الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشوط. ويبدأ الشوط الذي قطع الطواف في أثنائه من الحجر الأسود. وهو قول أحمد بن حنبل وأصحابه (1)، وأحد وجهين عند الشافعية، (2)، ومندوب عند المالكية (3) إن قطعه لصلاة مفروضة.
ويظهر لي أن الموالاة شرط؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم والى في طوافه مع قوله: «خذوا عني مناسككم» ، ولأن الطواف صلاة فاشترطت له الموالاة، كالموالاة بين ركعات الصلاة.
والتفريق اليسير لا يبطل الموالاة؛ كالاستراحة من تعب، أو من سبقه الحدث فذهب وتوضأ فرجع، ونحوهما فإنه يبني على طوافه السابق، وكذلك من حضرته جنازة وهو يطوف، وإذا قطع الشوط قبل إتمامه فيتمه من مكانه الذي قطعه فيه إن صلى فيه، إن كان القطع لصلاة فريضة أو جنازة، أما إن ذهب إلى الصفوف، ثم رجع منها أو خرج من الحرم فيبدأ الشوط الذي لم ينته من الحجر الأسود؛ لأنه استقبل البيت واستدبره ومشى في غير طواف، وهذا هو الأحوط وخروجا من الخلاف، والله أعلم.
(1) كشاف القناع 2/ 483، 484. واقتصر على هذا القول، الشرح الكبير مع المغني 3/ 400، الإنصاف 4/ 17.
(2)
المجموع 8/ 49.
(3)
مواهب الجليل 3/ 78، أضواء البيان 5/ 328، حاشية العدوي 1/ 403.
الخاتمة
الحمد لله على تسهيله، وتيسيره، وتوفيقه على الانتهاء من إتمام هذا البحث، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى محمد بن عبد الله صلى
الله عليه وسلم، وبعد:
فلعلي في هذا البحث قد قدمت لإخواني زوار بيت الله الحرام ما يهمهم من شروط الطواف؛ ليطوفوا طوافا صحيحا متقبلا إن شاء الله تعالى.
وقد تبين لي أن الفقهاء الأربعة - رحمهم الله تعالى - اتفقوا على شرط واحد، وهو الطواف حول الكعبة، واختلفوا في بقية الشروط، وهذه الشروط العشرة التي ذكرت في البحث عند التدقيق، لا يطلق الشرط بمسماه الاصطلاحي عند الفقهاء إلا على ثلاثة منها:
1 -
النية.
2 -
الطهارة.
3 -
ستر العورة.
أما بقية الشروط فيطلق عليها أركان لا شروط؛ لأنها داخل الماهية، وتستمر حتى الانتهاء من الطواف، ولكني ذكرتها شروطا جريا على ما ذكره الفقهاء، وباعتبار أن صحة الطواف تتوقف على الإتيان بها.
كما تبين لي أن فقهاء الحنابلة لم يذكروا للطواف واجبات.
وكل ما أتمناه أن يحصل قارئ البحث على فائدة كبيرة تسهل عليه معرفة أحكام الطواف، وسهولة الاطلاع عليها بسهولة ويسر، وإن أراد التوسع يجد المراجع أمامه، وأن يهتم المسلم بعبادته؛ ليقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيما يلي سأختم خاتمتي بصفة الطواف، وذكر أسباب الزحام فيه، ومحاولة تقديم بعض الحلول. والله المستعان، وصلى الله وسلم على قدوتنا وإمامنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.