الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
الحمد لله وحده وبعد: فمن خلال هذا البحث المتواضع تبين لي أمور أهمها:
أولا: أن سجود الشكر من أعظم ما يشكر به العبد ربه جل وعلا؛ لما فيه من الخضوع لله بوضع أشرف الأعضاء، وهو الوجه على الأرض، ولما فيه من شكر الله بالقلب واللسان والجوارح.
ثانيا: أن سجود الشكر من السنن النبوية الثابتة التي هجرها كثير من الناس.
ثالثا: أن الخلاف في مشروعية سجود الشكر يعد خلافا ضعيفا، لمخالفته ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن كثير من أصحابه رضي الله عنهم في ذلك.
رابعا: أن سجود الشكر يشرع كلما حصلت للمسلمين نعمة عامة، أو اندفعت عنهم نقمة، أو حصلت للمسلم نعمة خاصة، سواء تسبب في حصولها أو لم يتسبب، وكلما اندفعت عنه نقمة، كما أنه يشرع عند رؤية مبتلى في دينه أو ماله أو بدنه.
خامسا: أن الصحيح أنه لا يشترط لسجود الشكر ما يشترط للصلاة من الطهارة وستر العورة واستقبال القبلة وغيرها.
سادسا: أن القول الراجح في صفة سجود الشكر أنه لا يجب فيه تكبير في أوله أو في آخره، أو تشهد أو سلام، وأنه لا يجب فيه ذكر معين، وإنما يشرع للساجد أن يقول في سجوده ما يناسب المقام من حمد الله وشكره ودعائه واستغفاره ونحو ذلك.
سابعا: أن سجود الشكر يشرع للراكب على الراحلة بالإيماء، ويومئ على قدر استطاعته.
ولذلك فإنني أوصي نفسي أولا، وأوصى كل مسلم بأن يحافظ على هذه العبادة العظيمة التي هجرها كثير من المسلمين، فيسجد شكرا لله كلما حدثت له نعمة أو لعموم المسلمين، بحصول مرغوب أو دفع مرهوب والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
صفحة فارغة
الإيمان باليوم الآخر
أدلته وأثره في حياة الإنسان
بقلم: د /
أحمد محمد أحمد جلي.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن الإيمان باليوم الآخر هو أحد أركان العقيدة الإسلامية ومن أهم أصولها بعد الإيمان بالله تعالى، وقد وردت الإشارة إليه في كثير من الآيات القرآنية كما في قوله تعالى:{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} (1) وفي العديد من الأحاديث كما في حديث جبريل الذي ورد فيه الإيمان باليوم الآخر من بين أركان الإيمان: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. . . (2)» .
وهو عبارة عن الاعتقاد الجازم بانتهاء هذه الحياة الدنيا وما فيها، وبداية حياة جديدة هي الدار الآخرة، وما يتم فيها من بعث ونشر وحشر وحساب وجزاء وفقا للتفاصيل التي بينها القرآن وأخبر بها الرسول- صلوات الله وسلامه عليه-.
(1) سورة البقرة الآية 177
(2)
رواه الإمام مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. انظر صحيح مسلم. شرح النووي. كتاب الإيمان. جـ1، ص: 157، وأخرج البخاري نحوه عن أبي هريرة رضي الله عنه. صحيح البخاري. كتاب الإيمان. باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان. جـ1. ص:18.