الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الليل والنهار، وتكون الإنسان من نطفة، والنطفة من إنسان، وتولد النبات، وتولد الحيوان، لا ينعدم أبد الدهر. وثانيهما، أن بعث الإنسان وإعادة أجزائه بعد تحللها وفنائها غير ممكن. وقديما قال المشركون كما يقول أتباعهم من الماديين المعاصرين:
حياة ثم موت ثم نشر
…
حديث خرافة يا أم عمرو
ويقول آخر في رثاء أهل بدر من المشركين:
فماذا بالقليب ، قليب بدر
…
من الشيزى تكلل بالسنام
يخبرنا الرسول بأن سنحيا
…
وكيف حياة أصداء وهام (1)
وحكى عنهم القرآن قولهم: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} (2)، وقد جاءت ردود القرآن مؤكدة نهاية العالم وفناءه من ناحية، ومبرهنة على إمكانية البعث والحياة الآخرة من ناحية أخرى، كما تؤكد الحقائق العلمية المعاصرة أيضا هذه الحقائق وتشهد لها.
(1) الملل والنحل " الشهرستاني ". جـ 2، ص: -236 - 237.
(2)
سورة سبأ الآية 7
نهاية العالم وفناؤه:
إن هذا العالم ليس أزليا بل هو حادث، وإنه قابل للفناء، بل إنه سائر إليه لا محالة، وأن العلم الحديث قدم لنا العديد من الأدلة والقوانين العلمية التي تؤكد أن العالم بما فيه من أشياء يسير إلى نهاية محتومة (1).
فالعالم ما هو إلا مجموعة أشياء وكائنات، وأن تلك الأشياء والكائنات يجري عليها الفناء باستمرار، فإننا نلاحظ فناء الإنسان والحيوان والنبات وجريان العدم على أفرادها، ونرى الزلازل والبراكين تجتاح أنحاء كثيرة من العالم، وتدمر المدن والقرى، وتغير معالم الأرض في كثير من البلاد. فالعالم في
(1) الله يتجلى في عصر العلم (نخبة من العلماء الأمريكيين) ص: 27 الله جل جلاله. "سعيد حوى " ص: 21/ 28.
مجمله إذن عرضة للفناء، والعلم يكشف لنا أن الكون عبارة عن فضاء لا حدود له تدور فيه نيران هائلة لا حصر لها وهي السيارات والنجوم ومثالها كما يقول- وحيد الدين خان -: كملايين الخذاريف التي تدور على سطح معين بأقصى سرعة، وهذا الدوران يمكن أن يتحول في يوم ما إلى صدام عظيم لا يمكن تصوره. فدراسة علم الفلك تؤكد إمكان اصطدام الأجرام السماوية وتثبت أن الغريب حقا هو عدم توقع هذا الصدام، وهذا الواقع هو بعينه ما نسميه القيامة (1) ومن ناحية أخرى، فإن العلم يكشف أن بطن الأرض يحتوي على مادة شديدة الحرارة نشاهدها عندما ينفجر البركان. وهذه المادة تؤثر على الأرض بشتى الطرق، فمنها ما تصدر عنه أصوات مروعة رهيبة، وما نحس به من الهزات الأرضية التي نسميها الزلازل (2) وكما يعبر أحد الجغرافيين:" إن هناك جهنم طبيعية تلتهب تحت بحارنا الزرقاء، ومدننا الحضارية المكتظة بالسكان، وبكلمة أخرى نحن واقفون على ظهر لغم "ديناميت " عظيم، ومن الممكن أن ينفجر في أي وقت ليهدم النظام الأرضي بأكمله (3) وبعد أن يستعرض وحيد الدين خان رأي العلم في واقع الكون وما يحدق به من عوامل التدمير والفناء ينتهي إلى القول بأن " فكر الآخرة التي تقرر أن نظام الكون الموجود حاليا سوف يدمر يوما، لا تعني سوى أن واقع الكون الذي نشاهده في صورة صغيرة أولية، سوف يتجلى يوما في صورة نهائية كبرى. فالقيامة حقيقة معلومة في أعماقنا ونحن اليوم نعرفها في حد "الإمكان "، وسوف نلقاها غدا في صورة واقع (4).
وقد أشار القرآن من قبل إلى هذه الحقيقة فقرر أن للكون نهاية محتومة ينتهي إليها وأن كل ما فيه مصيره الفناء {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} (5){وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (6)،
(1) الإسلام يتحدى: 115 - 116.
(2)
المرجع نفسه: ص: 113 - 114.
(3)
المرجع نفسه: ص؛ 114.
(4)
المرجع نفسه: ص: 116.
(5)
سورة الرحمن الآية 26
(6)
سورة الرحمن الآية 27
{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (1) وبين أن القيامة تبدأ في صورة حدوث اضطراب في النظام الكوني يؤدي إلى فساده وتحلله، ويتمثل هذا في انفطار السماء، وانشقاق القمر، وطمس النجوم، وجمع الشمس والقمر، وزلزلة الأرض، وتشقق الجبال وتفتتها حتى تصبح هباء منبثا، إلى غير ذلك من الأحداث الرهيبة التي صورها القرآن في صور تبعث بالرهبة في النفوس. وتشعر بالهول والفزع الذي يحل بالناس في ذلك اليوم:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} (2){يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} (3){الْقَارِعَةُ} (4){مَا الْقَارِعَةُ} (5){وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ} (6){يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} (7){وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} (8){يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ} (9){وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ} (10){إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} (11){وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} (12){إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} (13){وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ} (14){وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} (15){وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ} (16){عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ} (17){إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} (18){وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} (19){وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} (20){وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} (21){وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} (22){وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} (23){وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} (24){وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} (25){بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} (26){وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ} (27){وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ} (28){وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} (29){وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ} (30){عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ} (31){إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} (32){لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} (33){خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ} (34){إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا} (35){وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا} (36){فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا} (37)
(1) سورة القصص الآية 88
(2)
سورة الحج الآية 1
(3)
سورة الحج الآية 2
(4)
سورة القارعة الآية 1
(5)
سورة القارعة الآية 2
(6)
سورة القارعة الآية 3
(7)
سورة القارعة الآية 4
(8)
سورة القارعة الآية 5
(9)
سورة المعارج الآية 8
(10)
سورة المعارج الآية 9
(11)
سورة الزلزلة الآية 1
(12)
سورة الزلزلة الآية 2
(13)
سورة الانفطار الآية 1
(14)
سورة الانفطار الآية 2
(15)
سورة الانفطار الآية 3
(16)
سورة الانفطار الآية 4
(17)
سورة الانفطار الآية 5
(18)
سورة التكوير الآية 1
(19)
سورة التكوير الآية 2
(20)
سورة التكوير الآية 3
(21)
سورة التكوير الآية 4
(22)
سورة التكوير الآية 5
(23)
سورة التكوير الآية 6
(24)
سورة التكوير الآية 7
(25)
سورة التكوير الآية 8
(26)
سورة التكوير الآية 9
(27)
سورة التكوير الآية 10
(28)
سورة التكوير الآية 11
(29)
سورة التكوير الآية 12
(30)
سورة التكوير الآية 13
(31)
سورة التكوير الآية 14
(32)
سورة الواقعة الآية 1
(33)
سورة الواقعة الآية 2
(34)
سورة الواقعة الآية 3
(35)
سورة الواقعة الآية 4
(36)
سورة الواقعة الآية 5
(37)
سورة الواقعة الآية 6