الدين بيدرا نايب السلطنه المعظمه، وصحبته اكثر الجيوش المصريه؛ ومن الامرا الامير شمس الدين سنقر الاشقر وشمس الدين قرا سنقر المنصورى وبدر الدين بكتوت العلايى وبدر الدين بكتوت الاتابكى وغيرهم، وتوجهوا الى جبل الكسروان. وخرج اليهم من الامرا الشاميين سيف الدين طقصوا (16) وعز الدين ايبك الحموى وغيرهما، واجتمعوا على جبل الكسروان.

(2) قسرا: فى ز ت وابن شاكر ص 310 «قهرا» --وهكذى: وهكذا

(5)

قذا: قذى--باطن: فى ابن شاكر وز ت «ناظر»

(7)

به فى برّ دولتك النصر: فى الأصل «به فى برّ دوامك للنصر» ؛ والصيغة المثبتة من Zettersteen،S .54

(8)

وأحمد: وأحمدا--ذاك: فى الأصل «دلك»

(9)

كل غدت: فى الأصل «كلها» ، والصيغة المثبتة من، Zettersteen،S .54 وفى ز ت «أجمعها»

(16)

طقصوا: طقصو

ص: 338

وحصل من الامير بدر الدين بيدرا فتور عظيم فى امرهم، فنالوا من العسكر، وعادت كالكسره (2). فحصل لاهل الجبل طمع عظيم؛ فانه بعد ذلك احضر جماعه من اعيانهم ومشايخهم وخلع عليهم، واجابهم الى جميع ما قصدوه، حتى فى محابيس لهم بسجن دمشق كانوا فى غايه الفساد. وكان اصل دلك كله طمع نفس بيدرا وميله الى الدنيا.

ثم عاد بيدرا الى دمشق، وتلقاه السلطان الملك الاشرف. وعتب عليه فى دلك، فاحتج حجج (6) بارده، فعنفه السلطان تعنيف كثير، فحمل على نفسه، وادعى انه متمرض، ثم عوفى.

وفيها توفى الملك المظفر صاحب ماردين وجلس ولده.

وفيها قبض السلطان على الامير شمس الدين سنقر الاشقر (297) وعلى طقصوا (9).

وطلب الامير حسام الدين لاجين، فهرب. فامر السلطان بالمبادره اليه، وركب خلفه بنفسه مع جميع الخاسكيه، فلم يقعوا له على اثر، وعاد السلطان بعد صلاه العصر.

ونفد سنقر الاشقر وطقصوا (12) مقيدين على البريد الى مصر، ودلك فى رابع شوال من هده السنه. واما لاجين، فان العرب مسكوه من ناحيه صرخد، واحضره الشريفى والى الولاه، وقيل مسكه بارض عجلون. فلما احضره قيّد وسير الى مصر، ودلك فى سادس شوال.

وفيها تولى نيابه الشام الامير عز الدين الحموى عوضا عن الامير علم الدين الشجاعى.

وخرج السلطان متوجها للديار المصريه من دمشق يوم الاثنين تاسع شوال، ودخل القاهره المحروسه يوم الاربعا ثانى شهر دى القعده. وشق القاهره، وهى مزينه احسن زينه.

(2) كالكسره: فى ز ت «شبه المكسور» ، وفى ابن الفرات ج 8 ص 142 «شبه المنهزم»

(6)

حجج: حججا--تعنيف كثير: تعنيفا كثيرا

(9)

طقصوا: طقصو

(12)

وطقصوا: وطقصو

ص: 339