الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم (1)».
(1) رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب (الزهد)، باب (حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر)، ج 18 ص 139.
4 -
سكون الجوارح:
ويكون سكون الجوارح باجتناب كل فعل أو سلوك يظهر على الجوارح مما ينافي الصبر ويشتمل على الجزع والتسخط، كلطم الخدود، وشق الثياب والجيوب، وتسويد الوجه أو خمشه، ونتف الشعر أو حلقه، وتغيير العادة في الملبس والمفرش والمطعم، ونحو ذلك. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:«ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية (1)» . وتقدم معنا - آنفا - أن النبي صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة، والحالقة، والشاقة. والحالقة: هي التي تحلق شعرها عند وقوع المصيبة، والشاقة، هي التي تشق ثوبها عند وقوع المصيبة.
ويجوز البكاء على الميت حزنا على فراقه إذا كان على سبيل الرحمة به ولم يصاحبه ندب ولا نياحة، فلا يخرج المصاب عن
(1) رواه البخاري في صحيحه في كتاب (الجنائز)، الباب (35)، الحديث رقم 1294، ج 3 ص 163. كما رواه في كتاب (المناقب)، الباب (8)، الحديث رقم 2519، ج 6 ص 546. ورواه مسلم في صحيحه في كتاب (الإيمان)، باب (تحريم ضرب الخدود)، ج 2 ص 109.
حد الصابرين ولا عن مقام الرضا بالقدر توجع القلب ولا فيضان العين بالدمع، فإن ذلك مقتضى ما أودعه الله عز وجل في الإنسان من شفقة ورحمة. ولذا «ذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاة ابنه إبراهيم، ولما قال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه متعجبا -: وأنت يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: يا ابن عوف إنها رحمة، ثم أتبعها بأخرى، فقال: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرض ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون (1)» . وكذلك «لما رفع إليه صلى الله عليه وسلم ابن إحدى بناته ونفسه تقعقع كأنها في شنة (3)» .
(1) رواه البخاري في صحيحه في كتاب (الجنائز)، الباب (43)، الحديث رقم 1303 ج 3 ص 172، 173. وروى مسلم نحوه من حديث أنس بن مالك في كتاب (الفضائل)، باب (رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال وتواضعه) ج 15 ص 74.
(2)
رواه البخاري في صحيحه في كتاب (الجنائز)، الباب (32)، الحديث رقم 1284، ج 3 ص 151. ورواه مسلم في صحيحه في كتاب الجنائز، باب (البكاء على الميت)، ج 6 ص 224، 225.
(3)
(2) فاضت عيناه صلى الله عليه وسلم، ولما قال له سعد بن عبادة رضي الله عنهما متعجبا -: ما هذا يا رسول الله؟ قال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء