الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيه النفوذ وصار لها من التأثير والأهمية ما يجعل الإلمام بها مهما لكل داعية لدفع أثرها من النفوس فالكفر يسبق الإيمان والتخلية تسبق التحلية وهدم الأنقاض يسبق البناء قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا} (1) وهو
رابعا العلم بطرق الدعوة ووسائلها وغاياتها:
أو بعبارة عامة- العلم بفن الدعوة. فالدعوة إلى الله فن لا يستطيعه إلا من آتاه الله أسبابه وسعى إليها سعيا حثيثا فالأمر يقتضي الاستعداد أولا ثم التدريب أو الممارسة ثانيا.
والدعوة إلى الله. . ليست هي الخطابة ولا القدرة على الحديث بألوانه المختلفة، إنما هي قبل ذلك كله إخلاص والتزام وقدوة ومواقف يقفها الداعية لله انتصارا للحق وانتصارا من البغي.
(1) سورة البقرة الآية 256
3 -
أما الصفة الثالثة: فهي
الخلق الوثيق:
وهي مرتبطة بالإيمان والعلم وناتجة عنهما: وهي التي تغزو قلوب المدعوين قبل أن يغزوها حلو الكلام أو حسن الاستدلال. . وفي مقدمة الأخلاق اللازمة للداعية. . الإخلاص والتجرد. . يليها الحلم يليها الصبر.
فلئن كانت الأخلاق صفة لازمة على وجه عام فتلك الألوان من الأخلاق لازمة بوجه خاص لأنها تساعد الداعية على ممارسة الدعوة كما تحفظ له حسن الاستمرار وحسن الإنتاج.
ويذكر بعض الفقهاء تلك الصفات عند الحديث عن النهي عن المنكر وهو أحد شقي الدعوة. . فيقولون:
العلم قبل الإنكار، والحلم عند الإنكار، والصبر بعد الإنكار.
ولقد يكون واضحا علة العلم قبل الإنكار وعلة الحلم عند الإنكار أما الصبر بعد الإنكار فهو صبر لازم لما يستتبع الإنكار عادة من انصراف المدعوين في البداية مما يلزم معه الصبر عليهم.
والصبر معها على أذى الطاغين: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} (2). {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (3).
وأخيرا الصبر انتظارا للنصر:
{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} (4){وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} (5){فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} (6).
ولذا كان من صفات المؤمنين {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (7) تلك كانت صفات لازمة: إيمان عميق، وعلم دقيق، وخلق وثيق.
ننتقل بعدها للحديث بإذن الله عن طرق الدعوة.
(1) سورة الكهف الآية 28
(2)
سورة البقرة الآية 214
(3)
سورة آل عمران الآية 142
(4)
سورة النصر الآية 1
(5)
سورة النصر الآية 2
(6)
سورة النصر الآية 3
(7)
سورة العصر الآية 3