الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسباب الزحام في الطواف ومحاولة تقديم الحلول:
إن الطواف في مكان معين، وكثرة الطائفين، وحبهم لفعل الخير، وخصوصا في أيام المواسم كالحج، ورمضان، وليلة سبع وعشرين منه، يحدث تجمعات كبيرة، وهذا التجمع لا بد من التزاحم فيه، ولكن الذي يحدث الزحام الضار عدة أمور من أهمها:
1 -
جهل كثير من المسلمين بتعاليم الإسلام، فلا يعرفون شفقة ولا رحمة، فتجدهم يطوفون جماعات متراصين يدفعون من أمامهم دون هوادة ولا رحمة ولا شفقة.
وعلاج هذا هو: تعليم المسلمين حب إخوانهم، والإكثار من الدروس في الحرم وغيره من المساجد حول تراحم المسلمين وتعاطفهم، وتحريم إيذاء المسلم بالقول أو الفعل، ثم تنبيه هيئة الحرم الذين يراقبون الطواف، على من يرونه يزاحم، سواء كانوا جماعات أو فرادى، ويخبرونه بأن هذا العمل محرم ولا يجوز.
2 -
الزحام عند الحجر الأسود، هذا طبيعي؛ لالتقاء من يبدأ طوافه ممن هو مستمر فيه، ومن يقبل الحجر الأسود.
وعلاجه بثلاثة أمور:
أولها: أن يعرف الطائف أن استقبال الحجر الأسود، والوقوف أمامه أو مسحه أو تقبيله مستحب وليس واجبا، كما يجب عليه أن يعرف أن إيذاء المسلم حرام، فترك إيذاء المسلم واجب، فكان الإتيان بالواجب متعينا، فإذا عرف أن الوقوف لاستقبال الحجر الأسود فيه
ضرر على أخيه المسلم، وبالتزاحم المضر، وأن الضرر محرم، والوقوف مستحب، فإنه سيقدم الواجب على المستحب، ولا يقف، بل يستمر مع الطائفين.
ثانيا: وجود الخط - الذي هو علامة بدء الطواف - يسبب تدافع الطائفين لمعرفة مكان الخط، وتزاحمهم عنده، فيجب إزالة الخط القريب من الكعبة حتى يصل إلى زمزم، ويبقى الأخير من زمزم إلى الأورقة؛ لأن الزحام كلما بعد يخف، والبعيد عن الكعبة يصعب عليه تحديد بداية الطواف فيبقى الخط هناك، أما القريب من الكعبة فليس بحاجة إلى الخط.
ثالثها: يجب على الرجال الذين يقفون عند الحجر تنبيه المزاحمين، وتفريق الزحام كلما كثر على تقبيل الحجر الأسود.
3 -
الزحام بين مقام إبراهيم والكعبة، والسبب في ذلك ضيق المكان، وكثرة المصلين تحت جدار الكعبة، وعند المقام والملتزمين بباب الكعبة، والداعين.
وعلاج هذا منع المصلين تحت جدار الكعبة، وعند المقام والملتزمين وقت الزحام، ومراقبة ذلك من قبل هيئة الحرم وشرطته، وإعلام الناس بأن ركعتي الطواف لا يلزم أن تكون وراء المقام، بل كل الحرم مقام إبراهيم.
وأما وضع المقام فأقترح أن يدرس علماؤنا الأفاضل وضعه، إما بتصغير البناية التي عليه إلى أصغر حجم ممكن على قدر مساحة الحجر،
الحفر للحجر، وإنزاله تحت الأرض، ووضع زجاج قوي عليه بحيث تمكن رؤية الحجر، ولا يتكسر من المشي عليه، ويتسع المطاف، أو إلصاقه بالكعبة، أو ما يرونه مناسبا ونافعا. والله أعلم.