الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذكر أن لكل منهما مراتب. وتحدث عن سبب الإجمال، وسبب البيان، وعن بعض مراتب الإجمال والبيان في القرآن الكريم. وفي الفصل الثالث بين أن القرآن يشتمل على مقاصد الإيمان من التصديق بالله تعالى والملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر، وأن هذه المقاصد جميعها في الفاتحة- وأخذ يبين ذلك.
وذكر المؤلف أن ما في القرآن من القصص والأخبار تكميل للمقاصد المذكورة، وأن سورة الفاتحة تتضمن ذلك، كما أن في هذه السورة وعدا ووعيدا، ثم أشار إلى أن القرآن لا يخرج عن أن يكون ثناء على الله تعالى، أو عبادة له سبحانه، والفاتحة أولها ثناء وآخرها عبادة. ثم ذكر أسماء الفاتحة.
وبعد هذا أورد المؤلف بعض الفوائد، فذكر فضائل بعض السور وأسرار ذلك، وأسباب اختصاصها بما ورد فيها، وتخلله تفسير موجز لسورتي الفلق والناس.
أما نسبة الكتاب للطوفي فواضحة جلية، رغم أنني لم أقف على من نسب الكتاب له من القدماء، فقد ذكره إسماعيل باشا البغدادي وهو يعدد مؤلفات الطوفي (1)، والكتاب في مجموع يحتوي على عدد من مؤلفاته، كتب في أول وآخر كثير منها اسم المؤلف، والأوضح من ذلك أن المؤلف أحالت فيه على كتابه "الرياض النواضر في الأشباه والنظائر" وهذا الأخير مما ذكره له المترجمون، كما أنه أحال على "الإيضاح " في كتابه " قاعدة جليلة في علم الكتاب والسنة"(2)
(1) هدية العارفين 1/ 400.
(2)
ينظر ص 103 من مقدمة شرح مختصر الروضة لتحقيق د. آل إبراهيم.
مخطوطة الكتاب:
يعرف لإيضاح البيان نسخة مخطوطة واحدة، وردت في فهرس مخطوطات برلين، وذكرها- بروكلمان (1)، ولم يشر إلى غيرها، ولم يهتد الدارسون والمعنيون
(1) تاريخ الأدب العربي- الأصل الألماني 2/ 108.
بالطوفي إلى غيرها. والكتاب في مجموع يحوي عدة رسائل للمؤلف، وكتاب "الإيضاح " تحت الرقم 940، ويبدأ من ق 49 أوينتهي في الورقة 57 ب. وفي كل صفحة تسعة عشر سطرا.
وقد جعل "الورد" مفهرس مخطوطات المكتبة نهاية الكتاب في الورقة 62، مدخلا معها تفسير المؤلف لسورتي " الطارق " و " الانشقاق "، وقد رجحت ألا تكونا منه، وأن تجعلا مستقلتين، وأنه لا علاقة بينهما وبين الفوائد التي أثبتها إيضاح البيان، ويرجح ذلك احتواء المجموع نفسه على تفسير سور " ق " و "القيامة" و "النبأ" للمؤلف نفسه، فهذا قوى في نفسه أن تكون سورتا " الانشقاق " و " الطارق " مثلها، وأن تنشر مستقلة (1).
ورسالة إيضاح البيان- كسائر الكتب في المجموع- كتبت بخط نسخي واضح، في القرن التاسع الهجري تقديرا، وقد نسخت عن نسخة المؤلف التي كتبها بنفسه في القاهرة سنة 711 هـ- في سجنه، وناسخ المخطوطة- كما ذكر في آخر سورة " ق " و "حلال العقد" هو محمد بن عبد الوهاب بن محمد الأنصاري الحنبلي. وقد قابل الناسخ النسخة على الأصل، وأثبت بعض التصويبات.
وعن هذه النسخة حققت الكتاب، ووضحت ما يحتاج إلى توضيح، وخرجت ما يجب تخريجه، وعلقت عليه بعض التعليقات دون إطالة.
ونسأل الله تعالى أن ينفع بالكتاب، وأن يثيبنا عليه، وأن يعفو عن تقصيرنا.
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(1) وهي كلها تحت الطبع الآن بتحقيقي.