الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والظالمين قال تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (1){قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ} (2).
فيعطي ذلك كله الداعية طاقة من التوكل لا تمنعه الأخذ بالأسباب كما تعطيه طاقة على مواجهة الأحداث والصبر عليها.
كذلك فالداعية ينفث هذا الإيمان بين من يدعوهم تصحيحا لعقائدهم واستكمالا لنقصها، وزيادة فيما كان طيبا منها.
والعقيدة دائما نقطة البدء اللازمة إما عطاء لمن حرمها أو تصحيحا لمن غلط فيها أو استكمالا لما نقص منها.
(1) سورة التوبة الآية 51
(2)
سورة التوبة الآية 52
2 -
العلم الدقيق:
فاقد الشيء لا يعطيه ومن ثم فالداعية الجاهل لا يستطيع أن يعلم غيره.
يا أيها الرجل المعلم غيره
…
هلا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا
…
كيما يصح به وأنت سقيم
بيد أن العلم المطلوب بالنسبة للداعية يتعدد، فهو
أولا: العلم بالدعوة، العلم بأصول هذا الدين، وفروضه، وأحكامه. والعلم بمصادر هذا الدين من قرآن، وسنة وكيفية تفهمهما، وما يتفرع عن هذه المصادر ويستمد منها مثل الإجماع والقياس والمصلحة إلخ. وذلك اللون من العلم لازم وإلا فكيف يدعو إلى ما لا يعلم؟. وهو
ثانيا: العلم بأحوال المدعوين، العلم بعقلياتهم وعقائدهم وظروفهم وبيئتهم، فذلك يمكنه من حسن الاختيار، لما يناسبهم
ولما يعالج أدواءهم، وقد كان كل نبي يعرف ظروف قومه فيدعوهم بعد التوحيد إلى ترك ما يغضب الله.
فبعد أن يدعوهم إلى الله يقول: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ} (1){وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} (2){وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ} (3){فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} (4) وصالح يقول لقومه ثمود: {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ} (5){فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} (6){وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} (7){وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ} (8){فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} (9) ولوط يقول لقومه: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ} (10){وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} (11) وشعيب يقول لقوله: {أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ} (12){وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ} (13){وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} (14).
وهكذا. . يلزم معرفة ظروف المدعوين وأدوائهم تماما كما يفحص الطبيب أولا ليحدد الداء قبل أن يصف الدواء. وهو
ثالثا: العلم بالتيارات الفكرية المختلفة:
وهو وإن كان يدخل في ظروف المدعوين، لكننا خصصناه بالذكر لأنه لا يحظى في بلاد كثيرة إسلامية باهتمام المفكرين والذين يخططون لإعداد الدعاة.
وذلك رغم أن التيارات الفكرية العالمية صارت تتحكم في العالم وتتقاسم
(1) سورة الشعراء الآية 128
(2)
سورة الشعراء الآية 129
(3)
سورة الشعراء الآية 130
(4)
سورة الشعراء الآية 131
(5)
سورة الشعراء الآية 146
(6)
سورة الشعراء الآية 147
(7)
سورة الشعراء الآية 148
(8)
سورة الشعراء الآية 149
(9)
سورة الشعراء الآية 150
(10)
سورة الشعراء الآية 165
(11)
سورة الشعراء الآية 166
(12)
سورة الشعراء الآية 181
(13)
سورة الشعراء الآية 182
(14)
سورة الشعراء الآية 183