الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ} (1) وقوله تعالى: {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ} (2)، وقوله تعالى:{فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} (3)، وقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ} (4)، وقوله تعالى:{وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ} (5).
أما معناه الاصطلاحي: فهو الدوران حول الكعبة طاعة لله ومنه قوله تعالى: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (6)، وقوله تعالى:{وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (7).
تقول: طفت أطوف طوفا، وطوافا، والجمع: أطواف، والمطاف: موضع الطواف حول الكعبة.
(1) سورة الزخرف الآية 71
(2)
سورة الإنسان الآية 15
(3)
سورة البقرة الآية 158
(4)
سورة الأعراف الآية 201
(5)
سورة البقرة الآية 125
(6)
سورة الحج الآية 26
(7)
سورة الحج الآية 29
تسمية الطواف شوطا:
قد تقدم معنى الطواف، أما الشوط فهو الجري مرة إلى الغاية، والمراد
به: الطوفة حول الكعبة (1) وتسمية الطواف شوطا كرهه الإمام الشافعي (2) رحمه الله، وكره تسميته دورا أيضا، وسبب كراهة إطلاق الشوط أو الدور على الطواف ما روي أن مجاهد كره أن يقال: شوطا أو دورا، فقال الشافعي:(أكره ما كره مجاهد)، واستدل على ذلك بأن الله تعالى سماه: طوافا، تعالى:{وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (3)؛ ولذا يقال طواف وطوافان، ولا يقال: شوط أو دور. وبهذا قال جمهور الشافعية (4) تبعا للإمام الشافعي.
وخالف في ذلك بعض الفقهاء وعلى رأسهم النووي رحمه الله تعالى، واختار عدم الكراهية في تسمية الطواف شوطا؛ لأن هذه التسمية وردت على ألسنة الصحابة، وفي الأحاديث الصحيحة منها: حديث ابن عباس المتفق عليه، قال:«. . . أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرملوا ثلاثة أشواط، ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا الإبقاء عليهم (5)» . قال النووي: (. . . وهذا الذي استعمله ابن عباس مقدم على قول مجاهد)، وقال:(ثم إن الكراهة إنما ثبتت بنهي الشرع، ولم يثبت في تسميته شوطا نهي، فالمختار أنه لا يكره)(6).
وما قاله النووي حق؛ لأن روايات الصحابة رضي الله عنهم نطقت
(1) فتح الباري 3/ 470، مختار الصحاح ص (351).
(2)
الأم 2/ 150، حاشية الجمل 2/ 439، أخبار مكة للفاكهي 1/ 299.
(3)
سورة الحج الآية 29
(4)
حاشية الجمل 2/ 439، المجموع 8/ 55.
(5)
صحيح البخاري الحج (1602)، صحيح مسلم الحج (1266)، سنن النسائي مناسك الحج (2945)، سنن أبو داود المناسك (1886)، مسند أحمد بن حنبل (1/ 295).
(6)
المجموع 8/ 55، 56.